تجربة إيرين أ في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
أنا طبيبة، كنت قد غادرت كلية الطب في حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر. وحُبِست في الرصيف وسمعت بوق سيارة خلفي. التفت في تلك اللحظة لأرى سيارة برتقالية (نوع من الشاحنات الصغيرة) فوقي بالفعل. لقد أصابت الجانب الأيسر من جسدي، وطرت في الهواء وارتطمت برأسي (حسب إفادات الشهود لاحقًا) على الحافة العلوية لجدار بارتفاع ثلاثة أمتار من الأرض. لقد سقطت برأسي على الأرض أولاً ثم ضرب جسدي الأرض. لم أشعر بأي ألم. شعرت بالدوار كما لو أن قطنًا كان محشوًّا في رأسي، وشعرت بوخز خفيف في جميع أنحاء جسدي. وفكرت بأنه من الغريب أن لا أتأذى. لم أفهم ما حدث. أصبحت الأفكار مختلطة في رأسي ولكن بطريقة ما أدركت أنني تعرضت لحادث. رفعني أحدهم من الأرض وحملني ووضع جسدي على المقعد. كنت أنوي أن أخبرهم برقم هاتف عمي حتى يتمكنوا من الاتصال به ولكن لا أعرف إذا كانوا يفهمونني أم لا. إذ شعرت بعد ذلك أن كل شيء من حولي يختفي مع كل خفقة قلب. وأخيرًا أصبح كل شيء من حولي مظلمًا.
لم أعد أشعر بجسدي ورأيت بعض الأشكال بجانبي. كان أحد هذه الأشكال لعمتي الميتة لكني لا أعرف من هم الشخصان أو الثلاثة الآخرون. ثم شعرت بأنني قد سُحِبت عبر ما يشبه النفق وهبطت بهدوء. كان كل شيء من حولي مظلمًا. شعرت بوجود شخصية تقترب أمامي. وبطريقة ما تلقيت انطباعًا بأنني لا أستحق البقاء في هذا المكان فأغمضت بصري حتى لا أراه ولكنني أجبرت على الرؤية. ثم رأيت شكل رجل يقف فوق جدول ما. ويبدو أن مياه هذا الجدول مخلوقة من ضوء النيون السائل. رأيت قدميه وقد كان ينتعل حزاءً من نوع ما، ورأيت ملابسه. كان كل شيء فيه مبهرًا، بدا وكأنه مخلوق من النور. شعرت بحالة جيدة للغاية في حضوره ومُلئت بالحب المطلق غير المشروط. كنت أعرف في نفسي أنه عيسى المسيح (الذي لم أومن به) وتفاجأت. قلت: ولكنك غير موجود ... ! فأجاب: "عودي إلى الحياة" بدا صوته دافئًا ولطيفًا لكنني لم أرغب في العودة.
لم أتذكر أي شيء يربطني بهذه الحياة وشعرت بالاستغناء التام في حضوره. رأيت ما يشبه البطانية تتجه نحوي. وما لفت انتباهي هو أنها كانت من قماش خشن. لا تبدو ناعمة أو مضيئة. لم تشبه أي شيء من هذا القبيل لكن عندما لمستني شعرت كما لو كنت قد غُلِّفت من الداخل. لقد غمرني إحساس بالحماية والحب والاكتفاء لا أستطيع وصفه. ثم كرر عيسى كلامه: "عودي إلى الحياة" لكن هذه المرة بدا صوته أكثر حزمًا، ومع ذلك ظل محبًّا. شعرت في تلك اللحظة أنه نفخ شيئًا ما في أنفي. كان مثل سحابة بيضاء صغيرة ولكن بها مادة واضحة. ثم شعرت بأنني عدت أتنفس داخل جسدي.
أتذكر أنني شعرت بالعديد من الشقوق الصغيرة في رئتي. كان الأمر كما لو أنه خلال فترة توقفي عن التنفس، جفت الجيوب (الحويصلات الهوائية) قليلاً، وفي تلك اللحظة تمددت مرة أخرى. إنني دائمًا ما أفكر في هذا الجانب -مع أنه لا علاقة له بحالتي بل مجرد شيء يتبادر إلى ذهني دائمًا- عندما أرى طفلًا حديث الولادة ويبكي. أشعر بأنني أتفهم ذلك الإحساس بالتقاط أول الأنفاس.
فتحت عيني وأدركت أن قميصي كان مفتوحًا حيث شعرت بالهواء النقي يهب على صدري. وكان حولي العديد من زملائي يتهامسون فيما بينهم. وفجأة وقعت عيناي على أحدهم. نظرت إليه فقال: إنها على قيد الحياة؛ لنأخذها إلى المستشفى. ثم حملوني ووضعوني في سيارة.
وفي الطريق، أتذكر أنني كنت أقول: إن عيسى موجود. لقد رأيته. ولا أتذكر ردودهم. كنت أعلم أنه لن يحدث لي شيء وأنني سأعيش. كان لدي ورم دموي ضخم على جانب رأسي حيث تعرضت للضربة، لم أتمكن معه من تحريك رأسي بينما كنت ممددة. كان الجانب الأيسر من جسدي بأكمله أسود اللون، وبه ورم دموي ضخم. ومن ناحية أخرى، لم يكسر أي عظم من عظامي. أتذكر بوضوح كل ما حدث منذ لحظة الضربة وحتى استيقاظي على المقعد، مع أني تعرضت منذ تلك اللحظة لعدة هفوات. لقد عانيت فقدان الذاكرة لأسبوعين، وخلال الشهرين التاليين عانيت الإغماء والهذيان. لقد أصبت بارتجاج دماغي شديد. واضطررت إلى الخضوع لمختلِف فحوصات الصور المحورية المحوسبة (صور الأشعة السينية أو التصوير المقطعي) لمدة خمس سنوات بعد الضربة للتأكد من عدم وجود آثار رجعية. لم تكن لدي آثار جسدية لاحقة، ولا واحد منها. كنت أعلم سلفًا أن هذا ما سيكون عليه الحال. لقد تغيرت حياتي بشكل جذري في ذلك اليوم.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
١٩ أكتوبر ١٩٧٨.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟
نعم، حادث. صدمتني سيارة وتعرضت لضربات قوية في جسدي ورأسي.
كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟
مختلط.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
لقد فقدت الوعي بجسدي.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كان الأمر كما لو أن ذلك التفكير والتواصل (الذي لم يكن لفظيًّا بالتأكيد) كان أكثر مرونة.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
بعد الضربة، عندما انفصلت عن جسدي. ومع أني كنت واعية، لاحظت صعوبة في تكوين الأفكار. كان الأمر كما لو كان رأسي مليئًا بالقطن. وبعد أن أصبح كل شيء مظلمًا، كان الأمر كما لو أن جسدي لم يعد يعيقني عن التفكير. وعندما عدت إلى جسدي أدركت أنه كان من الصعب عليَّ إعادة ترتيب أفكاري من جديد.
هل تسارعت أفكارك؟
كلا.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
لم أشعر بوجود المكان أو الزمان.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
كلا.
يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
كنت أرى ما حولي كما لو كان على كرة صغيرة. كان الظلام حالكًا والنور شديد البياض لكنه لم يؤذ بصري. وقد فوجئت بتلك المياه التي تبدو أشبه بالنور، وبتلك السحابة البيضاء التي لها جسم.
يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
مع أني كنت أسمع ذلك التواصل، فهو لم يكن لفظيًّا.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
كلا.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
نعم، أحسست بقوة تشفطني عبر نفق بلا جدران. يبدو أن هذا النفق كان يشكل نفسه من تلك الحركة فائقة السرعة.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
نعم. قبل دخول النفق التقيت أحد أفراد عائلتي. رأيت أيضًا عددًا قليلًا من الأشخاص الآخرين الذين ربما كانوا أيضًا من العائلة ولكني لم أركز عليهم. ولم أتواصل مع أي منهم بأي شكل من الأشكال.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم. لقد كان ضوءًا كلما اقترب تحول إلى شخص. وعرفت عندما كنت أمامه مباشرة أنه عيسى المسيح الذي لم أكن مؤمنة به. فشعرت بالحرج.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر غامض؟
مكان غريب وغير مألوف.
ما العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
الخوف في البداية لأنني لم أكن أعرف ما كان يحدث لي، يليه الإحراج والمفاجأة والحب والحماية والسلام وشيء آخر لا يوصف. ولاحقًا عدم الرغبة في العودة. وعندما عدت شعرت بمزيج من المفاجأة والألم والشعور بأن عودتي كانت أمرًا جيدًا.
هل كان لديك شعور بالسلام أو السعادة؟
سلام لا يصدق أو سعادة.
هل كان لديك شعور بالفرح؟
سعادة.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
كلا.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
كلا. ربما استرجعت أحداثًا ماضية لكنني لا أتذكر ذلك على وجه اليقين. فقط أشعر بأن هذا ربما حدث. وأشعر أن حياتي تغيرت بشكل جذري بعد ذلك. لا أستطيع تحديد الوقت الذي حدث فيه هذا التحول بالضبط لكن حياة الخلود أصبحت في النهاية أولى أولوياتي. أنا لا أتعامل مع مشاعر الآخرين باستخفاف. لقد أصبحت حساسة للغاية في ما يتعلق بالروحانيات. والشيء الآخر الذي حدث هو أنني منذ ذلك اليوم فصاعدًا بدأت أسعى إلى إقامة علاقة مع عيسى. لقد استغرق الأمر مني سبع سنوات أخرى حتى وجدت ما كنت أبحث عنه.
هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟
كلا. لا أستطيع أن أجزم بدقة. في كثير من الأحيان ينتابني شعور بما سيحدث لكن لا أجرؤ على التحدث به.
هل وصلت حدًّا أو نقطة لا عودة؟
وصلت حاجزًا لم يسمح لي باجتيازه؛ أو أرجعت بعكس رغبتي.
الله والروحانية والدين:
ما دينك قبل تجربتك؟
ليبرالية. لقد كنت ملحدة، وقد بحثت في العديد من الفلسفات بدافع الفضول فقط. كانت عائلتي أرثوذكسية لكن كانت لدي شكوك جدية حول فعالية الدين. في اعتقادي، المسيح -مثله مثل العديد من الأنبياء الآخرين- ربما كان كائنًا فضائيًّا أو شيئًا مشابهًا، ظهر وأخاف عصور ما قبل التاريخ.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
نعم، كنت أسعى إلى تعزيز تلك العلاقة مع الله التي شعرت بها في تلك اللحظة. كان لدي يقين تام بأنني أفتقده، ويجب أن أجده. وقد التقيته أخيرًا بعد ٧ سنوات. كان الفرق هو أنني لم آخذ الأمر على محمل الجد من قبل. بالنسبة لي، كان موضوع الله وحياة الخلود وما إلى ذلك وسيلة لممارسة التسلط على الناس. كنت أعتقد أننا مجرد طاقة وقد تحولت من تلقاء نفسها أو شيء من هذا القبيل. ومن ناحية أخرى -بعد هذه التجربة- أصبح العثور على الله هو الجزء الأكثر أهمية في حياتي. يجب أن أقول أيضًا إن شكل علاقتي مع الله (أنا مبشرة، ولدت من جديد!) كان مختلفًا تمامًا عن بقية أفراد عائلتي وبيئتي في ذلك الوقت، والتي كانت أرثوذكسية. لقد تعرضت للاضطهاد والانتقاد بسبب إيماني. إنني أخشى أن أكون بعيدة عن الله.
ما دينك الآن؟
محافظة/ أصولية. أنا مؤمنة إنجيلية، وأدرك معنى ذبيحة المسيح على الصليب. لقد غيرت تلك التجربة التي عشتها نظرتي بشكل جذري لمعنى الحياة وتداعيات أفعالنا.
هل تغيرت قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم كنت أسعى إلى تعزيز تلك العلاقة مع الله التي شعرت بها في تلك اللحظة. كان لدي يقين تام بأنني أفتقده، ويجب أن أجده. وقد التقيته أخيرًا بعد ٧ سنوات. كان الفرق هو أنني لم آخذ الأمر على محمل الجد من قبل. بالنسبة لي، كان موضوع الله وحياة الخلود وما إلى ذلك وسيلة لممارسة التسلط على الناس. كنت أعتقد أننا مجرد طاقة وقد تحولت من تلقاء نفسها أو شيء من هذا القبيل. ومن ناحية أخرى -بعد هذه التجربة- أصبح العثور على الله هو الجزء الأكثر أهمية في حياتي. يجب أن أقول أيضًا إن شكل علاقتي مع الله (أنا مبشرة، ولدت من جديد!) كان مختلفًا تمامًا عن بقية أفراد عائلتي وبيئتي في ذلك الوقت، والتي كانت أرثوذكسية. لقد تعرضت للاضطهاد والانتقاد بسبب إيماني. إنني أخشى أن أكون بعيدة عن الله.
هل يبدو أنك قد واجهت كائنًا روحانيًا أو وجودًا أو سمعت صوتًا غير معروف؟
لقد صادفت وجودًا أكيدًا، أو صوتًا واضحًا من أصل روحاني أو غير مكتشف.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
نعم، كما أوضحت في سؤال آخر، تغيرت رؤيتي للحياة بشكل جذري ولا أستطيع تحديد السبب. كل ما أعرفه هو أنني بدأت أشعر بوعي مختلف منذ ذلك اليوم فصاعدًا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
نعم، بالتأكيد. أتذكر أنني كنت فاقدة السيطرة، أحاول استيعاب الفكرة ضمن ضوابط حياتي ثم بدأت أركز نفسي شيئًا فشيئًا. ومن ذلك اليوم فصاعدًا، أصبحت الحياة الخالدة أكثر أهمية بالنسبة لي من الحاضر.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
غير مؤكد. فمع أنه يمكن وصف التجربة بالكلمات، لدي انطباع بأنه لا يمكن نقلها بالكامل إلى الآخرين.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
غير مؤكَّد، أنا لا أتكلم عن هذا الأمر.
هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
لم أكن مؤمنة بالمسيح. وقد فوجئت برؤيته، وفي البداية أعتقد أنني لم أدرك هويته. ولاحقًا، عرفت بداخلي أنه هو.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم، شاركتها لمرات قليلة جدًّا. أعتقد أن المرء يتأثر عندما يجد شخصًا موجودًا على الجانب الآخر، ومع ذلك لا أحد تقريبًا يتحدث عن هذا. لا أذكر كم من الوقت مضى بين هذه الحادثة وحديثي عنها.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد. لقد فوجئت وارتجفت. أتذكر أنني كنت في السيارة أحدث نفسي بهذه التجربة، أحدثها عن هذه الحادثة - وهذا ما يعكس مدى تأثري بها. لقد غيرت حياتي.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
ربما كانت التجربة حقيقية. أنا متأكدة من أنني كنت أمام المسيح وشعرت بمحبته، وأنه أمرني بأن أعيش ونفخ شيئًا في داخلي عبر أنفي. وأيضًا أتذكر بوضوح ذلك الفرم الناعم لرئتي. والباقي تضاءل قليلًا، مع أنه لا يزال باقيًا.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.
هل لديك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟
لقد صيغ الاستبيان بشكل جيد لكنكم لم تترجموا السؤال رقم ١٤ إلى اللغة الإسبانية.