تجربة الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

في عام 1963 خضعت لعملية جراحية لإصلاح ثقب كبير في حجابي الحاجز، الذي كان قد تآكل حرفيًا بسبب تعرضي لإشعاع الميكروويف نتيجة تسرّب في جهاز رادار كنت أعمل عليه في البحرية. استغرقت الجراحة ست ساعات ونصف. وبعد ستة أيام من الجراحة الأولى، انفجر الشقّ الجراحي بالكامل وانفتح بقوة كبيرة. وأجريت لي جراحة أخرى استغرقت خمس ساعات ونصف لإصلاح الضرر، وتم نقلي إلى وحدة العناية المركزة للتعافي. وبدلاً من الاستيقاظ بعد الجراحة، وجدت نفسي أنظر إلى الأسفل على جسد مستلقٍ على السرير ومحاط بأنابيب مختلفة، وكان الجسد ميتًا بالفعل، وبدأ يكتسب شحوب الموت الرمادي الأزرق. لم أكن حينها مدركًا أنني كنت أنظر على نفسي بالأسفل.

رأيت أحد أفراد طاقم مستشفى البحرية المناوب في وحدة العناية المركزة وهو يتحدث إلى شخص ما على الهاتف، ويبدو أنه كان يستمتع بالمحادثة لأنه كان يضحك. رأيته يستدير ليكتشف أن مريض الجراحة الجديد توقف عن التنفس. واعتبارًا من تلك اللحظة، كنت أشاهد وأسمع كل شيء يحدث وأنا خارج جسدي.

ثم رأيت أحداث حياتي كلها تمر أمامي. ليس من داخل نفسي، بل من خارجها. رأيت نفسي أفعل كل شيء وأي شيء قمت به في حياتي كلها. رأيت من أنا. رأيت ما كنت أفعله مهما كان. كل تلك الأحداث كانت مصحوبة بالمشاعر، ليس مشاعري الخاصة فقط، بل مشاعر كل من كنت معهم في تلك الأحداث. لم يكن هناك من يقول لي إن ما قمت به كان صواباً أو خطأ. كنت أعرف ذلك فطريًا، وأدركت الخير والشر فيما صنعت. لم يوجه أحد أصابع الاتهام إليّ بسبب أي شيء قمت به على الإطلاق.

والشيء التالي الذي حدث هو أنني شعرت وكأنني عالق في مركز دوامة. كان شكلها الخارجي يشبه السحاب، لكنها أخذت لونًا ذهبيًا أو كهرمانيًا. كانت أشبه بضباب في ليلة ضبابية تحت أضواء الشوارع الصفراء أو الكهرمانية التي اعتادنا عليها في سان دييغو.

وفي نهاية هذا النفق أو الدوامة كان هناك نور أبيض ساطع لم أرَ له مثيلاً في حياتي. وعندما اقتربت منه، أخذ شكلاً بشريًا وظهر كرجل يرتدي رداءً أبيض طويلًا مع حزام ذهبي حول الخصر. كان شعره طويلاً منسدلًا، وكان النور ينبعث من وجهه.

لقد تم إطلاعي على الكثير من الأشياء، لكن لم يُسمح لي بتذكر الكثير منها لسبب ما. أتذكر أنني أُخبرت بأنني توفيت قبل أواني. ثم قيل لي: "أخبرهم! أخبرهم! أخبرهم!"، ثلاث مرات. وقيل لي إنني لست إلا واحد ممن سيكشفون المجد. ثم قيل لي: "جاك! يجب أن تعود. أنت لم تنتهِ مهمتك على الأرض بعد". ولم يتم إخباري بما يجب أن أقوله. ولم يتم إخباري بماهية المهمة.

مع كل ذلك عدت عبر الدوامة إلى جسدي في المستشفى. كان هناك أشخاص حول جسدي من كل مكان. المكان الوحيد الذي كان خاليًا هو عند قدمي. عادت روحي إلى جسدي مرة أخرى من خلال أصابع قدمي. وظلت قدماي تؤلمانني لأسابيع بعد ذلك. وكلما حاولت المشي، كلما شعرت بألم شديد خاصة في الأصابع.

كان الطبيب على وشك فتح صدري والقيام بتدليك القلب المفتوح عندما فتحت عيني وتحدثت إليه وقلت له إنني لا أريد ذلك. كان أيضاً ينوي عمل فتحة في قصبتي الهوائية، وأخبرته أنني لا أحتاج إلى ذلك أو أرغب فيه. لم يجروا لي أي من هذين الإجرائين.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 8/9/1963.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. امتلأت رئتاي بحمض المعدة بسبب الشفط الجراحي. وصفوا حالتي بأنها التهاب رئوي شفطي. وهذا ما أدى إلى حدوث تجربة الموت.

ما فهمته هو أن كافة وظائف القلب توقفت تماماً لمدة لا تقل عن سبعة عشر دقيقة، وهو ما تم تسجيله. ولا أحد يعرف كم مر من الوقت قبل أن يتم اكتشاف أنني لا أتنفس ولا توجد لدي علامات حيوية.

هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ نعم. من المحتمل أن يكون ذلك بسبب التخدير. لكنني لا أعتقد شخصياً أن التخدير كان عاملاً على الإطلاق.

هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟ لم تكن التجربة تشبه الحلم بأي حال من الأحوال مقارنة بالأحلام التي كنت أتذكرها حتى وقت حدوثها.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم. شعرت وكأنني كنت غيمة عند مكان جسدي المادي. الجزء مني الذي قام بالرحلة عبر النفق أو الدوامة كما أصفه كان له شكل بشري، لكنني لا أستطيع وصف كيف بدا مظهري من حيث الملابس.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ لم أستيقظ جسديًا بعد الجراحة الثانية. لكنني وصفت بالضبط ما حدث حينما كان الفريق الطبي يحاول إنعاشي. كان وصفي وصف من كان يستطيع رؤية الغرفة بأكملها من الأعلى. لم أكن أنظر من خلال زوج واحد من العيون. كما أنني وصفت المعدات الطبية بتفصيل دقيق لم أراه من قبل في حياتي، خاصة من هذا المنظور. حتى أنني تمكنت من قراءة الملصقات الموجودة على هذه المعدات.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. كل شيء بدا خارج نطاق الزمن.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. سمعت ما بدا وكأنه ريح عاصفة قوية وأنا داخل الدوامة.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ سمعت ورأيت كل ما قيل وحدث بجوار سريري خلال محاولات الإنعاش. رأيتهم يفركون قطبي الصدمات الكهربائية معًا ثم يضعونها على صدري، وشاهدت جسدي الميت ينتفض في الهواء. رأيت الطبيب يقفز على السرير ليجلس فوق جسدي ويضرب صدري وهو يصرخ قائلاً: "تنفس أيها اللعين، تنفس". وعندما تمكنت من التحدث عما أتذكره، قالوا لي إنه لم يكن بإمكاني رؤية تلك الأشياء لأنني كنت ميت. لكنني كنت مصرًا ولم أترك الأمر يمر. وأخيراً بعض ممن كانوا حاضرين بدأوا يستمعون إليّ، وأقروا بأن ما وصفته كان مطابقًا لما يتذكرونه من تلك الأحداث.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. بدا الأمر وكأنني كنت موجود داخل دوامة ذهبية كان شكلها الخارجي يشع بالنور الذهبي عبر مادة تشبه الضباب. لقد كانت حركتها مستمرة وكأنني داخل إعصار.

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. كانوا في الجنة. أعتقد أنني قابلت يسوع. لقد توفيت قبل أواني. ولم أكن إلا واحد ممن سيكشفون المجد. "أخبرهم! أخبرهم! أخبرهم. جاك! يجب أن تعود. أنت لم تنتهِ مهمتك على الأرض بعد".

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. كان النور يشع من المكان الذي يكون فيه الوجه عادةً.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ كانت المشاعر عبارة عن غياب تام للخوف. ومشاعر السلام الداخلي الأعظم الذي عرفته في حياتي.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون. بدا الأمر كأنني أصبحت جزءًا من المعرفة والفهم التامين.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ كنت أشاهد نفسي أقوم بكل الأشياء التي قمت بها مع الأشخاص الذين كنت معهم. وبدأت الرؤية من وجودي في الرحم واستمرت حتى وقت حدوث التجربة. رأيت نفسي في حفل تعميدي في كنيسة خشبية صغيرة في نيو ووترفورد، أوهايو. كنت صغيرًا جدًا ولا أستطيع حتى الزحف، ناهيك عن المشي أو الكلام. كنت أنظر إلى لافتة زرقاء وبيضاء ضخمة على جدار الكنيسة خلف المنبر من أعلى. كان عليها طائران كبيران أبيضان، ومكتوب عليها "الله محبة". كان الطائران حمامتان. لقد اعتدت الذهاب إلى هذه الكنيسة حتى انتقلنا من تلك المدينة عندما كنت في الصف الرابع.

ورأيت نفسي مع عدد من أبناء عمي عندما كنت في الرابعة من عمري، كنا نشاهد بناء طريق جديد. أذهلتني معدات تقليب الأرض. لكن ما اكتشفته هو أنني تبولت في سروالي لأننا قضينا وقتًا طويلًا هناك. ولم يرد أحد المشي معي لأن رائحتي كريهة للغاية.

ورأيت نفسي أزحف على الأرض، وأرفع غطاء مقبس الكهرباء، وأدخل إصبعي، وأتعرض لأول صدمة كهربائية في حياتي. واستمرت ذكريات أحداث حياتي تمر أمامي.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لا.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم. ولكنه لم يكن حدًا ذو هيكل. لم أكن أستطيع تجاوز الحد الذي وضعه النور. لم يُسمح لي بالذهاب أبعد من المكان الذي كنت فيه.

الله والروحانية والدين:

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. أبحث عن الخير في البشرية جمعاء. وتوقفت عن إصدار الأحكام على الآخرين. ولم يعد لدي أي خوف من الموت.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد مرورك بتجربتك؟ انظر ردودي على الأسئلة الأخرى.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ كانت أول اثنتي عشرة سنة من حياتي بعد التجربة جحيمًا حرفيًا. حتى نشر الدكتور مودي كتابه "الحياة بعد الحياة" في سنة 1975، كان الناس ينظرون إلي وكأنني مجنون.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. طريقة التواصل معي كانت ربما تشبه ما يسمى بالتخاطر العقلي، ولكنها مختلفة. فعندما كنت أفكر في أي فكرة، كنت أجد ان الإجابة موجودة بالفعل بفهم تام وكامل قبل حتى أن تكتمل الفكرة.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم كما يريد الله، أجد نفسي أخدم في تسعة من الهبات الروحية الكتابية. ولكن فقط كما يريد الله. لم أُعطَ يومًا الخيار في من يتلقى هذه الهبات وأين. أما الهبة الأساسية التي أراها تتجلى في حياتي فهي موهبة الشفاء.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أفضل جزء في التجربة كان عدم الشعور بأي ألم. والشعور بالسلام التام. أما الجزء الأسوأ فكان عدم تصديق الآخرين للتجربة التي لم أستطيع نسيانها.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لقد نشرت تجربتي على موقعي الإلكتروني، وكثير من الناس الذين قرأوها كتبوا لي، وقالوا إنها كانت محورية في تعزيز إيمانهم بالله الذي لم يكن موجودًا لديهم من قبل. كما طلبوا مني الصلاة من أجل الكثير من الناس بعد قراءة تجربتي.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ نعم. في سنة 1989، كنت أصلي وعشت تكرار لتجربة مراجعة أحداث حياتي كالتي مررت بها أثناء تجربة الاقتراب من الموت. لكن هذه المرة لم تتوقف عند سنة 1963، بل استمرت حتى ذلك اليوم. كنت أعاني من كوابيس السقوط في حفرة مظلمة وكنت على وشك الاصطدام بالقاع، ولكني لم أستطع رؤية القاع. عندما كانت تنتهي هذه الرؤية، كنت أسقط روحياً في تلك الحفرة السوداء. وفجأة سمعت نفس الصوت الذي أتذكره من تجربتي في الاقتراب من الموت يقول لي: "جاك! استدر".

وعندما استدرت، وجدت هناك نفس النور الذي كان موجودًا في نهاية نفس النفق الذي أتذكره منذ سنة 1963، ولكنه كان بعيدًا جدًا هذه المرة. وفي تلك اللحظة تغيرت حياتي تمامًا، وبدأت في تسلق جبل الله المقدس ولم أنظر إلى الوراء أبدًا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ لقد بقيت في المستشفى لمدة مئة وواحد يوم. وأصبت بحمى ووصلت حرارتي إلى 107 درجات (41.7 مئوية) لمدة أحد عشر يومًا قبل أن تنخفض أخيرًا.

كانوا يأخذونني من سريري ويضعونني في حوض مليء بالكحول الوردي، ثم يضيفون الثلج لخفض درجة حرارة جسمي إلى 86 درجة (30 مئوية)، ثم يعيدونني إلى السرير. استمرت هذه العملية دون توقف لمدة أحد عشر يومًا وليلة.

لم أتمكن من النوم لمدة ثلاثين يومًا تقريبًا بعد مروري بتجربة الاقتراب من الموت.

وحتى يومنا هذا، لا أنام إلا حوالي ثلاث أو أربع ساعات كل أربع وعشرين ساعة.

كان وزني مائة وسبعة وستين رطلاً (75 كيلوغرام) عندما دخلت المستشفى. ثم انخفض وزني إلى حوالي ثمانية وسبعين رطلاً (35 كيلوغرام)، قبل أن أبدأ في استعادة وزني.

عندما كانوا يخرجونني من السرير، كان عليهم تغيير الأغطية في كل مرة، لأنها تكون مغطاة بطبقة رمادية دهنية مثل الغبار في الموضع الذي ينام عليه جسدي. من الواضح أنها خلايا ميتة كانت تنسلخ من جسدي.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ لا أعتقد أن هناك علاقة بين تجربتي في الاقتراب من الموت وما يسمى بتجارب الخروج من الجسد التي يُحدثها البعض بأنفسهم. أنا أؤمن بهذا بسبب اختلاف المصدر الروحي لكل تجربة.

هناك أرواح في هذا الكون، لكن لا يوجد سوى روح واحدة فقط لله. بينما توجد العديد من الأرواح الأخرى. إحدى الهدايا التي باركني الله بها هي تمييز الأرواح الأخرى. إن ما تعلمته عن هذا الأمر سيذهلك. أي شخص يسعى وراء هذه الأمور فهو يسعى لأن يقضي الأبدية في مكان لا يريد الذهاب إليه.

إن تجربة الخروج من الجسد ليست سوى تقليد للتجربة الحقيقية. ما عدا ذلك، لا يوجد وجه تشابه بين التجربتين.

كلتاهما لها طبيعة خارقة، ولكن الفارق في الأرواح المسؤولة. كما أنني أؤمن أن الشخص الذي يمر بتجربة اقتراب من الموت شبيهة بالجحيم، فإن الأرواح المسؤولة عنها ليست الروح القدس.