جاكي ج. تجربة الاقتراب من الموت المحتملة
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

لقد بدأ كل شيء بوفاة والدتي يوم 31 ديسمبر 2006، في الساعة السادسة والنصف صباحًا. في ذلك الوقت كنت قد عانيت مرتين من صعوبات في التنفس بسبب السكري. لم تكن صحتي سيئة من قبل أبدًا. كنت أتمتع بصحة ممتازة ولم أُصب حتى بالإنفلونزا. لكن هذه الأوقات كانت عصيبة. طوال العام كنت مريضة بالتهاب الشعب الهوائية الذي استمر لمدة 3 أسابيع بعد جنازة والدتي. تحسنت جسديًا بعد ذلك، لكنني كنت أعاني داخليًا بشكل كبير. لم أستطع تقبل وفاتها، ورغم أنني تعافيت جسديًا ولم أكن أؤمن بالظواهر الخارقة للطبيعة كثيرًا، إلا أنني بعد رحيلها بدأت أسمع أشياء، وبدأت أشعر بوجودها، بل وحتى أشم رائحتها. في البداية، اعتقد الجميع أنني أهذي. ولكن كانت هناك العديد من المناسبات التي شهد فيها آخرون أنني لم أكن أكذب. أصدقائي وعائلتي وحتى إخوتي تأكدوا بشكل فعلي وبدأوا يصدقونني. حدث كل هذا على مدى عدة أشهر، وكنت مشتتة الذهن للغاية لدرجة أنني بدأت أتناول وجباتي أثناء السير في الشارع. بالإضافة إلى حزني، كان من الطبيعي أن يبدأ جسدي في المعاناة. بدأت أشعر بالمرض مع ظهور حمى في نصف جسمي، وصولاً إلى رأسي، مع آلام في المعدة وصداع شديد وكان الأمر مروعًا. ومع ذلك، ظننت أنه مجرد تأثير الحرارة لأن الطقس هنا شديد الحرارة والجفاف. نطلق عليها اسم ضربة الشمس. أخذت محاليل ملحية واستحممت لتقليل الحمى وخفض الحرارة.

كانت الحمى تظهر وتختفي فجأة. بقيت على هذا الحال لمدة أربعة أيام، وعندما نظرت في المرآة، رأيت وجهي شاحبًا وقبيحًا وكأنه يتحول إلى جمجمة. كنت أبكي وأفزع نفسي. وفي هذا الوقت فقدت شهيتي وشعرت بالضعف أثناء ذهابي إلى العمل، لكنني استمررت إلى أن استيقظت ذات صباح وقد أصبحت صفراء اللون تمامًا، ولم أستطع المواصلة. طلبت المساعدة فأخذوني إلى الطبيب، حيث تم تشخيصي بالتهاب الكبد الوبائي أ (نتيجة تناول طعام غير نظيف في الشارع). بسبب إهمالي لنفسي لمدة شهرين ومرضي، تلقيت علاجًا بالأدوية التي أخرجت العدوى من جسمي، لكنني عانيت آلامًا مروعة، حيث تأثر كبدي وكليتاي بالعدوى والالتهابات. وقضيت شهرين طريحة الفراش، واستغرق التعافي الكامل ستة أشهر مع اتباع نظام غذائي خالٍ من الدهون لتجنب تلف الكبد والكلى.

كان النظام الغذائي صارمًا ويمكنك أن تتخيل مدى تأثيره عليّ. لقد فقدت حوالي 8 إلى 10 كيلوجرامات في 3 أيام وأصبحت نحيفة للغاية. أروي هذا لكم حتى تعرفوا قصتي وتتفهموا كيف كانت الأمور تسير في ذلك الوقت. لم أعد أملك الرغبة في الحياة. فكرت في الموت وتمنيته. كل شيء فعلته كان يسبب لي الألم. لم أكن أستطيع تناول أي شيء وشعرت أنني في أسوأ حالاتي. هذا الألم البشع لا أتمنى لأحد أن يشعر به.

لو لم تكن أختي بجانبي، لما كنت موجودة هنا اليوم لأروي قصتي. فعلت كل ما بوسعها لمساعدتي على التعافي قليلًا والبدء في تناول الطعام. ولكن بعد مرور أسبوع، كنت قد فقدت المزيد من الوزن وواجهت صعوبة في الشرب أيضًا. استمر هذا الوضع حوالي 15 يومًا لم أتناول فيها أي طعام تقريبًا. أختي أيضًا مرّت بتجارب خارقة للطبيعة. حلمت بأمنا التي أخبرتها أنها ستكون دائمًا معي، تعتني بي حتى أتعافى، وأنها ستشفيني. لكن الجميع رأوا أن حالتي كانت تزداد سوءًا، وبدا الأمل ضئيلًا. كنت الوحيدة من بين خمسة إخوة وأخوات التي تأثرت على المستوى الجسدي والعاطفي على هذا النحو. تأثر الآخرون أيضًا، لكن حالتي كانت الأسوأ.

طوال الأسبوع بقيت في بيت والدتنا، حيث كنت أعيش وقتها مع أخي فقط. لم أرغب في أن يشعر بالوحدة، ولم أكن قادرة على ركوب السيارة أو الذهاب إلى أي مكان بسبب آلام الكلى التي جعلتني طريحة الفراش. خلال هذه الأيام، شعرت بشعور غريب في قدميّ، ربما بسبب الحمى التي كانت تأتي وتذهب في جسدي. كنت أنام رغمًا عني، خائفة من أنني قد لا أستيقظ. في إحدى الليالي، وبينما كنت على وشك النوم، شعرت أن أحدًا يراقبني من خلال النافذة. رأيت عينين صفراوين، لا أعرف ما كان ذلك، لكنني استسلمت للنوم على الفور. اختفى الزمن ورأيت نفسي في مكان هادئ جدًا، مكان منعش ودافئ للغاية. كان بإمكاني رؤية أشجار ضخمة جدًا، ليست من هذا العالم أو على الأقل لم أرَ مثلها من قبل. لم أنظر إلى جسدي، لكن كان لديّ عينان وسمعت موسيقى تشبه الموسيقى الاحتفالية. رأيت أناسًا متوفين، من الجيران والأقارب، في مكان يشبه الغابة. لكن أغرب وأجمل شعور كان أنني أثناء وجودي هناك، وأنا متأكد أنني كنت هناك، لم أشعر بأي ألم. كل ما شعرت به كان شيئًا رائعًا يغمر جسدي؛ سلام وحب لا يمكن وصفهما، يجب تجربتهما، رغم أنني لا أتمنى شيئًا سيئًا لأي شخص.

شعرت بإحساس "أين أنا؟"، ثم "أنا أعرف أنني هنا ولا أريد العودة إلى هناك. أعرف أنني قد متُّ، وحياتي السابقة لم تعد تعني لي شيئًا". إنه شعور ينتابني ويغمرني؛ إنه شعور جميل.

بدأت أرى بعض الأكواخ، كانت غابة ساحرة، ثم فجأة وجدت نفسي أحوم في الهواء ورأيت أناسًا يتناولون الطعام. كانوا جميعًا يرتدون ملابس بيضاء، سترات أو قمصانًا طويلة، لا أذكر بالضبط، ورأيت أمي من بعيد تتحدث مع شخص ما، وكان هناك شخصًا آخر يقترب منها. في تلك الأثناء، سألني آخرون عن سبب وجودي هناك. قلت لهم: "هل دعوتموني للحفلة أم لا؟"، فأجابوا: "لا، أنتِ غير مدعوة". ثم اقتربت أمي ووبختني قائلة: "ليس من المفترض أن تكوني هنا، هذا ليس وقتكِ، ويجب أن تعودي"، قلت لها: "لا، أنا سعيدة هنا"، وعندها شعرت بشيء يسحبني من الخلف. كل شيء أصبح مظلمًا وفجأة صار مشوشًا. لا أعرف إن كانت رؤية أم لا، لكنني كنت لا أزال هناك وبدأت أرى نوعًا من الأحجية ينجلي شيئًا فشيئًا. لم أكن أعرف أين كنت، حيث كنت في الحفلة، ثم تدريجيًا صار كل شيء واضحًا. استغرق الأمر حوالي دقيقة واحدة. كنت في حالة صدمة، ولم أتعرف على أي شيء، ثم أدركت أنني كنت في غرفتي وسألت نفسي: "كيف وصلت إلى هنا؟".

ثم رأيت نفسي ممدة على السرير كالجثة، كنت شاحبة وفمي مفتوح. بعد دقيقة أو نحو ذلك أدركت ما كان يحدث، ولم أستطع التنفس. ثم شعرت بأنفاسي تعود، كان الأمر غريبًا جدًا، أخذت نفسًا عميقًا من فمي وشعرت بألم شديد في صدري. نهضت وظللت في هذه الحالة لمدة ساعة تقريبًا. لا أحد تمكن من تفسير ما حدث، يقول البعض إنني متُّ ثم عدت، وأنني أُرسلت من العالم الآخر وحصلت على فرصة ثانية، وأنني وُلدت من جديد. بعد أن حدث هذا، لم أخبر أحدًا بالأمر لعدة أشهر خوفًا من أن يسخروا مني، لكن منذ ذلك الوقت بدأ الناس يرون أشياء في المنزل، أشياء تتحرك، وأحيانًا تُشكّل علامات على الأرض. الأبواب تُفتح وتُغلق، وأحلم بأمي، ومن الغريب جدًا أنني عندما أكون في أقصى درجات السلام أرى نوراً يخرج من جسدي. لا أعرف إن كان هذا النور هو هالتي أم روحي؛ لكنني أشعر أنني لست مرتبطة بجسدي بشكل كامل، لأنني عدت لأن أجلي لم يحن بعد. أشعر بسلام أكبر وكأنني أصبحت شخصًا أفضل، رغم أنني ما زلت لديّ أخطائي. لا أتمنى شيئًا سيئًا لأي أحد. يخيفني التفكير في أنني أرى أشياءً وأحلم أحلامًا وتأتيني رؤى مستقبلية، والتي مررت بها، ولا أريدها أن تكون بسبب هذا. وهي أشياء كانت تحدث لي قبل هذه التجربة، لكنها الآن أصبحت أكثر تكرارًا. أنا لست مجنونة، وأعلم أن هذه التجربة كانت حقيقية، لقد كنت هناك، لكن في هذه الأيام هناك نقص مؤسف في الإيمان، ونحن قلة، أولئك الذين منحوا هذا الامتياز بأننا شعرنا بوجود الله، إن لم نكن رأيناه، الله الذي يملأني بذلك الحب العظيم الذي أعلم أنني لا أستحقه. أشكر الله لأنه سمح لي بأن أكون معه، وأن أعرف أن الجسد يموت، لكن الروح تظل موجودة في مكان آخر، في بُعد آخر؛ وأنني سأعود إلى هناك عاجلًا أم آجلًا. لن أذهب إلى هناك، بل سأعود، لأنني كنت هناك بالفعل. أريد أن أطلب من الناس بأن يتحلوا بالإيمان. الله لا يزال مؤمن بأننا قادرون على التغيير وعلى أن نصبح أشخاصًا أفضل. باركهم الله دائمًا واملأهم بالنور والسلام العظيم، أولئك الذين يرعاهم الله. وداعًا.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: يوليو 2007.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. المرض. تعرضت لأزمة قلبية. في وقت حدوث هذه التجربة، كنت أعاني من انقطاع في التنفس أثناء وجودي في السرير، كنت في حالة نفسية سيئة، كنت ضعيفة جدًا ومريضة جدًا.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ تجربة رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ لقد كنت واعية طوال التجربة.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. بدا الوقت ضائع، وبدت الدقائق أبدية.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكّد. لا أتذكر هذا، لكن نعم يبدو أنني مررت داخل نفق، لكن ليس لدي ذكرى واضحة على الإطلاق عن هذا الجزء.

هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ نعم.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ عالم روحاني أو غير أرضي بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الكثير من السلام والحب والسكينة. لم أشعر بالألم أبدًا، ولم أرغب في العودة. كنت سعيدة لأن الله ملأني بحبه. هناك تنسى كل شيء عن هذه الحياة، هناك ستكون أفضل حالًا.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظة / أصولية. كاثوليكية.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.

ما هو دينك الآن؟ محافظة / أصولية. كاثوليكية.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. ساعد الآخرين، وتحدث عن الله.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. أعتقد أن الناس أصبحوا أكثر تعلقًا بي في بعض النواحي، فهم يستمعون إليّ، ويعيشون معي، ويعلمون أنني لست إنسانة سيئة. لقد غيروا نظرتهم ليّ، وأشعر أنني محظوظة ومدللة بسببهم.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.

هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا، لقد رأيت أحلامًا تنبؤية. مثلًا قبل 15 يومًا من وفاة عمي، رأيت في حلم أن سيموت، وقد مات بنفس الطريقة وفي نفس المكان كما رأيت في الحلم.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ إن الحب والسلام اللذين اختبرتهما لا يوصفان.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم.

هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا. أنا لا أتناول الأدوية فهي تضرني، تناولتها فقط لمحاربة المرض في الأسبوعين الأول والثاني، ولا أتناول أي شيء حتى لعلاج الإنفلونزا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ لقد كانت هذه التجربة حقيقية بالتأكيد. هناك العديد من العوالم والأبعاد التي تفتح أبوابًا غير معروفة. العالم لا نهائي وساحر. يجب على المرء احترام معتقدات الجميع. من المؤلم أن الناس لا تفهم أنها يجب أن تتصرف بشكل جيد، وأننا يجب ألا نؤذي أحدًا، وأن نتحلى بالحب. من المؤلم بالنسبة لي أن الله ربما يريد من خلال كلماتي أن يوقظ الوعي، حتى يختفي الحقد من نفوس الناس.