جاكي م. تجربة الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كما ذكرت سابقًا، أثناء تعرضي للإجهاض، بدأت أعاني من نزول كتل دموية كبيرة وكنت أشعر بضعف متزايد لدرجة أنني لم أعد أستطيع المشي أكثر من خطوات قليلة دون الحاجة للتوقف والاستراحة. طلبت أمي من صديقتها ماري أن تأتي إلى منزلنا لأنها مرت بتجارب إجهاض من قبل، وكانت ترى أنه من الأفضل أن نستعين بسيدة لديها خبرة تساعدنا على مواجهة ما هو قادم.

في مرحلة ما كنت بحاجة للذهاب إلى الحمام، واستغرق ذلك مني وقتًا طويلاً بسبب قلّة طاقتي وعدد المرات التي احتجت فيها للتوقف والاستراحة. تبعتني ماري إلى الحمام. وبينما كنت جالسة على المرحاض، شعرت فجأة بدوار شديد وحمى. شعرت أن درجة حرارتي ارتفعت فجأة. شعرت كأنني سأفقد الوعي. أتذكر أنني حاولت لفت انتباه ماري برفع ذراعي ونطق اسمها. حاولت رفع ذراعي مرتين لكنني لم أستطع رفعه لأكثر من بضع بوصات. أتذكر أنني نطقت اسمها مرتين، لكنني لا أعرف مدى ارتفاع صوتي لأنها لم تُظهر أي رد فعل يدل على استجابتها أو انتباهها.

الشيء التالي الذي أتذكره هو أنني كنت أنظر من الأعلى على جسدي بالأسفل الموجود في الحمام. تمكنت من رؤية نفسي جالسة هناك على المرحاض وماري تجلس القرفصاء أمامي. أفضل طريقة لوصف هذا الإحساس هو أنني شعرت وكأن هناك شريط مطاطي يتم تمديده. شعرت أنني ذلك الشريط المطاطي، وكان يتم تمديدي بشكل كامل. خلال هذا الوقت، لم أكن أسمع أي شيء يحدث في الحمام، وكأن اللحظة كانت متجمدة في الزمن. ورغم أنني تمكنت من رؤية ماري ورؤية نفسي، لكن ولا واحدة منا كانت تتحرك. شيء آخر لاحظته هو أن المسافة التي كنت أرى المشهد منها من الأعلى كانت أكبر من المفترض أن تكون عليه. بدا الأمر كأنني كنت أنظر على نفسي بالأسفل من ارتفاع الطابق الثاني، رغم أننا كنا نعيش في منزل متنقل يبلغ ارتفاع سقفه حوالي عشرة أقدام (3 أمتار).

أثناء حدوث ذلك، شعرت بوجود الله معي. أتذكر بوضوح أنني شعرت بأنني أملك الخيار إما يالذهاب معه أو البقاء في حياتي. أتذكر مصطلح "ترك الأمر"، وكأنني استطيع "ترك الأمر" بسهولة، مثل ترك كرة من يدك. شعرت بأن أي قرار أتخذه سيكون مقبولًا تمامًا عند الله، وكأنه يترك الخيار لي بالكامل. لم أشعر بالخوف على الإطلاق. في الواقع، كان لدي شعور بالسلام المطلق.

لكنني لم أستطع "ترك الأمر". فكرت في عائلتي، وبالأخص أمي. لم أرد تركها. وفي اللحظة التي قررت فيها أنني لا أريد "ترك الأمر"، شعرت وكأن الشريط المطاطي قد تم تحريره وأنني عدت فجأة إلى الحمام، وكانت ماري لا تزال جالسة القرفصاء أمامي.

لا أعرف إن كنت قد فقدت الوعي فعلاً أم لا، لكنني أتذكر أن ماري صرخت على والدتي، وبعد ذلك بقليل قررتا نقلي إلى المستشفى. منذ تلك اللحظة، كنت أعلم أنني سأكون بخير. أخبرتني أمي لاحقًا أنني كنت أعاني من الهذيان، وأنا متأكدة أن الأمر ربما بدا كذلك، نظرًا لأن أمي كانت خائفة من أن تفقد ابنتها. لكنني شعرت بسلام كبير رغم كل ما مررت به جسديًا ورغم علمي أني سأخضع لإجراءات طبية معينة في المستشفى. لكنني لا أشعر أنني كنت أهذي. كنت أعلم ببساطة أنني سأكون بخير، لأنني لو كنت سأموت، لكنت قد مت بالفعل.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ابريل 1989.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم، لقد تعرضت للإجهاض وبدأت بالنزيف في المنزل. كان الاجهاض قد بدأ في صباح اليوم، وبحلول فترة بعد الظهر، كنت قد بدأت أنزف بشدة وأخرج كتلًا دموية كبيرة. وفي الساعة الأخيرة تقريبًا قبل التجربة وقبل الذهاب إلى المستشفى، لم يكن لدي أي طاقة تقريبًا، ولم أكن أستطيع الانتقال من الأريكة إلى الحمام دون الحاجة إلى التوقف لاستعادة الطاقة كل بضع خطوات. أخبرتني أمي لاحقًا أن الطبيب قال لها أننا لو كنا قد تأخرنا ساعة أخرى قبل الذهاب إلى المستشفى، ربما لم أكن لأنجو بسبب كمية الدماء الكبيرة التي فقدتها.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ نظرة إيجابية.

هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ لا.

هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟ لا.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم، كنت أنظر من الأعلى على جسدي الذي كان بالأسفل.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما كنت على وشك فقدان الوعي قبل التجربة مباشرة، لكنني كنت منتبهة تمامًا أثناء التجربة.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. شعرت وكأن الوقت قد تجمد. كأن اللحظة التي غادرت فيها جسدي كانت هي اللحظة التي حدثت فيها تجربتي بأكملها.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.

هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ نعم، لقد شعرت بأن الله كان معي. لم أر أي شيء، كان لدي فقط شعور قوي بمعرفة أن الله كان موجودًا هناك.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ السلام المطلق.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ لا.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لا.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك الآن؟ كاثوليكية.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، لقد شعرت بمشاعر أقوى تجاه والدتي لأنني أتذكر أنني كنت أفكر في عدم تركها، وكان هذا هو السبب الرئيسي الذي جعلني أقرر عدم "ترك الأمر".

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

كانت التجربة مع مرور الوقت: بقيت على حالها تقريبًا.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لم تؤثر التجربة على هذه النواحي من حياتي.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.

هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، أول شخص أخبرته عن التجربة كان أختي، وكان ذلك قبل حوالي ست سنوات فقط. لم أخبر والدتي بالأمر إلا قبل سنوات قليلة. قالت أختي أن قشعريرة سرت في جسدها من التأثر عندما أخبرتها بالتجربة. لكن والدتي بدت ملامح القبول على وجهها عندما شاركت التجربة معها. لكنني لا أعرف إلى أي مدى كانت تصدقني.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.