وصف التجربة:

عندما بدأت أعاني من نوبة قلبية، حيث كنت مستلقيًا على الأرض غير قادر على الحركة، كنت خائفًا لأنني كنت أعلم أنني أحتضر ولم يكن هناك أي شيء يمكنني القيام به حيال ذلك. لم أتحمل الرحلة إلى المستشفى وتلك العلاجات التي تلقيتها؛ كان ذلك كافيًا لأقول إنه قد غلبني حجاب الموت الأسود. كم كان هذا مثيرًا للسخرية. وبعد أن أدركت أنني كنت على الجانب الآخر انحسر خوفي قليلاً.

أدركت أنني انتقلت بصورة خالية من الألم حيث تجد أنك لم تعد تشعر بوزن أو زخارف جسدك. كنت في ظلام دامس أدى إلى تفاقم حالة الذعر. وعندما بدأت ببطء في التأقلم مع محيطي شعرت بأشرار ينزلقون ويزحفون في الظلام وفي كل مكان من حولي. لم يكن لدي سوى فكرة واحدة تدور في داخلي وهي أنهم يبحثون عني! شعرت بالرعب وبدأت في البحث عن الضوء والذي فكرت في أنه من المفترض أن يكون هنا. كنت أتحرك ببطء وبصمت قدر الإمكان بحثًا عن الضوء. لاحظت وجود ضوء في أحد الاتجاهات وبدأت أتحرك في هذا الاتجاه وعندها شعرت بهجوم شديد على يميني. وخوفًا من التحرك نحو الضوء وإبراز نفسي به، انسحبت بدلاً من ذلك إلى الظل الداكن وبقيت ثابتًا. وبينما كنت مستلقيًا هناك أستمع إلى فرار وهروب كل المشاعر الشريرة في الظلام من حولي، حاولت معرفة ما يجب القيام به بعد ذلك.

كنت أعلم أنه إذا تحركت أثناء ذلك النشاط الذي كان يجري من حولي فسوف أكتشف. كنت في منتهى الذكاء عندما قلت، "ساعدني يا الله" حيث انطلق كل شيء من حولي على الفور في كل اتجاه وقد شعرت بذلك. وحل بي شعور بالحب والثقة الكاملين. شعور قوي لدرجة أنه يمكن الشعور به من مسافة شاسعة حيث أن الانتقال في ذلك العالم يجري بسرعة تفوق سرعة الصوت إذ يستغرق الوصول إلى هناك نصف ساعة فقط. وكلما اقتربنا أصبح الشعور أقوى حتى غمرني هذا الشعور الهائل في نشوة شديدة لدرجة لا يمكن تصورها (نسبة لعدم وجود كلمات أفضل) ورفعني بمرفقيَّ فوق الظلام وذهبنا بعيدًا؛ كنت مدعومًا من كائنين شعرت أنهما أفضل من ثديي الأم بالنسبة لطفل حديث الولادة. نظرت إلى المحسنين ووجدت أنهما كانا يرتديان ثوبين سوداوين ولديهما شاشة على وجهيهما، وإذا نظرت عن كثب ستكتشف أن هذه الشاشة أشبه بمرآة تعكس صورتك. كانا يطمئنانني من خلال المشاعر والموسيقى التي كانت تشبه الكلام، كانت أفضل من اللغة. لا يوجد شيء لتتعلمه؛ يمكنك فهم كل شيء. لقد توقفا أمام شيء لم أستطع فهمه كما بدا لي عندما نظرت إلى ما وراءهما كان كل شيء خارج التركيز.

فتح أحدهما ما بدا وكأنه كيس تبغ عملاق مصنوع من جلد الغزال، كان ناعمًا جدًّا. وعندما فتحه دخلنا جميعًا وأغلق الكيس علينا. ثم أخبراني بكمية هائلة من المعلومات في رمشة عين. جوهر ذلك هو أن هذا كان عالمي وكنت أتحكم فيه وفي كل ما بداخله، يمكنني أن أجلب أي شيء أريده إلى عالمي بلا حدود. كان لي الخيار في أن أفعل ما يحلو لي. القاعدة الوحيدة هي أنه إذا أزلت شيئًا ما فلن يعود أبدًا. ثم طلبا مني أن أتخيل في ذهني مكانًا أشعر فيه بالأمان. وقد فعلت وتطور أمام عيني مباشرة. ثم سألاني إذا كان هناك أي شيء خطأ ورأيت بعض الأشياء التي لم تعجبني وقد عدلت على الفور -كان الأمر أشبه بإعادة الترتيب- حتى أصبحت مثالية ثم غادرا. بدأت في استكشاف عالمي الجديد من راحة كرسيي الضخم وكنت أشعر بالاسترخاء حقًّا وعندها أخبراني فجأة أنني يجب أن أعود إلى العالم الآخر لفترة من الوقت.

لقد عبرت عن اعتراضي، فأخرجاني بحزم من الكبسولة وذهبنا بعيدًا. نظرت حولي بينما كنا نغادر حيث قالا إن السكان يسمحون بذلك. لا أستطيع أن أصف ما رأيته نسبة لعجز اللغة عن وصفه. كنت أرغب في رسمه -لفترة من الوقت بعد أن عدت- لكني أفتقر إلى الموهبة للقيام بذلك. على أي حال نقلت إلى مكان كان بإمكاني أن أرى فيه جسدي من خلال حجاب أسود وقد دفعت قدمي أولاً من خلال الجزء العلوي من رأسي إلى جسدي. وعندما فتحت عيني كنت داخل جسدي وشعرت بالألم، كان الطبيب والممرضة يسألانني إذا كنت أعرف مكان وجودي. أخبرني الطبيب أنه من المحتمل أن تكون بعض أضلاعي مكسورة وكتفي مخلوعًا، من بين أشياء أخرى، وأنني كنت موصولًا بمضخة بالونية ويبدو أنني كنت أستعيد بعض ذكرياتي ووظائفي التي تضررت بسبب الحرمان من الأكسجين. نظرت نحو الأسفل إلى صدري وكان مشوهًا ومتورمًا وبه ما يشبه كرة تحت الجلد على الجانب الأيمن من صدري. كنت غير مرتاح على أقل تقدير. حاولت تحريك ذراعي اليمنى وسمعت ذلك الصراخ الفظيع. نظرت حولي ووجدت نفسي أعود خلف الحجاب، كان الحب والحقيقة هناك وقد سألاني لماذا عدت في هذا الوقت المبكر. ثم وضعا ما يشبه مصباحًا يدويًّا من الكروم على صدري. شغل هذا المصباح نغمة ملونة وانخفض ورم صدري وسألا عما إذا كان هناك أي شيء آخر أريده بخلاف العودة إلى كبسلوتي، كما أحب أن أسميها. قلت لا وقالا لي إنها ستكون هناك في انتظاري ثم عدت.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: ٢٣ يونيو ١٩٩٥.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم، أزمة قلبيَّة. كان لدي جلطة دموية في الجزء السفلي من جسدي في مكان ما (أظن أنها كانت في ركبتي نظرًا لأن ركبتي لم تزعجني مرة أخرى بعد ذلك) تشق طريقها ببطء إلى قلبي. وبحلول الوقت الذي وصلت فيه إلى المستشفى كان ضغط دمي أربعين على عشرين وكان معدل ضربات قلبي فلكيًّا. ومن هنا بدأت الأمور تزداد سوءًا. كنت أشعر بالسوء لمدة ثلاثة أيام. توقف قلبي لمدة ثلاث وعشرين دقيقة حسبما علمت لاحقًا.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ إيجابية.

هل هناك أي أدوية أو مخدرات يمكنها أن تكون قد أثرت على التجربة؟ غير مؤكَّد. عندما ضربت جلطة الدم قلبي لم أكن في حالة جيدة لمعرفة ما أعطوني إياه. قيل لي لاحقًا إن الأمر استغرق ثلاثًا وعشرين دقيقة لإذابة الجلطة وسبع نبضات لتحفيز قلبي باستخدام مضخة بالونية تقوم بخمسة وثمانين بالمئة من عمل قلبي.

هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟ كانت التجربة بأكملها بالنسبة لي تشبه الحلم وحقيقية.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم. كان كل شيء كما هو، فقط لم يكن لأي أحد منا أقدام أو أعضاء جنسية.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ بالنسبة لمن كانوا حولي أنا متأكد من أنني كنت أبدو فاقدًا للوعي، لكن بالنسبة لي كنت متيقظًا وخائفًا للغاية. كنت في أكثر نقطة مخيفة من وجودي.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ لا.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. نعم. كان هناك صوت في الخلفية لطيف للغاية.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكَّد. حجاب أسود لا يمكن رؤيته إلا من الجانب الآخر.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. طالع السرد الرئيس.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ غير مؤكَّد.

هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الخوف في البداية ثم الحب الذي لا يمكن تصوره. كان ذلك الحب قويًّا جدًّا لدرجة أنك تشعر به على بعد سبعة أميال، يكون خفيفًا في البداية وكلما اقتربت يبلغ شدة لا توجد طريقة لوصفها. كان أسوأ شعور طوال فترة رحيلي يضاهي أفضل لحظة في حياتك بالمقارنة.

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل. الويكا.

ما هو دينك الآن؟ معمداني معتدل. الويكا.

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

كانت التجربة مع مرور الوقت: متناقصة.

ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد تجربتك؟ تلف الدماغ.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ أصبحت حياتي كلها مختلفة.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. كيف تصف أشياءً لا تحمل أسماءً ولا توجد كلمات لوصفها، كيف تصفها لشخص لم ير الضخامة الهائلة لاستمرارية الحياة في الشكل الروحاني؟

هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أن أكون هناك ثم أضطر إلى العودة ولكن أعلم إلى أين أنا ذاهب.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لم يستمع إليَّ أحد، لقد أخبروني جميعًا بما رأيته من وجهة نظرهم كما لو كان الأمر مطروحًا للنقاش، كما هو الحال مع تقارير الكتب، لذا توقفت عن إخبار أي شخص، وهكذا ظلت التجربة تضعف مع مرور الوقت.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا.

هل الأسئلة المطروحة عليك والإجابات التي أدليت بها وصفت تجربتك بشكل شامل ودقيق؟ غير مؤكَّد.