تجربة جيميس ت، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
لقد صادفت موقعكم هذا في ذلك اليوم فسخرت من نفسي لعدم التفكير في البحث عن موقع كهذا من قبل. وعلى الرغم من ندرة تجارب الاقتراب من الموت هذه، يبدو أن هناك العديد من الأشخاص الذين خضعوا لها. ربما تعتقدون أنه خلال فترة ستة وثلاثين عامًا، لا بد لي أن أكون قد قصصت هذه التجربة لشخص ما على الأقل، لكن لسوء الحظ، لم أفعل ذلك. فلربما إذا قبلتم قصتي ونشرتموها على موقعكم، فسوف تتاح لي الفرصة أخيرًا للتحدث مع بعض الأشخاص الآخرين. لقد رغبت في توصيل تلك الأشياء التي فهمتها منذ فترة طويلة جدًا، وقص تجاربي إلى العديد من الأشخاص، لكن كان من الواضح أنها شيء لا يمكن قصه للكثير من الناس. يجد البعض أنها مثيرة للاهتمام ولكن يمكنك أن تقول بأن الكثيرين، من خلال النظرات البادية على وجوههم، يروني غريبًا بعض الشيء.
لقد مررت بثلاث تجارب في حياتي، لكن في البدء أود أن أشير إلى أن من صاغ عبارة "تجربة الاقتراب من الموت" ربما لم يسبق له أن مر بهذه التجربة. يمكنني أن أؤكد لكم أنه لا يوجد شيء في منتصف الطريق أو "قريب" من الموت، فحتى لو كنت محظوظًا بما يكفي للعودة من تجربة كهذه، فالموت كامل تمامًا. سيكون الأمر أشبه بإخبار المرأة التي تعرضت للإجهاض التلقائي في ثمانية أشهر ونصف الشهر بأنها لم تكن أبدًا حاملًا أساسًا ولكنها كانت تعاني من "تجربة اقتراب من الحمل".
المرة الأولى التي توفيت فيها كانت في صيف عام ١٩٦٨ عندما كان عمري أربع سنوات. فقد غرقت. يبدو أن الناس مندهشون جدًا لأني أتذكر شيئًا من ذلك العصر. وما أود قوله هو أني أتفق معهم. فلا يوجد شيء آخر يمكنني قوله، لكن حدث صادم مثل الغرق يميل إلى أن يتلاشى في ذهنك. أستطيع تذكر كل التفاصيل كما لو كانت قد حدثت للتو. وحسبما قد تتوقعون، فهي ليست تجربة ممتعة.
فحالما واجهت صعوبة في الوصول إلى السطح من أجل التنفس، شعرت بالذعر. وحالما فشلت في الوصول إلى السطح بتاتًا، تصاعد هذا الذعر بشكل فوري تقريبًا ليصبح إرهابًا مطلقًا. وببساطة ولأنني أدرك أنه لا يمكنني أن أتنفس الماء، فقد توقفت عن التنفس لأطول فترة ممكنة؛ لكن الألم الذي شعرت به قد ارتفع سريعًا، مثل النار التي يتحول لونها من الأزرق إلى الأصفر الفاتح. وسرعان ما أصبح الماء أبيض ساخن لدرجة أنني لم أتمكن من التمييز بين ما إذا كان أبيض ساخنًا أم أبيض باردًا أم مجرد بياض. وقبل أن أتنفس هذا الماء، استغنيت عن حياتي ببساطة، من الناحية النفسية، وعندئذٍ، ضمني شعور عميق من السلام والهدوء. ولطالما اعتقدت أن الأمر لا بد أن يكون أشبه بكونك في رحم أمك، من حيث الإحساس بانعدام الوزن، والطفو في ذلك السائل المثالي الذي لا يوجد فيه شعور بدرجات الحرارة؛ فقد لائم ذلك ببساطة كل كياني. وكانت هناك همهمة فاترة من الضوضاء، مريحة وهادئة. شعرت كل حواسي بتلك الراحة المثالية من الحب المطلق والانتماء. فقد أصبحت ببساطة هذا النور الأبيض المثالي.
كان ذلك هو نهاية تلك التجربة. ويبدو أن الجار رآني واقفًا على رصيف السفن وفي المرة التالية التي نظر فيها إليّ وجدني ميتًا. سمعت فيما بعد أنه كاد أن يخلع باب كوخه من مفصلاته حينما داهمه، وقطع مسافة كبيرة من الشاطئ في خطوات واسعة وتمكن من تحديد موقعي تحت الماء بسرعة كافية سمحت لي أن أكتب هذه الكلمات اليوم. إنه يعرف نفسه، فشكرًا لك مرة أخرى. والشيء التالي الذي أذكره هو القيء غير الجيد للمياه، حيث أنك - ونسبة لوجود سائل في رئتيك- في كل مرة تسعل قدرًا من الماء، تكون لديك استجابة تلقائية بالشهق من أجل الهواء بسرعة بحيث تستنشق بعض الماء الذي حاولت طرده للتو. وهذا الجانب ليس ممتعًا على الإطلاق، وهو نوع من التراجع، حيث رأينا قبل لحظة أنك كنت أكثر سعادة.
تجربة الموت الثانية مررت بها عندما كنت في التاسعة عشرة من عمري. الآن هذا هو المكان الذي أتوقع أن أخسر فيه كثيرًا من الناس، لأن هذه التجربة حدثت نتيجة جرعة زائدة من الفطر السحري. إنني أتفق مع حقيقة أن الكثيرين قد يفترضون أنني كنت مصابًا بالهلوسة، ولربما كنت سأظن نفسي مصابًا بها، لو لم تكن لدي تجربة سابقة. لم تكن جرعة زائدة متعمدة. فقد كانت مجرد حماس للأحداث، لأنني لم أر قط طبقًا كاملًا مليئًا بالفطر السحري من قبل. وبعد حوالي ساعة لم أشعر أنني بحالة جيدة على الإطلاق، فذهبت إلى الحمام لمعرفة ما إذا كان بإمكاني إخراجه. فأدركت أنني كنت في ورطة خطيرة عندما كنت جالسًا على المرحاض، حيث بدأت أفقد كل وظائف جسدي، ولم أستطع الحصول على مساعدة أو طلب المساعدة حتى إذا أردت ذلك.
وفجأة، كنت على السقف أنظر إلى جسدي. لم أستغرق وقتًا طويلاً حتى في التفكير في ذلك لأنني لم أعد في ذلك الجسد، فهو لم يكن أنا، لقد كنت هنا على السقف، لذلك كان من السهل ترك تلك الصدفة ورائي. التفت بعيدًا عن جسدي ومررت ببساطة عبر السقف، وسرعان ما حلقت فوق المدينة، وألقيت على الفور عبر الفضاء. أتذكر في البداية حركة الكواكب في نظامنا الشمسي مثل كوكب زحل والمشتري وأعتقد أنه من الغريب أن أرى مثل هذه التفاصيل الحية. (بعد سنوات كنت أشاهد الأخبار وكانوا يعلنون عن اكتشاف أقمار أخرى حول أحد الكواكب وكنت قد رأيت مسبقًا ما كانوا يتحدثون عنه). بدا لي أن لدي متسعًا من الوقت لألاحظ ما كان يجري، لكن في الوقت نفسه، كنت أدرك أنني كنت أمضي بسرعة كبيرة حتى أتمكن من القيام بذلك. لقد اتضح لي أنني لم أكن في المكان/الوقت الطبيعي؛ كنت خارجهما بطريقة أو بأخرى ولكنني قادر على مراقبة وتجربة الأشياء في وقت واحد على مستويات مختلفة عن المكان والزمان. وعلى الفور، كنت أهاجم ما يبدو أنه مجرد مساحة فارغة، متجهًا نحو نقطة ضوء بعيدة. وسرعان ما ازداد حجمها عندما اقتربت منها، فأدركت أن هذا هو نفس الضوء الأبيض النقي الذي واجهته في سن الرابعة. إنه الضوء المطلق الأكثر نقاءً والذي لا يؤلم عند النظر إليه أبدًا، ربما لأنك لا تنظر إليه فعليًا بعيون جسدية، على الرغم من الإحساس بالرؤية، فهي مجرد مشهد عقلي. كان ذلك أشبه بالشمس أو كوكب من الضوء حتى اقتربت بما يكفي لرؤية المزيد من التفاصيل. وفي تلك اللحظة، شاهدت هذه التفاصيل، تم الكشف عن ما لا يمكن وصفه إلا بـ"كل شيء"، وحتى هذا الوصف ضعيف في إيصال المعنى إليك. فقد كانت تلك التفاصيل والتي لا يمكنني وصفها إلا بمليارات ومليارات "الجزيئات" الضوئية تتصاعد من وإلى "جسم النور" هذا، وهو مجرد وصف مرئي أكثر لما نسميه الله. نحن بكل بساطة الله في مثل ذلك الجسد النوراني الخالص والذي لا يمكن أن يكون كاملاً دون أجزائه أو 'الجزيئات' الضوئية.
كان هناك انسجام تام في هذه العملية، وكان الأمر كما لو أن كل الفهم قد تم نقله حال رؤية ذلك. الفكر التالي الذي كان لدي هو أنه كان هناك تناغم ووقت عند وصولي وانضمامي إلى "جسد النور" هذا، فلم أنصدم في تلك اللحظة التي فكرت فيها، وتم إلقائي على طول طريق العودة وعدت إلى جسدي، وفتحت عيني. كنت أعلم بالضبط أين كنت، ولماذا كنت هناك، وما زالت هذه التجربة حية تمامًا في داخلي. "يا إلهي، أعلم الإجابة على الحياة والكون". فكرت في نفسي: "ما إذا كان بإمكاني الخروج من المرحاض وإخبار شخص ما" لكنني لم أستطع التحرك، فقد عدت إلى جسدي ولكنه كان لا يزال ميتًا. كان عليّ أن أجلس لمدة دقيقة أو أكثر على الأقل قبل أن أدرك أنني لم أكن أتنفس. يا للهول، لم يكن ذلك جيدًا. سيكون التنفس فكرة جيدة حقًا. تنفس! هيا، تنفس! لقد بدأت أشعر بالذعر بعض الشيء، وقدمت لنفسي بطريقة ما نوعًا من الصدمة النفسية، وكما تعلمون، فتوّة سن العشرين - النزوة!! والتي يبدو أنها قد سمحت لي بخبط جسدي على الحائط عدة مرات لإعادة الحياة إلى جوارحي.
تعافيت أخيرًا بما فيه الكفاية، بعد الجلوس هناك لمدة عشرين دقيقة أخرى أو نحو ذلك، لأستيقظ وأترك حجيرة الحمام. وعندما نظرت لنفسي في المرآة، كنت لا أزال أبدو ميتًا إلى حد ما، حيث كان لوني شاحبًا مريضًا حقًا، وكنت مبللاً بالعرق. وعندها أصبحت واعيًا جسديًا بحقيقة أن قلبي ربما توقف، حتى ولو للحظة أو اثنتين فقط. وكما قلت فإنك تغادر المكان والزمان الطبيعيين، ولذلك حتى إن بدت تجربة ما تنطوي على قدر كبير من الوقت يمكن أن تحدث بالفعل في جزء صغير من الثانية. وعندما فتحت باب الحمام، ألقى زميلي في العمل نظرة عليّ وقال: "يا قدوس، أنت لا تبدو رجلاً متحمسًا، ربما يجب عليك أن تذهب إلى المنزل، لأنك تبدو رجلاً شاحبًا!" فقلت: "يبدو ذلك وكأنه خطة" وأدركت أنه سيتعين عليّ التريث في تفسير الحياة والكون.
وبعد ذلك، حدثت التجربة الثالثة قبل عيد الميلاد في العام الماضي، ٢٠٠٣، وما زالت تتكشف إلى حد ما حتى الآن. وإذا نظرنا إلى الوراء، يبدو أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر قد حركت شيئًا ما. فقد تجلى ذلك عندما بدأت ألاحظ بالفعل ألمًا في صدري، حيث توجد أجزاء القفص الصدري، وحيث توجد الضفيرة الشمسية. أخبرني أحدهم أن هذا هو أحد شاكراتك، أو أنك مركز. وما بين ١١ سبتمبر وعيد الميلاد الماضي، نما هذا الألم بشكل مطرد؛ فقد جاء نتيجة عدد من الأحداث الشخصية المجهدة للغاية والتي ليست مهمة في الواقع. وأخيرًا وجدت نفسي في طريق قاسٍ جدًا، كل هذا في مكان واحد. لقد كان ألمًا عظيمًا بالنسبة لي أن أتقبله منطقيًا باعتبار أن كل ذلك عندي. حتى وإن وجد يوم في حياتي به جحيم تعذيبي، فإنه لن يضيف شيئًا إلى هذا الألم الكثير. إنه ببساطة لا يمكن أن يكون ألمي؛ يمكن أن يكون فقط الألم الذي كنت أراه في العالم. لقد فقدت ببساطة القدرة على التكيف مع أي جانب منه بعد الآن. أعتقد أننا جميعًا نتعرض لنفس ألم العالم كل يوم؛ لدينا فقط أسلوبنا الخاص لتهدئته بطريقة ما - المخدرات، الكحول، العمل، العلاقات، الدين - أيًّا كان. إنني ببساطة لم أتمكن من إنهاء أي منه، فقد كان يقتلني.
لم أستطع التمييز بين القلق والتوتر من الغثيان أو الجوع. إذ شعرت أن جميعها نفس الشيء، كل ذلك في نفس المكان في صدري. لقد قضيت شهرًا كل يوم فيه كنت أشعر أنني على وشك التعرض لأزمة قلبية. لا! لا يوجد حظ كهذا. واستمر الألم في التزايد. كنت أعتقد في كل يوم أنني ببساطة لا أستطيع تحمل أي ألم أكبر، فإنه لا يمكن أن يزداد سوءًا - ولكنه ازداد.
ثم ذات يوم، في حوالي ١٢ ديسمبر من العام الماضي، كانت لدي هذه التجربة الثالثة. لم يكن ذلك موتًا جسديًّا بل بالأحرى انهيار نفسي للعقل. لم أستطع إلا أن أقوم بربطه بانهيار الكون. لقد رأيت ذلك البرنامج مع الفيزيائي ستيفن هوكينج والذي كان يشرح فيه طبيعة وأصل الكون، ويمكنني أن أروي أسلوبه، من خلال العودة إلى الوراء والانهيار، فقد كان قادرًا على تحديد الكون بأكمله رياضيًا بالرجوع إلى أصوله فيما أطلق عليه "الوحدة الفردية". لقد بدأ انهيار الذهن بمحاولة فهم ذلك الألم العميق الذي شعرت به. لم أكن أحاول أن أفعل شيئًا محددًا، لكنني بدأت أعود إلى الوراء، وآخذ موقفًا حاليًا وأتفحص جميع المكونات التي شكلته، ثم أتناول كل مكون وأتفحص ما الذي جعل ذلك الشيء حقيقيًا، وبسرعة كبيرة بدأ العقل في العودة فحسب - من تلقاء نفسه. فجلست هناك أشبه بالمشاهد أكثر من المشارك وراقبت كل الأشياء التي كان يعمل بها ذهني. وفي كل مرة عدت فيها إلى الوراء، أصبحت هذه العملية أسرع. ثم وصلت إلى حالة، أشبه بالعودة إلى "الجسد النوراني"، فشعرت بالحيرة في البداية من حقيقة أنني استطعت أن أفهم كل ما كان يحدث، وبعد ذلك أصبح الأمر سريعًا لدرجة أنني بدأت أخاف تمامًا. وكلما عدت إلى الوراء ذهبت أسرع، وأصبحت أكثر بساطة، حتى وصلت إلى النهاية بكلمة واحدة. ولا يهم الكلمة التي اخترتها، إذ يمكنني التجوال في حلقات بكلمة واحدة.
جلست هناك في انتظار الموت. فقد كنت على يقين من أن عقلي قد انهار تمامًا، وأن هذا هو ما يحدث للشخص قبل أن يصاب بتمدد أوعية الدماغ الدموية أو قبل أن يكون قابلاً لاحتراق تلقائي. وفي داخل رأسي، ذهني، أيًّا كان، كان لدي مجرد طنين. وشعرت أن الجزء الخلفي من ذهني قد تورم ليتضاعف حجمه وقد تورم ظهر رأسي أيضًا. فانتظرت وانتظرت وانتظرت. لكنني لم أمت.
حقًا لا أدري كيف شعرت حيال ذلك. كان جزءًا مني يشعر بالارتياح، بالتأكيد. لكن الشعور السائد كان أشبه بالأسف. فما نجم عن هذا الانهيار هو فهم الكثير من الأشياء. تلك الأشياء التي كنت أعلمها لم يكن لدي أي مبرر يجعلني قادرًا على فهمها أو إدراكها، لكنني ببساطة فهمتها، ولم أستطع تجاهلها. وشعرت بالضيق الشديد، مع العلم أن الناس لن يقبلوا مني هذا، ومع ذلك فقد شعرت بحس أشبه باليأس من مشاركة ما أعرفه.
على سبيل المثال، بالعودة إلى ستيفن هوكينج ونظرية "الوحدة الفردية"، يقول إنه يمكنه أن يأخذ الكون طوال طريق العودة إلى لحظة ما بعد "الانفجار الكبير"، لكنه لا يستطيع معرفة سبب الانفجار نفسه. أتمنى حقًا ألا أستطيع ذلك، لكنني أستطيع. اعتقد العلماء، منذ سنوات، أن الذرة هي أصغر شيء في الوجود. الآن أصغر شيء اكتشفوه -مع ظهور مجهر الإلكترون النفقي- هو شيء أطلقوا عليه اسم "كوارك". أصغر شيء في الوجود، في الواقع، هو الشيء الوحيد الذي يوجد منه الكون بأكمله ويتألف منه وهو جزيء ضوئي شبه ذري. لقد ذهب البروفيسور هوكينج في الواقع بعيدًا جدًا عن الرياضيات ولم يدرك أنه باختيار مصطلح "التفرد"، فإنه يتناقض مع قاعدة أخرى مقبولة في الفيزياء. ولأنه لا يمكن لجزيئين من المادة شغل نفس المساحة في نفس الوقت، فعندما يصل الكون المنهار إلى نهاية انهياره، ويحاول آخر جزيئين ذريين احتلال نفس المساحة في نفس الوقت، فإنهما لن يستطيعان ذلك، وبالتالي فإنهما سيقضيان على بعضهما البعض في "انفجار كبير"، وهكذا يبدأ كون آخر. ومن هنا تتجلى الطبيعة اللانهائية للكون - التوسع، الانهيار، التمدد، إلخ.
كان هذا مجرد شيء واحد من الأشياء التي كنت على دراية بها بصورة مفاجئة. وبينما كنت جالسًا في انتظار الموت، فكرت في هذه الأشياء وكيفية تطبيقها على أشياء مثل الدين، ومدى دقة اللغة، عند تطبيقها بشكل صحيح. وعلى الرغم من أن هذه المشاعر تأتي منذ فترة طويلة ولم تكن كلمات إنجليزية في الأصل، إلا أنها تمكنت بطريقة ما من البقاء على قيد الحياة في الوقت والترجمة. كانت اللغة أكثر استعارة وتمثيلاً في ذلك الوقت. اللغة الآن محدودة للغاية وحرفية، وهناك معان محددة للكلمات المستخدمة في الدين، كما هي مستخدمة اليوم. لكننا بحاجة إلى أن نتذكر أنه لم يكن من المفترض أن تؤخذ حرفيًا، بل يجب تطبيقها بطريقة مجازية. رأيت ذلك بطريقة ما، فجلست هناك بلا كلام، قلت فقط عبارة بسيطة ومألوفة، "أنا أفكر، إذًا أنا موجود". أنا أفكر، إذًا أنا موجود. أنا أفكر، إذًا، أنا أفكر، إذًا، أنا أفكر، إذًا أفكر أنا أفكر أنا أفكر أنا أفكر..."، مثل الجسيمين الذريين المتبقيين من الصراع الضوئي، اللذين يصطدمان مع بعضهما البعض في معركة من أجل احتلال تلك المساحة التي من شأنها أن تسمح لأحدهما فقط بالبقاء، مثل الله، في البداية، كجزيئي الضوء الأخيرين، ببساطة مدرك للذات ليس أكثر.
أفكر.
فيم تفكر؟
أفكر في أنني أفكر.
ومن يقوم بالتفكير؟
أنا.
ومن أنت؟
الشخص الذي يفكر.
وما هو تفكيرك؟
هو أنني شيء ما يفكر في أنه -آه- أفكر.
هل أنت فكر أم شيء يعتقد أنه يفكر؟
لا أدري. لا أستطيع أن أقول. لا أستطيع رؤية أي شيء. فهذا المكان مظلم وأنا خائف. أشعر بالوحدة وأخشى الاعتقاد بأني موجود في غياهب النسيان.
لماذا لا تشغل الأنوار؟
وهل توجد أنوار حسنًا أين المفتاح؟ إنه مجرد مزاح، لا يوجد شيء هنا ولكن أنت فقط من تعتقد أنك هنا.
حسنًا من أنت؟
كنت أتصور أنك تكلم نفسك!
عجبًا رائع!!
هنا لدي فكرة، أو لديك فكرة. لماذا لا تسأل ببساطة عن النور، وربما عند سؤالك سوف تنشئ ما تحتاج إليه أولاً. أعني كيف يمكنك معرفة ما إذا كان هناك أي شيء من دون ضوء لرؤيته، أليس كذلك؟
نقطة جيدة! حسنًا، "دعنا نشعر بالضوء"
وبهذا، يرى الله في آخر ثانية أنه مجرد جزيئين متبقيين من النور وأن الله قد هلك. لقد ضحى بنفسه ليصبح الوسيط، الذي يتم تحريره (الإرادة الحرة، على صورة الله) لإيجاد شكل التعبير الخاص به في هذا التوسع العشوائي الفوضوي. بدأ كل شيء ضوءًا ثم سكن ودار واصطدم واستقر ووجد بحرية تعبيره الخاص. ولا يزال ضوءًا مجردًا. فهو بأكمله، ضوء هادئ، في مختلف حالاته. وعندئذٍ، سيكون الله هو القاضي الأسمى، لأنه لا يمكن أن يكون شيئًا ما. وبصفته كل شيء والوسيط والنور - لا يمكن أن يكون الله إلا شاهدًا على كل ما يمكن أن يكون. كل شيء ليكون يتطلب النور للكشف عن وجوده، وذلك الذي تكشف أو تنور، يكشف عن وجود النور الدائم. (الأب والابن). وبما أن الفيزياء تدرك بالفعل أن كل جسيم ذري من المادة في هذا الفضاء، وفي هذا الوقت له توأم مضاد للمادة، وهو غير موجود في الفضاء أو الزمان على الإطلاق. على عكس الخلية التي تنقسم إلى جزأين، يوجدان جنبًا إلى جنب، فرفيق مضاد المادة لكل جسيم من ذرات الضوء الذري، موجود تمامًا في مكان وجود هذه الجسيمات، ولا يتطلب أي مساحة على الإطلاق. وهذا هو المكان الذي يوجد فيه العقل. (الشبح المقدس). وعلى الرغم من أنه يبدو أن هناك الكثير من الفضاءات الفارغة في الكون، فالحقيقة هي أنه لا يمكنك الضغط بقدر جسيم واحد من الضوء في الكون. لا مجال! وهكذا، مثل الاتصال الكهربائي غير المنقطع، يرتبط الكون بنفسه كشيء واحد تمامًا. وهذا هو السبب في أن الضوء قادر على الانتقال بسرعة كبيرة، فهو ينتقل عبر سلسلة غير منقطعة من الضوء نفسه. كذلك، فإن مضاد المادة سيكون له اتصال غير منقطع.
ولذلك في الحقيقة، يوجد شيء مادي واحد فقط، مثل الكون، بعقل واحد فقط. يمكنك الحصول على لمحات من هذا الاتصال بالنظر في أشياء مثل القدرات النفسية أو داخل أشخاص مثل العلماء الأغبياء، وغيرها من الأشياء التي تربك العلم. لأي سبب من الأسباب، فهي ببساطة مرتبطة بهذا الاتصال. على سبيل المثال، بالتفكير في مكان بعيد تمامًا، يمكنك أن تكون فيه حالاً في ذهنك، ولا تحتاج إلى وقت للوصول إليه. الفكر هو الشيء الوحيد الذي يمكنه السفر بشكل أسرع من الضوء لأنه غير موجود في الفضاء أو الزمان.
الآن يمكن للكلمات أن تكون أكثر منطقًا بدلاً من أن تكون منفصلة عن الواقع. ليس كل ذلك سحري، غامض، 'حيث أخبركم الرب أنها...' خزعبلات كبيرة. الحقيقة أعمق بكثير وأشمل. إذا كان هناك كائن أسمى فهو نوع من القوة الموجهة وراء كل ذلك، مثل رجل، لن يكون قادرًا على صنع ساندويتش زبدة الفول السوداني ناهيك عن كون. إن مجرد النظر إلى السماء ورؤية الكثير هناك والتفكير في أن إلهًا ما قد خلق كل شيء من أجل الإنسان سيكون غطرسة إلى حد بعيد أسمى من ذلك الإله، والذي كان سيفقد رؤية الإنسان تمامًا. "الخطيئة الأصلية" على سبيل المثال، ليست في الحقيقة خطيئة كما نعتقد في الخطايا. بل حالة الإنسان التي لا مفر منها بصفته مخلوقًا تطور إلى حد إدراك الذات. كان ذلك قبل وقت طويل من قدرة الإنسان على التواصل. وبمجرد أن أصبح الإنسان واعيًا، كان بحاجة إلى فهم عالمه وقياسه. لقد مر وقت طويل قبل كتابة الكلمات أو حتى المشاعر المعبر عنها مثل، "لا تحاول تسمية ما لا يمكن تسميته". إننا نعتقد أن هذا يعني تسمية الله "God" أو "الله"، أو "بوذا"، إلخ. الأمر يتعلق بجنة عدن وحكاية آدم وحواء. واسم الشجرة التي تنمو عليها الثمرة المحرمة هي شجرة المعرفة. إن خطيئة الحاجة إلى تسمية كل شيء وفهم كل شيء حتى لا نخاف منه، هي ببساطة عملية لا حصر لها، لا تنتهي أبدًا، أوجدت جحيمنا وطردتنا من عدن، أو فصلتنا عن الطبيعة وعن كل شيء آخر في الوجود والذي يعيش ببساطة في هذا الانسجام التام مع الطبيعة.
غريب أليس كذلك؟ أيمكنك أن تتخيل وجود هذا النوع من المعرفة والفهم بمجرد سقوطه عليك؟ ليس ممتعًا، على الإطلاق! لا أريد ذلك حقًّا. إنني مجرد رجل بالكاد حصل على درجته الثانية عشرة. أوه، خمن ماذا؟ أنا نجار وصانع أثاث. يا للسخرية!! أعني أنني لا أستطيع الحصول على هذه المعلومات ولا أشاركها. وفي الوقت نفسه، لا أرى هذا مقبولًا من قِبل الجميع. ومع ذلك، فإن لديها قدرات عظيمة، إذا تم قبولها، للقيام بشيء رائع للغاية. العالم مليء بالألم والخوف وليس هناك ما نخشاه حقًا. يبدو الأمر كما لو أن الكوكب كله مليء بالأطفال الذين يخافون من الظلام. يمكنني أن أحكي. لقد شعرت بالرعب من الظلام عندما كنت طفلاً.
الحقيقة هي أنه لا يوجد شيء اسمه الشر، ولا يوجد شيء اسمه الخطيئة، ولا يوجد شيء اسمه الجحيم، باستثناء الجحيم الذي نخلقه في عقولنا الجاهلة الخائفة. لا تستهن بكلمة جاهل. تفحصها! إنها تعني ببساطة غياب الإدراك. أقصد افتقارنا النسبي إلى قدر هائل من الفهم المتعلق بكوكبنا، ناهيك عن الكون.
ومنذ تلك التجربة الناجمة عن الغرق في سن الرابعة، نظرت إلى العالم بطريقة مختلفة بعض الشيء عن معظم الناس. لم أسع أبدًا لأن أكون أكثر ذكاءً، بل سعيت لأن أصبح أقل جهلاً. إنه فرق بسيط يبدو أن له تأثير كبير. من الأسهل بكثير أن تخسر أو تتخلى عن شيء تملكه بالفعل (الجهل)، أكثر مما هو عليه الحال لاكتساب شيء لا تملكه (الذكاء). لطالما كنت أدرك أنني أستطيع أن أتعلم من كل شخص أقابله، وليس فقط من أولئك الذين يعتقدون أنهم هم الوحيدون الذين لديهم ما يعلمونني إياه.
وأخيرًا، لا يوجد شيء اسمه الظلام. فهو مستحيل ماديًّا. نعم، يبدو الوضع مظلمًا في الليل، لكن انظر إلى القمر. تراه لأنه مضاء ويظهر بدوره وجود الضوء. يوجد ضوء فقط، لا شيء أكثر من ذلك. حتى أنت ببساطة ضوء في شكل فريد من نوعه. يمكن لكل فرد أن يخلق الظلام في ذهنه مع الخوف الناتج عن الجهل والذي يحول فعليًا بينه وبين ذلك النور، ويخلق الأشباح أو الأشرار التي يعتقد العقل أنها موجودة. عد إلى الوراء نحو النور وكن صريحًا ومثقفًا. هناك جمال كجمال الله في انتظار أن تكون مضيئًا. وهناك ضوء ينتظر أن يشهد على هذا الجمال.
الكثير من المتعلمين تعليمًا جيدًا ممن تحدثت إليهم، منذ حصولي على هذه التجربة الأخيرة، كانوا يخبرونني بأشياء غريبة، مثل أنني أكثر الأشخاص شبهًا بالمسيح من بين الأشخاص الذين قابلوهم، وربما أكثر الأشخاص ذكاءً بين من قابلوهم. وربما كنت أحد كبار الفلاسفة، أو أنني كنت أتفلسف، لأن الناس يحبون سماع ما كنت أقوله. المشكلة الوحيدة في أخذ الفلسفة هي أنها على الأرجح واحدة من أكثر فلسفاتي الأساسية، والتي لا ينبغي علي أن أدفعها لأفكاري الخاصة، أو لمشاركتها مع الآخرين. لذا في حين أن البعض يدفع لبعض الجامعات عشرة آلاف من الدولارات لمنحهم القدرة على التفكير بطريقة ما من الصحة -أوه- أنا موجود في الشارع في المقهى إذا كانوا يرغبون في التحدث. أرجو أن تفهموا أن هذه الأشياء التي قلتها للتو، قد تجعلني أبدو مغرورًا بكل بساطة، لكنني لست أنا من يقول هذه الأشياء. إنهم أشخاص آخرين. لن أستخدم كلمات كهذه لوصف نفسي. أنا أفضل كلمة "بسيط" و"جاهل"، فهي الأسلوب الأكثر دقة.
لم يكن المغزى من الحياة أن تكون بهذا الصراع. فقد بات الأمر أشبه بمحاولة السباحة في اتجاه المنبع، في مواجهة تيار قوي حقًا. إنه لأمر مرهق. كل صدمة تتطلب قدرًا هائلاً من الطاقة وبعد أن تقتل نفسك تمامًا في محاولة لإحراز بعض التقدم إلى الأمام؛ تنظر إلى الشاطئ فتدرك أنك لم تذهب إلى أي مكان على الإطلاق. وفي أحسن الأحوال، تتمكن من البقاء في نفس المكان، أو على الأرجح، تفقد الأرض في الواقع. ونعم، إنه لأمر مرعب أن تنجرف بعيدًا مع التيار. إنه قوي جدًا، وأنت متأكد من أنه سيدمرك.
علاوة على ذلك، يعلم الجميع أن عليهم المضي قدمًا في الحياة، أليس كذلك؟ ليس صحيحًا! إذا نظرت إلى كل شخص تجده يسعى إلى ذلك، يبحث عن الحقيقة: العلوم، الرياضيات، الطب، الفيزياء، الموسيقى، الفن، وأي شيء آخر. كلنا نبحث عن جانب من الحقيقة. خذ الموسيقى على سبيل المثال، نغمتين موسيقيتين يتم تشغيلهما معًا فسيكون ذلك أحد أمرين: متناسقتين (صحيحتين)، أو متعارضتين (خاطئتين). تتكشف الحقيقة في الجمال وعلى العكس، فإن الجمال هو ما يكشف الحقيقة. هناك ما هو صحيح محض، مثل الرياضيات إلى حد كبير، والتي هي بالتأكيد واحدة من أكثر اللغات تجردًا، حيث يمكن تحويل كل المساعي الأخرى إلى الرياضيات. والرياضيات، بصرف النظر عن مدى تعقيد المعادلة، هي في الحقيقة مجرد معادلة. فعلامة التساوي (=)، هي الرياضيات في الأساس، والحقيقة. فإن وجد شيء ما صحيحًا فهو (متساو)، وإن وجد آخر خطأ فهو (غير متساو). وهذه هي الحقيقة بكل بساطة. لم يصنع الإنسان أبدًا أي حقائق ولم يخترع أي شيء في هذا الشأن لقد كشف فقط ما كان موجودًا على الدوام. علينا دائمًا أن نعود إلى الوراء للعثور على الحقيقة. هيا لنذهب! لا تخف! دع التيار يعيدك إلى حقيقتك.
آمل حقًا أن تكون هذه الكلمات ذات فائدة لشخص ما.
معلومات أساسية:
الجنس: ذكر.