تجربة جيمس دبليو في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
لم أظن أبدًا أن هذه التجارب هي تجارب اقتراب من الموت. لم اتعرض لأي شيء مثل حالة صحية حرجة أو حدث عنيف مهدد للحياة على الإطلاق في أي وقت، وبالتأكيد ليس في وقت وقوع هذه التجارب، والتي أسميتها تجارب صوفية. ومع ذلك فإنا مضطر إلى الكتابة إليك، لأن القليل الذي قرأته عن موضوع تجارب الاقتراب من الموت أظهر لي أن العديد من الأشخاص يصفون تجاربهم في الاقتراب من الموت والتي نتجت عن نوبة قلبية أو حادث سيارة وما إلى ذلك بطريقة قريبة الشبه جدًا من الطريقة التي أصف بها التجارب التي مررت بها منذ مايو 1961.
إن نواياي وصلواتي التي طلبت فيها من الله أن يكشف ليّ عن نفسه، وكل المعلومات التي تلقيتها في حياتي عن الله ممن هم اكبر سنًا، جعلتني غير مستعد تمامًا لما حدث في مايو سنة 1961. لم أكن أفكر في أي شيء مختلف في ذلك الصباح، و لم أكن أتخيل أبدًا طبيعة التجربة التي كانت على وشك أن تحدث لي. كنت أصلي منذ عدة سنوات وأطلب من الله أن يزورني، متخيلًا أن التجربة سوف تشبه إلى حد كبير تجربة جدتي عندما جاء إليها يسوع عند طرف سريرها في منتصف الليل برسالة تعزية. لكن بالنسبة لي كان الأمر مختلفًا.
"حسنًا يا شباب، انطلقوا إلى الملاعب وقسموا أنفسكم إلى مجموعات"، صرخ أستاذي الواقف عند باب غرفة تبديل الملابس. كان الوقت ربيعيًا في نيويورك، وقمنا بعقد دروس التربية البدنية في الخارج للاستفادة من الطقس الجميل. كنت في الثالثة عشرة من عمري، وكان أمامي يومًا جميلاً لأعيشه. كانت السماء صافية وزرقاء لامعة، وكان الهواء مليئًا برائحة النضارة النظيفة التي لا توصف، حيث كانت تظهر حياة جديدة في كل مكان.
"يدخل أول فريقين إلى ملعب كرة اليد، ويجلس الجميع هنا بجوار السياج ويتناوبون الدخول إلى الملعب ليحلوا محل الخاسرين". كانت هذه هي السنة الثانية التي يدرس فيها أستاذي صف التربية البدنية. كنت في الصف الثامن. لقد كان مدرسًا جيدًا، لكنني لم أحب "صالة الألعاب الرياضية". لم تعجبني المخاطر المرتبطة بالأنشطة الرياضية. لكن كان يتعين عليّ التواجد هناك، مرتديًا ملابس الرياضية، سروالي وقميصي الأحمر. أتذكر أنني تحدثت مع صديقي جون "فيتز" فيتزباتريك لبضع دقائق، ثم أرجعت رأسي إلى الخلف وأسندتها على السياج المثبت بالسلاسل، واستنشقت رائحة العشب المنبعثة في الهواء الدافئ. نظرت إلى ملاعب كرة اليد ولاحظت للحظات حركة اللاعبين وهم يضربون الكرة بالحائط بأكفهم المفتوحة. ثم رفعت عيني للأعلى نحو السماء الزرقاء الصافية.
في هذه اللحظة بالذات عند مراقبتي للسماء، وعندما حضر ذلك الشعور بالجمال البسيط للنسيم الناعم الذي كان يهب على وجهي، تغيرت حياتي. لقد تغير شيء غيّر نظرتي للحياة إلى الأبد. كانت التجربة لا توصف وأنا غير قادر على وصف تلك اللحظة؛ لا أستطيع إلا أن أحلل التجربة إلى كلمات في محاولة لإيصال شيء ذي معنى حول رؤية عميقة لطبيعة أساس الوجود.
لقد كانت هذه التجربة غير تجريبية – بمعنى أن التجربة لم يكن لها أي محتوى، لذلك لم يكن فيها شيء يمكن تجربته بالمعنى الكلاسيكي الذي نفهمه من لفظ "تجربة". لقد حدث شيء ما. وبحسب المراقبين الخارجيين، لقد استغرق الأمر بعض الوقت حتى حدث ذلك الشيء. لذلك وطبقًا للفهم الكلاسيكي للتجربة، فأنا لم أختبر شيئًا. ما حدث هو أنني أصبحت ذاتًا خالصة حيث لا توجد أفكار في هذه الوحدانية. حيث لا يوجد سوى الواحد وليس هناك شيء آخر. هذا الواحد هو الموجود دائمًا، الواحد الذي يعجز العقل البشري العقلاني عن تفسيره أو فهمه أو اختباره.
ما أتذكره هو النور الأبيض – وأبسط طريقة يمكنني بها وصف تلك اللحظة هي أن أقول: "لقد رأيت الله". لقد فهمت في النهاية أنها كانت تجربة صوفية، لكني لم أسمع في ذلك الوقت عن شيء كهذا من قبل. هذا ما كان يتحدث عنه سيدهارتا غوتاما ويسوع المسيح ومهير بابا والعديد من المعلمين الآخرين. هذا ما كتب عنه مايستر إيكهارت ولم أكن أعرفه عن إيكهارت في ذلك الوقت. وهذا ما أشرت إليه على أنه تجربة غير تجريبية ليس فيها ما يمكن تذكره. فاللحظة هي الآن إلى الأبد، والذاكرة لا تؤدي أي وظيفة. ومع ذلك فقد تركت التجربة لديّ انطباعات. أشعر أنني تعرضت بطريقة ما لمعلومات نقية بمعدل يفوق بكثير قدرة أي كيان مادي. لقد كانت تلك المعلومات هي كل شيء دفعة واحدة، كانت هي الحب.
أتذكر أنني فور استعادتي لبعض الإحساس بما نعرفه بوعي اليقظة الطبيعي، شعرت بأنني محبوب، أني منغمس في الحب، ومحمول بالحب. أدركت أنني مخلوق من الحب وأن كل شيء آخر مصنوع من نفس الحب. كانت انطباعاتي الأولى عند عودتي إلى التجربة الأرضية الموضوعية مليئة بالحب غير المشروط والشعور بصلاح الحال الكامل. علمت أننا جميعًا كائن واحد؛ ولسنا أجزاء من كائن واحد مرتبطة بطريقة أو بأخرى، بل نحن جميعًا ذلك الكائن الواحد. أصبحت أعرف بما لا يدع مجالاً للشك أن كل منا يحتوي في داخله على كل القوة الخلاقة للكون، وأننا نستطيع اختبار العالم بأي طريقة نختارها. شعرت وكأنني كنت أحلم، وأن ما كنت أعيشه كان مجرد حلم، وأنني كنت جزءًا من حلم كائن عظيم، وأدركت أن كلا الشعوران كان صحيحًا في نفس الوقت.
ثم أدركت أن الوقت كان يمر. لقد أصبحت جزءًا من العالم الزمني مرة أخرى، وكانت هناك أشياء قد أرغب في معرفتها. لقد كان مجرد إدراك عابر وكنت في نعيم مقيم لذلك نسيت الأمر. أدركت أنني كنت بلا وزن، أنني كنت أطفو بحرية بلا جسد وكان ذلك رائعًا. ثم فكرت أنه من غير المعتاد أن أكون بلا جسد، واعتقدت أن هذا الأمر ربما يتطلب مزيدًا من التحقيق. لم يكن لدي أي سبب وجيه يدفعني إلى التفكير في الأمر، لكنني بدأت أفكر في الأمر وأدركت أنني كنت في واقع مختلف تمامًا عن الواقع الموجود في ملعب كرة اليد. لم أكن أعرف أين أنا ولا ماهية هذا الواقع، لكني لم أكن خائفًا. كنت أعلم أن كل شيء كان مثاليًا، وأفضل من أي وقت مضى، رغم أنني أدركت الآن أنني لم أكن موجودًا في جسدي.
لم أكن موجودًا في جسدي وكان أمامي خياران في هذا الشأن: إما أن أبقى خارج جسدي أو أن أعود إليه. لقد كان اختيارًا حرًا وفي كلتا الحالتين كان اختيارًا مثاليًا. كانت رغبتي المباشرة هي البقاء حيث كنت لأن كل شيء هناك كان جميلًا. ثم أدركت أن اتخاذ هذا الاختيار من شأنه أن يعطي للناس على الأرض انطباعًا أنني ميت؛ في الواقع سيكون جسدي ميتًا، وبذلك فإنني لن أعرف أبدًا ما الذي كنت سأتمكن من تحقيقه في مستقبلي على الأرض. ثم استعدت إحساسي بالاتجاهات، ونظرت إلى الأسفل، ورأيت المشهد الذي كنت جزءًا منه قبل قليل. فجأة تحول وعيي من النور الأبيض للوحدانية المطلقة الذي يتجاوز الوصف إلى الطفو على ارتفاع ثلاثمائة قدم (90 متر تقريبًا) فوق جسدي. كان بإمكاني رؤية المشهد بأكمله في المدرسة الثانوية على أوسع نطاق من صباح ذلك اليوم من شهر مايو. لم أكن خائفًا أو حتى مندهشًا من هذا المنظر المذهل. لقد كنت أرى المشهد باعتبارها إحدى طرق إدراكنا للعالم، ولكن معظمنا لا يعرف كيف يرى العالم بهذه الطريقة.
كان الجميع هناك بالقرب من السياج متجمعين حول جسدي، وكان الجميع يبدو صغيرًا جدًا. كان أستاذي أمام جسدي ويبدو قلقًا للغاية. لقد كنت بعيدًا جدًا، لكني أستطعت أن أقول من خلال حركته العصبية السريعة أنه كان قلقًا بشأن شيء ما. اعتقدت أن قلقه عليّ كان في غير محله، لأن حياتي لا يمكن أن تكون أفضل مما هي عليه الآن. ثم أدركت أنني إذا اخترت البقاء في جسدي، فيجب أن أصل إلى جسدي الملقى هناك الآن، لأنني إذا لم أفعل، فلن أتمكن من العودة إليه أبدًا – سأكون ميتًا. لم يكن هناك أي خوف مرتبط بهذه الفكرة، بل ارتبط ببساطة بحقيقة أن الأمر هكذا، وكان الأمر متروكًا لي – كما هو الحال دائمًا.
والشيء التالي الذي عرفته هو أنني كنت رطبًا وباردًا وثقيلًا. نظرت من خلال عيني مرة أخرى وكان أستاذي سعيدًا للغاية. سمعته يطلب مساعدة أحد الأشخاص لإدخالي إلى مكتب الممرضة. حاولت التحرك بنفسي لكني لم أتحرك. حاولت التحدث لأخبرهم أن كل شيء كان على ما يرام، لكني لم أتمكن من إخراج الكلمات من فمي. كانت أفكاري واضحة، وكنت مدركًا لحقيقة أنني لم أتمكن من إخراج الأفكار من فمي رغم مجهوداتي. لم أكن أشعر بالدوار ولا كنت نعسانًا ولا مترنحًا ولا عاجزًا عقليًا بأي شكل من الأشكال. فقط لم يكن الترابط بين ذهني وجسدي يعمل كما هو معتاد، وقد لاحظت ذلك ولم أتمكن من فعل أي شيء حياله.
حملني بعض الرفاق إلى مكتب الممرضة وأجلسوني على كرسي. شعرت بالتماسك في ذهني لكن جسدي كان بمثابة كتلة ضخمة من الطين البارد الثقيل. كان هذا الإحساس محيرًا – كان جزء مني يعلم أنني في حالة جيدة؛ بينما بدأ جزء آخر مني في الخوف من أن يحدث شيء خارج عن إرادتي. سألتني الممرضة عن رقم هاتفي، وكان بإمكاني إخبارها بالرقم في ذهني، لكني لم أتمكن إلا من الغمغمة بشكل غير مفهوم. دفعت الممرضة بالهاتف الموجود على المكتب وقربته مني، وبصعوبة بالغة تمكنت أخيرًا من الاتصال بالرقم. كانت أفكاري حول الوضع برمته تتغير بسرعة وأردت النهوض والخروج من هناك لكني لم أتمكن حتى من التحدث، وبالكاد استطعت الاتصال بالهاتف. كان علي أن أركز على تحريك إصبعي من رقم إلى آخر داخل قرص الاتصال لأطلب الرقم: Pershing (PE) 5 - 2453، تمكن إصبعي بصعوبة كبيرة من القيام بالحركات اللازمة للاتصال بالهاتف. كان على الممرضة أن تتولى الحديث، وطلبت من والدتي أن تأتي إلى المدرسة على الفور.
بقيت مشوشًا وشاردًا جدًا خلال اليومين التاليين، وقام طبيب الأسرة بفحصي مرتين – فحصني يوم الحدث، وفحصني مرة أخرى في اليوم التالي. جاء الطبيب إلى المنزل بحقيبته السوداء في المرتين. أخبر الطبيب والدتي أنه لم يجد أي شيء غير عادي في صحتي، ولا شيء يمكن أن يسبب هذا النوع من الأعراض التي وصفتها. أخيرًا اقترح الطبيب أنني ربما تعرضت لعضة عنكبوت سام من نوع ما. لكنن قلت له أنني لم أتعرض للعض.
بعد ثلاثة أيام أصبحت بخير، وتحسنت جسديًا، وشعرت أنني طبيعي. لقد كنت متحمسًا وأردت أن أخبر العالم بما أعرفه الآن عن الله، وهذا ما فعلته. كنت أعلم أن الله لم يكن إله متعنت يجلس في الجنة ليحاسب الناس، ويرسل بعضهم إلى الجحيم، والبعض الآخر إلى الجنة، والبعض الآخر إلى المطهر (المطهر هو معتقد كاثوليكي، وهو عبارة عن مكان تذهب إليه أنفس الخطاة من المؤمنين الذين لم يتوبوا توبة كاملة عن كل خطاياهم فيذهبون إلى المطهر حيث يتم تطهيرهم بالنار حتى يصبحوا أهلًا لملكوت الله). لقد عرفت دون أدنى شك أن الله موجود في كل شيء، وخلال كل شيء، وفوق كل شيء وحول كل شيء. علمت أنني عندما دعوت الله كان معي دائمًا، ولم يتركني أبدًا، كان يعيش بداخلي. كنت أعلم بطريقة ما، أنني كنت هذا الإله وكان الله أنا. كنت أعرف أن القواعد والأحكام التي نصّ عليها ديني لم تكن من الله. لقد أعطاني الله طريقة مختلفة تمامًا لأحيا بها على الأرض، وطلب مني أن أتحدث مع الناس عما أراني إياه.
كانت الفكرة الوحيدة الأبرز التي خرجت بها من التجربة هي أن "كل شيء واحد". لا يوجد سوى شيء واحد وكل شيء هو ذلك الشيء الواحد. أصبحت هذه التجربة هي محور حياتي. وقضيت معظم وقتي في دراسة الفيزياء والأنثروبولوجيا والجيولوجيا وعلم الآثار، وفي النهاية حصلت على درجة بكالوريوس العلوم في الفلسفة والدراسات الدينية حتى أتمكن من فهم عمق وحقيقة هذه التجربة بشكل أفضل.
عندما كنت طالبًا جديدًا في السابعة عشرة من عمري في كلية سانت نوربرت في ويست ديبير بولاية ويسكونسن سنة 1965، بدأت في قراءة كتابات مايستر إيكهارت، والقديسة تريزا الأفيلاوية، والقديس يوحنا الصليب، ومتصوفين مسيحيين آخرين بما في ذلك ثيلارد دي شاردان. لقد وصفوا تجارب تشبه تجربتي، وبدأت أعتقد أنني لست مجنونًا وأنني قد اختبرت بالفعل ما اعتقدت أنني مررت به – لقد اختبرت الله على حقيقته.
ثم اهتممت بالصوفيين الشرقيين، ثم بالديانات نفسها: البوذية، والطاوية، والهندوسية، والصوفية، والجاينية، والشنتو، ثم الزنّ Zen، والتي كان لها أكبر الأثر على نفسي بسبب فكرة التجربة المباشرة في الوقت الحالي. تزيل الزن كل المفاهيم، كل الكلمات، كل الأحكام، وتذهب مباشرة إلى تجربة الطبيعة الحقيقية. تقول زن أن هذا الواقع في الوقت الحالي – مهما كانت تجربة المرء عند أي لحظة – هو كل ما هو موجود. وإن منتهى تجربة ما يمكن أن نسميه الله ممكن فقط هنا والآن.
في خريف سنتي الثانية في جامعة نوربرت، قمت بقص شعري عند حلاقي المعتاد خارج الحرم الجامعي. وقبل أن أنهض من على الكرسي مباشرة، دخلت فجأة في حالة الوحدانية الأبدية تشبه تمامًا ما حدث معي قبل خمس سنوات. جلست هناك على الكرسي لفترة زمنية بدت لي قصيرة جدًا بناءً على ما كان يحدث في صالون الحلاقة، بعدها رجعت إلى وعي اليقظة الطبيعي. لم أكن "مشلولا" هذه المرة، ولم أمر بتجربة الخروج من الجسد. بل تحولت من حالة الذاتية الخالصة والوحدة إلى وعي اليقظة الطبيعي، وكان التحول سلسًا وفوريًا على ما يبدو – تمامًا كما حدث من قبل عندما انتقلت من الواقع المادي إلى الواقع غير المادي.
لقد كنت مرتعشًا قليلاً عندما نهضت. مشيت في الطريق وعندما كنت على الجانب الآخر من مدرسة القواعد الكاثوليكية، دارت رأسي وتقيأت على الأرض. كان الأطفال والراهبات في الملعب ولكن لا أعتقد أنهم لاحظوا وجودي. ذهبت إلى الفصل بعد حوالي ثلاثين دقيقة من ذلك الموقف، لكني لم أكن حاضرًا حقًا في الفصل ولا في أي موقف آخر حتى اليوم التالي، يوم الثلاثاء.
المرة الثالثة التي مررت فيها بهذه التجربة العفوية كانت عندما اجتمع كل شيء بالنسبة لي. كنت في القوات الجوية الأمريكية في تايلاند. وعند الساعة السادسة صباحًا كنت قد انتهيت من اثنتي عشرة ساعة من خدمتي على خط الطيران. ركبت دراجتي وتوجهت إلى المنزل، صعدت إلى شرفتي في الطابق العلوي لأستمتع بجمال يوم جديد، ونظرت إلى السحب البيضاء في السماء الزرقاء، وعندها أصبحت ذاتًا واحدة مع الله مرة أخرى. ثم سمعت نفسي أقول: "هذا بالضبط ما اختبرته عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري. واختبرته مرة أخرى عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري. هذا هو الله».
لقد علمت نفسي التأمل في التاسعة عشرة من عمري ومارسته لمدة أربعين عامًا. لقد مررت بالعديد من هذه التجارب والعديد من التجارب المختلفة الأخرى على مر السنوات. وتأكدت من صحة العديد من الأفكار العفوية التي جاءتني على مر السنوات من خلال نظرية ميكانيكا الكم والأدلة التجريبية.
الآن وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تباطأت التجربة اليومية وأصبحت سلسة. إن حضور الذات الإلهية متاح دائمًا لي، وأستطيع إدراكه بشكل عام هنا والآن حينما أتحرك خلال لحظات الحياة اليومية المذهلة.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ حدوث تجربة الاقتراب من الموت:
في مايو 1961، وفي أوقات أخرى.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
لم أعاني من أي مرض ولم اتعرض لأي صدمة. التفاصيل موضحة في البند 3 أدناه.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ تجربة رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما ذكرت أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ كانت اللحظة الأولى هي أعلى مستوى من الوعي، وعندما رجعت إلى العالم المادي كانت حالة اليقظة عالية جدًا وواضحة تمامًا.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا لك أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لا يخضع مصدر المكان والزمان لتجربة المكان والزمان التي نعرفها من المنظور البشري. ولذلك فإن التجربة النهائية تتجاوز المكان / الزمان. لا توجد ذكريات لأنه لا يوجد شيء يمكن تذكره، وحتى لو كان هناك شيء، فلن تجدي الذاكرة نفعًا لأنه لا يوجد ماضي أو حاضر أو مستقبل كما نعرفه هنا. لا يوجد سوى الآن.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. في مرحلة ما كان بإمكاني رؤية مسافات كبيرة من نقطة مراقبة عالية. بدا العالم واضحًا تمامًا دون أي ضبابية في الرؤية في أي مكان. وفي أحيان أخرى، كنت أقرأ الكلمات من صفحات الكتب، بعدها رجعت إلى المكتبة ووجدت أن الكلمات هي نفسها. لقد كانت هناك العديد من الأحداث المذهلة التي دمجتها ببطء في تفكيري على مر السنين. لقد ألهمني ذلك كله تدريس ورش عمل حول عمليات التفكير المرتبطة بتجلي الواقع عن طريق الاختيار.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. أحيانا. أيًا كان الصوت الذي كنت أهتم به، فإنه يصبح متمايزًا عن الأصوات الأخرى، ويكون واضحًا للغاية. وفي بعض الأحيان كان يتم كتم الصوت إلى الوضع الصامت.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك يحدث عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من ذلك.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا .
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. ليس بمعنى أن تكون فردًا من نوع ما. لقد كنت الله. كنت الكل واللاشيء، كنت ذات واحدة.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. كنت محاطًا بالنور . كان الواقع بحد ذاته نورًا.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الغبطة، حالة الكمال، العجب، النعيم.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. في بعض الأحيان كنت أهتم بالماضي وتمكنت من رؤية كل حدث بتفصيل أكبر. وقد سمح لي هذا بإصلاح أفعال الماضي، وطلب المغفرة من الناس بعد عدة سنوات.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. إجمالًا أكثر من ستة وأربعين سنة.
هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ نعم. أحيانًا كنت أرى نفسي عند حد ما، ثم أدركت أن ذلك الحد كان في ذهني العقلاني الذي يحاول فهم ما لا يمكن إدراكه، ويحاول تسمية ما يحدث. عند تلك النقطة استسلمت وتوقفت عن محاولة الفهم. عندها لم أتجاوز الحدود فحسب، بل أصبحت الحدود بلا معنى.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظ / أصولي الروم الكاثوليك
هل تغيرت ممارساتك الدينية قبل تجربتك؟ نعم. انظر كل الإجابات الأخرى.
ما هو دينك الآن؟ ليبرالي ليس لدي انتماء ديني
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. انظر كل الإجابات الأخرى.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. بالفعل. يرجى الرجوع إلى البند رقم 3، وإلى العناصر الأخرى المذكورة أعلاه.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. أؤمن أن كلنا واحد. لذلك أرى نفسي في الآخر. وهنا تنطبق القاعدة الذهبية. (القاعدة الذهبية هي مبدأ في معاملة الآخرين، وهي أن تعامل الآخرين بالطريقة التي تحب أن يعاملوك بها.)
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. لم يكن هناك وجود لعلاقة بين الموضوع / الهدف يمكن من خلالها إدراك أي شيء محدد بخلاف انطباعات ما بعد التجربة بأن شيئًا جميلًا للغاية قد حدث.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. عرفت أنني أمتلكها منذ أن كنت في العاشرة من عمري عندما أخبرتني والدتي أنني أمتلك هبة الإدراك فوق الطبيعي، بعد أن شاهدتني أحدد اسماء البطاقات اللعب في كل مجموعة بشكل صحيح بنسبة تسعين بالمائة تقريبًا من الوقت. وكنت أتنبأ بالأرقام الموجودة على النرد حينما كنت أرميها بنفس القدر من النجاح. ومع الوقت أصبحت هذه الهبة أكثر حدة.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ معرفة أن الله يحبنا بطريقة تضمن لنا رزقنا دائمًا. إن كل تفكيرنا الذي يرتبط بقوة الله هو في النهاية طاقة الله، وبشكل عملي يمكن أن نطلق عليها نتائج الخلق المشترك فيما نسميه الحياة اليومية. يعتقد معظم الناس أن أحداث الحياة تحدث وحسب، لكننا مشاركون ومسؤولون عن خلق تلك الأحداث.
هل سبق أن حكيت للآخرين عن هذه التجربة؟ نعم. حكيت عنها مع والديّ بعد يوم واحد من حدوثها، ثم مع كاهن بعد حوالي خمسة أيام، ثم مع راهبة بعد بضعة أيام أخرى. وأخبروني جميعًا أن هذا الإله الذي اختبرته ليس هو الإله الذي يعرفونه ككاثوليك. ثم مرت ثلاث سنوات لم أحكي عن التجربة، كنت في السادسة عشرة من عمري عندما شجعني قس على أن أحكي عنها.
هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا. عندما كنت في السابعة أو الثامنة من عمري أخبرتني جدتي أن يسوع ظهر لها، وأنها أردت أن يظهر لي أيضًا. وأخبرتني أيضًا عن معجزة شفاء شفيت ساقها. لذلك اعتقدت أن هذه الأشياء لا بد وأن تكون ممكنة. وقد كانت.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) من حدوثها؟ ربما كانت التجربة حقيقية.
لم تكن التجربة حقيقية بالتأكيد. ربما كانت التجربة الأولى حقيقية (عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري). أما التجربة الثانية (عندما كنت في الثمانية عشر من عمري) فقد كانت حقيقية بكل تأكيد، والتجربة الثالثة (عندما كنت في الخمسة والعشرين) فلم يكن هناك شك، لا مجال للشك، هذا التجربة كانت حقيقية. لا أعرف كيفية تعريف "الحقيقي" ولكن هناك حقيقة أساسية غير متغيرة تشكل مصدرًا لكل ما يمكن معرفته. إن تفاعل الطاقات الفردية التي خُلقت بناء على وجود كائن يخلق ما نسميه التجارب بحيث يمكن تحقيق النية الأصلية للواحد – أي معرفته الذاتية. شيء يشبه هذا المعنى. كل ما يمكننا فعله حقًا هو التحدث عن الواحد في محاولة للتقرب منه، ثم الاستسلام له وتجربته مباشرة دون تعليق أو حكم – عندئذ يمكننا معرفة الحقيقة.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ نعم. بعد الكثير من التحليل والدراسة قمت بتجربة عقار للهلوسة، ورأيته كأداة يمكن استخدامها لأغراض استكشافية. كما هو الحال مع منهجي الطبيعي، الذي يمكن تسميته منهجًا تأمليًا للتعالي والتسامي. لا يستطيع العقل العقلاني فهم هذا الواقع الحاضر دائمًا، ويمكن لعقاقير الهلوسة أن تساعد في إقناع العقل العقلاني بالتخلي عن رغبته في تصفية تجربته والتحكم فيها. هذا هو المكان الذي يأتي فيه أمر الموت. عندما نبدأ في عملية التخلي، مع أو بدون عقار الهلوسة، مع أو بدون مرض أو صدمة، عندما نبدأ في التخلي عن الأنا، سوف تنظر الأنا إلى هذا التخلي باعتباره موتًا لها. تتصور الأنا أنه لم تعد هناك حاجة إليها، وبالتالي تتصور أن الذات "الحقيقية" الأبدية والخالدة سوف تتخلص منها ببساطة. ثم ترسل الأنا إنذارًا قائلة: "إذا ذهبت، سنذهب جميعًا – إن موتي هو موت للجسد". وهو عادة ما يكون كذلك؛ لذلك نحن نقتنع بذلك، ونوقف عملية التخلي. كيف نعرف أننا إذا تخلينا عن الأنا فإننا سنعود إليها يومًا ما؟ إنه دائمًا خيار ونية – وهما نفس الشيء حقًا. لذلك لا داعي للخوف. سوف تحصل دائما على ما تريد. بالمناسبة، ليس هناك حاجة لكل هذا لأنه لا يوجد سوى الواحد، لذلك فنحن دائمًا ذلك الواحد، ولا يمكننا تجنب أن نكون الواحد. لا شيء ضروري لأننا نحن الواحد الآن.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ لقد قدمت العديد من ورش العمل والندوات، وعملت مع العديد من الأشخاص الذين يشاركون سلامهم الداخلي وحبهم المتاح معنا جميعًا. كل شخص يقوم باختياره بنفسه، وكلنا مثاليون.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ أحسنتم.