وصف التجربة:

ذهبت إلى عيادة الأسنان لعمل حشو بسيط. تم حقني عدة مرات بمادة نوفوكايين (عقار مخدر) لأنني لم أشعر بالخدر. استمرت الطبيبة في إعطائي المزيد والمزيد من المخدر. بدأت أرتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه. وكان قلبي ينبض بسرعة وبشكل غير منتظم. كنت شبه فاقدة للوعي بشكل متقطع. أتذكر أن الطبيبة قالت إنها ستتصل بالإسعاف.

ثم سمعت صوتها، حضور لا أستطيع تفسيره – نور ساطع وصوت يأتي من جانبي. قالت لي: "هل تتذكرين كيف كنتِ تتنفسين عندما كنتِ على وشك إنجاب الأطفال؟". علمتُ أنها كانت تعني تقنية لاماز للتنفس البطيء من الصدر الذي استخدمته أثناء ولادة أطفالي. طلبت مني أن أستخدم هذه التقنية في التنفس. في تلك اللحظة شعرت بذعر كبير لأنني بدأت أفكر في أطفالي وكيف أنهم صغار جدًا ويحتاجونني. قالت: "تنفسي بالطريقة التي طلبتها منكِ، وسأذهب لأعتني بهم من أجلكِ." (كانت تعني أطفالي). أخبرتني أن التفكير فيهم سيضر بمعدل ضربات قلبي ويجعله ينبض أسرع، وطلبت مني التركيز على التنفس وأنها ستعتني بهم من أجلي. ثم قالت: "أيًا كان ما سيحدث، سأكون هنا من أجلكِ". ساد الهدوء بينما كان المسعفون يضعونني في سيارة الإسعاف ويبدؤون بإعطائي سوائل عبر الوريد. أخذوني إلى المستشفى، وبفضل الأدوية التي أعطوها لي، بدأ معدل ضربات قلبي في الانخفاض وعاد إلى طبيعته. قالت لي إن كل شيء أصبح على ما يرام الآن، وإن أطفالي بخير وإنها تحبني، وأنني سأكون بخير، ثم غادرت. لقد شعرت بالدهشة من الشعور الذي انتابني من صاحبة هذا الكيان، هذه الشخصية، لم أشعر أبدًا أن أحدًا عرفني من الداخل والخارج وقبل كل شيء عني بهذه الطريقة. يمكنني أن أقول إنني لم أشعر أبدًا بالحب من أي شخص على وجه الأرض كما شعرت به من صاحبة هذا الكيان. أتذكر أنني فكرت أن هذا هو الشكل الذي يجب أن نحب به بعضنا البعض، بلا تحفظات، مع قبول تام لكل شيء.

بكيت لمدة يومين بعد ذلك في محاولة لاستيعاب كل ما شعرت به. السبب الظاهري لما حدث هو أن كمية كبيرة جدًا من الإبينفرين دخلت إلى مجرى الدم مما جعل قلبي ينبض بسرعة وبشكل غير منتظم. أنا ممتنة للغاية لمروري بهذه التجربة. كنت على وشك مواجهة تحديات هائلة في حياتي، والتفكير في صاحبة هذا الكيان والإيمان بأن هناك في الحياة ما هو أكثر من هذه الحياة التي نعيشها يوميًا، جعل من الأسهل عليّ التكيف مع ما حدث.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: مايو 1997.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. رد فعل تحسسي. كنت على كرسي طبيبة الأسنان أتلقى حقنة نوفوكايين. لا أعرف إذا كنت قد حصلت على جرعة زائدة أم ماذا، لكن بدأ قلبي ينبض بسرعة وبشكل غير منتظم، وكنت أرتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وكنت أفقد الوعي وأستعيده إلى حد ما.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ تجربة رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ ربما خلال أسوأ لحظات التجربة. شعرت بتركيز كبير على ما كانت تقوله لي. كان معظم تركيزي منصبًا عليها.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. شعرت أن كل شيء كان يحدث ببطء داخل جسدي، بينما كان كل شيء خارجي يحدث بسرعة كبيرة. كانت هناك حركة سريعة في الخارج، بينما شعرت بالهدوء والبطء داخل نفسي مع صوتها.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. شعرت أنني كنت في فراغ. كنت أسمعها بوضوح، لكن عندما كان الناس من حولي يتحدثون لم أتمكن من سماعهم.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.

هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ نعم. كان هناك صوت فقط. لم أرَ أحدًا. كان هناك فقط النور عن يساري.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. رأيت نور خافت ينبعث عن يساري، من حيث كان صوتها قادمًا. كنت أحاول باستمرار الالتفات أكثر إلى اليسار ربما لرؤيتها لكنني لم أستطع رؤيتها أبدًا.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعرت بحب عظيم، والأهم من ذلك أن صاحبة هذا الكيان كانت تعرفني، وتعرف كل شيء عني، ورغم ذلك كانت تتقبلني تمامًا. فقد شعرت منها بحب ودعم غير مشروطين.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالية. لقد نشأت كاثوليكية، لكنني لا أذهب إلى الكنيسة الآن. لدي معتقدات روحية مختلفة.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالية.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. إن ما يحدث على الأرض، رغم أهميته، ليس بنفس أهمية الحياة على الجانب الآخر. وأننا يجب أن نسعى إلى حب بعضنا البعض بلا شروط.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. أنا أعتقد وأتمنى أن أكون إنسانة محبة أكثر.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم، الشعور بالحب الكامل لي الذي كان موجودًا هناك. الشعور بأن هذه المرأة تعرفني. بدا الأمر وكأنها تعرف كل شيء عني، كل السيئ، وكل الجيد، وأنها أحبتني وقبلتني تمامًا. لم أشعر قط في حياتي بحب مثل هذا الحب من أي شخص. لقد بكيت لمدة يومين بعد هذه التجربة لأنني كنت مستاءة جدًا من أن لا أحد على وجه الأرض يحبني بهذه الطريقة. شعرت بحب وقبول مذهلين ومعرفة بمن أنا ولماذا فعلت الأشياء التي فعلتها. لم أكن بحاجة أبدًا إلى تفسير شعوري، فقط كانت تعرف كل شيء.

هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ صوت صاحبة هذا الكيان. الحب الذي بدا وكأنه يتدفق منها ويغمرني. لقد أذهلني ذلك.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، أخبرت زوجي أولاً. ظن أنني مجنونة. ثم أخبرت بعض الأصدقاء المقربين، بعضهم صدقني والبعض الآخر لم يصدق. لست متأكدة إن كانت تجربتي قد غيّرت أسلوب حياتهم أم لا.

هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ نعم، لقد سمعت أن أشخاص مروا بتجارب الاقتراب من الموت، مجرد قصص، لكنني لم أقابل أحدًا مر بمثل هذه التجربة من قبل.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ نعم. في مناسبتين تحدث إليّ ابني الذي لم يولد بعد. مرة في الحلم، ومرة خلال النهار بينما كنت أقوم بأعمال عادية في منزلي.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ أنا ممتنة لصاحبة هذا الحضور. أتمنى أن تعرف مدى امتناني لها لوجودها بجانبي عندما كنت بحاجة إليها. وأتمنى بصدق أن تكون موجودة عندما يحين أجلي.