جو هـ. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كان طبيبي يعالجني من التهاب اللوزتين بشكل متقطع على مدى بضعة أشهر، مما أدى في النهاية إلى خضوعي لعملية لاستئصال اللوزتين. في ذلك الوقت، قيل لي إنه في مثل عمري من المحتمل أن أشعر بمزيد من الألم في حلقي بسبب التورم والغرز، لكن في غضون أيام قليلة سأكون بخير وكأن شيئًا لم يكن. بعد أسبوع، قام والداي بإدخالي إلى المستشفى، كنت أشعر أنني بخير، لكن حلقي كان يظهر قليلاً من الاحمرار. طمأن الطبيب والديّ أنني سأكون بخير. ثم قام بسحب عينة دم واستدعى ممرضة لأخذي لإجراء أشعة سينية على الصدر. بنهاية اليوم، جاءت نتائج فحوصاتي وكانت جيدة. غادر أفراد عائلتي المستشفى في الساعة الثامنة مساءً. بعد ذلك، تحدثت قليلاً مع زميلتي في الغرفة التي كانت قد خضعت لعملية جراحية في كلتا ساقيها. كما تبين أنها كانت تعمل ممرضة في نفس المستشفى. كانت لطيفة للغاية وجعلتني أشعر براحة كبيرة حيال العملية التي كنت سأخضع لها. بعد حوالي ساعة، جاءت ممرضة وأعطتني حقنة. في صباح اليوم التالي عند الساعة السابعة صباحًا، تم نقلي على كرسي متحرك إلى غرفة العمليات، وتم إعطائي حقنة وريدية، وطُلب مني العد تنازليًا. أتذكر أنني قلت: 100، 99، 98 ثم قفزت إلى 87، وهنا انتهى الأمر بالنسبة لي. الشيء التالي الذي أتذكره هو رؤيتي لشخص آخر في غرفة الإفاقة.
عندما حاولت أن أنهض، قالت لي ممرضة: "استلقي على ظهركِ، سنقوم بنقلكِ إلى غرفتكِ". بعد ذلك أعطوني هلامًا باردًا وبعض المثلجات. جاء والداي وبقيا لبعض الوقت ثم غادرا، وقالا إنهما سيعودان لاحقًا. كانت الممرضات يأتين باستمرار إلى زميلتي في الغرفة طوال اليوم. وعندما عاد والداي لاحقًا، اضطروا لإحضار كراسٍ إضافية. بقي والداي لمدة ساعة ثم غادرا، بينما أصدقاء زميلتي في الغرفة بقوا لفترة أطول قليلاً. في هذه الأثناء، جاءت ممرضة لتفحصني. سألتني عن وسادتي، فكتبت على ورقة أنني لا أعرف. لذا مدت يدها وفتحت الخزانة وأحضرت لي وسادة. المشكلة هنا أنني لم يكن من المفترض أن أضع رأسي على وسادة بسبب جراحة الحلق.
بعد ساعتين، كانت زميلتي في الغرفة تصرخ طلبًا للمساعدة. عندما وجدوني، كنت في حالة "الكود الأزرق" (حالة طبية طارئة تتطلب استجابة فورية من فريق الطوارئ الطبي. عادة يُستخدم هذا الكود عندما يعاني المريض من توقف في التنفس أو توقف القلب)، حيث كان لوني أزرق ولا أتنفس. كنت أشعر بأنني أطفو في الغرفة، وكان هناك نور ساطع فوقي. ولكن عندما نظرت إلى الأسفل، رأيت الأطباء والممرضات يعملون على صدري. عندما حاولوا إدخال أنبوب في فمي، اضطروا للتوقف لإزالة جلطة دموية كبيرة تشكلت وسدت مجرى التنفس لدي. شعرت بأن نفسي كانت تُسحب إلى الأعلى، ولكن صوتًا خلفي قال: "چوانا، لم يحن وقت رحيلكِ بعد، ما زال لديك عمل لتقومي به". عندما حاولت الالتفات نحو الصوت لأرى من كان يتحدث إليّ، شعرت بيديه تدفعني إلى الأسفل. كنت أكرر أنني أحب هذا المكان؛ إنه دافئ ومريح جدًا. فقال لي: "لا، عودي، سنرشدكِ إلى الأسفل". كانت العودة إلى الأسفل صعبة، شعرت كأن شاحنة قد صدمتني.
في اليوم التالي، كتبت ما حدث على ورقة وقدمتها لوالدتي. بالطبع، تعرض عدد كبير من العاملين للمسائلة بسبب إعطائي وسادة. زميلتي في الغرفة سألت والدتي عما إذا كنت أعاني من مشاكل في القلب، لأن قلبي قد توقف. لقد عمل الأطباء بجهد لإعادتي إلى الحياة. أعطيت أسماء طبيبين عملا على إنعاشي، وأحدهما كان يرتدي حذاءً رياضيًا أزرق ممزقًا. أخبر طبيبي الشخصي والديّ أن ذلك مستحيل، وقال: "ابنتكما كانت فاقدة للوعي تمامًا. اضطررنا لاستخدام جهاز الصدمات الكهربائية لإعادة تشغيل قلبها. كانت في حالة كود أزرق". اضطررت للبقاء يومين إضافيين في المستشفى. وبعد أسبوع، استيقظت والدتي في منتصف الليل بشعور قوي يدفعها للاطمئنان عليّ. وعندما دخلت غرفتي، وجدتني غارقة في بركة من الدماء وأختنق. كانت الغرز قد تمزقت. نقلوني بسرعة إلى المستشفى لإصلاح الغرز. وقال الطبيب إنه لو تجاهلت والدتي شعورها، لما كنت على قيد الحياة.
ما هو العمل الذي كان يجب أن أنجزه؟ بعد اثني عشر سنة تزوجت، وبعد ذلك بسنتين أنجبت فتاة أصبحت الآن في الحادية والعشرين من عمرها. و"نعم"، كان إنجاب طفلة وتربيتها عملاً شاقًا.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
يونيو 1972.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. التجربة مرتبطة بعملية جراحية.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح وكنت موجودة خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما رأيت النور فوقي وسمعت الصوت يتحدث معي.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لقد شعرت طوال الوقت كأنني في مكان آخر، كأنني كنت أشاهد من خلال باب مفتوح.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كانت كل الألوان زاهية، وكان النور فوقي ساطعًا للغاية، ولكن عندما نظرت إلى جسدي في الغرفة، كان يبدو بلون الكهرمان.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. أصوات الأطباء كانت واضحة جدا،ً بينما كان الصوت القادم من خلفي ناعماً للغاية.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكَّد. كنت عند المدخل عندما أخبرني الصوت أنني يجب أن أعود لأن عملي لم ينته بعد، ولدي المزيد لأقوم به.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ نعم، عندما التفت نحو الصوت، لمحت كيانًا مغمورًا في نور ذهبي. أعرف ذلك الصوت؛ لقد سمعته من قبل. طلب مني الصوت أن أعود، وأن ميعاد رحيلي لم يحن بعد، وأكد لي أن لدي عملاً إضافيًا يجب أن أتمه.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. لقد رأيت نورًا انبعث منه الحب والدفء.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ لقد عشت الحب الحقيقي الذي تغلغل في كياني بأكملها، وشعرت بدفء أعجز عن وصفه!
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. عندما عدت إلى جسدي، كنت أرى أحلامًا واضحة جدًا، كانت مليئة بالأحداث التي وقعت بالفعل، وتضمنت حادثًا آخر كاد يودي بحياتي.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم. كنت أعلم أنني أقف عند مدخل ما، لكنني واصلت النظر على جسدي بالأسفل.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة. كاثوليكية.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم. أعلم أنني متصلة بمصدر قوة أعلى، وإذا لم يحن أجلي فسوف يخبرونني بذلك.
ما هو دينك الآن؟ معتدلة. كاثوليكية.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. أعلم أنني متصلة بمصدر قوة أعلى، وإذا لم يحن أجلي فسوف يخبرونني بذلك.
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. شعرت وكأنني فعلت هذا من قبل، ولم يخطر ببالي أبدًا أنني لم أكن أتنفس.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. كل ما أستطيع قوله هو أن موهبة التمييز تلعب دورًا رئيسيًا. إنها المعرفة التي ترشد خطواتي في هذه الحياة.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. لقد ازدهرت تجاربي السابقة مع الظواهر الخارقة للطبيعة.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ ما يهم بالنسبة لي هو أن الموت بسيط، وأن الحب الذي نشعر به هنا على الأرض يتضاعف مائة مرة، وهذا يا صديقي شعور رائع.
هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، يستمتع بعض الأشخاص بسماع تجاربي، وهناك من ينظرون إليّ باستياء أو استخفاف! لكن حتى الآن، لم يقل لي أحد "إنكِ مجنونة".
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ نعم. عندما كنت طفلة صغيرة، مرضت جدًا وقضيت عدة أسابيع في حالة تنقل ما بين التواجد داخل جسدي وخارجه.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ نعم، لقد تعرضت لحادث سيارة مميت كاد أن يودي بحياتي، وأعلم يقينًا أن كيانًا من الطرف الآخر قد أبطأ الوقت حتى تتوقف سيارتي ويسمح للسيارة المسرعة بالمرور أمام مقدمة سيارتي دون حدوث أي ضرر. لا تزال تنتابني قشعريرة عندما أفكر في ذلك.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ نحن لا نكون وحدنا أبدًا، حتى عندما نعتقد أننا بمفردنا. فهناك دائمًا من يراقبنا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ كانت الأسئلة مثالية. يمكن إجراء الاستبيان عبر الهاتف لمن لا يحبون الكتابة، أو إرسال الاستبيان بالبريد – وهو أمر قد يكون سهلاً لمن لا يخرجون كثيرًا.