جودي س. تجربة الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

في يوم 16 ديسمبر 1996، كنت أقود سيارتي إلى العمل برفقة أختي. كانت الساعة حوالي الساعة الثامنة صباحًا، وكان الجو ممطرًا وضبابيًا في ذلك الصباح. عندما وصلنا إلى إشارة التوقف عند تقاطع طريق كريك والطريق رقم 194، كان هناك جسر على يساري، ويقع على مرتفع يمنعني من رؤية أي حركة مرور قادمة. كانت هناك سيارتان قد مرتا من قبلي وأضواؤهما الأمامية مضاءة، ولم تحدث أي مشكلة، لذلك ظننت أن الطريق خالٍ من السيارات وانطلقت. ولسوء الحظ، كانت هناك سيارة أخرى تسير بسرعة حوالي ستين ميلاً (95 كيلومترًا) في الساعة قادمة مباشرة من خلف الجسر في نفس لحظة خروجي إلى الطريق. لم تكن أضواء سيارته الأمامية مضاءة، وكان يقود سيارة هوندا سيفيك داكنة اللون وذات ارتفاع منخفض، مما جعل من الصعب عليّ رؤيتها من حيث كنت جالسة. اصطدمت سيارته بسيارتي من الجانب بسرعة تقارب الستين ميلاً (95 كيلومترًا) في الساعة. نُقلت إلى مستشفى يورك حيث تبين أنني مصابة بتمزقٍ في الطحال والكبد، بالإضافة إلى ثلاث كسور في العمود الفقري، وثلاث كسور في الحوض، وكسر في عظمة الترقوة، وكسر في الساق اليسرى، وجميع الأضلاع في الجانب الأيمن كانت مكسورة، كما تعرضت لإصابة في الرأس. لم يكن الأطباء متأكدين مما إذا كنت سأتمكن من المشي مجددًا أو حتى البقاء على قيد الحياة خلال الأربع والعشرين ساعة التالية. أما أختي فلم تُصب بأذى لأن جسدي امتص أغلب قوة الصدمة. ولحسن الحظ، كانت الجروح في الطحال والكبد قد تجلطت من تلقاء نفسها، وشعر جرّاح الصدمات أنني سأكون بخير دون الحاجة إلى جراحة. ظللت فاقدة الوعي وكنت اتنقل ما بين الوعي واللاوعي خلال الأيام الخمسة التالية.

في 21 ديسمبر 1996، استيقظت في وحدة العناية بالصدمات، وكان الطبيب يعتقد أن حالتي مستقرة بما يكفي ليقوم الطاقم بإخراجي من السرير ووضعي على كرسي استرخاء بجانب السرير لبضع دقائق. لم أكن أوافق على هذا القرار على الإطلاق، لكن بوجود كمية كافية من مسكنات الألم في جسدي، استخدموا رافعة آلية ونقلوني إلى الكرسي، وبقيت عليه لمدة عشرين دقيقة. ثم أعادني الطاقم إلى سريري، مما أراحني كثيرًا. بعد مغادرة الممرضات الغرفة بحوالي دقيقتين، بدأت أعاني من صعوبة في التنفس وألم شديد في صدري. ضغطت على جرس الاستدعاء للممرضة، والشيء التالي الذي أتذكره هو أن الطاقم كان يركض حولي وهم يصرخون. وضعوا رأس السرير إلى الأسفل وطرف السرير إلى الأعلى، فكنت في وضع مائل.

كان هناك رجل طويل، أصلع، أسود البشرة يدفعني على سرير متحرك إلى غرفة العمليات لأنني بدأت أنزف داخليًا. أتذكر أنني كنت أقول له بصعوبة من بين أنفاسي: "لا تدعني أموت!"، فنظر في عيني مباشرة وقال: "لن تموتي اليوم!"، كانت تلك آخر الكلمات التي سمعتها. أتذكر أنني رأيت نورا ساطعًا وجميلاً بدأ أمامي ثم سرعان ما أحاط بي من كل جانب. كان النور شديد السطوع والبياض، لكنه لم يؤذِ عينيّ أو يجعلني أُغمضهما. كان أبيض ساطعًا لدرجة أن له مسحة زرقاء. لا يوجد شيء على الأرض يمكنني مقارنته بهذا النور، لذلك من الصعب جدًا أن أصفه. لكنه كان أروع شعور شعرت به على الإطلاق. شعرت بحرية لا تُوصف، وكنت في غاية السعادة ولم يكن هناك أي احتياج لأي شيء. لم يكن هناك أي إحساس بالوقت خلال تلك الفترة. كنت فقط أعلم أنني لا أريد مغادرة هذا الشعور بالسلام والطمأنينة. هناك شيء واحد مؤكد: أنني لم أكن ميتة! بل كنت على قيد الحياة أكثر من أي وقت مضى. رأيت هيئة من النور تقترب نحوي خارجة من النور. كانت هذه الهيئة طويلة جدًا. أظن أن طوله كان حوالي ثمانية أقدام (مترين ونصف تقريبًا) أو نحو ذلك. أنا أقول "هو" لأنني لم أستطع التمييز إذا كان ذكراً أم أنثى. تحدث "الكائن" إليّ، رغم أن الكلمات لم تُسمع بأذنيّ. بدا الأمر وكأن أحدهم كان يتحدث داخل رأسي، رغم أن الصوت الذي سمعته لم يكن صوتي. كل شيء كان واضحًا تمامًا، وبدا منطقيًا تمامًا رغم أن ذلك كان مستحيلاً منطقياً. قال لي الكائن: "يجب أن تعودي؛ نحن لسنا مستعدين لاستقبالك بعد". أتذكر شعوري بعدم الرغبة في المغادرة. ظللت أقول: "لماذا؟ لا أريد أن أعود". لكنني كنت قد بدأت بالعودة فعليا. بدأت أشعر كأنني كنت أسقط من السقف عائدةً إلى جسدي، وأتذكر أنني هبطت بصدمة قوية لدرجة أنني استيقظت.

رأيت الجرّاحين يقفون حولي لثانية واحدة فقط. كانوا يتحدثون عن "الشعور باحتراق". الشيء التالي الذي أتذكره هو أنني استيقظت بعد الجراحة في اليوم التالي في العناية المركزة. كانت عائلتي تبكي وتقف من حولي. استيقظت وأخبرتهم أنني رأيت ملاكاً. قالوا لي إنني متّ على طاولة العمليات لكن الأطباء أعادوني إلى الحياة. ظننت أنهم مجانين! لم أصدق أنني متّ أبدًا. تطلّب الأمر أن يُريني طبيبان علامات الحروق الناتجة عن صدمات جهاز الإنعاش على صدري لكي أقتنع أنني قد رحلت فعلاً. كنت قد فقدت ثلاثة أرباع حجم دمي الكلي، وتوقّف قلبي. وبقيت بلا نبض لمدة إحدى عشرة دقيقة حتى أعادوا لي نبضي بصدمات كهربائية على قلبي. ثم خضعت لعملية جراحية لإصلاح النزيف في الطحال والكبد. كان من الصعب جداً عليّ أن أصدق أنني متّ لأنني لم أشعر في حياتي بأنني على قيد الحياة أكثر من تلك اللحظة.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 21-12-1996.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. تعرضت لحادث. لقد تعرضت لحادث سيارة في يوم 16-12-1996، وكنت في المستشفى وقت حدوث تجربتي في الاقتراب من الموت.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟

لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ كنت في أقصى درجات الوعي عندما أحاط بي النور. يصعب عليّ شرح شعوري، لكن بدا وكأن كل شيء كان واضحًا وضوحًا لا تشوبه شائبة، وكنت أسمع الصمت واسمع كل شيء في الوقت ذاته. كأنني كنت أمتلك وعياً كاملاً ومطلقاً للمرة الأولى في حياتي. كأنني وُلدت من جديد.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لم يكن هناك أي إحساس بالوقت.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كان كل شيء واضحًا ومفعمًا بالحيوية بشكل مذهل.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. بدا الأمر وكأنني كنت أسمع صوت شخص آخر في رأسي. ولم أعد أسمع بأذني. لقد كان سمعي واضحًا ومثاليًا جدًا.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم تأكيد حدوث تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكَّد. النور الذي رأيته بدأ أمامي وسرعان ما أحاط بي من كل جانب، وغمرني بدفئه.

هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟نعم، اقترب مني كائن نوراني طويل. أعتقد أن طوله كان حوالي ثمانية أقدام (مترين ونصف تقريبًا). لم أستطع التمييز إذا كان ذكراً أم أنثى لأنّه لم يكن له جنس. لم أتمكن أيضاً من تمييز ذلك من صوته، وهو أمر قد يبدو غريبًا، لكنه ببساطة لم يكن يحمل أي سمة تُشير إلى جنسه.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.

هل رأيت نورًا غريبًا؟

نعم، كان أسطع نور أبيض رأيته في حياتي، لم أرَ مثله من قبل ولا من بعد. كان أبيضًا ناصعًا لدرجة أنه بدا أزرق تقريبًا، مثل مركز اللهب.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ كنتُ في أسعد حالاتي خلال تجربتي. شعرتُ بالدفء والتحرر من أي احتياج أو ألم شعرتُ به في حياتي. لم يكن هناك ألم ولا جوع ولا عطش، ولا احساس بالزمن.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة. لوثرية.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم، رغم أنني نشأت في الكنيسة وكنت أؤمن بالله، إلا أن التجربة عززت إيماني وأصبحت واثقة تمامًا من أننا لا نموت بل ننتقل لنواصل الوجود في مكان آخر.

ما هو دينك الآن؟ معتدلة.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، رغم أنني نشأت في الكنيسة وكنت أؤمن بالله، إلا أن التجربة عززت إيماني وأصبحت واثقة تمامًا من أننا لا نموت بل ننتقل لنواصل الوجود في مكان آخر.

هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. أتذكر أنني شعرت وكأنني أعرف إجابة كل سؤال خطر على بالي يومًا.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. أصبحت عائلتي أقرب إليّ، وأصبحت أكثر انفتاحًا مع أحبائي من ذي قبل.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. يصعب وصف مشاعر الفرح الغامرة التي شعرت بها أثناء التجربة، والنور الذي رأيته – مقارنةً بأي شيء على الأرض.

هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ غير مؤكَّد. أشعر وكأنني أصبحت قادرة على الإحساس بالنشاط الروحي، وأصبحت أكثر وعيًا بمكاني في هذا العالم.

هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، بدأتُ بإخبار عائلتي فور استيقاظي. بدا الأمر كأنه لا بد لي من مشاركتها مع الناس حتى لو ظنّوا أنني مجنونة. كانت هناك قوةً خارجة عن سيطرتي تدفعني لذلك.

هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ نعم، كنت قد سمعت عن أشخاص يقولون إنهم مروا بنفق ورأوا أشخاصًا توفوا قبلهم عندما خاضوا تجربة الاقتراب من الموت، لكن ليس أكثر من ذلك. ولم يكن هذا الموضوع يثير اهتمامي كثيرًا في السابق.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.