جون هـ. تجربة الاقتراب من الموت 3369
|
وصف التجربة:
كنت مستلقيًا على بطني على سرير الفحص في العيادة. وكانت الممرضة تعطيني حقنة البنسلين. قبل هذا الحقنة لم يكن لدي أي رد فعل تحسسي تجاه البنسلين. لكن في غضون لحظات بعد أن بدأت الممرضة في حقني بدأت أشعر برد فعل تحسسي. بدأ صوت طنين في أذني وظل الطنين يتزايد. بدأت نبضات قلبي تتسارع واستمرت في تزايد. وبدأت الحدود في التشكل حول مجال رؤيتي. وكانت الحدود بنية اللون بها نقاط شاحبة، وضاقت باتجاه الوسط حتى فقدت بصري. بدا أن لساني ينتفخ حتى ملأ فمي. كنت أمضغ قطعة من العلكة وبصقتها بأقصى ما أستطيع. كنت أخشى أن أختنق بالعلكة. كنت أضرب على جانبي السرير المعدني بقبضتي يدي بأقصى ما أستطيع، محاولًا أن أبقى واعيًا.
سمعت الممرضة تصرخ قائلة الرمز الأزرق. وسمعت شخصًا يقول إن معدل ضربات قلبي كان 180. شعرت بصدري يرتفع بينما بدا قلبي وكأنه في طريقه للتوقف. وسمعت أحدهم يقول: "إننا نفقده". كنت مرعوبًا، وقلت لنفسي إنني أموت، وأتذكر أنني كنت أقول أو أفكر في عبارة "خلصني يا يسوع" مرارًا وتكرارًا. لقد واجهت حالة حيث كان كل شيء من حولي عبارة عن فوضى من الألوان الحمراء والبيضاء اللامعة طوال الوقت الذي كنت أصرخ فيه قائلًا: "أنقذني يا يسوع". وفجأة ظهر عبر هذا الفضاء، الذي كان يشبه البركة، كائن ذو نور لا يُصدق، يقف وذراعيه للأسفل ولكن للأمام. لم أر أي ملامح، فقط نور لا يُصدق.
وفجأة وجدت نفسي في فراغ ظلم عديم النور، باستثناء نقطة بيضاء ثاقبة بدت بعيدة جدًا، مثل نجم بعيد في سماء ليلية سوداء خالية من النجوم. شعرت بإحساس التحرك نحو تلك النقطة بسرعة لا تُصدق، ووصلت بشكل فوري تقريبًا عند نقطة ظهر فيها بياض أمامي بينما كنت لا أزال موجودًا في ذلك الفراغ المظلم. تخيل أنك في مسرح مظلم أمام شاشة بيضاء. رغم عدم وجود حواف حول البياض. لكنه كان موجودًا هناك وحسب. من ناحيتي أنا، فأنني لم أدرك وجود أي شكل لي. لقد كنت موجودًا هناك وحسب. لقد شعرت بالرعب أيضًا بسبب ما كنت أمر به في هذه التجربة. لقد اختبرت أو سمعت عبارة "لا تخف". لا أستطع أن أخبركم من أين أتت هذه العبارة لكنها كانت حقيقية. لقد اختبرت أيضًا ما لا يمكنني وصفه إلا بالوعي التام. لم أكن أرى حياتي تومض أمامي كسلسلة أو تسلسل زمني للأحداث، بل كان الأمر أشبه بـ "أوه نعم"، لقد فهمت ذلك. لكن ذلك لا يقلل من أهمية ما أدركته. أدركت كم كنت شخصًا عبثيًا. وأدركت أيضًا تأثير وفاتي على عائلتي، والأهم على والدي. لقد فقدنا أمي قبل حدوث هذه التجربة لي بأكثر من عامين بقليل. لقد شعرت بحزن رهيب ورأيت أو تخيلت إخوتي وهم يحملون نعشي. بينما كان والدي محطم عاطفيًا.
كان البياض أمامي به عمق. ومن هذا العمق، تمكنت من رؤية ما بدا وكأنه صخرة كبيرة. وبينما كنت "أحدق" في هذا العمق على هذه الصخرة، بدا أن الضباب أو البياض ينحسر قليلاً. كانت الصخرة كبيرة الحجم ومتنوعة الألوان، لكن معظمها كان رمادي اللون. رأيت الطحالب عليها. وكان بإمكاني رؤية العمق خلفها، لكنه كان أشبه بالنظر إلى منطقة خصبة من خلال ضباب أو زجاج. بعيدًا وعلى يسار الصخرة، انجذب انتباهي إلى وجود صورة ظلية لما بدا وكأنه شخص، مع حدوث تراجع في هذا الضباب الأبيض ببطء وتكشف ليعلن عن وجود شخص ما. عندما أصبحت الصورة أكثر وضوحًا، تمكنت من رؤية أن الظل كان لامرأة ترتدي رداءً بني اللون بلون الشوكولاتة مشدودًا بحبل كريمي اللون مثبت حول خصرها. سقط شعرها البني المموج على كتفيها. وعندما اختفى الضباب من أمام وجهها، رأيت أنها كانت تبتسم. كانت ذراعيها للأسفل وبعيدتين قليلاً عن جسدها وكانتا متجهتان إلى الأمام قليلاً. كنت مدركًا لأن الجزء السفلي من شكلها لا يزال محاطًا بالضباب الأبيض. لم تتحدث معي سواء بالصوت أو بالفكر. لقد كانت هناك وحسب. لقد كانت أكثر جمالًا مما يمكن أن نسميه هنا على الأرض شخص جميل جسديًا. وشعرت بوجود السلام التام والكامل. في البداية لم أتعرف عليها، ولكن فجأة بعد ذلك عرفتها. لقد كانت والدتي. لم يسبق لي أن رأيت والدتي بهذه الهيئة أبدًا، ومع ذلك كنت أعرف أنها هي. ظهرت دائمة الشباب. لا استطيع شرح ذلك، لكن يبدو أنه بحاجة إلى الشرح. في المرة الأخيرة التي رأيتها فيها، كان جسدها مدمرًا ومستهلكًا بسبب آثار السرطان. ومع ذلك فهي هنا كانت جميلة بشكل يفوق كل معاني الجمال، أكثر جمالًا من أي جمال عاينته. شعرت أنها كانت هناك تنتظرني، وهذا هو كل شيء. لم يكن لدي إلحاح أو رغبة في الاندفاع إليها. لكنني أدركت في تلك اللحظة أنني إذا أردت المضي قدمًا، فسوف أعبر ولن أعود أبدًا.
وهنا نشأ في داخلي شيئان، الأول: أنني لم أفعل شيئًا حقًا في حياتي ولم أجرب الحياة، والثاني والأكثر إلحاحًا: هو أنني لا أستطع تحمل الأذى الذي قد يسببه موتي لوالدي. أن يفقدني بعد أن فقد أمي. أحسست أنه لن ينجو من صدمة موتي. لذلك صليت: "أرجوك يا يسوع، أرسلني مرة أخرى". وعلى الفور رجعت إلى غرفة الفحص وسمعت أصواتًا تتحدث. كان لدي شعور بأنني متجمد زمنيًا. لا توجد طريقة يمكنني من خلالها تفسير هذا الشعور، لكن يمكنني الآن أن أشعر بوضوح بهذا الشعور كما شعرت به عندما حدث.
ثم مر هذا الشعور، وحل محله وجه الطبيب الذي أمر بإعطائي الحقنة. كانت الكلمات الأولى التي خرجت من فمي هي: "هل أنا في الجحيم؟". فضحك قائلًا: "لن أسميه جحيمًا". وسبب قولي ذلك هو قبح مظهر الطبيب. وأقرب شيء يمكن مقارنته به هو أنه بدا لي كأنه مصنوع من الطين، مثل تمثال صلصالي، ولم أرى منه إلا العيوب مثل الشامات والندبات والتجاعيد. كان هناك عدة أشخاص واقفين في الغرفة، بعضهم عند المدخل المفتوح المؤدي إلى قاعة الانتظار. عندما نظرت إليهم بدوا جميعًا وكأنهم تماثيل طينية. ومع مرور الوقت بدوا أكثر طبيعية وأقل إثارة للخوف. طلبت من أحدهم أن يتصل بأختي ويطلب منها الحضور إلى العيادة. وبالفعل وصلت وتعرفت عليها، وبذلك علمت أنني بخير.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
1984.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
لا. رد فعل تحسسي.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. ربما بمجرد وصولي إلى مكان النور.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ ربما بمجرد وصولي إلى مكان النور.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لم أر أي ساعات، ولم أشعر بوجود الزمن كما يشعر به المرء، أو أن يشعر بالوجود كما شعرت به في المكان الذي كنت فيه.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. لقد رأيت والدتي بشكل حقًيقي. رأيت الصخرة والعمق والفضاء من خلفها بشكل حقيقي. أود أن أقول إن الأمر كان أشبه برؤية الأشياء في الحلم، والفرق هو أنك تعرف أنك مدرك وصاف الذهن تمامًا، ومتحكم في بيئتك، أكثر مما شهدته من قبل أو من بعد التجربة.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. لم أشعر بأي صوت بالطريقة التي أسمع بها الآن. مجرد وعي، ولكن في نفس الوقت اختبرت الكلمات حينما سمعت جملة "لا تخف". يصعب شرح الأمر.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من ذلك.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكّد. إن الإحساس بالسرعة المذهلة تجاه النور البعيد يمكن أن يمنح المرء إحساسًا بالمرور عبر نفق بينما يمر النور أمامك، لكنني لن أقول إنه كان نفقًا.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الخوف، التعجب، الحزن، التعاطف.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. لقد رأيت إخوتي وهم يحملون نعشي، ورأيت أبي وهو محطم نفسيًا. لا أستطع أن أخبركم ما إذا كان هذا الحدث قد حدث فعلًا أم سيحدث أم كان من الممكن أن يحدث. كان هذا هو الحدث الوحيد الذي مررت به. لم أرى أو أعيد تجربة أحداث سابقة من حياتي. لقد شعرت فقط بمن أنا ومن أين أتيت.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. ربما، ولكن فقط فيما يتعلق بما سيفعله موتي بعائلتي.
هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ نعم. يرجى الرجوع إلى سرد تجربتي.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل كاثوليكي
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم. وأتساءل كيف عاش لعازر بقية حياته.
ما هو دينك الآن؟ معتدل كاثوليكي
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. وأتساءل كيف عاش لعازر بقية حياته.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ لا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. أنا متأكد من أنني مختلف الآن في بعض النواحي. دعونا نفكر في أمر التجربة. لقد حدث شيء لا أستطيع تفسيره، لقد كان حقيقيًا، وأكثر واقعية من أي شيء مررت به على الإطلاق. فكيف لا أتأثر به بطريقة أو بأخرى؟ لا أشعر أنني يجب أن أثبت ذلك أو أفهم سبب حدوث ذلك، لقد حدث ذلك وحسب. مازلت أعيش التجربة الإنسانية، الجيد منها والسيئ.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. كان من المستحيل التعبير عن التجربة. يمكنني إجراء تشبيه ثم أقول لمن يسمعني عليك تضخيمه. على سبيل المثال، كان النور الأبيض الساطع لامعًا ومشعًا ونقيًا. كيف تصف ذلك؟ على المرء أن يجربه حتى يفهمه بالكامل.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ نعم، أعتقد أن وجودنا يستمر وينتقل إلى مستوى آخر أكثر أهمية. لقد كنت عند عتبة الباب فقط، لكن التجربة كانت حقيقية. وعلى المرء أن يسأل نفسه، هل كان ذلك حقيقيا أم لا؟ هل كنت هناك أم لم؟ هل حدث لي ذلك أم لا؟ في حالتي عبارة "لست متأكدًا" لا تفي بالغرض. ماذا علي أن أثبت؟ لا شيء من حيث أين كنت أو من حيث التجربة التي مررت بها، لكنني استطيع إثبات ما حدث لي في غرفة الفحص في العيادة. هل أنا مهتم؟ لماذا يجب أن اهتم بإثبات أي شيء إلا إذا كان ذلك سيساعد شخصًا ما، عندها فقط سأكون مهتمًا.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. أنا حذر ومتردد بخصوص مشاركة تجربتي مع أي شخص. وستعرف لماذا بمجرد أن تشاركها مع الشخص الخطأ.
هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ نعم. لقد سمعت وقرأت عنها. لكن بالتأكيد لم تكن هذه التجارب شيئًا كنت أفكر فيه في ذلك اليوم. كل شيء حدث بسرعة كبيرة، وبشكل خارج عن إرادتي.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.