تجربة جولين القريبة من الموت
|
وصف التجربة:
لقد ولدت بمرض نادر في القلب (تضيق الصمام ثلاثي الشرفات). كان من المتوقع أن أولد ميتة، لكنني نجوت وولدت ولوني أزرق. وعندما بلغت الرابعة من عمري تقريبًا، كنت قد كبرت بما يكفي للخضوع لجراحة قلب مفتوح لإصلاح قلبي. وقد تم إخباري قبلها أنني قد أنجو من الجراحة وقد لا أنجو (رغم أنني كنت في الرابعة فقط، إلا أن أمي شعرت أنه من الأفضل أن أعرف الحقيقة من البداية).
كنت جالسة على الطاولة مرتدية ثوب الجراحة بينما كان طبيبي يتحدث إلى والدتي. وبعد بضع دقائق، حاول الطبيب إخباري (بينما كانت أمي تبكي) أنه سيضع قناعًا على وجهي يجعلني أنام فورًا، وكان عليّ اختيار نكهة المخدر. وضع القناع على وجهي، ووصلتني الرائحة، وبدأت في العد التنازلي من مائة، ثم سقطت في النوم.
استيقظت بعد الجراحة في سرير (لست جيدة في المصطلحات الطبية، لكن بدا لي أنني استيقظت في حاضنة) حيث كانت هناك قبة بلاستيكية تغطي سريري بالكامل. كان بإمكاني أن أشعر بالأسلاك في صدري. نظرت إلى يساري، ثم إلى يميني، وأدركت أنني في غرفة انتظار من نوع ما، وبدأت في البكاء. (ولكن في نفس الوقت، لم أكن أبكي. يمكنك أن تسميها تجربة كونداليني. (ملاحظة من المترجمة: يُعتقد أن الكونداليني طاقة روحية كامنة في قاعدة العمود الفقري، وعندما تُنشَّط، ترتفع عبر مراكز الطاقة (الشاكرات) في الجسم، مما يؤدي إلى حدوث تجارب روحية عميقة، مثل الوعي الموسّع، أو الشعور بالاتصال الإلهي، أو تحولات داخلية قوية). كنت أبكي، لكن لم يكن لدي أي فكرة عن السبب. لم أكن خائفة، ولم أكن أشعر بأي ألم، ولم يكن لدي أي سيطرة على نفسي. كنت مستلقية هناك أتساءل: "لماذا أبكي؟"). هرعت ممرضتان إلى جانبي، إحداهما كانت تفحصني والأخرى تضع القناع على وجهي مرة أخرى.
بعد ذلك، استيقظت في غرفة مستشفى عادية للأطفال. كنت أنظر نحو زاوية الغرفة، وفجأة شعرت وكأنني أرتفع نحو السقف. في النهاية أدركت أنني كنت بالفعل ارتفع، وبدأت أرى نورًا متوهجًا يظهر أمامي. بدأ صغيرًا، لكنه ازداد حجمًا وسطوعًا كلما اقتربت منه أكثر. قبل أن أُغمر بالكامل في هذا الجوهر المتوهج، كنت أدرك أن هناك شيئًا يحدث في الغرفة، لكنني لم أكن متأكدة مما هو عليه.
كان التوهج الأبيض الدافئ يحيطني. كان أنقى نور أبيض يمكن لأي شخص أن يراه، كان يحيط بي بالكامل. شعرت براحة كبيرة، وسعادة لا شك فيها. كنت أعرف ما كان يحدث، كنت أعرفه كحقيقة، وليس مجرد افتراض. كنت ميتة. بدا الأمر وكأن وقت طويل قد مر قبل أن يتحدث إليّ أحد. لم يكن الكلام لفظيًا، ولم أرَ أي شخص أو أي شيء آخر حولي. كان يتم التحدث إليّ من داخل قلبي. من الصعب وصفه دون أن يبدو وكأنني كنت أجري محادثة مع نفسي، ولكن هذا ما حدث. كان الأمر أشبه بضميري الداخلي الذي يتحدث إليّ. سألني: "هل أنتِ مستعدة للعودة إلى الوطن؟". كنت أعرف أنه يقصد الموت. فكرت في الأمر، فعلت ذلك حقًا، فكرت بعمق، وبدا لي أن تفكيري استمر لساعات. تأملت: هل أريد حقًا أن أموت؟، كان هذا أعظم شعور اختبرته في حياتي، هل أريد أن ينتهي هذا الشعور؟ كانت إجابتي: "لا". كنت أريد أن أعيش حياتي. وبمجرد أن أجبت بـ"لا" (ولم يكن ذلك لفظيًا، وأشك في أنني كنت أملك أي شيء جسدي في ذلك الوقت)، عندها اجتاحتني فورًا رؤى لأحداث مستقبلية. رأيت أنني ووالدتي لن نكون قريبتين من بعضنا البعض كما كنا في ذلك الوقت، وأنني سأجد رجلًا سأحبه بصدق وسأرزق منه بطفلين، لكن الأمر سيكون صعبًا ومعقدًا، لكن في النهاية، سأصل إلى السلام والحب والسعادة. مرة أخرى، "تحدث" صوت الضمير الداخلي وسألني: "هل أنتِ متأكدة؟". مرة أخرى، فكرت لساعات كما بدا لي، لكن هذه المرة كنت أملك مستوى جديدًا من الفهم. (هل من الممكن ألا نبقى أنا وأمي مقربتين كما كنا؟ هل سأحصل حقًا على فرصة لإنجاب أطفال رغم مشكلتي في القلب؟). واخترت "نعم".
كانت رحلتي نفسها، ولكن بالعكس. هذه المرة كنت أستطيع سماع الأطباء والممرضات يتحدثون، وكانت الأجهزة تصدر أصواتًا متسارعة. نظرت خلفي ورأيت جسدي مستلقيًا هناك باردًا، بينما كان الآخرون متجمعين حولي في محاولة محمومة لإنعاشي. نظرت مرة أخرى إلى السقف، ثم "أغمضت عيني" بمجرد أن وصلت إلى جسدي، ولم أستيقظ إلا في الصباح.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت
1993.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. التجربة مرتبطة بعملية جراحية. كنت اخضع لجراحة خطيرة للغاية، وتوفيت على طاولة العمليات.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح وكنت موجودة خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ بدأ الوعي بالنور، ولكن بمجرد أن تم التحدث إليّ، شعرت أنني وصلت إلى ذروة الوعي.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لقد بدا الأمر وكأن التجربة استمرت لوقت طويل، لكن لم يكن هناك وجود للوقت على الإطلاق. كنت في الرابعة من عمري أيضًا، لذلك قد يكون إدراكي للزمن غير دقيق.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. لقد تمكنت من رؤية السطوع دون أن أشعر بعدم الارتياح. رغم أن التوهج كان أبيض، إلا أنه لم يكن أبيض – من الصعب حقًا شرح ذلك.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. خلال التجربة لم أسمع أي شيء.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟لا. لم يكن هناك نفق، كنت فقط "أطفو" نحو نور أبيض كان يزداد سطوعًا واتساعًا.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ غير مؤكّد. لقد تم التحدث إليَّ من الداخل. وبعد حدوث هذه التجربة، وعندما كبرت وتعرفت على الدين، اعتقدت أنه كان الله من تحدث إليّ. أشعر شخصيًا أنه كان أشبه بضمير داخلي "يتحدث" إليّ. لكنني لم أرَ أي شخص أو شيء آخر.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. كان النور شديد السطوع، كان نور أبيض اللون – لكنه لم يكن أبيضًا، من الصعب وصفه - كان دافئًا وجميلًا للغاية.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعرت بسعادة لا توصف. سعادة عظيمة لدرجة أنني أحيانًا أجد صعوبة في تصديق أنني اخترت رفضها.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. نعم، بمجرد أن أجبت، تلقيت رؤى عن أحداث مستقبلية. وكل ما رأيته تحقق بالفعل.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالية. لا شيء.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا. لقد نشأت بلا دين، ورغم أنني اعتقدت أنه الله من تحدث إليّ، إلا أنني لا أشعر بذلك الآن، ولا أنتمي لأي دين.
ما هو دينك الآن؟ ليبرالية. لا شيء.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا. لقد نشأت بلا دين، ورغم أنني اعتقدت أنه الله من تحدث إليّ، إلا أنني لا أشعر بذلك الآن، ولا أنتمي لأي دين.
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. لقد وصلتنى رؤى تتعلق بأحداث مستقبلية.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. بعد التجربة، بدأت أنا ووالدتي في التباعد على الفور تقريبًا. أدركت بسرعة ما يدركه كل طفل في النهاية، أن الوالد ليس بطلًا خارقًا، وليس كل شيء في الحياة. ساعدتني تجربة الاقتراب من الموت على إدراك أن هناك ما هو أكبر وأعظم من والدتي.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. لا يوجد شيء يمكنه أن يشرح تمامًا كيف تم التحدث إليّ. لم يكن ذلك مني، وكان مصدره من منطقة صدري، من قلبي. الكلمات تشكلت هناك وتم فهمها هناك. من الصعب جدًا شرح ذلك، وهو أكثر الأشياء الفريدة والتي لا تُنسى في التجربة بأكملها. النور الأبيض المتوهج أيضًا من الصعب وصفه. كان دافئًا، ومضيئًا، وأبيض، لكنه كان مريحًا ولم يرسل سوى الحب والدفء.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. بعد هذه التجربة، أصبحت قادرة على استشعار بعض الأحداث المستقبلية. مثلًا، مع شريكي، عندما عانقنا بعضنا لأول مرة، شعرت وكأن ساعة كاملة قد مرت، وخلال تلك الساعة "علمت" أننا سنمر بانفصال صعب للغاية، ثم سنصبح قريبين جدًا وسنتزوج. حدث الانفصال، ونحن الآن مخطوبان. هذا مجرد مثال واحد.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ المحادثة بشكل خاص، ولكن التجربة بأكملها ذات معنى كبير بالنسبة لي.
هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لا أتذكر متى أو من أخبرته لأول مرة بأمر التجربة، لكنني أعلم أنني لم أخبر أحدًا لفترة من الوقت. كنت أشك في أن أحدًا سيصدقني (لم أعرف أبدًا عن تجارب الاقتراب من الموت إلا في وقت لاحق).
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ ليس لدي ما أضيفه.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ الاستبيان مُعد ومرتب بشكل جيد كما هو.