تجربة جوزيف م، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
استيقظت في ليلة ٢٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٤ بما اعتقدت أنه نوبة ربو روتينية. وصلت إلى جهاز الاستنشاق الخاص بي وأخذت نفخة. وشعرت أن الدواء لم ينجح لذلك عدت واستخدمت البخاخ مرة أخرى دون أي راحة. شعرت أن الأمر كان مختلفًا وأنه كان سيئًا. فطلبت من زوجتي الاتصال بالرقم ٩١١ وحين اتصلت توقفت عن التنفس. لم أستطع إدخال الهواء إلى جسدي، صدقوني لقد حاولت. دخلت في قبضة الموت. شعرت بنفسي أتحطم لكن ذلك الشعور المغاير كان أكثر ما يهمني. كان هناك شعور غامر بالطاقة يخيم على جسدي كله. حاولت محاربته بقوة الإرادة لكنه ظل يقوى أقوى فأقوى وأخيرًا لم أتمكن من طرده. أتذكر أنني كنت أفكر في نفسي، "لا يمكنني فعل ذلك بعد الآن".
ثم بمجرد أن فكرت في ذلك سمعت صوتًا انفجاريًّا! وحل بي ذلك السكون واكتسح أفكاري. لم أعد خائفًا بعد الآن. كان الهدوء جنونيًّا وأدركت أنني ما زلت موجودًا وأقف على الأقل، (كان ذلك مستحيلًا لأنني سقطت للتو نحو الخلف قبل بضع دقائق) ثم اتضح لي أنني قد توفيت للتو. مذهل! ما زلت أفكر وأرى وأنا موجود هنا حقًّا، أنا ميت حقًّا ومستيقظ كذلك. كان كل شيء مشرقًا بفعل ذلك الانعكاس الذهبي من ضوء لم أستطع تحديده. وكان لدي شعور مميز بأنني موجة صوتية تتموج ظاهريًّا. أتذكر التفكير في أنني كنت مائلاً كما لو كنت على محور.ثم استيقظت بعد يومين بذاكرة حية.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
٢٠٠٤/١٢/٢٨.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
نعم، مرض. رد فعل تحسسي. توقف حجابي الحاجز واختنقت نتيجة لرد فعل الربو تجاه شيء ما.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟
رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
لقد فقدت الوعي بجسدي.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. شعرت كما لو أنني كنت في حالة تأمل، إلا أنني لم أبدأ التأمل ولم أركز على الاحتفاظ به.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
كنت في حالة انتباه قصوى خلال الخلود بعد موجة السكون التي أصابتني، شعرت كما لو أنني كنت على دراية بكل شيء في وقت واحد.
هل تسارعت أفكارك؟
سريعة بشكل لا يصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. بدا لي وكأنني كنت أتوقف وألقي نظرة حولي، دون أي إحساس بالوقت. أعلم أنني كنت في غرفة نومي لكنني لم أكن كذلك. كنت هناك أشبه بهواء يملأ الغرفة، ولكن لم أكن هناك. كان الأمر أشبه بفيلم مزدوج مكشوف تم التقاطه في لحظة.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم. كان كل شيء حيًّا ومشرقًا للغاية لكنني لم أحدق ولم يؤلمني. كان الضوء في كل مكان ولكن ليس له أصل. كان الأمر كما لو أنني كنت مصباحًا ذهبيًّا وكان كل شيء يعكس الضوء الذي أشعه.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم. لم يكن هناك صوت على الإطلاق. كان ذلك أكثر صمت عشته هدوءًا على الإطلاق. نوع من الغمر في الماء، مع عدم وجود أي شخص آخر حولك ليصدر صوتًا. صمت مطبق.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
لا.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
لا.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم. كان الانعكاس الذهبي في كل مكان.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
العجب وراحة البال. والفضول الشديد، ولا يوجد خوف على الإطلاق.
هل كان لديك شعور بالفرح؟
فرح لا يصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت بأني متحد مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي، دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
نعم. شعرت بضغط الجدران في غرفتي. كان الأمر كما لو أنني كنت موجة صوتية في غرفة عازلة للصوت. تتموج للخارج ولكن ليس من خلال الجدران.
الله، الروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
معتدل. محايد دينيًّا، روحاني زورًا، كان لدي إيمان ولكن ليس لدي دليل. لم أكن متدينًا بما يكفي حتى أتبع منهجًا واحدًا.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
نعم. أصبحت مؤمنًا مئة بالمئة.
ما هو دينك الآن؟
معتدل. روحانيًّا جدًّا عن قناعة.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم. أصبحت مؤمنًا مئة بالمئة.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
نعم. عرفت أنني ميت بالفعل وأنني كنت على قيد الحياة بالفعل وواعيًا في نفس الوقت. لقد عرفت فقط.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
نعم. أنا أكثر هدوءًا وانعزالًا. تلك الأشياء التي كانت تثيرني في الماضي لم يعد لها نفس التأثير.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
نعم. مدى ضخامة التجربة وحقيقة أنني عرفت دون أدنى شك أنني ميت بالفعل لكنني ما زلت مدركًا. وراحة البال التي عشتها وانعدام الوقت. كنت هناك ولكن لم أكن هناك. كنت بخير وسعيد بحقيقة أنني بخير. كان هناك ضوء ذهبي في كل مكان ومشرق ولكن ليس له اتجاه، كل شيء كان يعكسه.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
لا.
هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
العلم بأني مت حقًّا لفترة من الوقت وأنني لم أفقد وعيي من وجهة نظري. هناك حياة بعد الموت وهذه المعرفة وحدها لها معنى كبير بالنسبة لي. لم أعد أخشى الموت.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. كانت التجربة هي أول ما تحدثت عنه عندما أتيت إلى وحدة العناية المركزة. وكان رد فعلهم "نعم، نعلم أننا رأيناك تموت".
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
نعم. معرفة قليلة خلال التلفاز.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
نعم. يبدو أن الأحلام تلمس الشعور بين الحين والآخر، وإن توغلت في ذاكرتي يبدو أنني أستطيع الشعور بذلك مرة أخرى حسب الرغبة.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟
ليست لدي ذكرى عن العودة على الإطلاق. وبعدها مباشرة لاحظت أن حدة التذوق والشم قد زادت.