جوش دبليو. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
لقد كنت أمارس رياضة التزلج على الجليد منذ أن كنت في الثانية عشرة من عمري، وكنت دائمًا أستمتع بالقفزات الخطرة من أعالي الجبال. أثناء تنفيذ إحدى الهبوطات، كنت أتحرك بسرعة زائدة وأخطأت الانتقال لامتصاص الزخم الذي اكتسبته. هبطت على الجزء المستوي من المنحدر، مما أدى إلى حدوث تأثير ارتدادي مر عبر ساقي حتى عنقي. عند الهبوط، كنت ارتدي نظاراتي وقبعتي. توقفت لألتقط قبعتي ونظاراتي، ثم لاحظت أن أنفي ينزف بشدة. جاء صديقي المقرب بعد القفزة وسألني عما حدث بينما كنت أضع القبعة على أنفي وسألني إن كنت بخير. أذكر أنني أخبرته أنني لا أعرف وأنني بحاجة إلى الذهاب إلى كوخ التزلج للبحث عن دورية التزلج. (الشيء الطريف هو أنني كنت أعمل في ذلك الوقت كفني طوارئ طبية في فرقة الإطفاء، وكانت أول غريزة لدي هي تقديم الإسعافات الأولية). قال صديقي إنني بدوت واعيًا ومتماسكًا، فقال إنه سيعود بمجرد أن أوقف النزيف. وأضاف أنني بعد ذلك نزلت إلى أسفل المنحدر وقمت بالقفز مرتين صغيرتين وانزلقت على أحد المسارات. عندما وصلت إلى كوخ دورية التزلج، بدأت الأسئلة تُطرح عليّ بشكل متكرر، ولم أكن أعرف من أنا. اضطررت إلى النظر في محفظتي لمعرفة من أنا وأين كنت. بعد حوالي خمس دقائق، فقدت الوعي وسقطت في الكوخ. وبعد خمس عشرة إلى عشرين دقيقة، كانوا يحملونني في سيارة إسعاف. وهنا مررت بتجربة الخروج من الجسد.
أتذكر بتفاصيل شديدة الوضوح أنني كنت أطفو فوق الكوخ الرئيسي لمنطقة التزلج. بدا الأمر وكأنني كنت في طائرة هليكوبتر على ارتفاع حوالي خمسين إلى سبعين قدمًا (15 إلى 21 مترًا) فوق الأرض. كنت فقط أحوم. لم يكن هناك أي ضوضاء أو ربما كان هناك صمت مطبق. أذكر أنني كنت أشعر بدفء الشمس، ولكنه لم يكن الشمس، كان أكثر إشراقًا ويؤلم عند النظر إليه بشكل مباشر. الدفء الذي كان ينبعث منه كان شعورًا "مثاليًا". كان الشعور الذي سيطر عليّ هو أن كل شيء كان هادئًا ومريحًا ورائعًا. كان بإمكاني النظر والتحرك بحرية في منتجع التزلج، وشعرت أنني أستطيع الطفو والذهاب إلى أي مكان. أتذكر أنني صعدت إلى قمة الجبل وشاهدت أشخاصًا مختلفين على الجبل لبضع دقائق. ثم قررت الطفو والعودة مرة أخرى إلى الكوخ لاستكشاف المكان. أثناء مشاهدتي للناس حول منطقة الغداء، شعرت وكأنني كنت أرفع إلى الأعلى والأعلى. التشبيه الوحيد الذي يمكنني تقديمه هو كأن شخصًا يسبح في قاع مسبح محاولًا الإمساك بشيء دون تحريك ساقيه للبقاء تحت الماء، ثم يشده طفو جسمه ويجعله يصعد إلى السطح. هذا السحب هو الشعور الذي شعرت به.
في هذه اللحظة، كنت على الأرجح على ارتفاع حوالي مئتي ياردة (183 متر) في الهواء، وأتذكر أن النور كان ينبعث بأشعة كثيفة من حولي. ازدادت حرارة الأشعة. كل شيء بدا صحيحًا وهادئًا. ولكن بعد ذلك، سمعت صديقي المقرب "سكاي" وحبيبتي "چيسيكا" ينادون اسمي. بدا وكأنه صوت ستيريو مكتوم تحت الماء، لكن صوتيهما كانت الشيء الوحيد الذي استطعت سماعه. عندما بدأت أتعرف على أصواتهما وربطها بشخصياتهما، بدا وكأن قوة ما تشدني إلى الأسفل. وبمجرد أن تمكنت من رؤية سيارة الإسعاف، حتى شعرت بنفسي أستدير للعودة إلى الأعلى لكنني لم أستطع. واصلت التحرك بشكل أسرع وأسرع نحو سيارة الإسعاف. وعندما كنت على ارتفاع حوالي طابقين فوق سيارة الإسعاف، أصبحت الأشياء من حولي ضبابية. أتذكر أنني انجذبت بسرعة إلى الوراء ورجعت إلى جسدي الممدد على النقالة.
عندما عدت إلى جسدي، شعرت بتدفق من الطاقة والحدة ونظرت حولي. كنت أعرف لكنني لم أتعرف على سكاي وچيسيكا.
عندما تحدثت معهما لاحقًا، قالا إنني كنت فاقدًا للوعي لكنني كنت أستجيب لفرك عظم القص. وعندما كانا يشاهدونهم وهم يحملوني إلى سيارة الإسعاف، توقف الفني الطبي والمسعف وفحصا صدري وكأن شيئًا ما كان خطأ. وفي تلك اللحظة بدأت جيسيكا وسكاي يناديان باسمي "چوش". في غضون دقيقة أو نحو ذلك، رفعت رأسي ونظرت حولي بعينين مفتوحتين على مصراعيهما نحوهما. في تلك اللحظة، قالا إنهما سيتبعانني إلى المستشفى، ثم أغمي علي مرة أخرى، وبقيت فاقدًا للوعي لمدة ساعتين تقريبًا. كنت استيقظ بشكل متقطع على مدار الأيام القليلة التالية، وكنت أعاني من فقدان للذاكرة. بدا الأمر وكأن أحدهم أرجع ذاكرتي إلى سنتين سابقتين. لم أتذكر أي شيء حدث خلال السنتين الماضيتين، ومع تراجع التورم في دماغي، بدأت ذاكرتي تعود تدريجيًا. وفي كل مرة ينخفض فيها التورم، كنت أفقد الوعي وأستيقظ عند لحظة معينة من الماضي وأنا في حالة عاطفية شديدة سواء كانت جيدة أو سيئة أو فقط شديدة. في النهاية، استعدت معظم ذاكرتي؛ لكنني فقدت فقط حوالي شهر أو نحو ذلك من الذاكرة.
قبل الحادث، كنت دائمًا شديد الحماس والتركيز في الرياضات، وكنت أتمتع بروح تنافسية عالية. وبعد التجربة، تغير موقفي بالكامل وأصبحت هادئًا ومسترخيًا. كان الأمر أشبه بمفتاح حوّل من طريقة تفكيري. كنت دائمًا إيجابيًا في تفكيري، لكن بعد التجربة، أصبح كل شيء أفعله يعتمد على التعزيز العقلي الإيجابي، وأصبحت الآن شخصًا هادئًا ومسترخيًا ومتزنًا جدًا.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
يناير 2000.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. تعرضت لحادث. إصابة مباشرة في الرأس. لقد عانيت من ارتداد حاد مع تورم في الدماغ. كانت المنطقة الأمامية من دماغي متورمة.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح وكنت موجودًا خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ أثناء تجربتي في الطفو، شعرت بوعي شديد بما حولي، ومع ذلك، وبمجرد عودتي إلى جسدي شعرت بتدفق من الطاقة لكنني لم أشعر أنني كنت عند مستوى أعلى من الوعي، بل شعرت في الواقع بأنني محصور داخل جسدي.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. بدت التجربة أكثر واقعية من الواقع.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. لم أسمع أي شيء، فقط صمت مطبق.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ شعرت وكأنني كنت أطفو إلى الأعلى باتجاه مصدر نور ساطع، ولكني لا أستطيع القول إن كان نفقًا أم لا.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ لا.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. كان أكثر سطوعًا من الشمس وكان دافئًا، لكنه لم يكن الشمس. كان هناك شيء مختلف فيه لكنني لا أعرف كيف أشرحه، كان أشبه بمنطقة ساطعة لا يوجد بها شيء سوى النور.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ عالم روحاني أو غير أرضي بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ لقد شعرت بالهدوء والاسترخاء والسعادة والدفء، وأحد أفضل الطرق التي يمكنني من خلالها وصف التجربة هي أنها كانت "الصواب بعينه".
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظ / أصولي. مسيحي غير طائفي.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لقد نشأت مسيحيًا، وكنت دائمًا أتبع أخلاقيات كنيستنا غير الطائفية. وبعد الحادث، أصبحت أكثر اهتمامًا بمعرفة "لماذا؟"، لماذا كل شيء. أصبح لدي شغف كبير لتعلم أي ديانات أستطيع تعلمها، ومعرفة أي تاريخ قديم. قبل التجربة، كنت أركز فقط على أهدافي المستقبلية، والمنافسة في الألعاب الأوليمبية والسعي إلى الالتحاق بمهنة عسكرية. لكن بعد التجربة تغيرت أهدافي ونظرتي للأمور.
ما هو دينك الآن؟ "بعد الحصول على درجة في العلوم الإنسانية، وبعد دراسة العديد من الديانات وأصولها، وجدت نفسي أتمتع بنظرة أوسع، حيث وجدت قواسم مشتركة بين العديد من الخلفيات الدينية. فأنا أؤمن بالتطور والسجل الأحفوري وأفهمهما، لكنني ما زلت أؤمن بوجود قوة أعلى، ألا وهي الله، في جوهره. كما أنني بعد دراسة أصول العهد الجديد وشروط سياقه، أصبحت أنظر إليه بجدية مثل الديانات الأخرى".
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لقد نشأت مسيحيًا، وكنت دائمًا أتبع أخلاقيات كنيستنا غير الطائفية. وبعد الحادث، أصبحت أكثر اهتمامًا بمعرفة "لماذا؟"، لماذا كل شيء. أصبح لدي شغف كبير لتعلم أي ديانات أستطيع تعلمها، ومعرفة أي تاريخ قديم. قبل التجربة، كنت أركز فقط على أهدافي المستقبلية، والمنافسة في الألعاب الأوليمبية والسعي إلى الالتحاق بمهنة عسكرية. لكن بعد التجربة تغيرت أهدافي ونظرتي للأمور.
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ غير مؤكَّد. فقط عرفت أن هذا الشعور كان هو المكان الصحيح والمثالي لأكون فيه.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لا.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. رغم أنني أصبحت هادئًا ومسترخيًا جدًا بعد الحادث، إلا أنني بدأت أرى أحلام تنبؤية كل شهر تقريبًا ، حيث أرى حلم وسرعان ما يتحقق الحدث الذي رأيته في الحلم ويحدث في الواقع. عندما يحدث ذلك في الحياة خارج الأحلام، أشعر برؤية غريبة غير واضحة وكأنني أبتعد عن شيء ما. وبمجرد مشاهدة الأشياء تحدث، أشعر بالإرهاق التام، وأما أن آخذ قيلولة أو أصاب بصداع نابض. لقد تواصلت مع سيدة من برنامج "Coast to Coast AM" بشأن الأحلام التنبؤية وتجربتي في الاقتراب من الموت، وبعد أن كانت تطرح علي أسئلة عن نفسي توقفت وقالت: "كلانا يعلم أنك روح قديمة جدًا وكنت هنا من قبل، وأنك بحاجة إلى التواصل مع شخص آخر"، وأنهت الأمر عند هذا الحد.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ لقد جعلتني التجربة أشعر أن كل شيء – مهما كان – سيكون "على ما يرام" ولن يكون سيئًا.
هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لقد شاركت هذه التجربة مع أحد أساتذتي في العلوم الإنسانية، الأستاذ / چايسون، وهو دارس لبارت إيرمان (عالم أمريكي متخصص في دراسة العهد الجديد والمسيحية المبكرة)، وكانت هذه هي أول مرة أشارك فيها التجربة قبل حوالي سنة. أخبرني أنها تجربة كلاسيكية في الخروج الجسد، وينبغي لي أن أطّلع على بعض الكتب حولها. لكنني لم أحكي له عن موضوع الأحلام التنبؤية فقط لأنها تبدو مبالغ فيها، وقد شاركتها فقط مع الضيفة من برنامج "Coast to Coast AM".
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.