تجربة جوليا م، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
أتذكر ذلك اليوم الذي وصلت فيه إلى النور كما لو كان اليوم. إنه واضح في ذاكرتي كما لو أنه حدث هذا الصباح.
أتذكر سماع أمي وخالتي تبكيان، وبيبي -طبيب متدرب- يقول إنه إذا لم أتحسن فلن يكون هناك شيء آخر يمكنهم فعله. وفجأة هل تعلمون ماذا حدث؟ كان الأمر مخيفًا. رأيت سقف الغرفة يتساقط فوقي وأتذكر أنني وضعت يدي أمامي لتجنب الصدمة لكنني أدركت فجأة أن ذلك لم يكن السقف يسقط عليَّ بل كنت أغادر جسدي. رأيت نفسي مستلقية على السرير وعيني مغمضتين وأمي وخالتي تبكيان قائلتين إنني لن أموت. قال بيبي إنه آسف، لكن لم يكن هناك أي شيء آخر يمكنه فعله من أجلي وأتذكر أنني كنت أقول: "أمي، خالتي، لا تبكيان، أنا بخير، ألا ترين ذلك؟ أنا بخير، من فضلكما انظرا إليَّ، أنا هنا، أنا بخير، لا تبكيان، لا تبكيان، أنا بخير، من فضلكما استمعا إليَّ، ألا تسمعانني؟".
فأدركت أن أيًّا منهم لم يسمعني ورأيت ضوءًا أبيض جميلًا مشابهًا لأشعة الشمس الجميلة لكن هذا الضوء لم يتوهج. وعلى العكس من ذلك، رأيت سلامًا لا يمكنني التعبير عنه بالكلمات. لا يمكنني وصف الإحساس في ذلك الشعور. لا تشعر بشيء، لا برد ولا دفء ولا وزن ولا ألم ولا سعادة ولا حزن، لا يمكن تفسير ذلك فهو شيء عليك أن تعيشه لتدرك كيف تشعر به. شعرت بشعور جيد لدرجة أنني قررت البحث عن شخص ما ليخبر أمي وخالتي بالتوقف عن الحزن - وأنني كنت بصحة جيدة وأن عليهما أن لا تبكيان من أجلي لأن رؤيتهما تبكيان تؤلمني. لا أريدهما أن تبكيان. كنت أريدهما أن تريا أنني بحالة جيدة جدًّا.
عندما وصلت إلى النور رأيت رجلاً يشع بالهدوء والسكينة، لكن عندما كنت بجواره أوقفني وقال: "لا، لا يمكنك الدخول. وقتك لم يحن بعد. عودي، لا يزال يتعين عليك إنجاز مهمتك على الأرض". ولا أدري كيف، لكنني عدت. أتذكر أنني استيقظت في السرير وقال بيبي إنها معجزة حيث مرت أكثر من ساعة منذ السكتة القلبية. لا أعلم كيف عدت، لكنني لن أنسى الإحساس حتى لو عشت مئة عام، لن أنساه أبدًا.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
في عام ١٩٦٥ أو ربما قبله أو بعده.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
نعم، رد فعل تحسسي. لقد أعطيت حقنة من البنسلين. لم يعرفوا أنني مصابة بحساسية تجاهه ودخلت في غيبوبة. كنت في المستشفى لبعض الوقت. لا أتذكر كم من الوقت كنت هناك لأنني لا أتذكر أي شيء عن المستشفى. أعرف ما قيل لي لكن لم يكن لدي أي فكرة عن وجودي هناك وأن أمي لم تكن ترى أي تحسن وتعتقد أنني سأموت، قررت أن تأخذني إلى المنزل. قالت إنها لا تريدني أن أموت في المستشفى لأنهم سيجرون تشريح الجثة وإنها لن تكون قادرة على قبول ذلك. تم نقلي إلى المنزل على مسؤوليتها، هذا ما قيل لي لأنني كنت في غيبوبة ولم أكن على علم بأي شيء. لقد تلقيت جرعات لا أعرف ماهيتها وتم نقلي إلى المنزل لأموت في منزلي مع عائلتي.
كيف تنظرين في محتوى تجربتك؟
رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
غادرت جسدي بوضوح ووجدت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
وعي وانتباه عاديان.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
كنت واعية طوال الوقت. لم يكن ذلك حلمًا لأنني عندما تركت جسدي رأيت أمي وخالتي تبكيان. لم أسمع بكائهما لكنني رأيتهما تبكيان. ثم رأيت الضوء - أحاط بي. لا أعرف كيف أشرح ذلك وبينما دخلته أتذكر أنني كنت بلا وزن، لم أشعر بأي ألم ولا كرب ولا شيء، مجرد سلام. سلام لا يمكن تفسيره بالكلمات. وعندما رأيت ذلك الرجل لم أكن خائفة، حتى أن ذلك كان طبيعيًّا كوني لم أكن أعرفه؛ لقد نقل السلام والرسالة التي دونتها في تجربتي.
هل تسارعت أفكارك؟
سريعة بشكل لا يصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
لا.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
لا.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
لا. لم يكن نفقًا، لقد رأيت نفسي مستلقية على سرير وأخرج من جسدي. ذهبت بجانب خالتي ووالدتي لتطمينهما لكنهما لم تسمعاني. وبعد ذلك رأيت ضوءًا، كان ضوءًا أبيض جدًّا مثل ضوء الشمس لكنه لم يكن يتوهج وذهبت باتجاهه.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
نعم. رأيت رجلاً يشع بالسلام والطمأنينة، لكن عندما كنت بجانبه أوقفني وقال: "لا، لا يمكنك الدخول، وقتك لم يحن بعد، ارجعي، لا يزال لديك مهمة على الأرض". لم أر هذا الرجل من قبل ولا أستطيع وصفه عدا أنه نقل السلام ولم أرغب في المغادرة.
هل رأيت أو شعرت أنك محاطة بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم. كان ضوءًا أبيض جدًّا مثل ضوء الشمس ولكن بدون وهج على الإطلاق. وعلى العكس من ذلك عندما دخلت إلى هذا النور شعرت بالسلام فقط. لا أعرف كيف أشرح هذا الشعور. أسميه السلام، السعادة، الهدوء، ولا أعرف كيف أفسره ولا أعتقد أنه يمكن تفسيره إنه شيء يجب عليك الشعور به لمعرفة ما تشعر به.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
العواطف؟ كما ذكرت، لا توجد كلمات تشرح ماهية الشعور. إنه شعور سلمي لا يمكن التعبير عنه بالكلمات. لديك جسد لكن لا وزن لك ولا ألم. لا عذاب لا شيء، فقط سلام.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟
سعادة.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت بأني متحدة مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهمين كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. ما تعلمته بعد هذا الحادث هو أنه انتقال من الحياة إلى الموت، لا شيء مؤلم ولكن فقط شعور بالسلام والرفاهية لا يمكن تفسيره بالكلمات العادية. حتى لو كنت تشعر بحالة جيدة هناك، فهذا لا يعني أنني أريد أن أموت. على العكس من ذلك، أعتقد أن الحياة منحتني فرصة أخرى لأعيش وأحاول أن أعيش بأفضل ما أستطيع. منذ حدوث ذلك، عانيت من أشياء غريبة مثل هواجس برؤية أشخاص ماتوا بالفعل ولكني لم أكن أعرف ذلك في حالات معينة؛ في حالات أخرى علمت أنهم ماتوا، حدث هذا فقط مع جدتي لكن لا يمكنني التأكد مما إذا كان ذلك حقيقيًّا أم بسبب الحب الذي شعرت به تجاهها. بالنسبة لي كان الأمر حقيقيًّا، لكن بما أنني عرفت أنها ماتت فلا يمكنني التأكد من ذلك. لم أكن أعرف الأشخاص الآخرين الذين رأيت أنهم ماتوا. تغيرت حياتي إلى حد ما منذ أن تطورت، فلنسميها قوى لم أكن أمتلكها من قبل ولم أرغب في امتلاكها.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم. هذه الأشياء بمثابة هواجس، لكنها عادة ما تكون أشياء سيئة على وشك الحدوث. لقد رأيت أشخاصًا ماتوا بالفعل لكني لم أكن أعرف. وأشياء من هذا القبيل. خلال موسم في شقتي في ليجانيس أضاءت الأضواء من تلقاء نفسها. لقد بعت الشقة أخيرًا. واستمرت هذه الظاهرة في الحدوث حتى بعد تفقد الأضواء.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
لا.
الله، الروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
معتدلة. كنت صغيرة جدًّا، لذلك لم يكن لدي الكثير من المبادئ الدينية.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
لا.
ما هو دينك الآن؟
معتدلة. أنا لا أؤمن بالله الذي تتحدث به الأديان، أؤمن بالله من وجهة نظري.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
لا.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
لا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
غير مؤكَّد. لا أعرف كيف كانت علاقاتي قبل أن يحدث ذلك بما أنني كنت صغيرة جدًّا لكنني الآن أفعل الخير للآخرين وأحاول ألا أؤذي أي شخص. كما لو كنت أفعله لنفسي. أحاول مساعدة أولئك الذين يطلبون مساعدتي بأفضل ما يمكنني.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
لا. ليس من الصعب التعبير عنها بالكلمات. لكن من الصعب أن تشرح بالكلمات الشعور الذي ينتابك عندما تكون هناك. لا يمكن تفسيره بالكلمات. يجب على المرء أن يشعر به بنفسه.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
نعم. كما ذكرت من قبل، أعرف متى سيموت الناس. على سبيل المثال، توفي والدي في ١٢ حزيران (يونيو) ٢٠٠٤ وكان لدي شعور بهذا قبل شهر تقريبًا. كانت خطيبته مريضة وشعرت بموتها وبعد ذلك توفي والدي.
هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
الشعور بالسلام والسعادة بينما كنت في هذه الحالة.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. لقد تحدثت عنها فقط مع عائلتي وأصدقائي. قدمت مجرد تعليقات عليها.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.
هل هناك أي شيء آخر تودين إضافته لتجربتك؟
سأكرر تجربتي في حال نسيت شيئًا. لقد كتبتها منذ بعض الوقت لتحسينها. بدأت حياتي الثانية عندما كنت في الرابعة من عمري. لقد خضعت لعملية استئصال اللوزتين نسبة لأني كنت مريضة جدًّا وآكل القليل جدًّا. قرروا إجراء عملية جراحية لي. وفي ذلك الوقت لم يكن الطب متقدمًا ولم تكن التقنيات متطورة. أتذكر أنني لم آكل طوال اليوم وكنت جائعة جدًّا عندما ذهبت لإجراء عملية جراحية. لم أكن في المستشفى لأنه في ذلك الوقت كانت هذه العملية متنقلة مع العديد من الأشخاص من حولي. أتذكر تمامًا أن عمي ذهب معي. وأتذكر أنني كنت مربوطة بنوع من الملاءة في مقعد العملية. تم وضع شيء في فمي لإبقائه مفتوحًا وكان هناك جرح. كان يؤلم بشدة. لن أنسى أبدًا هذا الألم. أتذكر أنه أثناء الذهاب في الزقاق حيث كانت خالتي تنتظر طلبوا مني ألا أصرخ لكنني صرخت وبكيت لأنني كنت أتألم كثيرًا. وبعد كل هذا البكاء والصراخ أصبت بنزيف كاد أن يقتلني. لقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً لإيقافه ولتجنب العدوى أعطوني بعض الحقن. وعند وصولي إلى المنزل سألوني إذا كنت أرغب في تناول الطعام وقلت إنني أريد فقط أن أموت ولم أرغب في سماع معلومات عن الطعام. لقد كان الأمر مؤلمًا جدًّا لدرجة أنني لم أرغب في تناول الطعام. أتذكر أنهم وضعوني في الفراش وليس لدي ذكريات أخرى في ذلك اليوم. قيل لي إن بعض الأقارب جاءوا لزيارتي لكني لا أتذكر ذلك. وفي اليوم التالي تم استدعاء الطبيب الممارس لإعطائي الحقنة التي كنت سأحصل عليها، فجاء وأعطاها لي. وحتى ذلك اليوم لم يكن لدي أي مضادات حيوية لأنني لم أكن بحاجة إليها، وبالتالي لم يكن لديهم أي فكرة بأنني أعاني من حساسية تجاهها. في الواقع كنت كذلك وعندما تلقيت الجرعة وتم مزجها مع شيء آخر دخلت في غيبوبة. مكثت في المستشفى لبعض الوقت ولا أعرف كم من الوقت نسبة لأني لا أتذكر هذا.