جوستين م. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كنت أنا ووالدي وبعض الأقارب في مهرجان رينيسانس في لبنان بولاية بنسلفانيا. ونظرًا لوصولنا متأخرين، وجدنا أنفسنا في طابور الانتظار. لا أتذكر بالضبط ما قاله الجميع لبعضهم البعض، لأنني كنت في الثالثة من عمري فقط. لكن مما أخبرني به أبي، أن نحلة بدأت تطير حول رأسه. وبلا مبالاة نسي أمري وركض، مما جعلني أسقط على الأرض الحجرية. أخبرني أبي أن جدتي وأخي ركضوا نحوي. كان أبي يهزني برفق محاولًا إبقائي مستيقظًا. اتصل شخص ما بالإسعاف. وعندما وصلوا، نظرت عينيّ إلى الجانبين، ثم أغلقتا ببطء. كل ما أتذكره هو شعوري بعدم القدرة على الحركة.
ثم فجأة وجدت نفسي في ظلام دامس. كان ظلامًا غريبًا. أعني أنه كان مظلمًا، لكن لم أواجه أي صعوبة في رؤية المنطقة من حولي. وفجأة شعرت بوجود حضور ما في المنطقة معي. ثم قلت بنبرة عادية: "ما هذا؟ أين أنا؟"، وجاءني الرد: "لقد تعرضت لإصابة، ولهذا أنت هنا". حاولت التحرك، لكني عجزت عن التحرك من جانب إلى آخر. شعرت وكأنني مقيد تمامًا. كان الكيان الذي شعرت بوجوده قويًا لدرجة أنني لم أتمكن من الإفلات منه (ولا أعني ذلك بطريقة مخيفة). ثم سألته: "لماذا تمسك بي بهذه الطريقة؟"، فأجاب الكيان: "يجب علي أن أفعل ذلك". سألته: "هل سأكون بخير؟"، وبصوت مليء بالحب والأبوة، أجاب: "ستكون بخير". لقد كان الصوت مليئًا حقًا بالحب. أعتقد أنه كان كذلك لأنني كنت مجرد طفل في الثالثة من العمر. عندما أفكر في الصوت، أشعر بالعاطفة، وحتى أثناء كتابتي لهذه السطور أشعر برغبة في البكاء.
وفجأة حدث شيء يصعب وصفه، لكنني سأحاول. ظهر أمامي نافذة أو فتحة. بدا الأمر وكأنها ظهرت من العدم. رأيت في النافذة أو الفتحة أبي والطبيب يقفان حول كرسي معدني يبدو أنني كنت جالسًا عليه. قلت للكيان: "لا أريد العودة"، أردت البقاء معه. قال لي: "يجب أن تعود، لدي خطط لك!"، لم يقل ذلك بطريقة قاسية أو أي شيء من هذا القبيل. قلت له إنني أحبه، وجاءني الرد: "وأنا أحبك". ثم فجأة شعرت وكأنني أتلاشى من خلال هذه النافذة عائدًا إلى عالمنا. مررت عبر الكرسي، وبمجرد أن دخلت إلى جسدي، حتى بدأت رؤيتي تعود تدريجيًا، واستيقظت.
أتذكر أنني أدركت أن شيئًا غريبًا قد حدث لي للتو، وبما أنني كنت في الثالثة فقط، لم أكن أعرف كيف أفسر الأمر. طوال الطريق إلى المنزل وأنا في السيارة كنت أفكر فيما حدث لي. أعتقد أنه مع مرور السنوات، نسيت هذه التجربة. ويبدو أنه مع تقدمي في العمر، بدأت أتذكر هذه الأشياء، وأعتقد أن الله يساعدني. أكثر شيئين يذهلاني حتى اليوم هو أن الظلام رغم كونه مظلمًا، إلا أنه كان يشع نورا قويًا، وأن الكيان الذي كنت معه كان مليئًا بالحب والأبوة. سأقول شيئًا واحدًا: أن أفعال الله وحكمته قد تبدو غير واضحة لكنها تحمل دائمًا غاية عظيمة، لذلك لن أنسى هذه التجربة أبدًا. أشعر بالشرف والحب لأنني حصلت على فرصة أن أكون في حضرة الله. لماذا أعتقد أنه كان الله؟ لأن الكيان كان مليئًا بالحب، وشعرت معه بالأمان.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
"يونيو 1992".
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
لا. إصابة مباشرة في الرأس.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ تجربة رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ في تلك التجربة، بدا الأمر وكأنني لم أكن طفلاً في الثالثة من العمر. لم يكن لدي صوت طفل، بل كان لدي صوت شخص بالغ. لا أعرف إن كان ذلك صوتي الحقيقي هناك، لكن لم يكن لدي أي صفات طفولية على الإطلاق.
هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. في المكان الذي كنت فيه، لم يحدث شيء. لم يكن هناك أي ضجيج أو أي شيء. لم أسمع الله يقترب مني، لكنني شعرت بحضوره.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كانت لدي رؤية رمادية رغم أنها كانت واضحة جدًا.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. لم أسمع شيئًا سوى صوت الكيان وصوتي. بخلاف ذلك كان المكان هادئًا وصامتًا تمامًا.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا. لقد كنت في منطقة مظلمة تمامًا. وعندما عدت، شعرت وكأنني عدت عبر نافذة تقريبًا.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ نعم، قابلت الله.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم، في الظلام الذي بدا وكأنه يضيء، لكنني لم أر كيانًا من نور أو أي شيء من هذا القبيل. حتى أنني حاولت الالتفات لرؤية الكيان، لكنه منعني من ذلك. ربما تكون المقولة: "لا يستطيع أحد رؤية وجه الله والبقاء حيًا" صحيحة. ربما لهذا السبب منعني الكيان أو الله من رؤية وجهه.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ عالم روحاني أو غير أرضي بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعرت بالفضول، شعرت باليقظة، شعرت بالأمان. شعرت بأنني محبوب.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظ / أصولي. كنت في الخامسة من عمري فقط، لذا لم أشارك في أي أنشطة دينية.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم. لطالما كنت مسيحيًا، لكن كل هذه التجارب التي مرت بي زادت إيماني قوة.
ما هو دينك الآن؟ محافظ / أصولي.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. لطالما كنت مسيحيًا، لكن كل هذه التجارب التي مرت بي زادت إيماني قوة.
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ غير مؤكَّد. لم يخبرني الله بأي شيء عن الكون، كنت في الثالثة من عمري فقط.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم! كل ما أفكر فيه هو الله. أفكر في الله كل يوم. لا أحاول ذلك حتى، لكن عندما أكون وحدي أفكر فيما قد يكون الله يفكر فيه. أعتقد أنه يمكنك القول إنني دائمًا مدرك لحضور الله.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ الجزء الأخير عندما تمت إعادتي إلى هذا العالم.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ يعتقد الناس أنني مجنون، لكنني امتلك هذه القدرة الغريبة على الشعور بوجود الأرواح. أشعر دائمًا أن هناك أشخاصًا حولي.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أتذكر الشعور بالأمان، وحتى عندما كنت ممسوكًا من الكتفين، إلا أنني أتذكر أنني شعرت وكأنني أتلقى عناقًا. أتذكر أيضًا مدى الحب في صوت الله. كان صوته أبويًا للغاية.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، مع تقدمي في العمر كنت أصلي لله طلبًا للمساعدة، وبدأت فجأة أتذكر هذه الأشياء. استغرق الأمر مني سبعة عشر سنة لأتذكر هذه التجربة. أخبرت أخي، لكنه اعتبرني مجنونًا.
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لم أكن أعرف الكثير، لكن يبدو أنني أحببت التواجد بالقرب من المقابر، وما زلت كذلك حتى اليوم. أشعر بأنني مرتبط بعالم الأرواح أكثر من ارتباطي بهذا العالم.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ ربما كانت التجربة حقيقية.
لم تكن التجربة حقيقية بالتأكيد. كنت في الثالثة فقط من عمري ولم أعرف كيف أفسر الأمر. جزء مني كان يعلم أن شيئًا ما قد حدث؛ كنت أعلم أنني مررت بشيء ما. الأمر الغريب هو أنني أتذكر أنني كنت أفكر حينها في أنني قابلت الله للتو.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا، لم أكن تحت تأثير أي شيء.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ من خلال ما مررت به. مقولة "أن أفعال الله وحكمته قد تبدو غير واضحة لكنها تحمل دائمًا غاية عظيمة" صحيحة مئة بالمئة. لقد شعرت بالحب والأمان وأنا في حضرته.