تجربة كاريل إم الشبيهة بتجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
05/08/2009
مؤخرًا، طلب مني صديق أن أشارك بتجربة خروجي من الجسد. لدي العديد من القصص الخارقة للطبيعة، كما أنني مرضت بنوع من اللوكيميا في السنوات القليلة الماضية. أصبحت الآن وسيطًا روحيًا، وعلى الأرجح سأغادر جسدي المادي قريبًا. أردت فقط التأكد من أنكم تلقيتُم مشاركتي، حيث شعر صديقي بأهمية أن أقدم هذه القصة وأجمع بعض القصص الأخرى. وبما أنني الآن مريضة في المنزل، ليس لدي ما أفعله أفضل من ذلك، سأكون سعيدة بمشاركة أي من تجاربي مع المهتمين.
شكرًا جزيلًا لوقتكم،
بمحبة الله وسلامه،
كاريل
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وصف التجربة:
حدثت تجربة خروج الروح من الجسد عندما كنت في الحادية والعشرين من عمري، وبصحة جيدة على ما يبدو. كنت في زيارة لوالديّ، كزيارتي المعتادة مرة في الشهر، وكان كل شيء يسير بشكل طبيعي كالمعتاد – على الأقل حتى وقت النوم.
حلّت الساعة التاسعة مساءً، وطُلب مني أن أنام في غرفة أخي القديمة – لم يُسمح لي بدخول تلك الغرفة عندما كنت صغيرة. كان أخي شخصًا شديد الخصوصية ومنظمًا للغاية، ولم يكن يريدني أو أي أحد آخر فيها، على حد ما أتذكر.
تابعتُ مع والدي مشاهدة التلفاز لبضع ساعات أخرى، وكان الوقت قد تجاوز الحادية عشرة مساءً. ودعته بقبلة على خده، وبدأت رحلتي نحو أكثر رحلة مثيرة في حياتي بأكملها.
كانت أفكاري تدور حول هذه الغرفة، التي بقيت كما هي منذ عشر سنوات. كنت أتساءل: ما السر الذي جعلها تُحفظ كضريح لأخي؟ لم أشعر بالراحة فيها، وكنت سعيدة بأني سأغادر في اليوم التالي، لأن ليلة أخرى فيها كانت أكثر مما أستطيع تحمله.
وبينما كنت أغفو، تغيرت زاوية رؤيتي فجأة، ولاحظت أنني مستلقية على ظهري وأذرعي متقاطعة، كأنني في نعش. أدركت أنني أرى نفسي من منظور جديد، وظللت أراقب جسدي لبعض الوقت. ثم بدأت أطفو في أنحاء الغرفة بهدوء تام. أصبحت هذه الغرفة أكثر روعة مما كنت أتخيل. كان الأمر ممتعًا، وكفيلًا بإرباك حتى أكثر الأشخاص تحليلًا.
حان الوقت للخروج، فتوجهت نحو النافذة. لكن بينما كنت أستدير ببطء، رأيت ظلامًا، مع ضوء صغير في نهايته.
داخل هذا النفق، كنت أرى لمحات من بقع زرقاء داكنة وبنفسجية وذهبية تضيء جدران هذا النفق الطويل الهادئ جدًا. السكينة التي غمرتني هناك استحوذت على كياني بالكامل، وكانت كافية لجعل هذه الفتاة القلقة ترغب في البقاء هناك لفترة طويلة.
بينما كنت أطفو نحو الضوء، شعرت بدافع قوي لمواصلة هذه التجربة الغامضة والمطمئنة. كان الضوء يزداد سطوعًا واتساعًا، ولم أشعر إلا بحضور الخير. وفي تلك اللحظة كنت متأكدة أن هذا هو المكان الذي يجب أن أكون فيه.
أخيرًا، وصلت إلى نهاية النفق، ووجدت نفسي مغمورة بنفس ذلك الضوء الذي قادني إلى هنا دون أن ينطق بكلمة واحدة.
خلال بضع ثوانٍ، ظهرت سيدة لتخبرني أن لدي خيارًا، وأنني ما زلت صغيرة.
أصبحت أدرس ملامحها: «من تكون؟» لم أتعرف عليها، لكنها بدت وكأنها تعرفني. تابعتُ تحليل صفاتها: كان لديها شعر قصير يميل إلى اللون الأحمر الفراولي، وبشرة شاحبة جدًا، وعيناها زرقاوان مبهرتان. في هذه اللحظة، لم يعد يهمني من أين أعرفها أو من تكون. كان عليّ اتخاذ قرار، وجعلتني أشعر أن الوقت ثمين.
أردت البقاء، لكني تذكرت قولها إنني صغيرة. ماذا يعني هذا؟ هل له علاقة بخياري؟ كانت في حوالي الخمسين من العمر، وبدت سعيدة للغاية! يا له من قرار مصيري. هذه أفضل إجازة على الإطلاق! لا توتر، ولا حاجة للمال، ولن أضطر لكتابة فاتورة أخرى – أو ما هو أسوأ، التحدث إلى جابي الديون! أحتاج المزيد من الوقت، لكنها أعطتني أمرًا حازمًا لاتخاذ قراري وقالت إن أي شيء أختاره سيكون جيدًا.
في تلك اللحظة، استدرت عائدة إلى الاتجاه الذي أتيت منه بهدوء، وسُحِبت فجأة عبر النفق المظلم. كان الأمر سريعًا جدًا لدرجة أنني لم ألاحظ أيًّا من تلك الألوان الساحرة التي رأيتها خلال الرحلة في الظلام.
عدت فجأة إلى جسدي القديم، وكنت في تلك اللحظة مرتعشة بعض الشيء. وكان الوقت قد حان لتقييم هذه الرحلة، فتوجهت للتحدث إلى والدي، الذي كان شبه نائم على الأريكة بينما التلفاز لا يزال يعمل بصوت عالٍ.
أصر على أن مغامرتي كانت مجرد حلم، وأمرني أن أعود إلى النوم. لكنني علمت أنني لم أنم، وأن هذا شيء حقيقي واستثنائي للغاية. كان ذلك كافيًا بالنسبة لي، فشربت جرعة من الكوكا كولا، وعدت إلى الفراش. راودتني أفكار مليئة بالأمل، بأنه يومًا ما سأُكرّم مرة أخرى. لم يحن ذلك اليوم بعد، لكني ما زلت أنتظر بصبر، إجازتي الدائمة المريحة التالية – والتي سأقضيها مع الله.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
التجربة الثانية:
الليلة الماضية كانت مختلفة تمامًا عن الهدوء والسلام، أو على الأقل بدأت بألم ومعاناة شديدين. الآن أعلم أن السبب كان مشكلات في المرارة مع وجود العديد من الحصوات – كان الألم لا يُحتمل.
دخلت بناتي إلى الغرفة حوالي الحادية عشرة مساءً، وكنت في ذلك الوقت أشعر بعدم ارتياح بسيط، لكن الألم تصاعد ليصبح طعنًا حارقًا ونابضًا في بطني، مع آلام حادة تنتشر في أنحاء جسدي. دعوت طلبًا للراحة وقليلًا من النوم.
وبحلول الساعة 12:40 صباحًا، بلغ الألم ذروته بينما كنت مستلقية على ظهري أئن وأتقلب في الفراش. فجأة، وجدت نفسي خارج جسدي، جالسة بجانب ما ظننته رجلًا يرتدي رداءً أبيض مع هالة نورانية ساطعة تحيط بجسده بالكامل! أدركت حينها أن الألم قد اختفى تمامًا من كياني. بدأ يتحدث، فالتفتُ نحوه لأراه بوضوح أكبر. لم يكن له وجه أو ملامح جسدية، فقط شكل مملوء بألوان الأرجواني والأزرق الداكن والوردي. خطوط كبيرة من الألوان تزيّن داخله، والهالة النورانية حوله كانت ساطعة للغاية. وبعد تفحص سريع لوجوده، أخبرني أنني علّمت بناتي كل ما يحتجنه في هذه الحياة، والباقي يمكنني تعليمهن إياه من الجانب الآخر.
فجأة، فتحت ابنتي الصغرى الباب مما جعلني أعود فورًا إلى جسدي القديم المتعب والمليء بالألم. شعرت بالانزعاج من هذا المقاطعة، لكنني فقط طلبت منها أن تهدأ وتعود إلى الفراش.
بعد ذلك، حاولت أن أسترخي وأخلد إلى النوم. مرت ساعة على الأقل من الألم نفسه الذي عذب جسدي سابقًا. آخر مرة نظرت فيها إلى الساعة كانت 12:57. شعرت كما لو أن دقائق قليلة فقط مرت منذ أن تركت جسدي ودخلت ذلك النور الأبيض الساطع. كان كل شيء هادئًا وخاليًا من الألم، وأريد وأحتاج أن أعثر مرة أخرى على ذلك الحضور الذي شعرت في تلك اللحظة أنه الله، ربي ومخلصي.
أين هو؟ لا أرى أحدًا أو أي شيء – لكن لم يكن هناك خوف، لا شيء سوى الهدوء والسلام. الشيء الوحيد الذي سمعته كان جملة قصيرة قالها لي: «تعالي!» – وكنت سأذهب دون أدنى شك.
ثم سمعت صوتًا عاليًا لصرير ورق، كانت «بيج» تفتح كيسًا من رقائق البطاطس – فعدت فجأة إلى جسدي مرة أخرى!
يا إلهي – أشعر الآن بأكثر من مجرد انزعاج، إنه إحباط شديد! عاد الألم مرة أخرى و«بيج» ما زالت مستيقظة! أريد أن أعاني بمفردي، وأحتاج حقًّا أن أعثر على ذلك المكان ومن أعتقد أنه الله!
مرت ساعة أخرى بنفس الألم المزعج. كل ما يمكنني التفكير فيه هو «أنقذني». بدأت بالصلاة، وشعرت مرة أخرى بالإحساس بالطفو. الفرق هذه المرة أنني كنت في ظلام دامس، لكن دون أي ألم ولا يزال هناك هدوء وسلام. هذا لا يزال مقبولًا جدًّا بالنسبة لي. سأبحث عن ذلك النور مرة أخرى، وفعلت ذلك للحظة، حتى فاجأتني «بيج» للمرة الثالثة والأخيرة.
ما قلته بعدها صدمني، حيث صرخت بها لأنها لم تتركني «أصل إلى الله». كنت أقصد أن أقول لها إنني أحاول النوم. شعرت بالذنب الشديد لصراخي عليها، بينما عاد الألم مرة أخرى بقوة.
بعد بضع ساعات، اتصلت بـ«راستي» ليأخذني إلى المستشفى. وهناك اكتشفنا مشكلة المرارة التي تتطلب جراحة.
بعد مرور ثلاث تجارب خروج من الجسد في ليلة واحدة، أعتقد الآن أنني أستطيع أن أسترخي قليلًا من أجل حالتي وهذه الجراحة المقبلة.
الله لن يعطينا أبدًا أكثر مما نستطيع تحمله. أدركت ذلك، ورأيته جالسًا بجانبي كصديق. «يا لسعادتنا بصداقة يسوع» – هذه الترنيمة تتردد في ذهني كثيرًا الآن. أيًّا كانت مخاوفنا أو تساؤلاتنا، فالله يهبنا الوضوح والبصيرة التي لن يعرفها معظمنا إلا في لحظات مثل هذه. لقد كنتُ مباركة! هذا السجل المكتوب هو ما أتركه هنا للآخرين ليعرفوا؛ على الأقل لدي فكرة عن الحياة الآخرة.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ التجربة:
1986.
أجزاء التجربة:
هل كان هناك حدث يهدد حياتكِ وقت التجربة؟
لا، لقد كانت فترة عاطفية صعبة بالنسبة لي. انفصلت عن حبيبي، وجئت إلى منزل والديّ لأحزن.
كيف تصفين محتوى تجربتكِ؟
رائع.
هل شعرتِ بالانفصال عن جسدكِ؟
نعم، غادرت جسدي بوضوح ووجدت نفسي خارجه.
كيف كان مستوى وعيكِ وانتباهكِ خلال التجربة مقارنة بالحياة اليومية؟
كان وعيي وانتباهي عاديين. شعرت بأنني في كامل وعيي طوال الوقت، ولم أكن نائمة في رأيي!
هل تسارعت أفكاركِ؟
نعم، كانت سريعة بشكل لا يصدق.
هل شعرتِ بأن الوقت يمر بشكل مختلف؟
بدا كل شيء يحدث في لحظة واحدة، كما لو أن الوقت توقف أو أصبح بلا معنى. لم أكن أفكر في الوقت أو أحتاجه.
هل كانت حواسكِ أكثر حدة من المعتاد؟
نعم، كانت حيوية بشكل لا يصدق.
كيف كانت رؤيتكِ خلال التجربة مقارنةً برؤيتكِ الطبيعية؟
نعم، كانت الألوان أكثر حيوية، رغم أنها لم تكن كثيرة.
كيف كان سمعكِ خلال التجربة؟
غير متأكدة، لم أسمع أي شيء حتى تحدثت إليّ المرأة، وكان صوتها ناعمًا.
هل كنتِ على دراية بأحداث في أماكن أخرى؟
نعم، وكانت هذه المعلومات دقيقة.
هل مررتِ عبر نفق؟
نعم، نفق مظلم مع ألوان تتلألأ من الجدران – أرجواني وأزرق عميق مع رقائق ذهبية.
هل قابلتِ أي كائنات (متوفاة أو حية)؟
نعم، قابلت امرأة في نهاية النفق، وعندما دخلت إلى النور، أخبرتني أن لدي خيارًا، وأنني ما زلت صغيرة.
هل رأيتِ أو شعرتِ بوجود نور ساطع؟
نعم، نور واضح من أصل روحي أو غير معروف.
هل رأيتِ نورًا غريبًا؟
نعم، كان النور في نهاية النفق.
هل شعرتِ أنكِ دخلتِ عالمًا آخر؟
نعم، عالمًا روحيًّا أو غريبًا بوضوح.
ما المشاعر التي شعرتِ بها خلال التجربة؟
السلام، والهدوء، والجمال – وشعور بالسكينة.
هل شعرتِ بفرح شديد؟
نعم، فرح لا يوصف.
هل شعرتِ بالاتحاد مع الكون؟
نعم، شعرت بأنني جزء من الكون.
هل شعرتِ فجأة بأنكِ تفهمين كل شيء؟
نعم، كل شيء عن الكون.
هل رأيتِ مشاهد من ماضيكِ؟
نعم، مرت كالبرق دون تحكم مني. توقفت عن الخوف من الموت، وبعد هذه التجربة، أصيب صديقي المقرب بالسرطان، واعتنيت به لأكثر من عامين حتى توفي عندما كنت في السادسة والعشرين. الآن عندما أفكر في الأمر، أعتقد أن التجربة هيأتني لمرضه ووفاته.
هل رأيتِ مشاهد من المستقبل؟
نعم، مشاهد من مستقبل العالم. كانت لدي قدرة غير عادية على معرفة أشياء على وشك الحدوث، وكانت تنبؤاتي دقيقة إلى حد كبير.
هل وصلتِ إلى حد أو كيان مادي؟
نعم، قابلت المرأة، وكان معروفًا أن هذه هي نقطة التوقف – إلا إذا اخترت الاستمرار.
الله والروحانيات والدين:
ما كان دينكِ قبل التجربة؟
كنت متدينة محافظة/أصولية.
هل تغيرت ممارساتكِ الدينية بعد التجربة؟
نعم، توقفت عن الذهاب إلى الكنيسة، وربيت ابنتي على اعتقادي أن الله هو الحب، وهذا ما يتوقع منا أن نفعله ونشعر به في كل موقف ومع كل شخص.
ما دينكِ الآن؟
أصبحت أكثر انفتاحًا.
هل تغيرت قيمكِ ومعتقداتكِ بسبب التجربة؟
نعم، توقفت عن الذهاب إلى الكنيسة، وربيت ابنتي على فكرة أن الله هو الحب.
هل رأيتِ أرواحًا متوفاة أو دينية؟
نعم، رأيتها بالفعل.
بخصوص الحياة الأرضية بخلاف الدين:
هل اكتسبتِ معرفة خاصة عن هدفكِ خلال التجربة؟
غير متأكدة، لكنني شعرت بشيء لم أختبره من قبل – سلام كامل وسعادة مطلقة.
هل تغيرت علاقاتكِ بسبب التجربة؟
نعم، أصبح الاهتمام بالآخرين ورعايتهم محورًا في حياتي. شعرت بحب أكبر للجميع، أكثر من ذي قبل.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟
لا.
هل ظهرت لديكِ أي قدرات نفسية غير عادية بعد التجربة؟
نعم، أصبحت لدي تجارب خارقة للطبيعة، وقدرات نفسية، والآن أستطيع التواصل مع الأرواح.
هل يوجد جزء من التجربة له معنى خاص لكِ؟
نعم، أننا جميعًا أرواح تعيش في الأجساد، وأن هناك سلامًا وجمالًا قريبًا جدًّا منا.
هل شاركتِ هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم، أخبرت والدي على الفور، وبعد ذلك مرت عشر سنوات قبل أن أتحدث عنها مرة أخرى.
هل كنتِ تعرفين عن تجارب الاقتراب من الموت قبل حدوثها لكِ؟
لا.
ما رأيكِ في واقعية التجربة بعد أيام أو أسابيع من حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيكِ في واقعية التجربة الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
هل حدث أي شيء أعاد إليكِ جزءًا من التجربة لاحقًا؟
لا.
هل لديكِ أي شيء آخر تودين إضافته؟
منذ هذه التجربة، مررت بعدة مواقف كدت أن أموت فيها، لكن لم يحدث شيء مشابه. لكن أصبح حدسي أقوى، وفي السنة الأخيرة، أصبحت أستطيع التواصل مع المتوفين ورؤيتهم، حتى أولئك الذين لا أعرفهم. كان الأمر مدهشًا، لكني أشعر الآن أنني ساعدت بعض الناس في التعامل مع فقدان أحبائهم.