كات م. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كنت في زواج مليء بالإساءة والعنف ولم أكن أعرف كيف أخرج منه. وفي إحدى الليالي، ذكر زوجي شيئًا عن "حتى يفرقنا الموت"، فأعطاني ذلك فكرة. حبست نفسي في الحمام وبدأت أبتلع حبة تلو الأخرى حتى أنهيت زجاجتين من الحبوب المنومة. وبسرعة بدأ كل شيء يصبح مشوشًا. كنت أعتقد أنني سأنام وسيكون كل شيء قد انتهى، ولكن ما إن غفوت حتى شعرت بروحي تغادر جسدي. وبطريقة ما شعرت أمي التي كانت على بُعد حوالي 45 ميلاً (72 كيلومتر) أن شيئًا ما يحدث، فاتصلت برقم الطوارئ 911. والمثير للدهشة أنهم صدقوها وأرسلوا سيارة إسعاف. أتذكر أنني رأيت الشخص الذي كان حينها زوجي وهو ينظر إليَّ وأنا لا أتنفس، ثم خرج من الشقة وركب شاحنته وقاد مبتعدًا. كان بإمكاني سماع أفكاره حول مدى غضبه مني لأنني "فعلت هذا به".
شاهدت المسعفين وهم يحاولون إعادة نبض قلبي، وساد جو من الاضطراب في الغرفة. لدي ذكرى قصيرة عن عودتي إلى جسدي مرة أخرى، ثم شعرت أنني بدأت أطفو. وعندما وصلنا إلى المستشفى، بدأت أتنقل ما بين التواجد في جسدي وما بين الطفو في فراغ مريح، حيث لم أشعر بأي ألم. سمعت صوتًا يقول ببساطة: "استيقظي، استيقظي الآن"، وشعرت بألم مبرح في صدري. رأيت من داخل جسدي إبرة تخرج من صدري، وأدركت أنهم قد حقنوا قلبي بالأدرينالين ليعيدوه إلى العمل. قضيت بقية الليل أستمع إلى ذلك الصوت وهو يطلب مني الاستيقاظ.
ثم عانيت من الهلوسة لعدة أسابيع بعد ذلك. كنت أرى أشخاصًا موتى يتبعونني، ويخبرونني بأنني لا أنتمي إلى الأحياء، وأنني كان يجب أن أبقى معهم.
ما زلت أراهم أحيانًا، خاصة عندما أكون محرومة من النوم، وأسمع نفس الأشياء: "لا يجب أن تكوني تتنفسين، أنتِ تنتمين إلينا".
أشعر أحيانًا أنني أحمل جزءًا من الموت معي، وكأنني لستُ على قيد الحياة حقًا. أنا فقط أتظاهر بأنني على قيد الحياة، كأنني ميتة تسير بين الأحياء.
لقد أصبحت مهووسة بالموت وبفكرة الأموات الأحياء، لأنني أشعر أنني واحدة منهم.
هناك أوقات أرغب فيها بالعودة إلى هناك. أشعر بالراحة من معرفة أنني سأكون هناك في يوم ما. أحيانًا أشعر أنني محاصرة هنا، في هذا الجسد وفي هذه الحياة، وأن السبب الوحيد الذي يجعلني أتماسك هو شعوري بأن أطفالي يحتاجون إليَّ.
حتى عندما تكون الأمور مثالية وسعيدة في حياتي، يكون هناك دائمًا شيء مفقود. يبدو الأمر وكأن حياتي هي حياة شخص آخر أو أنها ليس من المفترض أن تحدث.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
14/07/2000.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. محاولة انتحار بجرعة زائدة من الدواء.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما رأيت جسدي وشاهدت المسعفين وهم يحاولون إنعاشي، كنت أستطيع سماع كل صوت ورؤية كل حركة بقدر كبير من التفصيل، وكأن كل شيء كان يحدث بالحركة البطيئة.
هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. بدا وكأن الزمن غير موجود. كنت أرى شيئًا ما بالحركة البطيئة، ثم فجأة تتسارع الأحداث ويتم نقلي إلى حدث آخر بعد بضع دقائق.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم، لقد رأيت كل شيء بوضوح شديد بعد أن توقف قلبي. وعندما تمكن المسعفون من إعادة نبض قلبي، بدأ كل شيء في التشوش وشعرت وكأنني على متن قارب يتأرجح في الماء.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم، لم أسمع أي ضوضاء في الخلفية على الإطلاق، سمعت فقط أصوات المسعفون عندما كانوا يحركون معداتهم.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. كان هناك صوت رجولي يكرر باستمرار "استيقظي" أو "ابقي مستيقظة". بعد فترة، بدأ يقول لي أشياء مثل: "إذا تركتِ نفسك تغفو مجددًا، فلن تستيقظي" و "افتحي عينيكِ".
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. شعرت وكأن هناك نور يأتي من خلفي ويضيء كل ما أراه، لكنني لم ألتفت أبدًا لأراه.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ لم أشعر بأي شيء على الإطلاق عندما خرجت من جسدي في الشقة. بعد أن توقف قلبي للمرة الثانية، شعرت وكأنني في فراغ مريح، غمرني شعور بالسلام. ثم شعرت بالراحة والهدوء. لم أرغب أبدًا في العودة إلى جسدي.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ في وقت لاحق، بدأت أرى "رؤى مستقبلية" – بدأت أرى أشياء لم تحدث بعد. تتبع تلك الرؤى عادة نمطًا يساعدني في العثور على السعادة، لكنها في بعض الأحيان تحذرني من ألم شديد سأختبره.
لقد رأيت طفليَّ الاثنين قبل أن يولدا بأشهر، ورأيت لقطات قبل وقوع حوادث سيارات وسقوط وكل شيء أدى إلى إصابة – سواء لي أو لأطفالي.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظة / أصولية.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم، لقد تغيرت رؤيتي للحياة والدين والله بشكل جذري. أنا لا أملك إيمانًا جديدًا بالله أو معنى جديدًا للحياة، أشعر فقط أنني لا أنتمي إلى هنا. أشعر أنني أستغل هذا الوقت لإنجاز شيء ما. ما زلت أحاول معرفة لماذا ما زلت هنا؛ ربما لأربي أطفالي لأنهم سيكون لهم دور مهم في هذا العالم، ربما لأن لدي غاية لم أستوفها بعد – لا أعرف.
ما هو دينك الآن؟ ليبرالية.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، لقد تغيرت رؤيتي للحياة والدين والله بشكل جذري. أنا لا أملك إيمانًا جديدًا بالله أو معنى جديدًا للحياة، أشعر فقط أنني لا أنتمي إلى هنا. أشعر أنني أستغل هذا الوقت لإنجاز شيء ما. ما زلت أحاول معرفة لماذا ما زلت هنا؛ ربما لأربي أطفالي لأنهم سيكون لهم دور مهم في هذا العالم، ربما لأن لدي غاية لم أستوفها بعد – لا أعرف.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ لا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، أصبح من الصعب أكثر إيجاد أشخاص أتواصل معهم لأن لا أحد يفهمني – لا أحد مرَّ بهذه التجربة.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ بدا أن الأمور كانت تحدث دفعة واحدة، دون وجود تسلسل زمني خطي.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم، بدأت أرى تلك الرؤى المستقبلية بعد بضعة أسابيع من حدوث التجربة. كما أصبحت لدي قدرة غريبة على الإحساس عندما يتعرض أحد المقربين مني لأذى أو عندما يكونون على وشك الاتصال بي أو زيارتي.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، اعتقد الجميع أنني مجنونة لعدة أشهر. كنت أعاني من هلوسات شديدة لفترة طويلة بعد التجربة لدرجة أنني بدأت اتشكك في الواقع.
لم أتمكن من التحدث عن أي من مشاعري لسنوات، لأن كل مرة كنت أحاول فيها التحدث، كان يتم إيقافي بعبارات مثل "لا داعي للخوض في هذا" أو "يجب ألا تذكري هذا الموضوع".
يبدو أن لا أحد يرغب في مناقشة أي من هذه الأمور معي، لأنهم يعتقدون أنني لا ينبغي أن أتذكر موتي بمثل هذا الشغف.
هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ نعم، الجراحة – أعاد التخدير إنتاج نفس التجربة تمامًا.