كيت د. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
لقد شعرت أن هذه التجربة بأكملها استغرقت حوالي ساعة فقط. منذ اللحظة التي فقدت فيها وعيي حتى استيقظت. ومع ذلك، كنت فاقدة للوعي لمدة حوالي سبع ساعات. حدثت التجربة قبل أن أستيقظ مباشرةً في غرفة الطوارئ. وهذا ما شعرت به وما رأيته.
كنت جالسة على أرجل جدي (الذي توفي عندما كنت في الثامنة من عمري) في مطبخ المنزل الذي كان يعيش فيه مع جدتي. كنت سعيدة بلقائه ورؤيته بعد غياب طويل، وشعرت بسلام عميق لمجرد الجلوس في حضنه. وبينما كنت جالسة هناك، لاحظت أن ذراعيه يرتفعان فوقي، ووضع صندوقًا خشبيًا أمامي على الطاولة في المطبخ. بدا كأنه صندوق مجوهرات صغير منحوت بدقة. وعندما وضعه على الطاولة، فتحت يديه الصندوق ببطء، وكأنه يريد جذب اهتمامي لما في داخله. وعندما فتح الصندوق، انبعث منه نور أبيض متوهج. بدا الأمر ساحرًا، وانحنيت برأسي ببطء نحو الصندوق لأرى ما بداخله.
وعندما غمرت وجهي بالكامل داخل الصندوق، شعرت بشعور غير قابل للتفسير من الهدوء والانتماء. شعرت بسلام وحب لا يمكن وصفهما، على مستوى لم أرغب في العودة منه. بدا كأن الزمن قد توقف عند هذه الحالة. ومن هناك تحول النور الساطع فجأة إلى غروب رائع للشمس. كانت الشمس في الأفق على طريق ما، مشتعلة بألوان حمراء وبرتقالية مكثفة وجميلة. ومن منظور المراقب رأيت نفسي (وأنا طفلة تبلغ من العمر ست سنوات) وجدي يمسك بيدي ونسير باتجاه غروب الشمس المنبعث، ومن الخلف (من منظور الشخص المراقب) كنت خلفنا ونحن نسير باتجاه النور.
أثناء ذلك، التفت إلى جدي ونظرت إليه، وقلت: "جدي، إلى أين نحن ذاهبون؟"، نظر مباشرة إلى الشمس وقال: "سأعيدك إلى البيت يا سام، سأعيدك إلى البيت". شعرت وكأن قلبي يسقط، لم أرغب في العودة - مهما كانت تلك العودة بالنسبة لي - أردت البقاء هناك إلى الأبد حيث كنا. لكن بعد وقت قصير من هذا، بدأت أشعر بنور أبيض وعيني لا تزالان مغلقتين، وسمعت أصواتًا مشوشة وتمتمة خافتة في الخلفية تنادي باسمي. فتحت عيني ووجدت نفسي محاطة بحوالي خمسة أطباء في غرفة الطوارئ يصيحون: "كيت كيت؟ هل تعرفين أين أنتِ؟"، كانوا يحاولون مرارًا وتكرارًا إخراجي من هذه الحالة. حاولت أن أقول: "نعم، أنا في كورنوال" (كان من الصعب التحدث بسبب وجود أنبوب في حلقي). رد أحد الأطباء: "أين؟"، قلت: "كورنوال". أخبرني أنني لست في كورنوال ولكن في مستشفى ميسيسوجا العام (مستشفى بالقرب من مكان إقامتي). كنت مشوشة للغاية بشأن سبب وجودي هناك وليس في مستشفى في كورنوال (على بُعد خمس ساعات) حيث كان يعيش أجدادي.
في اليوم التالي شعرت بالحيرة، وحاولت مقارنة ما مررت به بالحلم. ومع ذلك، لم أجد للتجربة أي صلة بالحلم. لقد حدثت هذه التجربة بالفعل، وأعلم أن جدي كان معي روحياً. حتى أنني بعد سنة شاركت هذه التجربة مع والدتي، وأخبرتها أنني أعلم أن جدي موجود في عالم جميل للغاية، جميل لدرجة أنه لا يحق لها أن تقلق أبدًا بشأن الموت. لقد جعلتني التجربة أدرك أن هناك شيئًا يتجاوز ما نعيشه كبشر على هذه الأرض، وهو جزء من صورة لا يمكننا تخيلها في هذه الحياة.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
"مارس 2004".
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. لقد جربت استخدام عقار GHB بجرعات تبلغ حوالي ملعقة صغيرة على مدار أربع ساعات. كانت الجرعات محكومة للغاية. لكنني بالخطأ تناولت جرعة كبيرة (ظننت أنني كنت أشرب الماء من الزجاجة)، وانتهى بي الأمر بابتلاع كميات كبيرة من GHB – ربما 10 أضعاف الجرعة المحددة. كنت على جهاز التنفس الصناعي في المستشفى في غيبوبة، وكنت غير مستجيبة. وقيل لي في اليوم التالي إن نبضات قلبي وصلت إلى أربع نبضات في الدقيقة فقط.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ في نهاية التجربة، عندما كنت خائفة من العودة إلى حيث أتيت. وعند الفراق مع جدي.
هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لم أكن قادرة على إدراك أو حساب الوقت.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. شعرت وكأن التجربة كانت تحدث بالفعل، وكل شيء كان يبدو طبيعيًا. لم تتح لي أبدًا الفرصة لرؤية وجه جدي فعليًا، كان ضبابيًا – لكنني كنت أعلم أنه هو. كان غروب الشمس مذهلاً بألوانه الحمراء والبرتقالية – وكان حجم الغروب هائل ولا يتناسب مع الطريق الذي كنا نسير عليه.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. بدت الأصوات وكأنها تردد – كأنها كانت تنطق بهدوء داخل نفق.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكد. عندما كنت أنظر إلى الصندوق المنير، اجتاحتني مجموعة من المشاعر. كان النور ساطعًا للغاية، ولم أكن أعرف هل انتقلت عبر النور، وانتهى بي الأمر عند الطريق المضاء بغروب الشمس وأنا أمسك بيد جدي أم ماذا حدث.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ غير مؤكد. شعرت وكأن هناك كائنات كانت موجودة في النور، شعرت بوجودهم لكنني لم أستطع رؤيتهم.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. في البداية، كان يبدو أن النور ينبعث من الصندوق، ولكن عندما وضعت رأسي داخله أصبح النور ساحقًا ولكنه مهدئ في نفس الوقت. كان نورًا أبيضًا وساطعًا للغاية.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الهدوء والسريالية والمحبة والأمان.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ السعادة.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. أتذكر أن الجزء الأول من التجربة، أي الجلوس في حضن جدي في المطبخ، كان قد حدث بالفعل عندما كنت في السادسة من عمري. بدا وكأنه إعادة عرض لتلك اللحظة من حياتي. أما الصندوق المضيء والطريق نحو غروب الشمس فلا أستطيع ربطهما بأي شيء.
لطالما شعرت عندما توفي جدي وأنا لا أزال طفلة أنه كان يراقبني، وكان لدي شعور حقيقي بأنه كان حارسي الروحي، وكان أحيانًا موجودًا بروحه معي. وقد أكدت لي التجربة ذلك.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة. لا شيء.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.
ما هو دينك الآن؟ ليبرالية. لا شيء.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم، أصبحت أقل خوفًا من فكرة الموت. شعرت وكأنني أظهرت لي حقيقة وجود عالم موازٍ تسكن فيه أرواحنا عندما نموت.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، أصبحت أنظر إلى العلاقات بشكل مختلف بعد هذه التجربة. أصبح لدي علاقة تواصل أفضل بكثير مع والديّ، ولم أتردد في تغيير علاقاتي مع الأصدقاء الذين كنت على علاقة بهم قبل التجربة. وأنهيت علاقة عاطفية طويلة الأمد مع شخص بعد أن تباعدت عنه تدريجيًا، وبعدها مباشرة بدأت علاقة جديدة كانت مختلفة تمامًا عن أي علاقة أخرى مررت بها في الماضي.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ كان من الصعب وصف المشاعر المرتبطة بالتجربة.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ لا شك أن وجود جدي هناك جعلني أشعر وكأنه كان يراقبني منذ وفاته وحتى الآن. وهذا أمر بالغ الأهمية.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لقد استغرق الأمر بضعة أشهر بعد التجربة قبل أن أفصح عنها لأصدقائي المقربين. وأخبرت والدتي عنها بعد حوالي سنة.
هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.