تجربة كاثلين ب، في رؤية فراش الموت
|
وصف التجربة:
كان جدي مريضًا لفترة من الوقت قبل هذا الحدث. كان يذهب إلى المستشفى في نهاية كل أسبوع واستمر هذا مدة ثلاثة أسابيع تقريبًا إذ ظلت رئتاه تمتلئان بالسوائل وكان يتوقف عن التنفس. لقد تحدثنا عما إذا كان يريد الاستمرار في ضخ رئتيه بشكل متكرر أم لا وأخبرني أنه قد تعب ويرغب في الرحيل. وفي اليوم الذي حدث فيه ذلك، اتصلت بي والدتي وقالت إن جدتي اتصلت بها وأخبرتها أن جدي قد أغمي عليه مرة أخرى من السوائل وكانت في حالة هستيرية. ذهبت إلى منزل جدي وأدركت أن الحال كما كان من قبل وكما وصفه جدي. وصلت سيارة الإسعاف وأخبرتهم أنهم ليسوا بحاجة إلى فعل أي شيء لمساعدة جدي. أردت فقط نقله إلى المستشفى حتى لا يموت في المنزل لأن جدتي لم تكن قادرة على التعامل معه وهو يموت هناك.
ذهبت معه إلى المستشفى في سيارة الإسعاف وإلى غرفة الطوارئ. وضعنا في غرفة بها عدة أسرَّة وسُحبت الستارة. وبينما كنت أشاهد جدي يكافح من أجل التنفس، أدركت أنه بصفته كاثوليكيًّا لا يستطيع أن يقول لله كلماته الأخيرة وبدأت أصلي طالبة من الله أن يجعلني أتحدث بصوته حتى يتمكن جدي من إخبار الله بكل ما يحتاج إليه. لم أكن متأكدة حقًّا من أن هذا سيتحقق أو من ما سيحدث لكن يبدو أنه الشيء الذي يجب فعله. عندما بدأت في الصلاة، طلبت من الله أن يسمح لجدي باستخدام صوتي ليعترف له بخطاياه ويسأله أن يبارك فيه. بدأت بإخبار جدي أنه لا بأس في المغادرة وأن الله سيهتم به وطلبت منه أن يذهب إلى الله عندما شعرت أنني منجذبة نحو ضوء ساطع عظيم. ليس ضوءًا مؤذيًا بل ضوءًا مليئًا بالدفء والسلام.
أتذكر الشعور ورؤية يد جدي في يدي. كان يخبرني أنه خائف ويحتاجني معه. كان الأمر غريبًا لأنني لم أكن ميتة أو أحتضر لكنني كنت أشعر كما لو أن روحي/ جسدي ينجذب نحو الضوء في الوقت نفسه الذي كان ينجذب فيه جدي إلى الضوء ذاته. ازداد الضوء إشراقًا ثم أحاط بنا. كنا نقف في مكان مضاء ولكن ليس بذلك الضوء العادي أو المصابيح أو الشموع. كان هناك أشخاص آخرون لكني لم أستطع معرفة من هم ولم أخف أو أتفاجأ برؤيتهم. كان جدي على يساري وكنا ما زلنا نمسك بأيدي بعضنا بعضًا. شعرت بوجود شيء ما/ شخص آخر قادم نحونا بنور أكثر إشراقًا من النور الذي كنا فيه. لم أسمع أي خطى لكنني رأيت وشعرت أن هذا الشخص/ الكيان يقترب.
وعندما وصل إلى جوارنا أدركت أنه يسوع، كان يتحدث مع جدي وكنت أجيب عليه من أجل جدي. شعرت بخوف جدي يتلاشى ومد يسوع يديه ليأخذ يد جدي. وفي اللحظة ذاتها التي أخذ فيها الله/ يسوع يد جدي، شعرت أن الله يلمس يدي وفجأة شعرت/ أدركت ذلك الإحساس الهائل بالسلام والتسامح والشمول. شعرت بمدى ترابط كل الأشياء. لم يكن هناك وقت بالمعنى الذي نعرفه. كان الأمر كما لو أنني فهمت مدى ترابط مكونات كل ذرة مع بعضها ومدى ترابط الأشجار والسماوات والناس والحيوانات، كما فهمت أن الوقت ليس خطيًّا بمعنى أننا ندركه ولكنه يبدو مستمرًّا. وهذا الوصف في الحقيقة لا يصف الوقت جيدًا. يبدو الأمر كما لو لم يكن هناك أمس ولا اليوم أو غدًا. كان كل شيء متشابكًا ويتدفق إلى الأمام والخلف دون أن يتحرك. كان هناك شعور بالمعرفة الكلية وشعور غامر بالسلام والحب والقبول لا يمكنني وصفه. وقد حدث كل هذا في ما بدا وكأنه الخلود ولكن في الوقت ذاته بدا وكأنه قد حدث في كسر من الثانية. أتذكر أنني شُكرت من الله وجدي وأدركت أنني لا أستطيع البقاء ولكن لا أريد الذهاب وترك هذا المكان فقد كان كل شيء على ما يرام. ثم كنت أتراجع بعيدًا عن الضوء ووجدت نفسي في الغرفة مع جسد جدي وعرفت أنه مات وأنه في الجنة.
خلال الوقت الذي حدث فيه ذلك، لم أشعر بأنني في المستشفى ولم أسمع ضوضاء المستشفى أو الروائح أو الأشخاص. أتذكر أنني لم أشعر بشيء سوى الصمت وبعد لحظات دخلت أمي وجدتي في الغرفة وأخبرتهما أن جدي قد رحل وكنت بحاجة إلى البقاء وحدي. لقد كنت مرتبكة للغاية _وهذه الكلمة ليست كافية_ لدرجة أنني خرجت فقط.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
١٩٩٠.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟
نعم. كنت أرافق جدي الذي كان يحتضر بسبب قصور القلب الاحتقاني. كان قد أغمي عليه بسبب وجود سائل في رئتيه مما دعى إلى نقله إلى غرفة الطوارئ، لأن جدتي لم تسمح له بالموت في المنزل. كنا في مناطق مغلقة (محجوبة) عن الرؤية، كان جدي يحتضر لكنني كنت على قيد الحياة وبصحة جيدة.
كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟
رائع.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
لقد فقدت الوعي بجسدي.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما ذكرت أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
عندما شعرت أن يد الله تلمس يدي ويد جدي.
هل تسارعت أفكارك؟
تسارعت بشكل لا يصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. لم يكن للوقت حدود كما نتصورها. كان كل شيء متصلًا ولم يكن هناك أمس أو اليوم أو غدًا. إن ما كان وما يكون وما سوف يكون ستظل كل هذه التوصيفات مجرد تصور إنساني. إن الأمس واليوم وغدًا كلها قابلة للتبادل.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم. عندما جذبت أنا وجدي نحو الضوء، بدا الأمر كما لو أن بقية العالم قد تلاشى والشيء الوحيد الذي كان موجودًا هو ذلك الضوء الذي ظل يزداد حجمًا وإشراقًا وشمولاً. وعندما وصل إلينا؟! كان كل شيء خفيفًا وشبه ضبابي.
يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
لا.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد تحقق من الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
نعم، طالع السرد الرئيس.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
نعم. كانوا في جميع أنحاء الغرفة/ المنطقة. كان بإمكاني سماعهم ينادون/ يرحبون بجدي ويطمئنونه ثم حضر الله.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم، طالع السرد الرئيس.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
السلام، الطمأنينة، الحب، الفرح، الرهبة، الدهشة.
هل كان لديك شعور بالفرح؟
فرح لا يصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم. لا، لأن المستقبل هو الحاضر والماضي، إن كل شيء متصل.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
لا.
هل جئت إلى حد أو نقطة لا عودة؟
جئت إلى حاجز لم يسمح لي باجتيازه؛ أو أرجعت بعكس رغبتي.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
غير مؤكَّد.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
نعم. أشعر باليقين من أن الله يحبني ويهتم بي وهو دائمًا حولي.
ما هو دينك الآن؟
ليبرالية.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم. أشعر باليقين من أن الله يحبني ويهتم بي وهو دائمًا حولي.
هل يبدو أنك قد واجهت كائنًا روحانيًّا أو وجودًا أو سمعت صوتًا غير معروف؟
لقد صادفت وجودًا أكيدًا، أو صوتًا واضحًا من أصل روحاني أو غير مكتشف.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
نعم. أعلم أن كل الأشياء مترابطة. فالأشجار والحيوانات والبشر والنجوم والفضاء وكل شيء يعتمد على الآخر وأن هذا يحدث في ما يتجاوز المستوى الذري. لدي أيضًا شعور مستمر بالهدوء والسلام والفرح لم يغادرني أبدًا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
نعم. أشعر بتعاطف أكبر مع الآخرين. صرت أقل حكمًا على سلوك الآخرين وأجد نفسي أفكر فقط في جانب الخير في الآخرين.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
نعم. لقد كانت التجربة لا تصدق لدرجة أن الكلمات بالكاد تستطيع وصفها. لم أخبر أحدًا عنها لفترة طويلة لأنني اعتقدت أن الناس سيعتقدون أنني مجنونة.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
لا.
هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
ذلك الجزء عندما لمسني الله. عندها عرفت حقيقة كل شيء. كان لدي فهم عظيم لكل شيء. كنت أعلم أن كل ما كان/ وما هو كائن/ وما سوف يكون _ كلها على ما يرام. وما زلت أشعر بذلك.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. أخبرت والدتي بعد حوالي ثمانية أشهر. لقد مرت بتجربة مع جدي وقالت إنها حصلت على نفس الشعور بالترابط والسلام والفرح. كلانا واجه صعوبة في وصف التجربة. يبدو الأمر كما لو أن الكلمات العادية لا تقترب من ما رأيناه وشعرنا به واختبرناه.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
نعم. لقد سمعت عنها ولكن لست متأكدة حقًّا مما إذا كنت مؤمنة بحدوث مثل هذه الأشياء أم لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.
هل يوجد أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟
أعلم أنه قد يكون من الصعب تصديق إمكانية تجربتي لهذا الأمر دون أن أموت أو أقترب من الموت لكنني جربته. لقد كانت هذه التجربة ولا تزال حقيقية اليوم كما كانت عند حدوثها. لقد فوجئت بحدوثها لي لأنني كنت أعتقد دائمًا أنها تحدث فقط لمن يحتضرون وليس لمجرد صلاتك من أجل شخص آخر.
هل يوجد أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟
الشيء الوحيد الذي يمكنني التفكير فيه هو أن من الصعب للغاية الوصول إلى الكلمات المناسبة عند محاولة وصف هذه التجربة. يبدو أن كلماتنا غير كافية ومحدودة مقارنة بحجم الحدث.