كيمبرلي ف. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
لقد أُصِبتُ بطلق ناري في الثامن من مايو سنة 1982 عندما كنت في الثانية عشرة من عمري. أُصبت في صدري الأيمن من مسافة أربعة أقدام (حوالي متر وربع) ببندقية عيار 4/10. والسبب في ذلك هو أن شابًا في السابعة عشرة من عمره (كان يستأجر غرفة من السيدة التي كانت ابنتها صديقتي، والتي كنت أقضي الليلة معها) أراد شيئًا مني أنا الطفلة البالغة من العمر اثني عشر سنة، ولم أكن مستعدة لتقديمه. وعندما قاومته، أغضبه ذلك، وكانت النتيجة أنه أطلق النار عليّ. بعد إصابتي، نهضت وخرجت من المنزل إلى الحديقة الأمامية، وجلست في سيارة السيدة "چين" (والدة صديقتي) التي كانت تغسلها في ذلك الوقت، وكانت على وجهها نظرة رعب عندما رأتني. طلبت منها أن تتصل بوالدي لأن "بوبي چو" أطلق النار عليّ. جلست في المقعد الخلفي وانتظرت وصول سيارة الإسعاف. وعندما وصلت سيارة الإسعاف هرعت بي إلى المدينة المجاورة (حيث يقع أقرب مستشفى)، وأخبروا والديّ بأنني لن يكتب لي النجاة لأنني فقدت كمية كبيرة من الدماء. ثم نُقلت إلى مستشفى "هيرمان" في هيوستن بطائرة الإسعاف الطبي، ويكفي القول إنه إذا كنت تعرف والدي، ستفهم لماذا نقلوني رغم قولهم بعدم جدوى المحاولة.
لم أفقد الوعي مطلقًا ولم أدخل في حالة صدمة، مما أذهل الجميع. لا زلت أتذكر كل شيء بالتفاصيل الدقيقة. وعندما هبطت المروحية، بدأت أشعر بالنعاس. طلبوا مني ألا أنام، وبدأوا يركضون بي عبر ممر طويل في المستشفى. أتذكر أنني كنت أعد الأضواء في السقف وهي تمر سريعًا لأبقى متيقظة. قالوا إنه رغم ركضهم بسرعة بالنقالة التي كانت غارقة بالدم، إلا أنه كان هناك أثر للدم على الأرض على طول الممر. أخذوني إلى غرفة العمليات وبدأوا بتحضيري للجراحة. آخر شيء أتذكره هو أن الممرضة وضعت قناعًا على وجهي وطلبت مني العد التنازلي من عشرة – آخر رقم أتذكره هو ثمانية.
ثم شعرت كأنني أسير للخلف وعينيّ مغمضتين، ثم شعرت كأنني اصطدمت بظهري في جدار. فتحت عيني على نور ساطع للغاية (لكنه ليس مؤلمًا للعينين)، نور أبيض يغمر كل شيء. ببطء بدأ الضباب يتلاشى، ورأيت نفسي ممددة على طاولة العمليات. بدا المشهد كأنني كنت في مكان ما على ارتفاع عدة طوابق أنظر من الأعلى على نفسي بالأسفل. رأيتهم يعملون على جسدي، ثم لاحظت أنني أسمع (ليس بأذني، بل كأنها روحي تسمع) شيئًا يشبه الغناء أو أصواتًا تتحدث لكنني لم أستطع تمييز الكلمات. كانت الأصوات تحيط بي. في تلك اللحظة التفت، وعندها رأيت "النفق". كأنه إعصارًا من الداخل، كان يمتص النور والضباب إليه بسرعة خارقة. شعرت بسلام تام طوال هذه التجربة. وبدأت أتوجه نحو النفق وكأنني أطفو. بدا لي أنه بمجرد دخولي إلى النفق وجدت نفسي على الجانب الآخر بسرعة فائقة! ولاحظت وجود نفس النور الساطع والضباب في المناطق المحيطة.
لاحظت أيضًا أنني لم أكن وحدي. كان هناك عشرات "الأشخاص" يقفون في تشكيل يشبه حدوة الحصان، وكنت أقف في مركزه عندما خرجت من النفق. لم أستطع التعرف على أحد لأنني لم أرَ ملامح، بل كانوا أشكالاً في الظل. عندها سمعت صوتًا يقول: "لا"، الغريب أنه لم يكن صوتًا ذكريًا ولا أنثويًا، لكنه كان يحمل سلطة عظيمة! فسألته بعنادي المعروف: "لماذا لا يمكنني العودة إلى الوطن الآن؟"، أجابني على الفور: "لا يمكنك العودة الآن". حاولت التقدم للأمام، لكن الصوت استمر في القول "لا، ليس بعد، لم يحن أجلك". شعرت حينها بالرغبة في الالتفاف والنظر إلى النفق. وعندما فعلت، تم نقلي إلى الجانب الآخر منه وخرجت. ثم نظرت إلى الأسفل ورأيتهم يحضرون آلة الصدمات الكهربائية لإنعاش جسدي. رأيت الطبيب يمسك المقبضين، ويقول شيئًا للشخص الذي يقف بجوار الجهاز فقام بضبط الأزرار، ووضع الطبيب المقبضين على صدري وضربني مرة بالصدمات، فرأيت جسدي يقفز ويرتد من الصدمة لكنني لم أشعر بشيء. ثم رأيت الطبيب يقول شيئًا مرة أخرى، فقام الشخص بضبط الأزرار، ثم صدمني مرة ثانية – لكن لا شيء. بعدها رأيت الطبيب يجمع المقبضين معًا للحظة كأنه يصلي، ثم قال شيئًا للشخص الذي معه، فهزّ رأسه معارضًا، لكنه اتبع توجيهات الطبيب وقام بتعديل الأزرار مرة أخرى. وعندما ضربني للمرة الثالثة استيقظت في وحدة العناية المركزة.
أخبر الطبيب والديّ أنني متّ، وأنهم غطوا "وجهي بالأغطية"، لكن الطبيب خاطر بضربي بالصدمات للمرة الثالثة. واعترف بأنه لم يكن شخصًا متدينًا، لكنه قال إنه شعر بأن هناك من يخبره ألا يستسلم، لذلك لم يستسلم. كان من المتوقع أن أبقى في المستشفى لمدة شهرين على الأقل، لكني عدت إلى البيت خلال عشرة أيام. لقد أطلقوا عليّ لقب "الطفلة المعجزة" في التلفاز والصحف. هذه التجربة غالية على نفسي، ولن أستبدلها بأي شيء في العالم. لقد حدثت لي الكثير من الأشياء بعد مروري بهذه التجربة. قبلها، كنت أستطيع رؤية وشمّ والإحساس بالأرواح. لأنني نشأت في منزل مسكون.
ومنذ أن مررت بتجربة الاقتراب من الموت، بدا أن لديّ قدرات نفسية وروحانية متعددة أيضًا. لا زلت أتمتع بكل القدرات المتعلقة بالأرواح، لكنها أصبحت أقوى الآن. أحلامي غالبًا ما تتحقق، كما أن لديّ مشاعر تنبؤية "غريزية" قوية جدًا يمكنني تصنيفها على أنها جيدة أو سيئة. ويبدو أنني أستطيع أيضًا الإحساس بأرواح الآخرين. أعتقد أن الإنجيل يشير إلى هذا باعتباره موهبة تُسمى "تمييز الأرواح". جعلوني أشعر وكأنني "مجنونة" عندما كنت أحاول التحدث إلى عائلتي حول الأمور التي كنت أشعر بها في ذلك الوقت وحول تجربة الاقتراب من الموت، لذا كتمت كل شيء لسنوات طويلة. وأخيرًا، أصبح لدي أصدقاء وبعض أفراد العائلة الذين يشجعونني الآن على العمل بمواهبي مرة أخرى.
حسنًا، ها هو الجزء المتعلق بالحلم من تجربة الاقتراب من الموت. وأنا أسميه "جزء الحلم" لأنه يبدو أنه حدث بين تجربة الاقتراب من الموت واستيقاظي في وحدة العناية المركزة.
بدأ الحلم وأنا أسير في الشارع حيث كنت أعيش في ذلك الوقت، وكان الليل قد حل. لاحظت أمرين: الأول هو أنني كنت حافية القدمين (كما كنت دائمًا كطفلة)، والثاني أنني كنت الكائن الحي الوحيد في المكان. ما أعنيه هو أنه لم يكن هناك طيور ولا حشرات ولا حيوانات ولا أشخاص ولا حتى رياح. كانت هناك سيارات متوقفة في الشارع لكنها كانت تعمل كأن الناس غادروها، والمنازل كانت مضاءة كأن هناك أحدًا فيها، لكن لم يكن هناك أحد. كأنني كنت الكائن الحي الوحيد على هذا الكوكب! صعدت إلى المدخل ودخلت منزلي لأبحث عن والديّ وأخي وأختي، لكنني لم أجد أي شخص على الإطلاق، رغم أن الأضواء وأجهزة التلفاز كانت تعمل كأنهم هناك. وعندما لم أجد أحدًا في المنزل، بدأت أشعر بالخوف، وخرجت لأذهب إلى منزل جدتي المجاور لبيتنا لأرى إن كانوا هناك. وبينما كنت أسير في الحديقة الأمامية لبيتنا، شعرت وكأن شيئًا ما كان يعضّني ويخدش قدميّ. كان هذا الإحساس قويًا جدًا لدرجة أنني أنني شعرت بالفعل بالدم يسيل من قدمي. فركضت من حديقتنا إلى منزل جدتي، لكنني لم أجد أحدًا هناك أيضًا.
في هذه اللحظة، كنت بالفعل خائفة ومرتبكة للغاية. فركضت عائدة إلى الشارع ونظرت نحو التقاطع حيث كان هناك مصباح في الشارع. وفي الجزء الخلفي من دائرة النور القادمة من المصباح، رأيت هيئة شخص واقف هناك. كان ضخمًا – وطويلًا جدًا. أقول "هو" لكنني لا أعرف إن كان ذكراً أم أنثى – كل ما أعرفه هو أنه كان طويلًا جدًا. أحلامي تكون بالألوان، لذا لاحظت أنه كان يرتدي رداء أبيض أو بيج طويل، وكان لديه شعرًا داكنًا بطول الكتفين. أتذكر أنني فكرت "شكرًا لله لست وحدي!"، وبدأت أركض نحو ذلك الشخص، لكنه رفع يدًا واحدة وأوقفني عندما اقتربت من دائرة النور. وقال لي: "لست وحدكِ؛ لم ولن تكوني أبدًا وحدكِ". أخبرته أنني أريد العودة إلى الوطن، وأنني لا أريد أن أكون هنا. فقال لي مرة أخرى: "لا تخافي، لست وحدكِ، يقول الأب إن لديك الكثير لتفعليه، ولا يمكنك العودة إلى الوطن الآن". وبينما كنت أعترض، قال مجددًا: "ليس الآن"، وبدأ يتلاشى. بدا كأن مصباح الشارع سحبه. وبعد أن تلاشى، استيقظت في وحدة العناية المركزة.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
"8 مايو 1982".
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. تم إطلاق النار عليّ بواسطة شاب في السابعة عشر من عمره حاول اغتصابي.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ تجربة رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ وعي وانتباه عاديان. كما ذكرت أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ يبدو أنني كنت واعية ومتنبهة للغاية طوال التجربة بأكملها.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا. لقد كنت دائمًا شديدة الإدراك واليقظة والاهتمام بالتفاصيل. امتلك مواهب وهبات طوال حياتي والتي أصبحت أكثر وضوحًا بعد تجربة الاقتراب من الموت.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. سماع الأصوات و"الغناء" بدا وكأنه نوع من السمع الروحي أو العقلي وليس نوعًا عاديًا من السمع المادي الأرضي.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كأن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. يرجى الرجوع إلى السرد الرئيسي للتجربة .
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. يرجى الرجوع إلى السرد الرئيسي للتجربة .
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. يرجى الرجوع إلى السرد الرئيسي للتجربة .
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ السلام والحب والرهبة – وشعور قوي بالرغبة في "العودة إلى الوطن" وعدم العودة إلى وجودي الأرضي.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.
ما هو دينك الآن؟ معتدلة.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ غير مؤكَّد.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، أصبحت أقدر الناس والحياة أكثر من ذي قبل. لا أنظر إلى أي شيء أو أي شخص باعتباره أمرًا مفروغًا منه. أحرص على التعبير عن مشاعري تجاه من أحبهم في كل فرصة تتاح لي، لأنني أعلم أن الحياة يمكن أن تختفي في لمح البصر. لذلك أريد لمن أحبهم أن يعرفوا أنني أحبهم في كل مناسبة ممكنة.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. لقد كانت تجربة رائعة جدًا، وذات معنى عميق للغاية، لدرجة أن الكلمات تبدو غير قادرة على وصف التجربة بشكل كامل.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. انظر السرد الرئيسي للتجربة.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ نعم، "الحلم" الذي تلى التجربة. لا أفهم متى حدث ولا ماذا يعني. لكن لديّ إحساس قوي بأنه مهم للغاية، وأشعر أنه كان في الواقع أكثر من مجرد حلم.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، بمجرد أن تم نقلي إلى غرفة خاصة وتم إزالة جهاز التنفس الصناعي، بدأت أطرح على الممرضات والطبيب أسئلة حول تجربتي. لقد أرسلوا لي مستشار المستشفى ومرشدًا دينيًا للتحدث معي حولها.
هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ لقد تعرضت لحادثين سير مروعين بعد مروري بالتجربة، وخرجت منهما دون خدش. يقول الناس إنه لم يكن من المفترض أن أنجو منهما، لكن مرة أخرى كنت معجزة.