تجربة كريكريكيت، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كان عمري أربعة عشر عامًا _خمسة عشر عامًا تقريبًا_ وكنت أجرب مخدرات الشوارع. في هذه المناسبة كنت قد تناولت نوعين أو ثلاثة أنواع مختلفة من الأدوية _أدوية تؤخذ بوصفة طبية_ جلبت بطريقة غير مشروعة. كان معظمها "مهدئات" ونوعان منها "منشطات" أو أمفيتامينات، تنقع في كمية كبيرة إلى حد ما من الخمر. كان أحد هذه الأدوية يسمى دارفون، وهو مسكن للآلام شائع الاستخدام في ذلك الوقت. لا أتذكر (هذا إذا كنت أعرف أصلًا) أسماء الأدوية الأخرى. لقد ابتلعت عدة حبات. لم أكن أحاول الانتحار _ كنت أرغب فقط في الحصول على شيء من المرح. (مضحك جدًّا).
وفي غضون ساعة أو ساعتين بعد تناول الحبوب أدركت أنني كنت في ورطة، وأنني كنت مريضًا للغاية، لدرجة لم أشعر بها من قبل. كنت أفقد الوعي وأكتسبه وفقدت السيطرة على عضلاتي. شعرت بقلبي ينبض بشكل متقطع في صدري. وفي بعض الأحيان كان ينبض ببطء شديد، وشعرت أنه سينفجر أو بالأحرى "سينقطع" وسيسقط من صدري في بطني. وفي أوقات أخرى كانت دقات قلبي مسعورة وكان قلبي يرتعد. وعندما أصبحت مدركًا بما يكفي لإحساس هذا الخفقان، شعرت بخوف شديد: شعرت أنني متأكد من أنني سأموت.
أخذني رفاقي إلى المنزل وساعدوني في الاستلقاء على سريري. كان والداي في العمل ولم يكن في المنزل أحد. ومن الواضح أن رفاقي لم يعرفوا مقدار الضيق الذي كنت أعاني منه، ربما لأنهم كانوا هم أنفسهم محتارين للغاية. على أي حال، تركوني وحدي في سريري.
لا أتذكر قبل التجربة سوى ما بدا وكأنه تكرار لا نهائي لخفقان القلب الرهيب: ذلك الخفقان البطيء والثقيل بشكل لا يصدق، يليه الخفقان الطائش غير المنتظم. يبدو أنني كنت في بعض الأحيان مدركًا بما يكفي لأعرف أنني بحاجة إلى محاولة الحصول على المساعدة لكنني لم أستطع التحرك. شعرت بالشلل في عضلاتي. وفي مكان ما (بدا) في أعماق ذهني كنت مدركًا أنني سأموت، ولفترة من الوقت كان هذا يخيفني. وتدريجيًّا شعرت بقلبي ينبض ببطء لا يصدق، ظل يخفق ويخفق _ وبعدها لم أعد أشعر بالمزيد من الخفقان. انقضى المزيد والمزيد من الوقت بين دقات القلب، وكنت متأكدًا من أنني سأموت، وفي هذه المرحلة لم أعد خائفًا بعد الآن. إذ ملأ سلام لا يصدق كياني بالكامل، وبدأت أشعر بالدفء الشديد في كياني بأكمله. شعرت بآخر نبضة في قلبي، انفجار قوي جدًّا وثقيل _ ثم توقف. شعرت أنه لن ينبض بعد الآن.
وعلى الفور كنت "بعيدًا" عن جسدي _ عن العالم الذي كنت أعرفه، وكنت إلى حد ما أحلق أو أطفو في "فراغ" أسود تمامًا وخال من الضوء. ومرة أخرى على الفور تقريبًا بدا أن "الفراغ" "يتشكل"، وشعرت بوضوح أنه اتخذ شكلاً وأبعادًا _ كغرفة أو صالة مظلمة هائلة. وفي وقت لاحق من استعادة أفكاري توصلت إلى تسمية هذا الفراغ الأسود بـ"الغرفة السوداء". كانت ضخمة. طفوت أو حلقت بداخلها. (لم أستطع حقًّا تمييز ما إذا كنت متحكمًا في "رحلتي" أم لا) على أي حال كنت أتجه نحو فتحة في "جدار" هذه الغرفة السوداء. ومن بعيد استطعت أن أرى أنها كانت فتحة لأنها كانت تشكل ظلًّا أفتح قليلاً مقارنة بذلك السواد المطلق لـ"الجدار". كانت الفتحة دائرية تقريبًا لكنها لم تكن ثابتة الشكل. كانت تتأرجح أو تتذبذب كشيء حي أو مليء بالطاقة. وبينما كنت أتحرك في الغرفة السوداء نحو هذه الفتحة شعرت بالسلام واللا مبالاة. لقد حيرتني هذه اللا مبالاة بشكل كبير لأنني كنت أعيش تجربة غير عادية. وأتذكر هذه الحيرة جيدًا. إنها أحد أكثر الجوانب حيوية في التجربة بأكملها.
ثم فجأة سرِّعت رحلتي وسحبت بسرعة من خلال الفتحة الموجودة في الجدار. أتذكر أنني دخلت في هذه الفتحة ورأيتها تتحرك على نحو أقرب إلى "الرقص"، مثل شيء حي. كنت في نفق أو شيء أكثر من مجرد صالة طويلة. لا توجد كلمة ملائمة لوصف هذا المكان. كان هذا النفق ذا طبيعة عضوية أو "أنبوبي"، ربما مثل الشريان (جانب النفق) وربما يشبه "المبنى" أو "هيكلًا بشريًّا" أو "المربع"، كان أشبه بالقاعة. يستحيل الوصف تمامًا ولكن مرة أخرى لدي ذكرى حية من هذه التجربة.
ثم أدركت _لأول مرة_ أنني أقف على قدمي، إذا جاز التعبير (على الرغم من أنه لم يكن لدي جسد!). قبل ذلك كنت أطفو أو أطير. لكنني الآن أقف على "أرضية" "القاعة" ناظرًا نحو "الطرف البعيد" منها. حسنًا، كان الله هناك. أو بشكل أكثر دقة كنت أرى نارًا أو نورًا عظيمًا كان عليَّ إدراكه "يمثل" أو "يجسد" الله. (ولكن بطريقة ما كان أيضًا إلهًا حقيقيًّا _ لا يمكن تفسير ذلك، كنت أشعر أن في الأمر تناقضًا، شيء كان عليَّ قبوله. لكن في الحقيقة لم تكن هذه مشكلة، إذ لا مكان للتفكير العقلاني هناك، كان الأمر مجرد تجربة خام وعارية من حضور الله).
إنني عاجز عن وصف شعوري بهذه التجربة. لقد شعرت بالرهبة، والذهول، والاندهاش، والارتباك. لكن لا شيء من هذا يصف حقيقة هذه التجربة العميقة. كان الله يتجاوز أي شيء تخيلته على الإطلاق. تعجز اللغة عن وصفه، إنه يتجاوز التفكير إلى أبعد الحدود ولكن في الوقت نفسه قريب، كان أمامي حقًّا، بشكل غامض "يمكن الوصول إليه" ههه، يا لعجز كل هذه الأوصاف. الحب الكامل، الخير الكامل، المعرفة الكاملة.
حسنًا، "كلمني" الله. عجبًا نعم لقد كلمني! لم يستخدم أي كلمات لكنه تحدث مباشرة من عقله إلى عقلي. كانت كلماته عميقة جدًّا، بها الكثير من الفروق الدقيقة في المعنى، لدرجة أنه لا يمكنني استرجاعها بالكلمات لكن هذا هو جوهر الأمر:
"أنت لا تعرف نفسك حقًّا، أليس كذلك؟".
كان سؤال الله بهذه البساطة. ولكن كان له أيضًا معاني أخرى مثل، "أنت لا تعرف أي شيء، أليس كذلك؟" و"لا أحد يعرف أي شيء، أليس كذلك؟" وليس المقصود المعرفة الفكرية فقط ولكن أيضًا كيفية الحب، وكيفية الوجود، والوعي الكامل والقبول بأن هذه هي حقيقة الله.
إذن ماذا عساي أن أقول؟ كان عليَّ أن أعترف _لا_ لم أكن أعرف شيئًا. وبعد كل شيء كنت أقف هناك أمام الله الذي يعرف كل شيء!
لذلك _ كان عليَّ العودة. علم الله بذلك وعلمته أنا أيضًا. وهكذا انتهت المناقشة. وخاب أملي. كنت أظن أنني سأبقى في النور. لكن كان عليَّ أن أستدير وأعود، وهو ما فعلته بإخلاص تخالطه الحسرة.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
١٩٦٩.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
نعم، حادث. كنت قد تناولت جرعة زائدة عن طريق الخطأ من مخدرات الشوارع وتوقف قلبي عن الخفقان.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟
مختلط.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
غادرت جسدي بوضوح وكنت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كل ما يمكنني قوله هو أنها كانت درجة مكثفة من اليقظة والوعي والتركيز.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
عندما كنت أقف أمام الله، قبل أن "يتكلم" معي.
هل تسارعت أفكارك؟
أسرع من المعتاد.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. كانت التجربة بأكملها "تتجاوز" الزمان والمكان.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم. كان نور الله حيًّا وحقيقيًّا للغاية. أكثر واقعية من أي شيء رأيته في حياتي.
يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
لا.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
نعم. شيء يشبه النفق أو بالأحرى رواق طويل جدًّا. من المستحيل وصفه حقًّا.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
لا.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم. نور هو الله.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
خوف، رعب (قبل أن أغادر جسدي) ثم سلام، لا مبالاة، ارتباك، ابتهاج، نشوة، خيبة أمل.
هل كان لديك شعور بالفرح؟
فرح لا يصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
نعم. ذهبت إلى "الغرفة المظلمة" ثم عبر "الفتحة" إلى الردهة الطويلة.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
ليبرالي. مسيحي/ معمداني.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
نعم. سيكون هذا موضوع كتاب كامل. لذا وفروا على أنفسكم الوقت.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
لا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
نعم. آسف لا أستطيع. هذه مسألة شخصية للغاية، لا يمكنني مناقشتها بسهولة. ومعقدة للغاية أيضًا. علاوة على ذلك، أنا فتى ريفي قديم الطراز لا يسمح لي بمناقشة مثل هذه الأمور بصراحة.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
نعم. لم يكن تواصل النور (الله) معي بالكلمات بل كان تخاطريًّا به ظلال خفية من المعنى من المستحيل التعبير عنها بشكل مناسب في لغتنا.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
نعم. أحلام "موجهة" وحيوية وذات مغزى، وبعض الأحلام التنبؤية والتي اعتمدت عليها في التوجيه طوال حياتي. والمعرفة المسبقة ولكن فقط في الأمور الشخصية أو في الأمور المتعلقة بأشخاص مقربين جدًّا مني. ولاحقًا في الحياة: اتصالات ما بعد الموت والتي أشعر أنني منفتح عليها بسبب تجربتي.
هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
الوجود في حضرة الله.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. بعد سنوات عديدة. لقد شاركت التجربة مع عدد قليل من الأشخاص الذين كنت أعرف أنهم سيكونون منفتحين على ما سأقوله. وقد ساعدت تجربتي في تأكيد تجاربهم الخاصة والتحقق منها.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
نعم. لكن ليس الأجزاء المهمة حقًّا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟
لا.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟
لا.