وصف التجربة كنت في فضاء مظلم. وكان هناك آخرون من حولي، في كلا الجانبين، فوقي ومن تحتي. المساحة المظلمة التي كنت فيها كانت تقريبًا عبارة عن "خليط سائل"، مليئة بالزئبق السائل. كنت عائمة في هذا الزئبق.

كان هناك "مدخل" مضاءً فوقي، والضوء من خارج ذلك الباب غمر الغرفة الواسعة التي كنت فيها. كنت أكافح من أجل الوصول إلى المدخل، لكنني عرفت بطريقة ما أنه لا يمكنني ذلك. أدركت أنني يجب أن أبقى وأساعد الناس الذين كانوا يصرخون في الأسفل.

معلومات أساسية:

الجنس : أنثى.

تاريخ حدوث تجربة الاقتراب من الموت: أغسطس ١٩٨٩.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث مرتبط بالخطر؟ نعم، المرض على نظام دعم الحياة في وحدة العناية المركزة بسبب التهاب الدماغ الفيروسي حدث يهدّد الحياة، لكن ليس موتًا سريريًّا كنت قد أصبت بالتهاب الدماغ الفيروسي [التهاب الدماغ، عادة ما تسببه عدوى فيروسية. كنت في وحدة العناية المركزة على دعم الحياة لمدة أسبوعين وفي المستشفى لمدة شهر.

كيف تنظرين في محتوى تجربتك؟ مربكة.

هل شعرت بانفصال عن جسدك؟ نعم، لقد كانت تجربة مادية للغاية، لكن ماديتها كانت متعلقة بذهني وليس بجسدي. كان عقلي هو الذي يتحرك ويصل ويطوف، وليس جسدي.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من اليقظة والانتباه؟ كانت أكثر واقعية من أي شيء شعرت به. كنت متيقّظة جدًّا.

هل بدا أن الوقت أسرع أو أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى، أعتقد أنني كنت في وقت مختلف. بالتأكيد ليس في مكان أو وقت حدث هنا على الأرض.

هل اختلف سمعك بطريقة ما عن المعتاد؟ تمكنت من سماع الناس يبكون، ولكني لم أكن أسمعهم بقدر ما كنت أستشعرهم.

هل مررت عبر أو من خلال نفق؟ نعم كنت في مكان مغلق، لكنه كان ضخمًا. أشعر بالتأكيد بأن "المدخل المضاء" أدى إلى "الخارج".

هل قابلت أو صرت واعية بوجود كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم، كانت عائلتي بالأسفل. أرادوا مني مساعدتهم والبقاء معهم.

هل رأيت ضوءًا روحانيًّا؟ نعم، كان الضوء يشبه المدخل، مع فيض ضوئي من المدخل إلى الفضاء المظلم الذي كنت فيه، أنتج مسارًا. شعرت وكأنني أتحرك على المسار، لكن قبضتي كانت ضعيفة، مثل المشي على طول شعاع ضوئي يمكن أن ينهار في أي لحظة.

ما هي العواطف التي شعرت بها أثناء التجربة؟ شعرت بخوف رهيب من الناس تحتي. كنت أخشى سقوطي من شعاع الضوء. شعرت باليأس من الوصول إلى "المدخل المضاء".

هل فجأة بدا لك أنك تفهمين كل شيء؟ كل شيء عن الكون، وأن كل الحياة ثمينة.

هل جاءتك مشاهد من ماضيك؟ برق ماضيي أمامي دون تحكم مني، منذ التجربة، عرفت كيف أن الحياة ثمينة. أصبحت نباتية وممارسة للويكا. أنا الآن منخرطة جدًّا في حماية البيئة وحركة الأرض-الدين.

هل وصلت إلى حدٍّ أو تركيب فيزيائي محدّد؟ نعم، لم أتمكن من المرور عبر المدخل. إن استطعت ذلك، لم أكن لأعود. لكنني لا أعرف أين ذهبت.

هل جئت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ جئت إلى حاجز لم يُسمح لي بعبوره؛ أو أرجعت ضد رغبتي، كنت على علم بأنني لا أستطيع المرور عبر المدخل وترك الناس الذين أحبهم خلفي. لكنني لست متأكدة مما إذا كان قراراً أو مجرد شيء لم أستطع فعله. لست على علم بأن القرار قد اتخذ بالنسبة لي.

الله، الروحانية والدين:

هل طرأ عليك تغيّرًا في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، لقد أصبحت أدين بالويكا وأسّست مجموعة دينية. كذلك أصبحت نباتية، وأسّست موقعًا على شبكة الإنترنت ومجموعة إخبارية. لم أكن أدين بالويكا ولا نباتية مسبقًا.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم، قوة العاطفة التي شعرت بها تجعل الأمر صعبًا. ولكن بشكل رئيسي، أجد أنه على الرغم من أنني في العادة محاورة جيّدة، فهذا شيء لا أستطيع التحدث عنه. لقد مرّت ١٢ سنة على التجربة وما زلت أبكي عندما أفكر فيها.

هل لديك أية هبات نفسية، غير عادية أو أية هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم، لقد أصبحت شديدة التعاطف منذ ذلك الحين، ويمكنني أن أتطرق إلى ما يشعر به الآخرون. أستطيع أحيانًا سماع ما يفكرون به.

هل هنالك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذو مغزى خاص أو مهمًّا بالنسبة لك؟ أفضل جزء هو معرفة وجود الضوء. أسوأ جزء هو معرفة أن هناك أشخاصًا في الأسفل دون أن أتمكن من الوصول إليهم لمساعدتهم.

هل سبقت لك مشاركة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، بعض الناس يشكّون في أن الأدوية التي كنت أتناولها قد تكون هي المسؤولة. أعتقد أن ذلك ممكنًا، باستثناء الطريقة التي أثّرت بها على كل جانب من جوانب حياتي. لقد كنت شخصًا مختلفًا منذ ذلك الحين. الأصدقاء المقربون الذين أخبرتهم يعلمون أنها حقيقية، وقد أثرت على حياتهم أيضًا.

في أي وقت في حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا.

ل هنالك أية أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك على توصيل تجربتك؟ أظن أنني أكتب هذا لأني أحتاج إلى معرفة أن الآخرين هناك قد مرّوا بنفس التجربة.