لي تجربة الاقتراب من الموت المحتملة
|
وصف التجربة:
كان أول ما فكرت به هو أنني كنت أنظر إلى الأعلى نحو السماء الأكثر زرقة والسحب البيضاء الأكثر نعومة التي رأيتها على الإطلاق. لقد كنت راضيًا تمامًا عن مجرد الاستلقاء هناك وإلقاء نظرة على جمالهم. ثم لاحظت وجود حشرة صغيرة مثل جسم يتحرك عبر "السماء" ويختفي خلف السُحب ثم يعاود الظهور مرة أخرى. فكرت "يا لها من طائرة غريبة" ولاحظت أن خلفها ذيل أبيض جميل رغوي. ثم أدرك عقلي حقيقة ذلك الجسم في الواقع – لقد كان سفينة. على الفور دار جسدي واندفع بطريقة جعلت المشهد عند بؤرة "التركيز" المناسبة. وهنا اتضح أنني كنت أنظر إلى الأسفل وليس إلى الأعلى. وأن السماء الأكثر زرقة في الواقع كانت المياه الأكثر زرقة، وكانت السُحب غيومًا حقًا ولكنني كنت أراها من الأعلى، وليس من الأسفل. نظرت عن كثب. وتمكنت من رؤية المزيد من السفن على مسافة كبيرة، وكانت جميعها بحجم الحشرات. نظرت إلى الأمام بدلا من الأسفل. على مستوى نظري كانت هناك قمم الجبال البيضاء (لن أقول أنها كانت الأجمل في كل مرة أصف فيها مشهداً، لكنها كانت ولا تزال الأجمل)، كنت أهفو وأرغب في الاقتراب منهم، ولدهشتي تحركت نحوهم.
ثم شحذت "رغبتي" بشكل أقوى قليلاً. ووجدت أنني تحركت بشكل أسرع!! لقد اقتربت مني القمم بسرعة، وأدركت أنني أستطيع التحرك بمجرد "التفكير"، لذلك بدأت بالاندفاع مثل اليراع. ظهرت الأنهار والجبال والبحيرات والمحيطات في الأفق واختفت – لقد كان أمرًا لا يُصدق! ثم نظرت للأعلى. كانت النجوم بمثابة نقاط من النور كنت أتوق للسفر إليها. لأنني عرفت أن ما كنت أبحث عنه كان في مكان ما هناك. بدأت في اختيار نقطة "للسفر" إليها، لكن صوت رنين ضحكات جميل أوقفني. عندما استعيد التجربة الآن أدرك أن هذا هو الصوت الوحيد الذي سمعته "هناك": ضحكاتهم وجملة واحدة قصيرة (تلت الضحكات). إن غياب كل المشاعر التي يمكن وصفها، الباردة، الساخنة، الضعيفة، الجافة، الصاخبة، الهادئة، وغيرها من المشاعر، هو شيء لم ألاحظه إلا بعد فترة طويلة. على أية حال، لقد نظرت حولي بحثًا عن الصوت. فجاء الصوت مرة أخرى، ولاحظت أن السُحب الصغيرة تصبح منيرة بصورة أكثر إشراقًا !! عندما يظهر صوت الرنين هذا. ثم أدركت أنه كان ضحكًا. كنت أسمع دفعات من ضحكات قصيرة، جميلة، وفرحة، كأنها تعني نحن سعداء برؤيتك !!
بالكاد استطعت أن أرى أشكالهم تخرج عندما توسلت إليهم أن يأتوا إليّ -- من فضلكم اخرجوا، هكذا توسلت إليهم !! لقد كانوا عبارة عن حب خالص، وجعلوني سعيدًا سعادة مطلقة !! أردت أن أكون معهم. كان لدي انطباع واضح بأنني سأعرفهم لو أنهم اقتربوا أكثر، وبالفعل كانوا يتحركون نحوي!! أما أنا فلم أتمكن من التحرك نحوهم مهما حاولت بكل جهدي، ولكننا كنا على وشك "التلامس" خلال ثانية. ثم قالت أصواتهم الناعمة والجميلة في انسجام تام: "حان وقت العودة الآن". صرخت باكيًا وقلت: "لا!!، أريد البقاء هنا!!". ومرة أخرى، سمعت: "حان وقت العودة الآن". شعرت بـ "دفعة" محبة ولطيفة وغير مادية إلى الخلف. كنت "أطفو، أسقط" رجوعًا إلى الخلف، إلى الأسفل – وكانت السماء تختفي.
وفجأة كنت أنظر في عيني الممرضة وهي تسحب الأنبوب من حلقي في غرفة الإنعاش. كنت غاضبًا!! أردت الرجوع!!. هل كانت العودة إلى جسدي مؤلمة. لقد كنت أتقيأ الأنبوب وأصرخ، "اللعنة. أريد الخروج من هنا!". الآن أنا في انتظار الرجوع إلى هناك.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
13-12-1995.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. المرض. خضعت لجراحة. الأطباء غير متأكدين من السبب، ولكن عضلات صمام القلب انسحبت. تم إيقاف القلب لأكثر من خمس ساعات أثناء الجراحة، ثم أعيد تشغيله باستخدام الصدمات الكهربائية.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ غير مؤكّد. كنت في غيبوبة احدثها الطبيب خلال التجربة بأكملها، استيقظ جسدي فقط عندما "عدت" من "رحلتي".
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
بدت التجربة حقيقية تمامًا، ولا تزال كذلك.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم. لم يكن لي جسم من أي نوع، لقد بدا الأمر وكأنني كنت "موجودًا" وحسب.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ يرجى الرجوع إلى السرد الرئيسي للتجربة.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. إن السفر إلى المناطق البعيد ممكنًا عن طريق التفكير والأفكار.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. سمعت ضحكات رنانة ليست غير عادية ولكنها جميلة!! وأصوات جميلة ناعمة.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكّد. لقد تجاوزت "هضبة" الحدود العليا؟؟ ما بين السماء / الأرض؟؟
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. كانوا يختبئون خلف الغيوم. بدا لي أنني أعرفهم وشعرت أنني سأعرفهم لو اقتربوا أكثر. كانوا يشعون بالحب والفرح والسعادة والقبول.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. رأيت نورًا مشرقًا!! عندما كان الآخرون ؟ يقتربون مني.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الفرح والحب والمعرفة والحزن عند الرحيل.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون. ليس في وقت التجربة، بل في وقت لاحق.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لا.
هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ نعم. يرجى الرجوع إلى السرد الرئيسي للتجربة. لم أعبر "الهضبة" الفاصلة، ولكني أردت ذلك.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل مرورك بتجربتك؟ محافظ / أصولي كاثوليكي
ما هو دينك الآن؟ معتدل كاثوليكي
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. أصبحت أقل حدة، وأقل كاثوليكية، وأكثر عالمية. أصبحت لا أؤمن كثيرًا في الجحيم بعد التجربة. أصبحت لا أخاف من الموت على الإطلاق – أعتقد أن الأفضل لم يأت بعد! توقفت عن شراء الأشياء، وتوقفت عن الصيد رغم أنني لا أدين ذلك، لكن الصيد لم يعد مناسبًا لي -- أنا لا أقتل حتى الحشرات :):) أنا أصطاد، أصطاد الحيوان فقط ثم أطلق سراحه. لكنني لست نباتيًا.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
كانت التجربة مع مرور الوقت: تزيد.
ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد مرورك بتجربتك؟ يرجى الرجوع إلى الإجابات المذكورة اعلاه. لقد توقفت عن تناول الدواء المضاد لرفض الأجسام المزروعة بعد ستة أشهر من الجراحة. لدي خاتم صناعي في قلبي. أنا لا أخاف أن أموت. لقد مرت خمس سنوات تقريبًا وأنا بصحة جيدة جدًا. وما زلت أنتظر مهمتي.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ الزواج المتوتر، لا أستطيع توصيل أفكاري أو أفعالي. أصبحت أنام أقل؛ وأعمل بجدية أكبر وأسرع لتحقيق أهدافي. أذهب إلى الكنيسة بشكل أقل بكثير، لكني أصبحت أكثر تدينًا. أعطي السائلين مما لدي أكثر بكثير من ذي قبل.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم جمالها؛ غابت الضوضاء لكن الأصوات كانت موجودة. غاب البرد أو الحر لكن الراحة كانت موجودة. غاب الجسد لكن الجوهر كان موجودًا ؟ إلخ، إلخ.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ غير مؤكّد. يبدو أن إجابات الأسئلة الصعبة أو أماكن الأشياء المنسية تأتيني من حيث لا أعرف، إنها فقط تخطر على ذهني في أوقات غريبة.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ الجزء الأفضل من التجربة كان السفر، أما الجزء الأسوأ فكان الاضطرار إلى العودة.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. تفهمها عدد قليل، معظم الناس ينظرون إليك وكأنك مجنون. توقفت عن مشاركة التجربة مع الآخرين منذ عامين.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ توقف قلبي عن النبض بعد ثلاثة أيام من الجراحة، لكني لم أرى أي رؤى - فقط ثلاث أو أربع ثواني من توقف النبض – وبعد ثلاثة أشهر من الجراحة كان لا بد من إيقاف قلبي وإعادة تشغيله بالصدمات الكهربائية لأنه كان ينبض بسرعة كبيرة، لكن لم تكن هناك أي رؤى.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ في الأسبوع الماضي، جاءني رجل يبلغ من العمر سبعين عامًا وأخبرني بهذه القصة. قال إنه كان يزور أحد المبشرين منذ ما يقرب من خمس سنوات في أواخر نوفمبر أو أوائل ديسمبر عندما ظهر أحد السكان المحليين عند الباب وقال: ليس لدي مال وأنا أفقد منزلي، وعائلتي ليس لديها طعام، وأحتاج إلى 450 دولارًا. تمت دعوته لتناول العشاء. وبعد قليل طرق رجل آخر على الباب، ووقف وقال: مرحبا اسمي فلان (ذكر اسمي)، وأنا أملك كذا (ذكر مشروعي التجاري)، وأنا من بلدة كذا (ذكر بلدتي)، وقد أرسلني الله لأعطيك هذا (مظروف به نقود). اندهش هذا الرجل لأنه من بلدة مجاورة وتعرف على عملي وبلدتي. تمت دعوة هذا الشخص الواقف عند الباب للدخول وتناول العشاء، وبعدها غادر المنزل. وكان المبلغ المالي الموجود في المظروف هو 450 دولارًا. قال هذا الرجل أن مر عليّ ليشكرني. اعتقدت أن هذا كان نوعًا من الاحتيال. لذلك بدأت أعامل هذا الرجل بطريقة سيئة، وسألته إذا كان لا يخجل من نفسه. شعرت أنه كان في حيرة من أمره. أوضحت له أنني لم أذهب إلى تلك البلدة قط، ولم أعطي أي أموال تبشيرية أبدًا. قال أن ذلك لا بد أن يكون قد حدث لأنه كان هناك، ورأى ذلك، وتناول العشاء مع ذلك الرجل، فمن غيري من مشروعي التجاري يمكن أن يكون قد فعل ذلك؟؟؟ ثم جاء الإطار الزمني الذي كان يتحدث عنه إليّ بسرعة. رؤى الجبال، والبحيرات، والأنهار، والغابات، وما إلى ذلك. أظهرت للرجل ندبتي، وطلبت منه أن يشكر الله ويتركني وشأني – لم أكن على استعداد للحديث عن ذلك (بالتأكيد لم أكن مقتنعًا بأن هذه ليست عملية احتيال). بدأ الرجل في البكاء وغادر. لقد بحثت عنه في دليل الهاتف. عن الاسم الذي قال أنه اسمه. سأتابع هذا الأمر قريبًا على ما أعتقد. لكن الأمر يخيفني بشدة. لقد كنت أبحث عن مهمتي التي رجعت من أجلها إلى الحياة بعد تلك الجراحة. فهل وصلت إلي ّ؟؟؟