تجربة ليتا في الإقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كانت والدتي في ذلك الوقت بعيدة عن المنزل في أحد المعسكرات مع صف التعليم الخاص الذي تُدرس له. لم أتوقف عن النزيف بعد الدورة الشهرية. من الواضح أن طبيبي (وطبيب والدتي) لم يعرف أبدًا سبب هذه الحالة، لأنه سألني هل مارست علاقات جنسية. لقد نشأت كاثوليكية وكان ذلك بمثابة خطيئة، ولم أفعل ذلك في هذا العمر. سمعت شيئًا عما يُنسب إلى الأورام الحميدة التي تجعل الرحم مفتوحًا. لا أعرف أين سمعتها، كل شيء ما عدا الموت يبدو ضبابيًا. حتى يومنا هذا أعتقد أنه كان ينبغي أن أموت (أن أظل ميتة) لأنه بدا وكأنه وقت رحيلي.
أشعر بالحيرة في بعض الأحيان عندما أقرأ عن تجارب أخرى في الاقتراب من الموت. لأنني على ما يبدو لم أتمكن من الوصول إلى الحد الذي وصل إليه الجميع.
كنت أضعف بشكل مطرد لدرجة أنني لم أتمكن من المشي مترين قبل أن أفقد الوعي وأنا في طريقي إلى الحمام ثم أعود إلى السرير. كان أصدقائي خائفين واتصلوا بوالدتي بطريقة ما وأعادوها إلى المنزل. كان هذا هو اليوم الرابع. كنت متماسكة بما يكفي في تلك الليلة لأخبرها بأنني لا أريد الذهاب إلى المستشفى، وأنني متأكدة من أنني سأكون على ما يرام. يا إلهي، إن الجسد يعرف حقًا متى سيموت. يا له من إنذار يرسله الجسد! في وقت ما خلال الليل، بعد أن عجزت عن الجلوس، جلست بشكل مستقيم في السرير، ورن هذا الانذار: "يا إلهي! أنا في طريقي إلى الموت".
شعرت بالسلام تقريبًا، ولم أرغب في النهوض من السرير، لكن الكاثوليكية سيطرت عليّ وجعلتني أفكر وأفكر بسرعة: "إذا كنت أعرف أنني سأموت وتركت نفسي أموت، فهل هذا يعد انتحارًا". اتصلت بوالدتي وأخبرتها أنه من الأفضل أن أذهب إلى المستشفى. رفعتني هي وصديقتها من تحت ذراعي، وبذلت قصارى جهدي للصعود إلى المقعد الخلفي لسيارة والدتي. لا أتذكر كيف وضعوني على النقالة في المستشفى، لكني أتذكر أن هذا كان آخر ما رأيته بعيني البشرية. وبينما كنت مستلقية على تلك النقالة، رأيت وجه الممرضة التي كانت تنظر إلى وجهي عن كثب، ونظرة رعب على وجهها كما لو أنها كانت تعرف أني احتضر، وكل ما شعرت أنني استطيع فعله هو الابتسام. شعرت أن لدي أكبر ابتسامة على وجهي ابتسمتها على الإطلاق. ولم يكن هناك سوى السلام والشعور التام بصلاح الحال. الموت والشعور التام بصلاح الحال؟ إنها حالة طبيعية جدًا صدق أو لا تُصدق.
بدأت أرى وأشعر أنني في حالة مختلفة تمامًا. كان منظوري قريبًا جدًا من رأسي وأنا مستلقية على السرير لكني كنت في الخارج عند مستوى رأسي. رأيت الأطباء وهم يخزونني بالإبر وتبادرت إلى ذهني فكرة: "كم هو رائع ألا أشعر بأي ألم". كم هو رائع أن تكون على هذا القدر من الوعي والسعادة دون أن تشعر بأي ألم. كان ذلك عظيمًا. والشيء التالي الذي أتذكره هو أنني رُفعت باتجاه السقف وكنت أنظر إلى الأسفل، ورأيت جسدي والأطباء والمساعدين يحومون من حوله. كانوا ينظرون إلى جسدي بقلق شديد من دون حركة، كأنهم كانوا ينتظرون حدوث شيء ما. كنت مدركة جدًا، وسعيدة جدًا، وفي سلام تام. نظرت إلى جسدي وأنا في تلك الحالة، وحاولت فجأة أن أجعل نفسي أتكلم: "أخبريهم أن الوقت قد فات". كلما حاولت، ما يمكن أن نسميه نحن البشر محاولة يائسة، لكنك لا تستطيع أن تشعر هناك باليأس. كما لو أنك لا تستطيع أن تشعر بأي شعور سلبي. وهو أمر يصعب تفسيره. "أخبريهم"، واصلت مجددًا محاولة فتح شفتي بالقوة عند الأمر. ثم جاء الإدراك، وفكرت: "أوه نعم، الموتى لا يستطيعون التحدث".
ثم نظرت إلى الأطباء محاولة لفت انتباههم: "دعوها تذهب، لقد فات الأوان – دعوها تذهب". عندما أفكر في ذلك الآن، أُدرك بأن هذا كان انفصالًا كاملاً عن الجسد. كان ذلك حقًا أمرًا رائعًا. لم ينتبه أحد لي، ولا أتذكر شيئًا مما حدث بعد تلك اللحظة.
لم أواجه أي نفق مظلم؛ ولم أختبر أي نور ساطع، لم ألتقي بأي أقارب متوفين، ولم أمر بمراجعة لأحداث حياتي، ولم أعود إلى جسدي مرة أخرى، ولم أجد حبل فضي يربطني بجسدي، ولم يخبرني أحد بأن وقتي لم يحن بعد. لا أستطيع معرفة السبب، ولذلك أرغب في الحصول على سجلاتي الطبية. هل من الممكن أن يكونوا قد أنقذوا حياتي بهذه السرعة؟
ومن هذه التجربة الرائعة، استيقظت على هذا الوجه الكبير السمين وهو يصرخ في وجهي: "هل مارستِ الجنس مع صبي؟ لقد كنتِ في حالة صدمة، وكان من الممكن أن تموتِ!". إذا كنتم قد مررت بتجربة في الاقتراب من الموت، فيمكنكم أن تتخيلوا كم حطمني هذا. كان الأمر أشبه بالاستيقاظ في الجحيم، لكنني أعلم أنه لا يوجد مكان اسمه جحيم. فالجحيم هو ما قد نعتبره نقيضًا لهذه التجربة برمتها هو أمر مثير للسخرية تمامًا.
لكن ملاكي الحارس كان معي، لأنني شعرت بالوحدة الشديدة بسبب هذا الترحيب بعودتي إلى العالم لدرجة أنني صرخت في وجهه قائلة: "لا"، بأعلى ما فيّ من صوت. بعد أن غادر الطبيب، كنت محطمة للغاية لدرجة أنني لم أتمكن من البكاء لأنني كنت لا أزال في حالة صدمة. سمعت الستارة تنزلق جانبًا بهدوء وتحدثت معي أجمل شخصية، امرأة في السرير المجاور. قالت بلطف شديد: "كنت أخشى دائمًا أن أنعته بالضفدع الكبير السمين وأنا تحت تأثير التخدير". هذا هو بالضبط ما كنت احتاجه، ولم أتوقف عن الضحك. لكنني لم أرها مرة أخرى أبدًا.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
نوفمبر 1972.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدثًا يهدد حياتك؟
نعم. لم تتوقف دورتي الشهرية أبدًا. ظللت أنزف لمدة أربعة أيام، ومررت بدورة كاملة، وكانت التجلطات التي نزلت بحجم ثمرة الجريب فروت، حتى نزل ما أعتقد أنه ماء. لقد كانت صحتي ممتازة دائمًا. لكنني تعرضت لنزيف.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ نظرة إيجابية.
هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ لا.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
لا.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم. يرجى الرجوع إلى سرد التجربة بالأعلى الرئيسي.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ كنت مدركة تمامًا لكني كنت ميتة.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت توقف أو فقد كل المعنى. لقد اكتشفت عندما استيقظت أن ثلاث أيام قد مرت.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ سأعرف عندما أحصل على سجلاتي الطبية. سمعت شيئًا عن الأورام الحميدة أو نظرية الأورام الحميدة.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ السلام التام والوعي التام والانعدام المطلق للمشاعر السلبية.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون. لكن فقط بالحس. شعرت أن هذه هي الحالة الطبيعية للوجود وكنت متحمسة جدًا للاستمرار، لأن كل المعرفة الحقيقية تبدو وكأنها تتدفق من خلالك بعد إدراك الموت. لقد أصبحت ما يمكنني تسميته بـ "ذاتي العليا" التي تفهم كل شيء.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لا.
هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة.
ما هو دينك الآن؟ ليبرالية.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا، لم يحدث. يبدو أنني كنت مرتبطة دائمًا بذاتي العليا.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
كانت التجربة مع مرور الوقت: تزيد.
ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد مرورك بتجربتك؟ تحسنت.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لقد نضجت في تقدير معتقدات الآخرين. ولكن الأهم من ذلك هو الاعتقاد بأنك لا تستطيع أن تقضي حياتك كلها وأنت تصنع السوء، وتتوقع أن تسامح نفسك في النهاية؛ يجب عليك أن تفعل الخير كل يوم، لأنك ستكافأ بذكاء أعلى، وحياة أفضل، وهدف أسمى.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. لقد تحدثت عن هذه التجربة ربما ثلاث مرات خلال ثلاثين عامًا.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. كانت لدي بعض الهبات الروحانية قبل أن أمر بتجربتي. أنا أرى بعض الأشياء لكن بشكل عشوائي. على سبيل المثال: أعمل في مجمع سكني يضم ستة أبراج تاريخية. في أحد الأيام عندما كنت أقود سيارتي إلى العمل، كنت دائمًا أصنع لعبة من طريق متعرج ضيق حيث كنت أنظر للأعلى وأرى أحد الأبراج فوق خط الأشجار العالية، ورأيت الجزء العلوي منه ينهار. لدينا الآن مشكلة خطيرة للغاية مع ذلك المبنى بسبب الطوب المتهدم، بعد خمس سنوات من رؤيتي له متحطم في تلك الرؤية. وأشياء أخرى كثيرة مماثلة لكنها تحدث بشكل عشوائي.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كان السلام التام هو الجزء الأفضل من التجربة، وكان الاستيقاظ هو الجزء الأسوأ منها.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لكن ليس كثيرًا. لقد حاولت ذلك.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا يمكن لأي دواء أن ينتج هذا النوع من التجارب.