تجربة ليندا س، المحتملة في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
بدأت رحلتي لإدراك الله منذ الطفولة في بيئة وعرة في تكساس كانت مليئة بـ"الأفاعي المجلجلة والأعاصير ونيران الجحيم والعذاب". لقد تشكل مفهومي المبكر عن الله من خلال المجتمع الديني المنتشر والمتطرف لحزام الكتاب المقدس الذي يجسده الدين المعمداني الجنوبي والذي يعتنقه والدي. لقد غرست فكرة الله الغاضب المنتقم في داخلي خوفًا عميقًا من الله والموت والآخرة.
بلغ بحثي المستمر عن إله محب والتخلص من حالة الخوف الشديد من الموت ذروته في رحلة قصيرة إلى الجنة بعد مرض موهن. لقد غيرتني تجربة الاقتراب من الموت، حيث أظهرت لي أن الله مجرد إله محب، لا يحاكم ولا يعاقب. لقد فهمت وحدانية كل الوجود، الأمر الذي ملأ حياتي بالسلام والمعرفة الراسخة لصلاح الله.
عندما تخليت أخيرًا عن رغبتي في الحياة، كان التخلي عن حياتي حتى الموت أمرًا سهلاً للغاية بعد مرضي الطويل باضطراب في جهاز المناعة وفقدان كل ما كان يجعل من الحياة ذات قيمة بالنسبة لي. في الليلة التي مت فيها، كان قرار مغادرة هذا العالم معلقًا في لحظة مطولة من الهدوء المطلق. كنت بلا عواطف، شاهدت روحي تغادر جسدي في شكل شعور "مغاير" يبتلعني. شعرت بانفصال غريب عن جسدي المادي والحياة التي عشتها. لم أعد متصلة بتلك الكتلة من اللحم التي يرثى لها والتي تعاني. لم أكن ذلك الجسد ومع ذلك، ما زلت موجودة ولكن في حالة جديدة من الوجود. لقد ولى ذلك الألم الشديد الذي رافق كل لحظات يقظتي. لقد اختفى الضغط المتمثل في توسيع رئتي من أجل شهقة من الهواء. لقد تلاشى التعب الذي كان يثقل حياتي لسنوات. لم يعد الاكتئاب يستنزف عقلي من الأمل. البصر والأصوات لم تحرق رأسي من الألم، لقد رحلت محرومة عاطفيًّا. ومع ذلك، ما زلت موجودة. شعرت بانعدام الوزن والهدوء.
على الرغم من علمي أنني لست في جسد هامد مستلق على سريري، وأن العينين والدماغ اللذين حددتهما سابقًا على أنهما عيني، كانا في ذلك الكائن الجامد الذي لم أعد أتعامل معه، رغم ذلك كنت لا أزال على دراية بالبصر والأفكار والأحاسيس. لاحظت واقعي الجديد بهدوء. نظرت ببطء حولي وأسفل مني، رأيت سوادًا شاسعًا لا نهاية له. مثل الفراغ أو الثقب الأسود، كنت منجذبة بشكل لا يقاوم نحو الظلام. وتدريجيًّا، كنت أشعر بنفسي أغرق نحوه. فكرت، دون خوف أو أي رد فعل عاطفي، "أليس هذا غريبًا؟" لقد كنت خائفة جدًّا من أن يتم الحكم عليَّ وإرسالي إما إلى الجنة أو الجحيم. لكن يبدو أنني كنت أختفي ببساطة في العدم المظلم. ومع تضاؤل وعيي الجديد، استسلمت للثقل الذي اجتاحني حيث ملأ الظلام عقلي. أصبحت رؤيتي غامضة عندما بدأت في الاندماج في فراغ ذلك الظلام.
لم أبد أي مقاومة، تخليت عن قبضتي على أي ذرة متبقية من الوعي والهوية الشخصية. وفي تلك اللحظة، شعرت بآخر شيء مني يختفي في العدم. ثم انقضَّت عليَّ -من الأسفل- قوة قوية وحيوية ورفعتني -حملتني إلى أعلى- لقد أصابتني فجأة.
كنت بالكاد واعية، كان وعيي الوحيد هو الإحساس بالارتفاع. بدا وكأنني أسافر صعودًا بسرعة لا يمكن تصورها. اندفع إحساس نظيف بالرياح على وجهي وجسدي بقوة هائلة ومع ذلك لم أشعر بأي انزعاج. بدا لي أن مسافات طويلة تطير بجانبي. وكلما ارتفعت، زاد صفاء رأسي. لقد أدركت إحساسًا عميقًا بالسلام والدفء يتخلل حواسي. وفي حيرة من أمري، لأن الطاقة التي أحاطت بي كان لها وجود محدد، حاولت أن أرى ما يحدث ومن كان يحملني؛ من ذلك أو ما ذاك الذي اهتم بي بشدة؟ شعرت بالسلام وبأنني محبوبة على نحو غير قابل للقياس. كنت أعلم أنني كنت بين أحضان كائن يعزني بحب كامل ويحملني من الفراغ المظلم إلى واقع جديد.
عندما صفا ذهني، خلوت من بقايا الارتباطات البشرية الماضية، تمكنت أخيرًا من فتح كياني بالكامل للروح ووضحت رؤيتي.
وبعيون جسدي الروحي، نظرت لأرى ما الذي أسرني في مثل هذا الحب فرأيت كائنًا روحانيًّا مشعًّا، رائعًا ومليئًا بالحب لدرجة شعرت فيها أنني لن أشعر بعدها بالضياع إطلاقًا. لا أعلم كيف أفسر ذلك، لكنني علمت أن الروح هو المسيح. لم يكن اعتقادًا أو تصورًا أو فهمًا، لكن اعترافي بالمسيح تجلى في منظوري الجديد لتلك الروح.
لم أجد تلك الروح مطابقة لصورة يسوع الناصري في اللوحات، لكن المعرفة الفطرية بقلبي تذكرت واعترفت بالمسيح. كان الروح المشع هو المسيح، تجلي وتعبير المحبة النقية. نسبة لتعليمي المسيحي، لم أكن أعرف أي اسم آخر لأطلق عليه ما شعرت به وأنا أنظر إليه.
ربما أطلق عليه آخرون اسم بوذا أو يهوه أو الروح العظيم في السماء، لكن التسمية لم تكن مهمة، فقط الاعتراف بالحب المطلق والحقيقة هو ما كان مهمًّا. كنت آمنة في أحضان حبه اللطيف والقوي، مطمئنة لأن كل شيء كان على ما يرام، تمامًا كما كان من المفترض أن يكون.
وبالصعود إلى أبعد من ذلك، رفعت عينيَّ لأرى نورًا عظيمًا في تلك المسافة الشاسعة. وبرفقة المسيح مرشدًا لي، اقتربت بسرعة من النور. ملأت النشوة روحي بينما كنت أنظر إلى الإشراق، كان أكثر إشراقًا من الشمس.
كان الضوء في كل مكان وكل شيء، ألمع ضوء رأيته في حياتي وإبهاره يفوق الوصف. لامع بما يكفي لإصابتي بالعمى أو الاحتراق، ومع ذلك لم أتأذ.
تحرك الضوء من خلالي. لقد غسل كل مكان مخفي في قلبي، وأزال كل الأذى والخوف، وحول كياني إلى أغنية فرح. كنت أعتقد أن الحب الذي شعرت به من المسيح كان كاملاً. ومع ذلك، فإن النور الذي كنا نحلق نحوه كان ملبيًا لما كنت أبحث عنه ومصدرًا محبًّا لكل ما هو موجود، إله الحق والحب غير المشروط، وأصل الخلق.
تغير فهمي للحب إلى الأبد. كان عظمة ومجد تلك الرؤية لحظة لا توصف حددت -إلى الأبد- اتجاه حقيقتي الجديدة. كنت في المنزل ولم أرد شيئًا أكثر من البقاء في نور الله. لقد سلمني المسيح إلى النور ووقفت في حضرة الله. لقد امتلأت بالمعرفة الكاملة: كان النور محبة والمحبة هي الله. طغت أمواج الحب الكامل التي انبثقت من النور على كل عبء حملته وكل فكرة منعتني من معرفة الله. لقد أدركت نقاوتي. وبوضوح جديد، أدركت أنني كنت أسير في شبح الحياة، ملفوفة في كفن من الخوف، معاشرة الأوهام. وقفت مثل عاشق، منفتحة على التدفق السائل للضوء الذهبي الذي ملأ صدفتي الفارغة حتى أفاضت.
لم يكن هناك حد لهذا الفيضان في تلك اللحظة التي أدركت فيها -متحمسة- الطبيعة اللانهائية لمحبة الله. لم يكن هناك مكان لا وجود فيه لله، حتى أنا كنت داخل الله. كنت جزءًا لا يتجزأ من الضوء. إن حقيقة من أنا حقًّا، من نحن جميعًا، هي الحب الكامل بوصفنا خلائق لله. كل خلائق الله واحد وأنا واحد مع هذه الخلائق. الله وأنا واحد، خالق ومخلوق. لقد أفنيت عمري في الخوف من عقاب الله، والآن وأنا أقف مع الله، عرفت تمامًا ووجدت خالية من العيوب. علمت أن الله يعتبرني كاملة. أحبني الله لأن المحبة هي مجمل حقيقته. إن الله يحب بلا حدود. وأخيرًا أصبح كل شيء منطقيًّا. بإمكان الله أن يحبني فقط لأن الله محبة خالصة، لا شيء غير المحبة. الحقيقة الوحيدة هي الله؛ لا يمكن أن يكون هناك حقيقة سواها والله محبة.
لقد وصلت إلى منزلي الحقيقي. التفت إلى المسيح وقلت: "هذا جميل. أنا بالمنزل. هذا هو المكان الذي أريد أن أكون فيه. أريد البقاء" فأجاب المسيح، "يمكنك البقاء لفترة قصيرة وبعد ذلك يجب أن تعودي".
لم أصدق أنني يجب أن أعود إلى الواقع المادي. فبعد حياة مليئة بالارتباك والخوف، وقفت في حضور إله منفتح ومتقبل وغير معاقب ومحب تمامًا. لم أرغب في شيء أكثر من البقاء في هذا الحضور، لكن قيل لي إن عليَّ العودة.
جانب آخر للتغيير الدراماتيكي في حياتي بعد تجربة الاقتراب من الموت هو أنني لم أعد أشعر بالخوف من الموت. في الواقع، أصبح الموت موضوعي المفضل بين عشية وضحاها. ففي حين منعت ذات مرة مجرد التحدث بهذه الكلمة المروعة في منزلي، لم تستطع عائلتي وأصدقائي الآن إسكاتي عن الحديث عن تجربتي المدهشة.
والمثير للدهشة أنني كنت حزينة وغاضبة وحتى متحدية. لقد شعرت بالحيرة من أنه بعد قضاء حياتي في الخوف، وصلت إلى الجنة ثم أرجعت. تساءلت، "لماذا؟" "هل كنت سمكة صغيرة جدًّا، أم ماذا!".
ولمدة عام تقريبًا، كنت غالبًا ما أستلقي في سريري في الليل أبكي وأنتحب وأتوسل إلى الله للسماح لي بالعودة إلى المنزل. لم أكن أحد أولئك الأشخاص المحظوظين الذين شهدوا شفاءً تلقائيًّا لمرضهم بتجربة الاقتراب من الموت. كنت ما زلت مريضة جدًّا ولم أفهم سبب وجودي للبقاء على الأرض في حين لم أتمكن من تقديم أي مساهمات وبالكاد لم يكن لدي أي تفاعل مع عائلتي أو أشخاص آخرين. وجدت نفسي أتذمر وأتساءل وأتوسل إلى الله. "من فضلك، من فضلك، من فضلك، من فضلك دعني أعود إلى المنزل".
وفي مساومة مع الله، جادلته، "إذا كنت مضطرة للبقاء هنا، فلماذا لا يمكنك علاجي حتى أتمكن من فعل شيء ما؟" ثم صرخت متوسلة الله، "إذا كنت لن تعالجني تمامًا، فما الذي سيحدث لو سمحت لي أن أكون جيدة بما يكفي لأرسم مجرد ساعة واحدة فقط في اليوم؟ إذا لم يكن باستطاعتي فعل أي شيء، فلماذا لا يمكنني أن أكون حول الناس بطريقة ما؟ أنا وحيدة!"
وعلى الرغم من أنني شعرت بموجات من الحب تغمرني باستمرار عندما توقفت عن الشكوى لفترة كافية لأتذكر تجربتي، لم أحصل على استجابة لنداءاتي. على الأقل لم أحصل على الاستجابة التي أردتها.
وبعد حوالي عام، صليت صلاة جديدة من أخلص أعماق قلبي. ومرة أخرى، تخليت عن إرادتي وجهودي لتوجيه حياتي، بالضبط كما حدث في تلك الليلة التي تخليت فيها عن قبضتي على الحياة ومت. قلت لله: "يا إلهي، إنني أستسلم. أنا لا أعرف ما هو المناسب لي. لا أعرف ما الذي يجب أن أفعله، أو من سأراه، أو ماذا يجب أن أقول. أنا لا أعرف حتى فيم أفكر. أسألك دائمًا أن تسخر لي الخير. يا إلهي، أنا لا أعرف ما هو الأفضل لي. حياتي بين يديك.
كل ما تريده لي خير. إذا كنت سأستلقي هنا في هذا السرير، مريضة ومعاقة لبقية حياتي، سواء كانت عشرين دقيقة أو عشرين عامًا، فلا بأس بذلك. كل ما يحدث خير. أعلم أنك تحبني" وأضفت، "إنني أسألك شيئًا واحدًا. من فضلك، إذا كنت سأعيش، دعني أكون مفيدة لك بطريقة ما".
كان أحد المظاهر الغريبة بعد تجربة الاقتراب من الموت هو أنني بدأت أرى وهجًا أبيض وبريقًا من الأضواء حول الأشخاص والأشياء. ونظرًا لأنني عانيت من العديد من الحالات الجسدية الشاذة أثناء مرضي، فقد افترضت أن "الأضواء" هي أحد الآثار الجانبية البصرية الأخرى للمرض. تبين لي لاحقًا أن الأضواء كانت أكثر من ذلك بكثير.
ومع تحسن صحتي ببطء، كنت أقود بنفسي أحيانًا مسافات قصيرة للوصول إلى المواعيد. ذات يوم بينما كنت أقود سيارتي في شارع مزدحم، توقفت عند إشارة حمراء وشاهدت مشهدًا غريبًا يتكشف أمامي. كانت هناك شاحنة توصيل متوقفة على الجانب الأيمن من الشارع على بعد نصف مربوع أمامي. كانت الشاحنة مفتوحة من الجانبين وليس من الخلف. شاهدت السائق وهو يتجول إلى جانب المرور في شاحنته وبدأ في تفريغ حمولته مع اقتراب حركة المرور. وداخل سيارتي، صحت بصوتي الجنوبي الضعيف، "يا عزيزي، لا يجب أن تفعل ذلك، إنه أمر خطير".
وفي هذا اليوم المشهود، شاهدت -مذهولة- أضواء الرقص المألوفة حول رجل التوصيل، تندمج بسرعة في شكل روح امرأة جميلة تخطف الأنفاس، شفافة ومتوهجة بالضوء.
ربما لأنني كنت قد أرسلت فكرةً محِبة وقلِقة حول رفاهية رجل التوصيل، حيث وجهت الروح نظرتها المحبة إلي. وللحظة وجيزة، التقت أعيننا. ابتسمت لي، وبينما كانت تحوم فوق الرجل غير المنتبه لها، أعادت انتباهها إلى مسؤوليتها فقد كانت غافلة عن الوجود السماوي وكانت منشغلة بعمل الرجل. لقد صُدمت.
كنت بالكاد أتنفس خوفًا من زوال تلك الرؤية، ومندهشة بتلك الرؤية، كنت مترددة في رفع عيني عن جمال المشهد؛ ومع ذلك، من خلال رؤيتي المحيطية، أصبحت مدركة لتلك الأضواء الرائعة. عندما ابتعدت عن الروح، نظرت ببطء إلى المشهد المحيط بي وفي كل مكان نظرت إليه، كان لدى الأشخاص المنفردين من وجهة نظري أرواح جميلة ومحبة تصحبهم. كانت هذه الأرواح ترافق أولئك الناس الذين يسيرون بلا مبالاة على الرصيف. ومن داخل السيارات، غير مقيدة بالحواجز المادية، كان بإمكاني رؤية توهج وشكل الكائنات حول الركاب. رأيت مهرولين يرفرف الضوء خلفهم بينما كانت أرواحهم تسير بخطى ثابتة. عندما دخل الناس وخرجوا من المباني، تبعتهم كائنات نورانية. كان المنظر أمامي مليئًا بالضوء الأبيض اللامع.
وبفهمي القاصر الذي يوفره عقلي البشري، جاهدت لفهم معنى ما رأيته. كنت أعلم أن الأضواء كانت متصلة بالأفراد، على الرغم من أن عددها أكبر منهم، كما لو كانت امتدادًا لوجودهم - اتصالًا خفيفًا بجانب من جوانب ذاتهم العليا. كانت تلك الأضواء المتصلة بالبشر تتلألأ من الكائنات مشرقة جدًّا وممتدة ومترابطة، تشكل نوعًا من شبكة الضوء. تذكرت تقارير في كتب عن تجربة الاقتراب من الموت لأشخاص يرون شبكات على الجانب الآخر لا يعرفون كيف يشرحونها.
عندما نظرت إلى شبكة الضوء أمامي، شعرت بتدفق هائل للحب الآتي من تلك الكائنات. أدركت أن ارتباط البشر بالكائنات النورانية كان من خلال الحب وأن الحب نفسه مرتبط من خلال هذه الشبكة.
كانت الاستعارة التي تمثلها الصورة التي رأيتها وأدركتها واضحة تمامًا وكنت غارقة في معرفة أننا جميعًا واحد. لقد فهمت أن وحدتنا مترابطة بالحب وهو مستوى ووسيلة اتصال متاحة على نحو أعلى بكثير مما نستخدمها عادة ولكن يمكننا الوصول إليها. هذا الحب متاح لأي شخص يرغب في القيام بالعمل الروحاني الجاد الذي سيسمح لنا بفتح قلوبنا وعقولنا وأعيننا للروح. تذكرت الحب الذي شعرت به في حضور الله وذلك الإحساس الكامل بالحب لكل الوجود بوصفه وحدة مترابطة ومظهرًا من مظاهر الله.
فعلى نحو متكرر، كانت هذه هي الحقيقة الوحيدة التي تدفع نحوي. لا يوجد سوى الله، والله كل شيء. كل ما أنظر إليه هو تمثيل لله، وليس ذلك السراب المادي، بل ذلك التألق الساطع القابع خلف الأقنعة.
لقد أذهلتني العودة مرة أخرى إلى ذلك الوعي اليومي بانفجار بوق السيارة. نظرت إلى عداد السرعة الخاص بي وأدركت أنني بالكاد أزحف إلى الأمام في السيارة. ومع دموع تنهمر على وجهي وكل شيء عدا العاطفة، انحرفت إلى جانب الطريق حتى استطعت استيعاب كل ما شاهدته واستعادة رباطة جأشي. لا أعرف كم من الوقت جلست -مستمتعة بدهشة هذا الحدث- لكنني لم أستطع التحرك حتى تبددت تلك الرؤية المذهلة ببطء، عائدة إلى ذلك الشكل المألوف للأضواء حول أجساد الأشخاص الذين كنت أشاهدهم.
كنت مترددة في المغادرة لأنني كنت أتمنى عودة الملائكة، وسميتهم الملائكة لأنني لم أكن أعرف ماذا أسميهم. لكن عندما استجمعت حواسي بما يكفي للقيادة، شققت طريقي إلى المنزل. وحرصًا مني على إخبار زوجي، كنت لا أزال أتساءل عما سيفكر فيه. هل سيعتقد أنني كنت أهلوس، أم أصبت بالمرض مرة أخرى، أم ربما سيظن أنني فقدت عقلي؟ يُحسب له كثيرًا أنه استمع إلى قصتي بأذنين مفتوحتين. في الواقع، بعد أن رويت قصتي كان رده، "هل يمكنك رؤية أي شيء حولي؟" وبعد النظر بعمق في الأضواء من حوله، اكتشفت أنه من خلال التركيز على الأضواء المتلألئة، ظهر شكل يأخذ مظهر روح جميلة. وعندما وصفت له قرينه الروحاني، شعر بسعادة غامرة.
وبتشجيع من ردة فعل زوجي إد، أخبرت قصتي لأولادي وأصدقائي وقاموا بسرد المعلومات لأصدقائهم. أدى ذلك إلى بدء الاستفسارات الخجولة والمتشككة في بعض الأحيان، ولكنها فضولية دائمًا من الأصدقاء. وبدورهم أيضًا، سألوني عما إذا كنت أرغب في إخبارهم إذا كان لديهم كائنات من حولهم.
هل كنت سأمانع؟ كان من دواعي سروري أن أشارك الحب الذي شعرت به قادمًا من السكان الرائعين في بُعد يسود فيه الحب. وبشغف، كنت أخبر أي شخص يريد أن يعرف ما إذا كان لديه أيضًا ملائكة من حوله.
وفي النهاية، انتشرت أخبار قدرتي على رؤية عالم الملائكة عبر مقال صحفي وظهور تلفزيوني ومحاضرات جامعية، والأهم من ذلك، الكلام الشفهي. واليوم، أكرس وقتي للقراءة والمشورة والمحاضرات. وبنقاشي مع المزيد والمزيد من الناس، اكتسبت رؤى جديدة. في البداية سميت ما رأيته بالملائكة لأنه لم يكن لدي أي كلمة أخرى تفسر ما رأيته. كانت الكائنات دائمًا محبة ومشرقة ولها حضور وجمال غير دنيوي. لقد كان من الغريب أنني -مع تقدم قدرتي على تمييز الأرواح- بدأت أرى نوعًا مختلفًا من الأرواح تحوم حول الناس، وقد جذبت انتباهي. شعرت بالمسؤولية اتجاه وصف ما رأيته بالضبط وما رأيته فقط حول الأشخاص الذين طلبوا القراءة، حتى لو كانت أرواحهم لا تشبه الملاك النمطي الذي يتوقعونه.
على سبيل المثال: أخبرت ذات مرة امرأة عن رجل كبير السن ذي أذنين بارزتين، يرتدي نظارة دائرية صغيرة ويظهر ابتسامة بلهاء تكشف عن أسنان تفصل بينها مسافات. بدت المرأة مندهشة والدموع في عينيها، وقالت، "أوه، يا إلهي، لقد تعرفت عليه. هذا هو عمي الذي قُتل. لطالما تساءلت عما إذا كان بخير". ابتسمت الروح وتواصلت معي تخاطريًّا. تمكنت من السماح لابنة أخته، التي لا يزال يحبها، بمعرفة أنه بخير وأنه كان مع هذه المرأة -غير المنتبهة لوجوده- طوال الوقت. في المرة الأولى التي حدث فيها هذا النوع من الأشياء، فوجئت. وفي حيرة من أمري ومع عقدة من التوجس في معدتي، قلت لنفسي، "أوه عظيم، الآن أرى أناسًا أموات!" إذا لم أكن قد مررت بتجربة الاقتراب من الموت، فربما كنت سأظن أنني أصبت بالجنون. لكني حصلت على تجربة في الاقتراب من الموت. أستطيع الآن أن أرى الملائكة، ومن الواضح أنني قادرة أيضًا على رؤية أرواح الأشخاص الذين ماتوا.
لا يوجد موت، لكن يمكنني الإبلاغ عن الوجود من العوالم الأخرى حيث تقطن الأرواح بعد ترك وجودها البشري. اكتشفت أيضًا أنه يمكنني -في بعض الأحيان- رؤية الشكل الروحي للأشخاص الذين ما زالوا على قيد الحياة في عالم الأرض. وسرعان ما تمكنت من حل مخاوفي بشأن هذه القدرة عندما رأيت السعادة والراحة التي أعطتها للناس جراء سماعهم تلك القصص المشجعة عن الحب وراء القبر.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
صيف ١٩٩٠.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
نعم، مرض.
كيف تنظرين في محتوى تجربتك؟
رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
غادرت جسدي بوضوح ووجدت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. في النور عندما اندمجت مع الله.
هل تسارعت أفكارك؟
سريعة بشكل لا يصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. دخلت في النور، ولم يعد الزمان والمكان موجودين.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم. كان للأشياء حقيقة كشفت الحياة العادية أو المادية على أنها وهم وليس حقيقة.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم. "عرفت" الاتصالات بدلاً من "سماعها".
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
نعم. كان أشبه بمساحة محددة داخل الفضاء أكثر من كونه تطويقًا.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
نعم. كائن حملني عبر الفضاء إلى النور. لقد سميت هذا الكائن بالمسيح على الرغم من أنه يمكن تسميته بأي اسم يمثل الحب غير المشروط.
هل رأيت أو شعرت أنك محاطة بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم. لا يصدق. لقد كان مصدرًا لكل ما هو موجود - كان حبًّا، ولكن ليس ذلك الحب بمفهومه الأرضي.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
نشوة الطرب والسلام والاتحاد.
هل كان لديك شعور بالفرح؟
فرح لا يصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت أني متحدة مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهمين كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي، دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
نعم. عندما اتحدت مع الله، تلاشت كل الحدود.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
معتدلة. لا شيء.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
نعم. لم أعد مهتمة بالأديان المنظمة ولكني ما زلت أحتضن فرحة وجودها في حياة الناس الذين ما زالوا بحاجة إليها ويستفيدون منها.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
نعم. كل شيء على ما يرام. كل شيء كما يفترض به أن يكون. إن الحب غير المشروط هو طبيعتنا الحقيقية. لا يوجد شر أو جحيم، بفهمنا التقليدي. نحن من نخلق عوالمنا الخاصة بنا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
نعم. أنا أحب الناس بشكل مختلف لأنني أرى ما وراء واجهاتهم المادية.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
نعم. لأن اللغة الشائعة لا تعبر عن عمق الكلمات حتى البسيطة منها. تحمل المفاهيم العامة للكلمات معاني مختلفة في تلك الحالة، أي أن الحب والتسامح والشر تعني أشياء مختلفة تمامًا عن الاستخدام الشائع في الشكل المادي.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
نعم. أرى أرواحًا يتم التحقق منها من قبل الأشخاص الذين أتحدث إليهم.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. زوجي، في صباح اليوم التالي. وفي وقت لاحق طبيبي والذي خلق من الأمر مزحة. ثم عائلتي وأصدقائي - كل ذلك تم خلال الأشهر القليلة الأولى.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
نعم. زيارات الأرواح ولحظات التسامي ومستوى الشراكة مع "الله"، كل ذلك لم يكن موجودًا من قبل.