لوسي سي. تجربة الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت مستلقية على سريري في غرفة نومي بمنزل جدتي. استنشقت بعضًا من بخاخ الحلق لأنني كنت أعاني من نزلة برد في ذلك الوقت، لكنني وجهت البخاخ نحو جهازي التنفسي واستنشقته. لم أفهم ما الذي كان يحدث لي، لكن فجأة انسد كل شيء، لم أستطع التنفس، وخرجت حشرجة غريبة وعالية من حلقي بدلاً من الهواء الذي يتدفق بشكل طبيعي عند الزفير. أصبت بالذعر. بعد حشرجتين كبيرتين مرتفعتين، فقدت السيطرة على جسدي تمامًا، اجتاحني الذعر، وراحت يداي تبحثان عن نوع من المساعدة. نظرت حولي بحثًا عن حل، بينما كنت أختنق حتى الموت. كنت في منزل جدتي، وكان بإمكاني طلب مساعدتها، لكنني كنت واعية بما يكفي لفكرة أنني يجب ألا أوقظها (كانت الساعة الواحدة صباحًا) لأنني خفت أن تصاب بنوبة قلبية إذا رأتني في هذه الحالة، فهي كبيرة في السن. ازداد الذعر بداخلي، ثم شعرت بأن القبضة حول حلقي تشتد أكثر فأكثر، كأن أحدهم كان يحاول خنقي، وبدأت في التشنج، كأنني كنت على وشك التقيؤ، لكن لم يكن بإمكاني إخراج شيء، كل شيء كان لا يزال مسدودًا. كنت أحارب كلًا من التشنجات التي أصابت معدتي والحشرجات العالية التي كانت تصدر من حلقي.

بعد لحظات (ربما بضع ثوانٍ، لكنها بدت لي كأنها لحظات أبدية)، رأيت جسدي ينهض، لم أعد أملك أي سيطرة عليه، بينما كان وعيي يحاول عبثًا العثور على حل. بدأ جسدي يركض في كل الاتجاهات، خرجت من غرفتي، ودخلت إلى غرفة المعيشة، وبدأت أدور حول الطاولة، وكانت يداي تحاول الإمساك بشيء، أي شيء، حتى لا أغيب عن الوعي أو أموت. ثم عاد جسدي (دون سيطرة من عقلي) غريزيًا إلى غرفتي وانهرت، منهكة من التعب الشديد الذي شعرت به بعد المعركة الشاقة. كنت لا زلت أختنق، لكن وعيي بدأ يبتعد عن هذا الألم وهذه المعركة من أجل تقييم حياتي.

رأيت صورًا تومض بسرعة كبيرة، مثل طريقة الأحلام، من مشهد إلى آخر بدون أي علاقة منطقية، ولكن هنا كان عقلي يفهم، لأنه لم يكن بحاجة لمعرفة كل التفاصيل لفهم العلاقات، فبضع صور فقط كانت كافية. عشت جميع المشاعر التي مررت بها من طفولتي بسرعة لا تُصدق، وفي غضون دقيقة واحدة كنت قد اختنقت تمامًا. وفي تلك اللحظة، أدركت أنني تحت سيطرة كائن أعلى، حضور إلهي يشبه الله كان يتحكم في حياتي، وبالتالي كنت على وشك الموت. كنت أعلم ذلك ولم أكن خائفة. كانت أول فكرة تبادرت إلى ذهني عندما أدركت أنني سأموت هي الندم:

الندم على عدم قولي وداعًا لعائلتي، الندم على أنني لم أعيش حياتي حقًا بعد (كنت في التاسعة عشرة من عمري آنذاك)، شعرت بالظلم حيال ذلك، كأنني كنت أشعر بالاستياء تجاه هذا الكائن الأعلى لأنه كان ينتزع حياتي. حياتي التي كانت قد بدأت للتو. كنت أعلم أنني لم أكن لأتخيل أبدًا أن حياتي ستنتهي مبكرًا جدًا بهذه السرعة ودون أثر. الندم على أنني لم أحب أحدًا ولم أُحب بالطريقة التي حلمت بها، ولم أنجب أطفالًا. ثم بدأ يراودني شعور آخر. خجل محرج: رأيت نفسي ميتة في غرفتي؛ وجهي مشوه بالألم، ثم تخيلت الشخص الذي سيكتشف جثتي. قلت لنفسي إن الموت هو تجربة حميمية للغاية، وكأنني كنت عارية ويمكن لأي شخص رؤيتي دون أن أستطيع أن أخبئ شيئًا. ثم كان الشعور الأخير الذي شعرت به وهو شعور بالاكتمال المفاجئ. نسيت أنني كنت أعاني، لم أعد أسمع أصوات الحشرجات الصادرة من حلقي، وراح وعيي ينجذب نحو شيء آخر: سأشير إلى ذلك باستخدام كلمة "نور"، لكنه في الحقيقة لم يكن كذلك، أعلم أنه كان شيئًا أعلى، شيئًا ساميًا، مطمئنًا، مُرحبًا، وكأنها دعوة قُدمت بلطف لوضع حد لمعاناتي دون ندم من جانبي.

كنت قد وضعت قدمًا واحدة في ذلك العالم: كان وعيي موجودًا هناك بالفعل، وكل ما كان علي فعله هو وضع قدمي الأخرى، وسيكون كياني بأكمله هناك. وبعد لحظة، أصبحت المسألة محسومة لأن جسدي أصبح خاويًا من الحياة. لم أعد خائفة، لقد تقبلت، والكلمة هنا قوية، لأن هذا ما أنقذ حياتي: لقد تقبلت موتي. وفي لحظة التقبل هذه، التي هدأتني ومنحتني السلام، فجأة انكمش التورم في حلقي، وعاد الهواء إلى رئتي. في هذه اللحظة، خرجت من شعور الاكتمال، وعاد وعيي إلى جسدي على الفور وأصبحت نفسي مرة أخرى. لبضع ثوانٍ، كنت أعلم أنني قد غازلت الموت وأن الموت لطيف، لست خائفة منه. ثم استعاد الجانب البشري السيطرة وعادت مخاوفي من الموت. ومنذ ذلك الحين، أصبحت أقل خوفًا من الموت، لكنني أخاف أكثر من الألم الذي يسبق الموت. أصبحت أرى الأشياء بوضوح أكبر بعد هذه التجربة، وأعلم أنها كانت رسالة بأن الحياة يمكن أن تُنتزع في أي لحظة، وأن المرء عليه أن يعمل حتى لا يشعر بأي ندم في وقت الموت. لقد نضجت بسرعة كبيرة بعد ذلك، وأنا الآن في الخامسة والعشرين من عمري، ولكن الناس غالبًا ما يعتقدون أنني أكبر سنًا. أما من الناحية الأخلاقية، فقد اكتسبت نوعًا من الحكمة وحساسية شديدة تجاه الآخرين. مثل القدرة على تحليل الناس على الفور.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 2002.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. رد فعل تحسسي.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح وكنت موجودة خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كان عقلي (أو وعيي) يعمل بسرعة كبيرة، مثل اللاوعي في الأحلام. وفجأة، اكتسبت ذكاءً أعلى من المعتاد، وحكمة تليق بكبار السن، والتي طورتها بعد ثلاث سنوات، وساعدتني هذه الحكمة في الخروج من حالة الاكتئاب.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما كنت على وشك الموت، كنت أعرف كل شيء: حالتي الجسدية والنفسية، وما الذي سيحدث للآخرين، وحياتي كما عشتها، واكتمال ما كان يتم عرضه عليّ.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. الوقت كان أبطأ لأنني كنت أملك الوقت للتفكير في كل ما وصفته أعلاه، ولكنه كان أيضًا أسرع لأنني استطعت التفكير في كل هذه الأفكار، ولم يكن الفضاء محسوسًا بالجسد، فكل شيء كان يحدث من الداخل.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. أتذكر أفكاري الداخلية أكثر مما كنت أراه، وكان لدي انطباع بأنني أرى الأشياء بشكل مختلف، كأنني كنت في فقاعة.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا. لقد رجعت إلى وعيي قبل أن يحدث ذلك.

هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ لا.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. لكن مصطلح "النور" غير دقيق، فهو يُستخدم فقط لوصف ما لا يوصف. كان الأمر أشبه بالحضور الإلهي، حضور أقوى. ثقافتنا تستخدم كلمة "النور" لوصف ذلك.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ عالم روحاني أو غير أرضي بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الذعر في البداية، ثم عندما أدركت أنني سأموت قريبًا، شعرت أن النور كان يجذبني نحوه، بلا خوف، وشعرت بالهدوء والراحة التامة.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بالسعادة.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. لا أتذكر أنني تعلمت أي شيء جديد، رغم أنني كنت أرغب في إخفاء تجربتي عن نفسي. لكنني تعلمت أن أعيش الحياة على أكمل وجه وأن أتحمل المخاطر في الحياة. بهذه الطريقة لن أشعر بالندم أبدًا. أقدر وأحب المقربين مني وأسامح بسهولة أكبر. أعترف بأخطائي، لقد نضجت بشكل أسرع من المعتاد، وأصبحت مهتمة بالآخرين، واكتسبت الرغبة في مساعدة الأشخاص المحتاجين، وكأن مهمة "الإنقاذ" قد ولدت بداخلي. ما رأيته من حياتي كان مشحونًا بالعاطفة ومر بسرعة كبيرة، ربما لأنني في ذلك الوقت كنت قد عشت تسعة عشر سنة فقط، وبالتالي أعلم أن الحياة هدية ويجب على المرء أن يصنع منها شيئًا جميلاً.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم. لم يكن حاجزًا ملموسًا، لكنني كنت أعلم أنه موجود. كانت إحدى قدمي في ذلك العالم والأخرى في عالم الأحياء. كنت أعلم أنه بدخولي إلى العالم الآخر، كنت سأنهي نضالي من أجل النجاة بحياتي، وأنني في النهاية سأكون بخير ولن أعاني بعد الآن.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ غير مؤكَّد. دائما يراودني نفس الشعور، ولا أعلم إن كان هناك ارتباط بالتجربة، لكنني اليوم أجد نفسي منجذبة نحو البوذية رغم أنني يهودية (غير ملتزمة).

ما هو دينك الآن؟ معتدلة.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ غير مؤكَّد. دائما يراودني نفس الشعور، ولا أعلم إن كان هناك ارتباط بالتجربة، لكنني اليوم أجد نفسي منجذبة نحو البوذية رغم أنني يهودية (غير ملتزمة).

هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. أقول لنفسي إن هذه التجربة لم تكن عشوائية، بل جاءت حتى أتعلم كيف "أعيش"، لأنني في ذلك الوقت كنت أمر بحالة اكتئاب، وكنت عنيدة، وأضيع وقتي – كنت منعزلة. لكن بعد مروري بالتجربة بدأت أحب أن أكون مع الآخرين، وأطمح إلى الاستفادة من الحياة التي وهبت لي، وأشعر بالاتصال بالكون، وأصبحت مهتة بالبوذية، وقيل لي إنني روح قديمة وأقترب من النيرفانا، لأنني اكتسبت نوعًا من الحكمة الفلسفية.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ غير مؤكَّد. أنا لست متأكدة ما إذا كانت تلك التجربة أم التجارب الأخرى التي تلتها هي التي غيرت علاقاتي، ولكنّ علاقاتي مع الآخرين أصبحت أكثر إثارة للاهتمام، وأكثر عمقًا، على المستوى الفكري والعقلاني، وأصبحت علاقاتي أكثر إخلاصًا، وقد طورت القدرة على العثور على الأشخاص الطيبين.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم.

هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.

هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لقد انتظرت سنة كاملة قبل أن أخبر والدتي، التي شعرت بالحزن لأنني لم أخبرها بالتجربة في وقت أقرب. ثم أخبرت والدي الذي قال إنها كانت مجرد رد فعل تحسسي وأنني كنت على وشك الموت (قال ذلك دون أي مشاعر). بعد ذلك أخبرت جدتي التي اعتقدت أنني كنت غبية لأنني لم أنبهها. وأخيرًا، أخبرت بعض الأصدقاء الذين تأثروا بهذه التجربة، بعضهم شعر بالخوف، وآخرون قالوا إنهم سمعوا بقصص مشابهة عن أشخاص اقتربوا من الموت. وبعضهم وجد القصة مطمئنة.

هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كنت أعلم في قرارة نفسي أن التجربة حقيقية وحدثت بالفعل، لكنني لم أكن راغبة في قبولها، كنت في حالة إنكار، كنت مصدومة وأردت أن أنسى كل شيء. لذلك أبقيت أمرها سرًا لمدة سنة كاملة.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.