م.ع. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
ليس لدي أي ذاكرة واضحة عن الحادث، ولا عملية الإنقاذ، ولا عن الرحلة بالطائرة المروحية. لكنني وجدت نفسي فجأة فوق جسدي – أشاهد من الأعلى – كان يجري نقلي عبر نفق أو جسر سماوي على نقالة، وكانت السماء تحيط بي من كل جانب. كانت السماء شديدة السطوع والوضوح. ولا أتذكر بوضوح وجودي في المستشفى بعد النفق، ولا أتذكر أي شيء عن الجراحة. عندما استيقظت بعد أن كنت فاقدة للوعي لأسابيع، كنت أعرف تمامًا أين أنا وما الذي كان يحدث. كنت أعرف لماذا لم تكن أمي هناك. لقد ذهبت لرؤيتها حيث كانت في مستشفى يبعد ستين ميلاً (95 كيلومتر). الأسئلة التي طرحوها عليّ بدت متعالية جدًا. كنت أعرف كل ما حدث، ليس كذكرى عادية، بل كإحساس غريزي داخلي.
كان النفق واضحًا جدًا ومباشرًا وحقيقيًا.
كنت في نفق من النور، ومررت بهذه التجربة – وأنا متأكدة أنها لم تكن مجرد تجربة عادية لنقل شخص عبر نفق، لأنني كنت أشاهد كل شيء من الأعلى. رأيت نفسي ممددة هناك، رأيت ملابس العمليات والقبعات التي يرتديها طاقم المستشفى، رأيت أكتافهم وظهورهم، لكنني لم أرَ وجوههم، فقط رأيت وجهي. رأيت الأرضية، وشاهدت كل شيء من الأعلى، ورأيت السماء المشرقة المحيطة بي من كل جانب ومن فوقي، والتي أحاطت بي أيضًا.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
1983.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. تعرضت لحادث. إصابة مباشرة في الرأس. لقد تعرضت لحادث سيارة وأصبت بصدمة شديدة في الرأس.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح وكنت موجودة خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ كان ذلك عندما كنت فوق جسدي في ذلك النفق.
هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. نعم، أو ربما لم يتغير، فقط أصبحت أكثر وعيًا بماهية الزمان والمكان حقًا.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كان رؤيتي حيوية للغاية.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. لست متأكدة ما إذا كنت قد سمعت الأصوات بالطريقة المعتادة – فالمصطلحات المطروحة هنا غير مناسبة أيضًا. كان الأمر أشبه بأصوات داخلية، أستطيع سماعها داخليًا. كانت هناك أصوات تأتي من الخارج، لكنني لم أسمعها كضوضاء خارجية. كان كل شيء داخليًا، مع أصواتي الداخلية الخاصة، ولم يكن أي منها صاخبًا أو مربكًا. كان كل شيء متناغم بشكل جيد، ومع أن الكثير من الأصوات كانت تحدث في وقت واحد، إلا أنني كنت قادرة على سماع وفهم واستيعاب كل صوت على حدة – وفي نفس الوقت.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. في العالم المادي "الحقيقي"، شعرت أنني كنت أنقل على نقالة عبر "جسر سماوي" – جسر نفقي يعبر الشارع ما بين مبنيين. رأيت السماء من حولي لأن الجسر كان مصنوعًا من زجاج كالنوافذ. الآن أنا أتساءل إذا كان هذا حقيقيًا / ماديًا أم أنه كان نفقًا من النور. لأنه كان مشرقًا جدًا وكان يشبه النفق كثيرًا. أم أنني كنت أختبر النفق الروحي النوراني بالتزامن مع النفق المادي الحقيقي؟ إنه أمر غريب للغاية.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ نعم. حسنًا، لقد رأيت الطاقم الطبي يركضون ويدفعون النقالة وأشياء أخرى. وكان هناك إحساس بوجود كائن أعظم، شعرت حقًا بوجود كيان كوني.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. كان للنور تأثير يغير الحياة. كان نابضًا بالحياة.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ عالم روحاني أو غير أرضي بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ لقد شعرت بالراحة التامة و الهدوء.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. بالتأكيد، لكن ذلك لم يكن ذا أهمية كبيرة في تلك اللحظة. لقد علمني ذلك أنني سأستمر في حياتي، وأنني أعرف أن كل شيء حدث في الماضي، وكل شيء سيحدث من تلك اللحظة فصاعدًا - سواء كان جيدًا أو سيئًا - كان له سبب، وأن كل شيء سيكون على ما يرام.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ ولكن ليس بطريقة مفصلة حقيقية، بل بطريقة مبطنة. لقد مررت بالعديد من لحظات الوعي بالأحداث المستقبلية بعد هذه التجربة. بعضها كان مفصلًا ودقيقًا للغاية، وبعضها الآخر كان أكثر غموضًا ولكنه كان دقيقًا أيضًا. هذا جزء مما يصعب وصفه بالكلمات. إنه يمنحني إحساسًا بالسلام والأمان الذي يبدو أن الآخرين لا يملكونه.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم. رغم وجود السماء فوقي ومن جانبي، إلا أنني كنت في نفق حقيقي، وبالتالي منعني من الطيران بعيدًا في السماء. أشعر وكأن الحدود المادية الحقيقية أبقتني بالقرب من جسدي، ومنعتني من الذهاب بعيدًا جدًا بحيث لا أعود – لقد كانت بمثابة حواجز وحدود، بالضبط! كان بإمكاني تجاوز هذه الحدود. كانت أداة استخدمتها كطفلة لأكون في أمان.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة. طفلة نشأت في بيت مسيحي.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم.
ما هو دينك الآن؟ معتدلة. أحضر اجتماعًا للعبادة مع جماعة الكويكرز – لأنني أفهم ما يسعون إليه – رغم أنني أشعر أنني تجاوزت ذلك منذ زمن بعيد.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم.
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم، بالفعل.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم، هناك أجزاء في التجربة يمكنني وصفها بسهولة. أين كنت، ما الذي حدث، وكيف بدا الأمر. لكن هناك الجزء الشعوري – الجزء الذي غيّر حياتي حقًا وجعلني أشعر بالاختلاف وأعطاني إحساسًا بوعي أكبر– وهو الجزء الذي يصعب شرحه. لا أعتقد أنني أستطيع التعبير عن ذلك، إلا من خلال الاستمرار في عيش حياتي كتعبير عن المعرفة بالحب والأمان التي اكتسبتها. أن تعيش حياتك كمثال حيّ، رغم أن القليل من الناس يبدو أنهم يفهمون ذلك. بعض الناس يشعرون بشيء ما تجاهي. بعض الناس يرون حقيقتي. وفي مرات قليلة قابلت آخرين مثلي، ونحن نتعرف على بعضنا البعض.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم.
1. الأحلام – مثال: شاهدت في حلم صديقة تتعرض لحادث سيارة – استيقظت وشعرت بحاجة ملحة واتصلت بها في منتصف الليل لأخبرها. عادةً لن أزعج أحدًا في الليل أبدًا، لكن الشعور كان أقوى من أي تحفظات. أمسكت الهاتف دون تفكير وأخبرتها. وفي اليوم التالي – رأيتها وكانت في حالة صدمة. قالت: "هل اتصلتِ بي حقًا الليلة الماضية؟ ماذا قلتِ لي؟"، لأن الحادث وقع. كانت بخير بأعجوبة. لماذا؟ كان ذلك مثالًا قويًا جدًا. لكن هناك أحلام أخرى تحمل تلك النغمة الخاصة التي تجعلها حقيقية – ثم تتحقق.
2. نوع من التواصل التخاطري مع بعض الأشخاص.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ هذه التجربة أمر لا يمكن تفسيره، أمر يغير الحياة.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، كما قلت.
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا. كنت مجرد فتاة صغيرة. أصبحت التجربة حقيقية بالنسبة لي عندما بدأت أسمع عن تجارب الاقتراب من الموت والخروج من الجسد. بدا أن هناك الكثير من السخرية تجاه هذه التجارب، لكنني كنت أعلم أنها طبيعية وصحيحة – كحقيقة واقعة، كحقيقة من حقائق الحياة.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ نعم، حسنًا، يمكن لفطر الهلوسة والماريجوانا أن يجعلاني أشعر بالخفة أو حتى بالخروج من جسدي، يجعلاني أشعر بفهم أوسع – لكن لم يكن هناك أي شيء قريب من نفس الشعور بالهدوء والثقة المطلقة بكل شيء كما حدث في التجربة. لم تجعلني هذه الأشياء أشعر بالأمان مطلقًا. لم تعد هناك حدود ولم أعد أملك أي سيطرة. كان كل ذلك مبالغًا في تقديره جدًا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ أشعر أن هناك الكثير لا زال يأتيني باستمرار من هذه التجربة – فقط يأتيني بجرعات تدريجية مع مرور الوقت. تأتيني نعمة الفهم من الله بمجرد أن أحتاج إليها.