تجربة ماريون، المشابهة لتجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
ناقش معي صديقي المقرب موضوع الانتحار في عدة مناسبات. وقد كان لدينا الكثير من الجدال حول هذا الأمر. وكنت أعتقد أنه سينهي حياته في يوم من الأيام. ناقشنا أيضًا كيفية التواصل مع بعضنا البعض بعد ذلك. كنا نعرف أنه إذا كان من الممكن القيام بذلك، فسنفعل. وكان يعلم أنني أؤمن بالتقمص التدريجي وقوة الصلاة و"الوحدانية". كان علي أن أسأل عما إذا كان "على ما يرام" وما إذا كنا سنتواصل مرة أخرى في ظل ذلك الانقطاع الذي امتد بيننا لأنه لا يريد تذكيرًا بـ"العيش".
وبعد قبر جنازته ورحيل جميع المشيعين، جلست على أريكتي (حوالي الساعة ٣ أو ٤ مساءً) وأغمضت عيني.
كان الجو ساطعًا جدًّا في غرفة معيشتي، لذلك غطيت عينيَّ براحة يديَّ. ورحت أبحث عن أي آثار أو رؤى أو أي شيء يخبرني بأنني كنت على الطريق. في البداية رأيت بعض الأوهام لكائنات ضبابية داكنة وكان لدي شعور بأنهم يحاولون إيقافي أو الوقوف في طريقي. وأخيرًا قلت بصوت عالٍ أن ابتعدوا عن طريقي. وعلى الفور كانوا يختفون ويظهرون مجددًا. عشت هذا ثلاث مرات تقريبًا. وبعد ذلك كنت أرى كل من سياجي وفنائي كما لو كنت أطفو فوقهما وأراقبهما من الأعلى. ويبدو أنني كنت على ارتفاع حوالي خمسة أقدام فوق الأرض. بدا الأمر وكأنني كنت أحوم فوق فنائي ثم فوق منزلي. كنت مستيقظة تمامًا. حتى أنني ضحكت بصوت عالٍ لأنني كنت أعرف أنني في طريقي. بدا لون الأرض أشبه بلون الصدأ. رأيت نظام طرق سريعة في المدينة وجسورًا وجميع المخارج والطرق. ورأيت سيارات ومقطورات بدا حجمها أشبه بحجم علب الثقاب. كانت حركة المرور مزدحمة للغاية كما لو كنا في وقت الذروة. ثم نظرت إلى الأعلى وشعرت أنني أدفع. كان الوضع في البداية ضبابيًّا ثم أصبح مظلمًا للغاية. كنت أتحرك في نفق. ويبدو أن هذا النفق به أخاديد ويتحرك حولي بسرعة كبيرة بينما كنت أسير نحو الأعلى.
وبعد فترة رأيت -من على البعد- ضوءًا أبيض مزرقًّا. يبدو أنه ضوء واحد. وكلما اقتربت من هذا الضوء أدركت أنه كان أضواء كثيرة. لم أكن خائفة وأردت الاستمرار في التحرك نحوها. شعرت براحة كبيرة. كما كان لدي شعور بأنني أوجه. وفي ذلك الظلام ومع وجود كل تلك الأضواء، رأيت ضوءًا واحدًا آخر يتشكل على مسافة بعيدة. وعلى الفور شعرت أن هذا هو الضوء الذي كنت أبحث عنه. اقتربت ثم توقفت. قلت، "واين" وشاهدت الضوء يتحرك نحوي ببطء. قلت "هل هذا أنت واين؟" وبدا أن الضوء ينفتح قليلاً (مثل النجم) وخرج شعاع من كلا جانبيه. ومرة أخرى سألته عما إذا كان واين وأخبرته من أنا. فانفتح الضوء ساطعًا للغاية وأخرج جانبيه، كنت أعرف بلا شك أنني كنت في حضور صديقي. ثم سألته السؤال الذي قررناه. هل أنت بخير؟ وفاض الضوء من حولي. كان الضوء هو كل ما رأيته وشعرت به. وقد كنت متحمسة جدًّا لوجودي هناك. كنت أنانية وسألته مرة أخرى. هل أنت بخير؟ وحدث الأمر نفسه. ضوء. وبعد بضع ثوان بدا أن الضوء بدأ في الابتعاد عني. فصرخت، "واين، أنا أحبك!" وقلت بشكل ساخر، "أرني مرة أخرى" وضحكت كما كنا نفعل كثيرًا مع بعضنا البعض. وفجأة (عندما ابتعد نوره)، كانت هناك الملايين من الأضواء تتفتح وتخرج من الجوانب بحيث بدا الكون وكأنه عرض للألعاب النارية. كنت أعلم أنني يجب أن أتركه. لقد كنت محظوظة جدًّا لوجودي هناك. فقد كنت في الضوء.
كانت عودتي سريعة. شعرت أنها كانت مميزة جدًّا. كنت مختلفة في بعض النواحي بسبب ذلك. شعرت بالارتياح لصديقي لأنه دخل أخيرًا في حالة من السلام. شعرت بخفة وسعادة أكبر. كنت مستيقظة ولست نائمة أبدًا. شعرت بسرعة الحدث إلا أن الساعة أظهرت أن أربعين دقيقة قد مرت.
لم اتصل به مرة أخرى. ولكن ذات ليلة -ومباشرة بعد الاستلقاء- رأيت تلك الأشياء الظلية مرة أخرى. ضحكت بصوت عالٍ وأمرتها بالرحيل. وتمامًا كما حدث من قبل، تفرقوا. وعندما تفرقوا كنت أغرق في ملايين الأضواء المتلألئة. كان ذلك وجيزًا. وكنت أعلم أن واين قد جاء ليودعني.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
٢٠٠٢/٦/٢١.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
لا. انتحر أفضل صديق لي.
كيف تنظرين في محتوى تجربتك؟
إيجابية.
هل هناك أي أدوية أو مخدرات يمكنها أن تكون قد أثرت على التجربة؟
لا.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
لم تكن تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
لا.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
كنت مستيقظة للغاية وفي حالة انتباه شديد طوال الوقت.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. مر وقت أكثر مما كنت أعتقد.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم. سمعت أصوات أزيز.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
لا.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
كنت أعرف أن النور كان صديقي. كان نوره من بين الكثير من الأنوار التي كانت تشكل نورًا واحدًا. عندما بدأت الرحلة كانت هناك أوهام ضبابية أو بنية اللون بدا وكأنها تريد مني أن أتوقف. لم تكن مخيفة. لم أكن أعرف من كانوا. لم يكونوا أشرارًا بأي شكل من الأشكال.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم. رأيت الكثير من الأضواء ولكن في ذات الوقت رأيت ضوءًا واحدًا. كنت أعلم أن كل الأضواء كانت واحدًا.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح. كنت أكثر انسجامًا مع حواسي. أدركت أن لدي حاسة سادسة "الحدس" ووثقت بها.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
شعرت بالسعادة والحب والراحة وبأنني محبوبة وبالفرح الخالص والفخر.
هل فجأة بدا لك أنك تفهمين كل شيء؟
كل شيء عن الكون. كان لدي شعور بالمعرفة. كنت أعلم بلا شك أن حدسي كان دقيقًا.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
كان هدفي هو التحقق من صديقي.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
ليبرالية.
ما هو دينك الآن؟
لا شيء.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم. أعتقد أن هذا الموقف يلعب دورًا أكبر في حياتي الآن. تحسنت صحتي والتفسير الوحيد هو موقفي هذا.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
كانت التجربة مع مرور الوقت:
متزايدة.
ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد تجربتك؟
أنا لا أخاف من فقدان أحبائي أو الموت. لا أريد تجربة أي منهما لكن عامل خوفي قد تغير.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
أدركت كم أنا صغيرة في مخطط الأشياء. لا يتعلق الأمر بي. ولم أسأل نفسي أبدًا لماذا أنا. لم أكن في علاقة جيدة عندما حدث هذا. ساعدتني التجربة على مواجهة حقيقة أن حياتي لا ينبغي أن تواجه عقبات أمام نموي الروحاني. لم أعد أحمل تلك السلبية التي كانت تطوقني من قبل. حياتي اليومية بها الكثير من الانعزال.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
نعم. من الصعب فقط وصف مدى جمال تلك الأضواء.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
نعم. أشعر أو أسمع اقتراحات خفية. أريد أن أسميها حدسًا لكني لست متأكدة. كنت أخطط لرحلة مع والدتي وأختي. وذات يوم كنت جالسة على شرفتي أراقب أوراق الأشجار تسقط على الطريق وعندها قلت بصوت عال، "حسنًا، لن أذهب". دخلت وناديت أختي وقلت لها إنني لن أذهب. أخبرتها بتجربتي وقالت "هذا جيد بما يكفي بالنسبة لي". وقالت أمي نفس الشيء. إنني أنتبه أكثر إلى ذلك "الشعور" الذي يبدو وكأنه دفع طفيف للغاية.
هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
كان الأفضل هو كل شيء عن تجربتي. والعلم بأن صديقي كان يعيش في سلام. لم يكن في تجربتي جزء سيئ.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. شاركتها فقط مع قلة مختارة. لست متأكدة من مدى تأثرهم أو ما إذا كانوا قد تأثروا أم لا. كان رد الفعل جيدًا. تلك القلة التي أخبرتها تعرفني وتعرف أنني أؤمن بحقيقة تجربتي.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.
هل هناك أي شيء آخر تودين إضافته لتجربتك؟
لم يفاجئني شيء أثناء التجربة. وهذا ما أذهلني.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟
كنت أرغب في وجود مكان لشرح الخلفية الدينية بخلاف الخيارات الثلاثة المقدمة. ربما لم أفهم تلك الخيارات الثلاثة لكن لا يبدو أن أيًّا منها يصف حالتي. أعتقد أنه لو كان لدي مكان لأصف فيه نفسي كان من الممكن أن يكون لإجاباتي معنى أكبر.