مارتين تجربة الاقتراب من الموت المحتملة
|
وصف التجربة:
كنت مريضة بالأنفلونزا لمدة خمس أسابيع تقريبًا، وكنت في المنزل في إجازة مرضية من العمل، وكنت طريحة الفراش. وفي منتصف الصباح استيقظت وأنا مدركة لأن حالتي تدهورت أكثر، وأصبحت أكثر مرضًا وأضعف لدرجة أنني كنت بالكاد أستطيع الجلوس. كان التنفس صعبًا، وكنت أخشى أن تكون الأنفلونزا قد تحولت إلى التهاب رئوي، وهو ما عانيت منه عدة مرات قبل ذلك. كان الهاتف بعيدًا عن متناولي، لذا استخدمت الوسائد لتدعيم نفسي، وحاولت أن أقرر ماذا يجب أن أفعل. وبينما كنت مستلقية هناك، بدأت أشعر وكأنني كنت أتلاشى تدريجيًا، لم أبالي بذلك حقًا، بل كنت مرتاحة. لقد كنت مكتئبة لعدة أشهر؛ وبدت المشاكل ضخمة لدرجة أنني لم أكن راغبة حقًا في الاستمرار في الحياة.
أغلقت عيني واستسلمت نفسي تمامًا، وشعرت بنفسي تغرق في ضباب مريح. ثم أدركت فجأة أن أضواء الغرفة المظلمة أصبحت مشرقة جدًا!. ففتحت عيني ورأيت أنني محاطة بأنبوب من النور الذهبي البراق والحي، الذي كان يملأ المكان بالاهتزازات. لقد أصبت بالذهول، خاصة عندما بدأت في التحليق لأعلى داخل هذا الأنبوب المضيء (النفق؟)، وشعرت بالتحرر من الانزعاج الجسدي الذي يسببه بدني المريض. كان هناك صوت يتصاعد، يشبه صوت الرياح، صوت تضخم ليصبح موسيقى لم أسمع مثلها من قبل. لم تكن تشبه موسيقى الأرغن بالضبط، لكنها كانت تشبه الأصوات الصادرة عن الساينثيسيزر (آلة موسيقية إلكترونية)، كانت مزيج من أصوات الماء والرياح والمزامير. كانت الأصوات تتضخم وتحيط بي وتجعلني أبكي بمشاعر أقوى من أي شيء شعرت به على الإطلاق.
امتزجت الموسيقى بالغناء، غناء أصوات أثيرية ليست بشرية تمامًا، كورال من الأصوات السلسة الجميلة، ألحان ذكرتني بالموسيقى التي سمعتها في المعابد اليهودية أو ربما الموسيقى الإسرائيلية – كانت مؤثرة للغاية. أدركت وجود حضور رائع، شعرت بأنه الله، حضور طغى على كل شيء آخر. ومع اقترابي من هذا الحضور، بدأت أفكر في حياتي، كل ما أردت تحقيقه، ما فعلته، الجيد والسيئ، وفكرت بالأخص في الأشخاص الذين أحببتهم، عائلتي وبعض الأصدقاء. وفجأة كنت أرغب بشدة في أن أعود إليهم وأخبرهم، وأن أظهر لهم كم كنت أحبهم بالفعل، أكثر بكثير مما كنت أدرك. وعندما غمرتني هذه العواطف، شعرت فجأة وكأنني "متصلة" بالله، وهذا ليس مبالغة. علمت على أعمق مستوى ممكن أنني لم أكن على اتصال حقيقي بالله قبل ذلك. نعم كنت مؤمنة ومتدينة، وأصلي يوميًا وهكذا، لكنني لم أكن متصلة بالله بشكل الكامل. وفي لحظة خاطفة اختبرت هذا الاتصال.
كانت محبة الله لا تصدق، كانت ساحقة للغاية لدرجة أنني لم أعد أشعر بأي شيء سوى الامتنان العميق لأنني مُنحت الفرصة لتجربة هذه اللحظة. كنت أرتجف وأهتز مثل شوكة رنانة، وكانت الطاقة المشرقة التي غمرت كياني تفوق الوصف. وبعد فترة قصيرة، شعرت وكأنني محاطة بما اعتقدت أنه أذرع أو أجنحة، وأدركت أنني عدت إلى سريري، وأن النور كان يتلاشى، وعادت الغرفة مظلمة. كنت لا أزال أبكي، كنت منهكة عاطفيًا لدرجة أنني لم أستطع التحرك. لكن شفائي كان مذهلاً اعتبارًا من تلك اللحظة. كنت ضعيفة، لكنني شُفيت تمامًا من الأنفلونزا. واحتجت لبعض الوقت لتجميع كل أجزاء هذه التجربة وترتيبها، وبعدها لم أستطع التوقف عن الحديث عنها. لا بد أنني أشعرت الجميع بالملل الشديد، لأنني كتبت عن التجربة وحكيت عنها هاتفيًا، وكنت مهووسة بهذه التجربة لعدة سنوات.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
5 مايو 1994.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. كانت الأنفلونزا التي أصبت بها تنفسية ومعوية، مع القيء والإسهال والتهاب الشعب الهوائية الحاد. كنت ضعيفة ومصابة بالجفاف الشديد، ثم أصبحت أعاني من صعوبة في التنفس. كنت واهنة جدًا، وشعرت أنني على وشك الموت.
هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ لا.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
لم تكن التجربة تشبه الحلم، بل كانت مذهلة وغير قابلة للتصديق، وصادمة للغاية.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم. نظرًا لأنني لم أنظر إلى نفسي، بل شعرت فقط بنفسي تطفو في نفق النور.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ شعرت أنني كنت في حالة متغيرة من الوعي والوجود، لكنني كنت واعية ومدركة لكل ما كان يحدث.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. هذا هو الجزء الوحيد الذي يصعب وصفه. لقد مررت منذ طفولتي بتجارب مع ما يسميه معظم الناس كائنات فضائية أو كائنات من أبعاد غير أرضية، لذا فإن إحساسي بأنني في حالة متغيرة من الوعي والوجود أو انني انتقلت عبر حاجز بُعدي، إذا جاز التعبير، كان أمرًا مألوفًا لي. عندما كنت معلقة أو أتحرك عبر أنبوب النور هذا، شعرت كأنني لم أكن في مستوى الاهتزاز الثلاثي الأبعاد. لا توجد طريقة للتعبير عن مدى التغير الذي شعرت به، كما لو أن الوقت لم يعد موجودًا، ولم يعد مهمًا.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. سمعت أصوات الموسيقى، مزيج من أصوات الرياح والماء، وأصوات تشبه الأرغن، والمزامير، وأصوات الأجراس، وأصوات غنائية أثيرية مؤثرة.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. لقد تحركت "إلى الأعلى" داخل "أنبوب" من النور الذهبي عالي الذبذبات.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. لقد رأيت وشعرت بحجم النور الذي أدركت أنه كان نور إلهي وعظيم.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ لا
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الدهشة، والفرح، والمحبة التي تُصدق، والامتنان، والاتصال بالله على مستوى عميق جدًا، لدرجة يصعب التعبير عنها.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون. لقد مُنحت هذه المعرفة: لقد عرضت علينا نظرة عامة قبل دخولنا الرحم، حول الخيارات المتاحة لنا بخصوص الوالدين. نعلم ما تحتاجه أرواحنا لتجربته، كي نتعلم ونتطور، ونختار طريقنا عبر الوالدين البيولوجيين لتجربة تلك الدروس وتعلمها. ونحمل معنا إلى حد ما، كارما من الحيوات السابقة، ويمكننا أن نعمل على التخلص منها من خلال الطريقة التي نعيش بها في حياتنا المادية الحالية. هذه الحياة (هنا على الأرض) ليست هي الواقع الحقيقي، بل هي أشبه بالحلم أو الوهم. أما الحقيقة فهي موجودة على الجانب الآخر، في حياتنا الروحية، بين الحيوات الجسدية. أولئك الذين نلتقي بهم في حياتنا الجسدية، والذين نشعر بانجذاب نحوهم، غالبًا ما يكونون هم الأرواح الأكثر اتصالًا بنا على الجانب الآخر، وعادةً ما نكون مرتبطين بهم حياة بعد حياة، سواء في هذا البُعد أو في الجانب الآخر. نحن مصنوعون (مخلوقون) من الطاقة، التي تساوي النور، والتي تساوي الحب. لذلك نحن مصنوعون من طاقة الحب، وحتى نتعلم ذلك، لن نستطيع أن نشعر بالسعادة أو الرضا في هذه الحياة المادية.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ نعم أيضًا. مرة أخرى، لقد أظهرت لي نفسي العليا ربما، أشياءً فعلتها وتركتها دون أنجاز في حياتي. شعرت بصواب بعض الأفعال، وخطأ أفعال أخرى. علمت أن حياتي سوف تقوم فقط على الحب اعتبارًا من ذلك الوقت فصاعدًا، وأن الحياة تدور حول تعلم كيف نحب بعضنا البعض بلا شروط، وأن نتسامح ونتفاهم، وأن نتخلي عن سباق الفئران المحموم لجمع الثروة المادية. لم أشعر بالحب الحقيقي قط قبل هذه التجربة، بمعنى حب الله، وقد غيرني ذلك الحب إلى الأبد. لقد تغيرت حياتي بمقدار مائة وثمانين درجة. لدي شعور قوي وعميق بالامتنان لأنني على قيد الحياة! أخرج للمشي يوميًا، أبارك الأشجار والطيور والحيوانات وكل من ألتقي بهم، وأشكر الله على هذه الأرض المذهلة والجميلة التي منحنا إياها، والتي لم نقدرها كما ينبغي. وأخيرًا أصبحت على قيد الحياة.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لا.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. لقد تغير نظام معتقداتي بالكامل. لم أعد نفس الشخص. كنت مكتئبة ومتشائمة وفاقدة للأمل. أما الآن فيملؤني بالفرح، وأمارس التأمل لكي أكون على اتصال كامل بالله. حياتي الآن سعيدة، وأصبحت أرسم بشكل أفضل من أي وقت مضى، وأنا ملهمة، ووجدت الأصدقاء والرفاق المناسبين، وحياتي الآن مبنية على الحب.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد مرورك بتجربتك؟ انظر إجابتي أعلاه.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ عندما حدثت لي هذه التجربة، كنت في طريق مسدود في وظيفة لا مستقبل لها، أعمل لساعات طويلة عمل متعب في قسم فنّي بأحد المتاجر. بعدها قررت الاستقالة ووثقت في الله أنه سيساعدني على القيام بما كنت أريده دائمًا – وهو أن أصبح رسامة بدوام كامل. وقد فعلت ذلك، وغيرت حياتي. لقد تغيرت علاقاتي مع الناس عندما تغيرت أنا. الناس يستجيبون للحب! وعندما تعلمت تقديم الحب، حصلت عليه في المقابل. لقد تخلصت من العلاقات السلبية في حياتي، ووجدت علاقات جديدة تناسب توجهاتي وأسلوب حياتي الجديد. وتغيرت حياتي الدينية، لكن ليس بالمعنى المعتاد. لقد توقفت منذ فترة طويلة عن الانتماء إلى أي طائفة دينية معينة، وبحثت عن التعاليم الروحية على مستوى أكثر عالمية. ووجدت أن التعاليم الشرقية تناسبني أكثر، لذا أتبع الآن جمعية تحقيق الذات (يوغاناندا) والتعاليم التبتية.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. لقد كنت اتمتع بالقدرات الروحية منذ ولادتي، وقد عززت تجاربي مع الكائنات الفضائية من تلك القدرات، ولكن بعد تجربتي في سنة 1994، تضاعفت تلك القدرات. وأصبحت قادرة على التخاطب عن بُعد مع بعض الأشخاص، ولدي رؤى عديدة تتعلق بالتغيرات الأرضية والمستقبل، وأستطيع التواصل مع الأرواح، كما هو الحال في جلسات تحضير الأرواح. أنا صاحبة قدرات بصرية وسمعية وحسية متقدمة. وبصفتي فنانة، فأنا أعمل في الفنون الجميلة والجرافيكية والرسوم التوضيحية. وأرسم الآن صور أرواح للناس، وصور لكائنات من أبعاد أخرى. وأستطيع الدخول في حالة التأمل العميق لأرسم هذه الصور. وغالبًا ما يقدم لي مرشدي الروحيين معلومات علمية تتجاوز نطاق معرفتي العادية، والتي أنقلها لأصدقائي الذين يمكنهم استخدام هذه المعلومات بشكل أفضل. لقد أصبحت قادرة على التواصل تخاطريًا مع العديد من الأشخاص، ويمكنني التعامل مع الأرواح. وأنا مستبصرة روحانيًا وأستطيع السماع عن بُعد بشكل روحاني، كما انني أستشعر عن بُعد بشكل روحاني، ويمكنني رسم صور الأرواح للناس.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ لم يكن هناك جزء سيء في التجربة – ربما كان الجزء الأسوأ هو عدم القدرة على البقاء في حضرة الله. كان الانفصال أو العودة إلى الجسد المادي هو الجزء السيئ الوحيد، لكنني اخترت ذلك. أما الجزء الأفضل من التجربة فكان المرور بالتجربة، والاتصال بالله؛ والصحوة والانتباه للمعنى الحقيقي للحياة. والطريقة التي تغيرت بها أنا وحياتي، كانت رائعة!
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. معظم الأشخاص الذين اخترت أن أخبرهم كانوا أصدقاء مقربين أو أفراد من العائلة، وقد صدقوني، لأنهم رأوا التغيير الدراماتيكي في نفسي، بطرق عديدة. لا أعلم إذا كانوا قد تأثروا أم لا، ليس لدي علم بذلك.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ لا أمانع من نشر هذه الشهادة على موقعكم، لكن أرجو عدم ذكر اسمي. يُرجى استخدام الاسم المستعار "مارتين"، لأن لهذا الاسم أهمية شخصية بالنسبة لي.