ماري ر. تجربة الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

حينما كنتُ على الأرض وكانت الضربات مستمرة بلا توقف، حبستُ أنفاسي؛ ظنًا مني أن توقف صدري عن الصعود والهبوط سيجعلهم يعتقدون أنني ميتة أو فاقدة للوعي. وعندما شعرتُ أن رئتيَّ تحترقان واحتجتُ إلى الهواء، ظهرت أمامي صورة وجه طفلتي التي تبلغ تسعة أشهر، وسكنني شعور بالهدوء. بعد ذلك، كانت هناك لحظة صغيرة جدًا من الظلام الدامس، ثم وجدتُ نفسي أسير صعودًا في نفق قديم من الحجارة والتراب، ينتهي بنور أبيض ساطع. قبل أن أصل إلى النور، تحول الحجارة والتراب إلى سماء مليئة بالنجوم. وبشكل فوري عرفت أسماء كل النجوم والغرض منها، وكأنها كائنات حية لها سبب لوجودها. وقيل لي أن هناك نجمًا معينًا هو "نجم ميلادي". كل شيء حدث في خلال نبضة قلب واحدة، لكن بدا وكأن الزمن قد توقف. كنتُ أعرف الأمور كلها دفعة واحدة، لكنني عرفتها بشكل منفصل أيضًا. كان هناك ملاك يسير بجانبي على يميني طوال الطريق، وقيل لي أنه ملاكي الحارس. شاهدت أحداث حياتي بأكملها كما لو كنت أشاهد فيلمًا. وكان هناك حدٌّ خفي لا يمكن رؤيته، لكنني فهمتُ أن تجاوزه يعني أنني لن أتمكن من المغادرة مرة أخرى.

رأيتُ خيولًا وكلابًا تلعب معًا، وعندما توقفت، كانت تحدق فيّ بعمق ثم عادت للعب. قيل لي أنها كانت تتأكد من أنني الشخص الذي كانت تنتظره، والذي أحبته أثناء وجودها على الأرض. بعدها رأيت أطفالًا لا حصر لهم على امتداد البصر، وأكثر من ذلك. قال لي الملاك: "هؤلاء هم أطفالنا الغالون الذين تم إجهاضهم". وعندما قلت له إنهم جميعًا في أعمار مختلفة، أخبرني أنك لا تظل طفلاً، بل تكبر لتصل إلى عمر يتراوح بين أربعة وثلاثين وستة وثلاثين سنة. قيل لي إنني يجب أن أتعلم الكلمة أثناء وجودي على الأرض، لأنني لن أتمكن من الاقتراب من الله في قاعة العرش الكبرى إلا بعد أن أصل إلى مستوى معين من المعرفة. يمكنني أن أتعلمها هناك، لكن ذلك سيؤخر رحلتي. كان هناك أشخاص يتجهون نحو مجموعة من الأشجار. كانت أوراقها تشبه أوراق شجر الماغنوليا لكنها أطول بحوالي قدمين (60 سنتيمتر)، وكانت أكثر نحافة. كانوا يحتضنون أغصانها ويستنشقون بعمق. قال الملاك: "إنهم يشمون الأوراق من أجل شفاء الأمم". سألته عن معنى ذلك، فقال لي: "أبحثي عن ذلك"، وابتسم عندما أخبرته أن أمي كانت دائمًا تقول لي الشيء نفسه عندما كنت أسألها كيف أتهجى كلمات معينة، وقال: "أعرف".

ثم أشار الملاك لي بالدخول، وشعرتُ بحزن عميق، وكان هذا مختلفًا تمامًا عن السلام الذي شعرت به. كانت المشاعر شديدة للغاية وواضحة. أخبرته أنني لا أستطيع الدخول. لم يستطع فهم سبب عدم رغبتي في الدخول، وظل يقول لي: "لكنكِ لا تفهمين، يجب عليكِ الدخول!". قلت له إنني إذا دخلت، فلن يعرف أطفالي الرب أبدًا. حينئذ بدا وكأنه يستمع لشخص آخر لا أستطيع سماعه، بعدها ابتسم وقال لي إنه مسموح لي بالعودة إذا أردت ذلك. الشيء التالي الذي أدركته هو أنني عدت إلى الأرض مرة أخرى مع الألم والضربات. كان هناك ملاك يحميني وكان ضخمًا جدًا لدرجة أنني كنت بالنسبة له بحجم طفل عمره سنتان مقارنةً برجل طوله ستة أقدام (183 سنتيمتر)، كان الملاك يحوم فوقي. قال لي إن اسمه "كانون" وطلب مني أن أبقى ثابتة، وبدأ ينفخ على مؤخرة رقبتي وبدأت أشعر بالدفء.

انتاب أحد الرجلين المهاجمين الخوف، وسحب "كانون" ذلك الرجل نحو الباب ليخرج. سمعتُ رنين صندوق النقود والجرس على الباب، ثم رغبتُ في النوم. كنتُ قد فقدت الكثير من الدماء، وعندما حاولت أن أتحرك، سمعت صوت طقطقة العظام المكسورة في رأسي. استمر "كانون" يطلب مني أن أنهض وألا أنام، لكنني لم أستطع النهوض. أتذكره وهو يقول لي: "انهضي!" وكنت أقول له إنني لا أستطيع. ثم حملني، وأتذكر أن يديه كانتا بعرض قفصي الصدري وهو يسحبني إلى الهاتف العمومي، وكنت أجر قدمي اليسرى خلفي. وعندما نفخ عليَّ آخر مرة، استعدت وعيي وأدركت أنني تعرضت للسرقة. كنت مغطاة بالدم، وعندما امسكت بالعملة المعدنية التي كانت ملصقة في أسفل الهاتف، اتصلت بالمشغل وأخبرته أنني تعرضت للسرقة وأنني مغطاة بالدماء. في ذلك الوقت، كانت سيارة الدورية في طريقها إليَّ. يبدو أن الضباط تلقوا زيارة من ملاك كان يشغل المقعد الخلفي بالكامل في سيارتهم، وطلب منهم أن يسرعوا لأنني كنت مصابة.

ما زلتُ لا أستطيع السير على الحصى بسبب الصوت الذي يذكرني بطقطقة عظامي المتكسرة. أصبحت الآن أعاني من نقص الانتباه بشكل جدي وأتناول الأدوية، وأقفز إذا اقترب أحدهم من خلفي. كما أصبحتُ معروفة بقدرتي على رؤية الملائكة والشياطين حول الأشخاص، ويمكنني قراءة حياتهم كما لو كانت مكتوبة في كتاب، وكل ما علي فعله هو قراءتها. ثم أقدم لهم التشجيع بسبب ما يمرون به حاليًا بناءً على معرفتي بما سيحدث لهم قريبًا. هذا الأمر مخيف بالنسبة لي، لأن الله وحده يعلم مستقبلنا، وأن يتم استخدامي لهو شرف عظيم، لذلك أنا أتعامل مع هذه الهبات والمواهب بجدية بالغة. لم أكن أمتلك هذه القدرات قبل تعرضي للهجوم. هل كنتُ في الجنة؟ نعم. أتمنى لو كان بإمكاني وضع عبير الفردوس الذي ملأ سيارة الإسعاف وملابسي وشعري وغرفة الطوارئ لمدة ثلاثة أيام في زجاجة. ما زلت أتوقف تلقائيًا في كل مرة أشم فيها إحدى تلك الروائح. مؤخرًا، عرفت أن إحدى تلك الروائح كانت اللبان.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 19 يناير 1977.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. قام سجينان أُفرج عنهما قبل انتهاء مدة عقوبتهما الأصلية بسرقة المتجر الذي كنت أديره. ولم يكن هناك مكان أهرب إليه لأنني كنت محاصرة.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.

هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ لا.

هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟ لا، على الإطلاق. لقد كانت التجربة حقيقية تمامًا. حيث كان المكان الذي كنت فيه يشبه الأرض لكنه أكثر كثافة وليس فيه ألم.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غير مؤكَّد. بدا الأمر وكأنني كنت نفس الشخص لكن في مكان آخر. احتفظتُ بكل ذكرياتي وقدراتي العقلية الكاملة، لكنني لم أعد قلقة بشأن وزني.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى من الوعي والانتباه؟ كان هناك وعي كامل بكل شيء، وحتى أثناء وجودي في الجنة شعرت بشعور غير مريح أنني بقيت هناك لفترة طويلة، وأن أطفالي سيحتاجونني قريبًا. كان الأمر يشبه البقاء في المتجر لفترة طويلة بينما ليس هناك من يراقب أطفالي ويعتني بهم. حتى أنني كنتُ واعية بنفسي تمامًا كالمعتاد، بجسدي وكل شيء. احتفظتُ بنفس طريقة التفكير والإحساس والوعي بأنني أنا.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. بدا الأمر وكأنني كنت موجودة في مدينة أخرى وأحتاج إلى العودة إلى عائلتي.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كانت هناك مياه متدفقة تمر من خلالي وليس من حولي. وقد امتلأت بالطاقة المكثفة عندما حدث ذلك. وكان العشب يصدر أصواتًا وكأنه على قيد الحياة عندما كنت أخطو عليه.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم، كانت الخيول والكلاب تلعب وتجري في دوائر مطاردة بعضها البعض. وأدركت أيضًا أن بعض هذه الحيوانات قد تعرضت لإساءة شديدة والبعض الآخر لم يتعرض لذلك. رأيت أشجارًا جميلة، وأعشابًا خضراء كثيفة، وسماءً زرقاء زاهية، وتلالًا متدرجة.

هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ نعم، قابلت أعداد لا تحصى من الأطفال الذين تم إجهاضهم، جميعهم في أعمار مختلفة، وكان هناك أطفال آخرين يعتنون بالأصغر سنًا، وأجداد يلعبون معهم. أما الملاك الذي كان معي فقد كان ملاكًا شخصيًا لي، وأمره كان لغز بالنسبة لي حتى أخبروني أنه ملاكي الحارس. لقد تم تكليفه برعايتي قبل ولادتي، وكان دائمًا معي وكان فخورًا بي.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم، كان النور شديد السطوع لدرجة تجعلك تعتقد أنك لا تستطيع النظر إليه، ولكنك في الواقع تستطيع. كان النور يجعل كل شيء وكل شخص يمتص طاقة هائلة مليئة بالحيوية.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ عالم روحاني أو غير أرضي بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعرت بالسلام، لا يكن هناك ألم، شعرت بالكثير من الفضول، والكثير من الأسئلة. كانت هناك ألوان مكثفة، وأصوات عالية، وفرح على وجوه الأطفال. شعرت بالقلق بشأن مستقبل أطفالي الذين كانوا في عمر تسعة أشهر وسنتين وأربع سنوات. قلق حول من سيكون صبورًا في التعامل معهم، لأنهم كانوا صغارًا جدًا وضعفاء.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ لا.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ أعتقد أنني إذا كنت قد رأيت أي شخص أعرفه، مثل والدي المتوفي، لما كنت رغبت في المغادرة، وكان أطفالي قد أصبحوا ضحايا أيضًا.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لا.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم. كان هناك خط لا يمكنك رؤيته، ومع ذلك كنت أعرف غريزيًا أنني إذا تجاوزته فلن أستطيع العودة. كان عند حافة المياه، يبعد حوالي ثماني بوصات (20 سنتيمتر) عن الحافة.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك الآن؟ لست متأكدة. أنا مكرسة لخدمة الخلاص المسيحية ومسيحية قوية جدًا.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. لا زال الحزن يطاردني حتى يومنا هذا، والرغبة في الموت ترافقني دائمًا، وأحيانًا أستيقظ في الصباح وأغضب بشدة لأنني مضطرة إلى تحمل يوم آخر.

فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

كانت التجربة مع مرور الوقت: تزيد.

ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد مرورك بتجربتك؟ لا أخاف من الظلام. وأتمنى أحيانًا أن لا يزعجني أحد، لأنني لا أزال غاضبة من كل ما اضطررت إلى المرور به، سواء صحتي أو الفقر، مع تربية ثلاثة أطفال صغار. أصبحت أقرب إلى الله الآن، ولا أكتفي بالحديث عنه، بل أعيش وفقًا لإيماني به.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ أصبحت الآن أكثر انعزالية. لا أشعر بالسعادة وأندم لعدم البقاء هناك. أصبحت أكثر وعياً بشرور الناس وأحب الله بعمق أكبر. أريد العمل مع الأطفال الصغار بسبب قدرتهم على الحب.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. لا توجد كلمات لوصف عمق الألوان أو الصور المكثفة. من الصعب شرح صوت العشب الحي الذي ينبض بالحياة عندما تخطو عليه أو الطاقة التي تمر من خلالك وليس من حولك في الماء. كانت هناك الكثير من الأنشطة الجارية، والكثير من الأسئلة لطرحها. كانت هناك الكثير من الروائح الممزوجة معًا ولكنها منفصلة تمامًا عن بعضها البعض. لا توجد كلمة لوصف هذا الجمال.

هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم، استطيع قراءة الغرباء كما لو كانوا كتابًا مفتوحًا. أتنبأ بالأحداث المستقبلية في حياتهم، وما يمرون به في الوقت الحاضر. أعرف متى تكون الملائكة قريبة مني وأحيانًا أراهم، وكذلك الشياطين.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أسوأ جزء في التجربة كان معرفة عدد الأطفال الأبرياء الذين يتم إجهاضهم يوميًا. أما الجزء الأفضل فيها هو أن هذا المكان حقيقي، وأنني سأعود إليه يومًا ما.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، ويطلبون مني دائمًا أن أكتب كتابًا. والكنائس تطلب مني أن ألقي كلمة، وعادةً ما أنتهي بدعوة أشخاص من الحضور وأوصل لهم رسالة خاصة من الله. إنه أمر غير عادي، ويجعلهم يذرفون الدموع لأن معظم الناس يشعرون بأن الله نسيهم.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ يُعتقد الآن أن الرجل الذي كان زوجي في ذلك الوقت وخليلته (لم أكن أعرف شيئًا عن هذه الخيانة الزوجية) قد خططا للسرقة من أجل الحصول على أموال التأمين. كان درج النقود ممتلئًا وبه مبلغ 30.000 دولار. أنا الآن أطلب من الله أن يكشف لي الحقيقة هنا على الأرض، دون الحاجة إلى الانتظار حتى يوم القيامة. لقد خسرت الكثير.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ لقد ساعدت أيضًا في تمرير مشروع قانون حقوق ضحايا الجرائم في دستور ولاية تكساس، والذي تم اعتماده كقانون. على الأقل تمت مساعدة الكثير من الضحايا الآخرين.