مات س. تجربة الاقتراب من الموت المحتملة
|
وصف التجربة:
في سنة 1988، تم تشخيص إصابتي بمرض تليف القنوات الصفراوية الأساسي (وهو مرض كبدي مزمن)، وقيل لي إن أمامي ثلاث إلى خمس سنوات فقط لأعيشها، إلا إذا أجريت لي عملية لزراعة الكبد. عانيت لسنوات عديدة من التعب المزمن وانخفاض الطاقة وسوء الصحة. وفي يوم عيد الذكرى (يوم عطلة سنوي في الولايات المتحدة، يكرم ذكرى الجنود الأمريكيين الذين قضوا نحبهم أثناء خدمتهم العسكرية) سنة 1992، وأصبت فجأة بحمى تتراوح بين 104 و106 درجة (40-41 سيليزية). كانت تأتي وتذهب، ولكن أخيرًا في يوم الأربعاء دخلت المستشفى لتلقي العلاج، دون توقع أن أغادرها. كانت إنزيمات الكبد لدي أعلى بخمس مرات من الطبيعي، وكانت بشرتي حساسة جدًا لدرجة أنني اضطررت للبقاء في غرفة مظلمة. كانت بشرتي تحترق عند تشغيل الأضواء. كانت عيوني وأذناي حساسة للغاية، مثلما يحدث في حالة الإفراط في شرب الكحول. لم يكن التواصل مع العالم الروحي جديدًا عليّ، حيث قضيت السنتين الماضيتين أحضر دروسًا في مركز بيركلي الروحاني، وأصبحت معالجًا باليدين ماهرًا جدًا. كان كل جزء من جسدي يؤلمني، وكأنني أصبت بحروق من الدرجة الثالثة بسبب الشمس. أردت الخروج من هذا الجسد وبسرعة.
وفي يوم الجمعة، اكتشفت وجود تصلب في الجلد العميق في منطقة الأرداف. قاموا بتشخيصه كنوع من العدوى وجدولوا عملية جراحية في صباح السبت. وفي تلك الليلة مررت بتجربتي في الاقتراب من الموت. كنت أرغب في الخروج من هذا الجسد، ليس فقط بسبب الألم المستمر، بل أيضًا لأن حياتي الشخصية كانت مضطربة نتيجة الطلاق، وبسبب علاقة سيئة مع حبيبة خائنة، وكانت أعمالي التجارية على حافة الإفلاس. وجدت نفسي أتمنى الموت. وفجأة وجدت نفسي في مكان مظلم للغاية بدا خاليًا من الهواء، لم يكن هناك إحساس بالحرارة أو البرودة أو الجاذبية أو الصوت. كان هناك شعور طاغٍ بالحب (كان من الصعب جدًا كتابة هذه الجملة الأخيرة). ثم أصبحت واعيًا بأجزاء من حياتي الماضية، ولكن ليس الأجزاء التي قد تفكر فيها عادة. على سبيل المثال:
وجدت نفسي في فصلي الدراسي في الصف الخامس أتحدث مع طالب زميل في الدراسة، ورأيت أجزاء أخرى عادية وغير ملحوظة من حياتي. ثم وجدت نفسي في صحبة عدد من الأرواح (ربما كانوا ثلاثة)، وأجريت معهم حديثًا تخاطريًا. وقلت شيئًا مثل: "رائع، أنا هنا، لقد نجحت في الوصول". أخبرتني الأرواح بعدها أنني لن أبقى، وأعطوني عدة رؤى عميقة حول حياتي الحالية في ذلك الوقت، وكأنهم يقدمون لي قراءة روحانية. لم أمر عبر النفق، لكنني رأيت الجزء الخارجي منه عن بُعد. رأيت أنبوبًا يتجه إلى الأعلى بزاوية حوالي خمسة وأربعين درجة، يشبه إلى حد كبير الشكل الأنبوبي في الأرض. فوقه، وعلى بُعد حوالي ضعفي قطر الأنبوب، كان هناك نوران أبيضان ساطعان للغاية. كان هذان النوران يتحركان نحو "روح مستهدفة" كانت تصعد النفق. ثم توقف النوران لبضع ثوانٍ حينما كانت الروح تدخل إلى النور. ثم تحرك النوران مثل الكشاف نحو روح أخرى، وتوقفا مرة أخرى حينما كانت الروح الأخرى تدخل إلى النور. كان النوران متطابقان ويتحركان بشكل مماثل لكن على نحو مستقل. كنت أعلم أن هذه الأرواح كانت تدخل إلى النور. أخبرت الأرواح القريبة مني أنني أريد الذهاب إلى هناك، ولكن رُفض طلبي وأخبروني أن أجلي لم يحن بعد. وأخبروني أيضًا أنني وافقت على القيام بأعمال معينة في هذه الحياة، وما زال الكثير منها غير مكتمل. بعدها وجدت نفسي في جسدي المحطم مرة أخرى.
كنت مكتئبًا جدًا بعد التجربة. وفي الصباح، خضعت لعملية جراحية لإزالة جيب من القيح بحجم علبة كوكاكولا من "العضلة الألوية"، وتم استبداله بحوالي خمسين قدمًا (15 مترًا) من الشاش المحشو. غادرت المستشفى بعد يومين، بعد الاستمتاع بإزالة ذلك الشاش. ولم يزعجني مرض الكبد منذ ذلك الحين، وأعزو هذا الشفاء إلى دروسي الروحية وزملائي في تلك الدروس. وخلال الأسبوعين التاليين خضعت لعدة جلسات شفاء جماعية لإزالة بقايا طاقة الأدوية من جسمي ولشفاء كبدي.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
1992.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم، انظر السرد الرئيسي للتجربة.
هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ لا. لا أعرف ما إذا كانت المضادات الحيوية قد أثرت على التجربة أم لا، لكنني كنت أتناول مزيجًا من بعض المضادات الحيوية الغريبة جدًا.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
لا، لقد استعدت ذاكرتي بشكل كامل بعد التجربة، وما زال بإمكاني استعادة المشاعر التي عشتها على الجانب الآخر.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لا أعتقد أنني شعرت بالانفصال الفعلي. أتذكر فقط أنني وجدت نفسي هناك.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ غير معروف. لقد ظللت أتأرجح بين النوم واليقظة لمدة يومين، لأنني كنت مريضًا جدًا وفي المستشفى.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ لا.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. لم يكن هناك أصوات على الإطلاق.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ للأسف كنت وحيدًا في غرفة مظلمة جدًا، ويرجع ذلك أساسًا لأن النور كان يؤذي بشرتي والصوت كان يؤذي أذني. وكانت الممرضات يتفقدنني كل ساعة. لم أكن في وحدة العناية المركزة، ولم يكن هناك جهاز مراقبة متصل بجسدي.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لم أمر عبر النفق، لكنني رأيته من الخارج وشاهدت العديد من الأرواح الأخرى وهي تدخل إلى النور.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم، ثلاث أرواح أو نحو ذلك. لقد بدوا مألوفين، لكنني لا أعرف أسمائهم ولا الكارما التي تجمعني بهم.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم، رأيت نوران في الواقع، انظر سرد القصة أعلاه.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ حب مضاعف عشرة آلاف ضعف. وشعرت بالندم عند العودة، وشعرت بالوحدة.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون. شعرت أنني اكتسبت فهمًا عميقًا، ولكن عند عودتي اختفى ذلك الفهم المحدد، وحلت محله ذكرى امتلاكي لتلك المعرفة.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ نعم ولكن لأحداث تبدو غير مهمة، مثل يوم عادي في الفصل الخامس، أو ركوب سيارة في سن الثانية عشرة أو نحو ذلك، أو مشاهدة التلفزيون في سن المراهقة، إلخ. لم يكن هناك استعراضًا لأحداث مهمة أو مواقف غيرت حياتي على الإطلاق.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. إلى حد ما. كنت مدركًا أن هناك أشياء أبرمت عقود روحانية من أجل القيام بها، والتي لا تزال غير مكتملة.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، ليس لدي أي خوف من الموت، بل خوف كبير من التعرض للأذى أو الشعور بالألم. تأكدت من حقيقة التناسخ والتعاقدات الروحانية (نحن نختار حياتنا).
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ زوجتي الحالية تعتقد أنني غريب الأطوار عند الإشارة إلى هذه التجربة.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم، المشاعر العاطفية التي اختبرتها على الجانب الآخر، ما زلت حتى اليوم أجد من المستحيل وصفها، وأشعر أنني على وشك البكاء بمجرد التفكير فيها.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا، لكن قبل تجربة الاقتراب من الموت كنت قد استكشفت وتعلمت العلاج الروحاني والتأمل، أساسًا كطريقة للتعامل مع مرض الكبد واقتراب وفاتي المبكرة، لأن قبل أربع سنوات قال الأطباء لي أن أمامي ثلاث إلى خمس سنوات لأعيشها.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أفضل ما في التجربة كان الشعور العاطفي بالحب الشديد على الجانب الآخر. أما الجزء الأسوأ فكان الانفصال عن ذلك الشعور.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، شاركتها مع زملائي في الدروس الروحانية في ذلك الوقت.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ لم أسمع قط عن أي شخص آخر مر بتجربة الاقتراب من الموت ورأى النفق من الخارج أو رأى أكثر من نور واحد. كما لم أسمع أبدًا عن أي شخص رأى الأرواح الأخرى وهي تدخل إلى النور.