تجربة الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

لقد حدثت تجربتي أثناء التخدير (الغيبوبة الناتجة عن التخدير) الذي تلقيته بعد ولادة ابني. كانت الولادة طبيعية، لكنها كانت مؤلمة للغاية وعانيت كثيرًا. الحقيقة أن المعاناة الحادة كانت تميز فترة حملي بأكملها. كنت أرغب بشدة في الحصول على التخدير لأنني كنت بحاجة إلى شيء يهدئني بعد هذا الحدث الصادم. بمجرد أن أعطوني التخدير، بدأت أمشي داخل نفق بلون وردي وأنا ارتدي ثوبًا ناعمًا جدًا. شعرت أنني كنت في بُعد آخر، عالم موازٍ. سمعت أصواتًا قوية وعالية. شعرت بعدد كبير من الأحاسيس، وازدادت حواسي حدة. كان النور مختلفًا عن الطبيعي، أكثر بياضًا وأكثر إشراقًا. بدا "الهواء" ثقيلًا جدًا، لكنني شعرت بجسدي خفيفًا للغاية. نعم، كان هناك شعور بالخفة حيث بدا أنني كنت أطفو تقريبًا في هذا النفق، ومن وقت لآخر، كنت أشعر بالأرض والجدران. كان ذلك ممتعًا وشعرت وكأنني طفلة صغيرة.

بعد ذلك، تحول النفق إلى لون أصفر فاتح وظهر كيانًا أنثويًا لترافقني. وأخيرًا، وصلنا إلى النور، وظهرت غرفة - مثل غرفة تحكم - حيث كان هناك أشخاص وراء نوافذ أحادية الاتجاه. وسمعت أحدهم يقول إنني وصلت إلى عالم موازٍ موجود في مستوى أعلى من الوعي، حيث يمكن رؤية أشخاص آخرين يعيشون حياتهم بشكل طبيعي على الأرض. كان ذلك كشفًا عظيمًا. تم تقديم سر الكون لي. السر هو أن هناك عالمًا آخر حيث الأشياء حقيقية فعلاً، حيث توجد الحقيقة والخير والانسجام. الحياة ليست مقتصرة على تجربة الأرض. الحياة الأرضية ليست سوى جزء صغير من الكل. أولئك الذين احسنوا صنعا في حياتهم الأرضية، سوف تعرض عليهم الحياة الأبدية. كان هذا هو جوهر كل شيء.

وفي لحظة معينة، رأيت الله. كان "كيانًا"، حضورًا قويًا، لكنني لا أعرف بالضبط كيف أشرحه. قال لي إنه يعرف التضحيات الكثيرة التي قدمتها لجلب أطفالي إلى العالم، وجعلني أتذكر كل واحدة منها. ثم قال لي إن إيماني قد تم اختباره، وأنني إنسانة صالحة، وأنه ينبغي لي أن أستريح، وأقوم بأعمال الخير، وأنه يمكنني العودة إلى وطني. شعرت براحة كبيرة. وقال الله لي أيضًا إنني سأكون مباركة إلى الأبد.

بعد ذلك، سألني صوت: "يمكنكِ أن تختاري ما بين الموت أو أن تعودي لتعيشي على الأرض. أيهما تختارين؟". ترددت لبضع ثوانٍ لأن الحياة على الأرض بدت مؤلمة للغاية. كان هناك حتى عد تنازلي قد بدأ. كان الوقت ينفد وأدركت أنني إذا لم أقرر بسرعة، فلن أحصل على فرصة ثانية للعودة إلى الأرض. قررت الاستمرار في الحياة على الأرض. استجمعت كل قوتي، وكل تركيزي وطاقتي للعودة. كانت هناك دقائق من الجهد الكبير والقلق، والخوف من عدم القدرة على العودة في حالة وعي طبيعية. كانت المعركة حقيقية جدًا ومرهقة لدرجة أنني أستطيع أن أقول إنني "تعرقت" تقريبًا.

خلال فترة الانتقال بين العالمين، استطعت رؤية غرفة الولادة، والمعدات، والأضواء، والسقف، وسمعت الناس، لكن إدراكاتي كانت مختلفة تمامًا عن الطبيعي. كان الأمر أشبه بالهلوسة. بعد حوالي عشر دقائق من الإدراكات المتغيرة، تمكنت أخيرًا من استعادة وعيي. وقلت شيئًا لأثبت لنفسي أنني عدت بالتأكيد إلى طبيعتي.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ حدوث تجربة الاقتراب من الموت: 28/11/2007.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. الولادة. كان هناك خطر أن "أموت".

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لا.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما اتخذت قراري بالعودة إلى شكلي الجسدي المادي. كان علي أن أكافح. لقد بذلت جهدًا واعيًا ومضنيًا وحقيقيًا للغاية.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. كان الفضاء مختلفًا. بدا كأنه كان أثقل وأكثر كثافة. أما بالنسبة للوقت فلا أتذكر جيدًا.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كان مجال رؤيتي أكبر بكثير من الطبيعي.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كانت الأصوات عالية جدًا، مما أعطاني إحساسًا بأن الأصوات كانت قريبة جدًا من أذني.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. كان نفقًا طويلاً، لكنه لم يكن مستقيمًا. بدا أشبه بممر كبير مليء بالزوايا والمنعطفات. كنت أرتدي ملابس من قماش ناعم جدًا بألوان جميلة، مثل تلك الموجودة في غرف الأطفال: الوردي والأصفر. أتذكر جيدًا شعور قدمي وهي تلامس هذا القماش الناعم. كان شعورًا مريحًا.

هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ نعم. أولاً، قابلت كيانًا أنثويًا في النفق، وقد رافقتني إلى المكان الذي كان فيه النور. بعد ذلك، رأيت العديد من "الكيانات"، وسمعت رسالة تقول: "مرحبًا بكِ! أنتِ في مركز العالم، المكان حيث تحدث الأمور حقَا. مركز الوعي الكوني. نحن هنا نراقب الجميع. هذه لحظة فريدة، فرصة لمعرفة العالم الموازي". لكنني لم أكن أعرف أيًا من هؤلاء الكيانات.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. لكن بما أن النفق كان مليئًا بالزوايا والمنعطفات، فقد وصلت فقط إلى النور في نهاية رحلتي.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ كانت هناك العديد من العواطف. أولاً، شعرت بالراحة، وملأني الفرح في جو يشبه الجو الخاص بالطفل الرضيع. لكن في الوقت نفسه، بدا غريبًا بعض الشيء أن أكون في ذلك "العالم الجديد" الطفولي. بعد ذلك، شعرت بالارتياح لأني تلقيت ترحيبًا من "الأصدقاء". شعرت أيضًا بالسعادة لمعرفة "الكون الأبدي" أو "العالم الحقيقي". كما شعرت بمشاعر التقدير والتأكيد عندما سمعت رسالة الله. وعندما طُلِب مني أن أقرر ما إذا كنت سأعود إلى الأرض أم لا، شعرت بعدم اليقين والقلق، لأنني لم أرغب حقًا في العودة إلى حياة مليئة بالمعاناة. ولكنني قررت القيام بذلك لأنني شعرت بأن عليّ الاستمرار في الحياة على الأرض.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بالسعادة.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. سمعت رسالة تؤكد أن حياتي ستكون مباركة وسعيدة من تلك اللحظة فصاعدًا.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالية.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.

ما هو دينك الآن؟ معتدلة.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.

هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم، لقد شعرت بإحساس مفصل للغاية بالتجلي، لحظة من التنوير والإلهام. قيل لي إن هناك واقعًا آخر حقيقيًا وأبديًا. وأن هذا الواقع الذي نعيش فيه على الأرض ليس إلا مرحلة، شيء مؤقت وغير جوهري. كان هناك الكثير من الخير والانسجام والسلام والهدوء. ولكنني شعرت أيضًا بأن لدي مهمة: أن أُحضِر طفلي إلى العالم حتى لو كلفني ذلك حياتي. وقد تمت تهنئتي على إحضاره إلى الأرض، رغم كل المعاناة التي مررت بها.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. تمكنت من تقبل ولادة ابني بشكل أفضل.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم، ما يجعل وصفها صعبًا هو الكمية الهائلة من الانطباعات المرتبطة بها: الملمس، الروائح، البيئة، إحساسي بجسدي، الألوان، والأصوات. وليس ذلك فحسب، بل أيضًا حقيقة أنني لم أكن أعرف كيفية تعريف الكيانات التي قابلتها هناك، كل هذا جعل الحديث عن التجربة أمرًا صعبًا. كان هناك أشخاص، ليسوا بالضرورة "كائنات نورانية"، لكنهم كانوا غير ماديين، أو لأكون أكثر وضوحًا: كانوا في تجسيد مادي مختلف.

هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كانت اللحظة الأكثر أهمية في التجربة هي عندما وجدت نفسي مع الله. وسمعتُه يقول إنني حصلت على قبوله، وأثبتُ أنني ابنة الله – وأنني إنسانة صالحة، لأنني قررت إحضار طفلي إلى العالم مهما كان الثمن. وكان ثمن ذلك مرتفعًا جدًا.

هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. بعد مرور ساعة سألت القابلة إذا كان هناك أي نوع من المواد المهلوسة في التخدير. لم أخبرها بأي تفاصيل، فقط قلت لها أنني دخلت في حالة غيبوبة. كانت مباشرة جدًا وقالت إن هذا طبيعي. بعد يوم أخبرت والدتي بالقليل، وبعد حوالي أسبوع أخبرت معالجتي النفسية. كان رد فعلهم متشككًا؛ حيث أخبروني أنهم يعتقدون أن ما مررت به كان نتاجًا لوجودي في حالة من اللاوعي.

هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ ربما كانت التجربة حقيقية. كانت التجربة حقيقية بالتأكيد. أن ما حدث كان حقيقيًا. ليس لدي أي شك في ذلك. لكنني لا أعرف ما إذا كانت التجربة حدثت في ذهني فقط أم أنني انتقلت فعليًا إلى مكان آخر.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ ربما كانت التجربة حقيقية.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ نعم. يمكنكم أن تسألوا ما إذا كان الإحساس بالواقع قد تغير أثناء تجربة الاقتراب من الموت نفسها. على سبيل المثال، ما إذا كان لدى الشخص انطباع بأن بعض أجزاء التجربة كانت أكثر ذاتية أو روحانية، بينما بدت أجزاء أخرى أكثر موضوعية ومادية.