ميل ب. تجربة الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

في يوم 31/12/1983، كنت أعيش في مبنى شاهق في ديفي، فلوريدا، وشعرت بألم في بطني في تلك الليلة، لكنني استمتعت بهدوء بالليلة في شقة حبيبتي التي كانت في طابق أعلى من الطابق الذي كنت أسكن فيه. وفي صباح يوم 1/1/1984، عدت إلى شقتي بالأسفل لأتصل بوالديّ وأتمنى لهما سنة جديدة سعيدة. وحينما كنت أتبول، شعرت بتورم في بطني وألم شديد، فاتصلت بصديقي ليأخذني إلى غرفة الطوارئ في المستشفى. عند دخولي غرفة الطوارئ، لم يكن هناك أي مرضى آخرين، فأمرت طبيبة الطوارئ بإجراء تحليل للدم لي. ارتديت ملابس المستشفى واستلقيت على سرير متحرك في غرفة الطوارئ محاطًا بستائر محمولة. تُركت على ذلك السرير لفترة طويلة، واستمر الألم حتى اضطررت للانحناء في وضع الجنين لتخفيف الألم، لكن الألم استمر حتى أصابني بالغثيان. في ذلك الوقت هرعت الطبيبة إلى سريري، وأتذكر أنها طلبت المساعدة فورًا وكأنهم نسوني. أتذكر أنها كانت قلقة جدًا عندما قرأت تقرير تحليل الدم وصرخت لأحدهم بأن تعداد دمي وصل إلى خمسة عشر مليون إلى واحد.

كل ما أتذكره بعد ذلك هو أن الألم أصبح أسوأ وأسوأ. كنت ما زلت منحنياً على شكل جنيني وعيناي مغلقتين، وفجأة توقف الألم تمامًا عندما أحسست بموجة دافئة من الحرارة أو الطاقة تبدأ من بطني وتنتشر من مركز جسدي حتى رأسي وقدمي. ثم رأيت ضبابًا على مسافة قريبة مضاءً من الخلف بنور ساطع بشكل لا يُصدق، ورأيت صورة ظلية لشخصية ما شبيهة بالعصا بأرجل ويدين ورأس واقفة في الضباب.

لم يكن هناك ألم، بل شعور تام بالسعادة. ثم سمعت صوتًا من بعيد وبدأت أشعر بإحساس، ليس بعدم الراحة، بل أشبه بالإزعاج. الشيء التالي الذي رأيته كان أرجل عارية لشخص يرتدي شورتًا رماديًا. عندما نظرت عن قرب، رأيت أن ذلك الشخص كان يرتدي قميصًا رماديًا مبللًا بالعرق، وكان يصرخ في وجهي قائلاً إنه من الأفضل لي ألا أموت. لقد كان الجراح الذي استدعته الطبيبة وكان يضربني على صدري. أخبرني الجراح أنه يعرف ما أعاني منه، لكنه لا يعتقد أنه يستطيع إنقاذي. كما قال إنه لن يفوت مباراة جامعة ميامي التي كانت ستُعرض على التلفاز في تلك الليلة (وقد علمت لاحقًا أنها كانت مباراة البطولة الوطنية الجامعية).

على ما أذكر كان الجراح يحمل ورقة وقلمًا، وقال لي إنني بحاجة للتوقيع على تلك الورقة التي تفيد بأنني أعلم أنني قد لا أنجو. كما قال إنه بحاجة إلى لمس منطقة ما في جسدي. وعندما لمس الجانب الأيمن من بطني، قفزت من السرير وأمسكت بقميصه وأنا أصرخ من الألم. كان آخر سؤال طرحه عليّ هو ماذا أكلت آخر مرة. أخبرته أنه نظرًا لأنني لم أشعر أنني بخير منذ يوم، فإنني لم أتناول سوى الكمثرى المعلبة.

بعد ذلك مباشرة، تم سكب سائل برتقالي على الجزء العلوي من جسدي بالكامل، وتم نقلي بسرعة بالسرير المتحرك إلى غرفة أخرى. قال لي الطبيب إنه سيساعدني على الاسترخاء وطلب مني العد تنازليًا من مئة. الشيء التالي الذي أتذكره هو استيقاظي في غرفة شديدة البرودة (وحدة العناية المركزة). بعد أن بقيت في وحدة العناية المركزة لمدة لا أعرفها. ثم بقيت على المضادات الحيوية الوريدية لعدة أيام، بعدها تم نقلي إلى غرفة أخرى للتعافي، وهناك أخبروني أن الطاقم الطبي لا يعرف كيف نجوت. أخبرني الجراح لاحقًا أنني سيتم محاسبتي على أتعاب جراحين، حيث اضطر الجراح الثاني إلى إفراغ جميع أعضاء بطني في أنبوب كبير ونقعها لإزالة السم، بينما قام الجراح الآخر بإزالة الزائدة الدودية المنفجرة. قالت رئيسة الممرضات إن الجراح الأول كان مستاءً لأن جراح زميل له أجرى عملية لمريض آخر كان يعاني من نفس الأعراض وتم نقله إلى غرفة الطوارئ من إيفرجلادز بفلوريدا أثناء الصيد، لكنه توفي أثناء الجراحة.

أنا أشكر الله أنني على قيد الحياة. رغم أن التجربة لم يكن لها تأثير مباشر عليّ إلا بعد عدة سنوات عندما التقيت بزوجتي السابقة وأنجبنا ابنة تبلغ من العمر الآن واحدًا وعشرين سنة.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: "1 يناير 1984".

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. المرض. التهاب في غشاء جدار البطن. لقد توفيت على سرير متحرك في غرفة الطوارئ بالمستشفى بعد دخولي بسبب آلام شديدة في البطن في صباح يوم رأس السنة الجديدة.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ وعي وانتباه عاديان. كما سبق.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ بمجرد أن شعرت بالإحساس الدافئ وبدأت في رؤية النور الساطع خلف الضباب مع الشخصية الظلية التي كانت تشبه العصا.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لقد توقف الزمن. لم يكن هناك حركة لكنني شعرت أن الضباب والرؤية بأكملها كانت حية رغم أنها لم تتحرك. لم يبدو الأمر كأنه صورة أو لوحة. بل كان الأمر أشبه بشعور حقيقي بوجودي هناك.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم، رغم أنني لم أشعر بجسدي، إلا أن الشيء الوحيد الذي رأيته في مجال رؤيتي وحواسي كان الضباب مع النور الساطع خلفه، والشخصية الشبيهة بالعصا الواقفة في الضباب. كان ذلك واضحًا للغاية ومشرقًا بشكل لا يُصدق من خلف الضباب.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكّد. شعرت كأنني كنت في مكان مغلق نوعًا ما، كنت أنظر إلى المسافة القريبة حيث كان النور الساطع يشرق من خلف الضباب مع الشخصية الشبيهة بالعصا.

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم، رأيت شخصية بشرية شبيهة بالعصا واقفة في الضباب، وكنت أنظر إليها بشعور ممتع كأنني أعرف من هو أو ما هو، ولم أكن خائفًا على الإطلاق. كنت مهتمًا أكثر بالنظر إلى تلك الشخصية، وشعرت بسلام شديد في وجودها.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم، كان النور المنبعث من خلف الضباب هو النور الأكثر سطوعًا الذي يمكن تخيله، مع وجود الشخصية البشرية الشبيهة بالعصا. تخيل أقوى أضواء السيارة عالية الكثافة يسطع من خلف الضباب والشخصية الشبيهة بالعصا فيه، ثم زِد السطوع مليون ضعف، لكنك لا تفقد رؤية الضباب في الوقت نفسه. هذا ما رأيته.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ السعادة التامة، والهدوء والاهتمام الشديد بمواصلة النظر إلى الشخصية الواقفة في الضباب، والنور الساطع المشرق من خلف الضباب.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ غير مؤكّد. شعرت كأنني كنت أنجذب نحو النور الساطع والضباب والشخصية الشبيهة بالعصا، ليس جسديًا ولكن عاطفيًا كأنني أردت معرفة من هو أو ما هو.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا. إن الجزء المثير للاهتمام في إجابتي هذه هو أن عاداتي الحياتية لم تتغير لمدة سنتين تقريبًا بعد التجربة، ولكن بمجرد أن بدأت في تأسيس عائلتي، حتى أصبحت أكثر ارتباطًا بالمعنى الروحي في الحياة، بدأت الأمور المتعلقة بالحياة تبدو لي أكثر منطقية. أنا أؤمن وأعلم في روحي أن هناك إلهًا وأن الله عظيم بطرق إعجازية مختلفة. حتى أن أطروحتي للدكتوراه كانت بعنوان "لمسة روح القائد"، وأعتقد أن تجربتي في الاقتراب من الموت كان لها تأثير على اختياري للموضوع.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالي "أنا الآن أؤمن بشدة بوجود الله، ولكن في وقت تجربة الاقتراب من الموت لم أكن منخرطًا في أي معتقدات روحية أو دينية".

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا. إن الجزء المثير للاهتمام في إجابتي هذه هو أن عاداتي الحياتية لم تتغير لمدة سنتين تقريبًا بعد التجربة، ولكن بمجرد أن بدأت في تأسيس عائلتي، حتى أصبحت أكثر ارتباطًا بالمعنى الروحي في الحياة، بدأت الأمور المتعلقة بالحياة تبدو لي أكثر منطقية. أنا أؤمن وأعلم في روحي أن هناك إلهًا وأن الله عظيم بطرق إعجازية مختلفة. حتى أن أطروحتي للدكتوراه كانت بعنوان "لمسة روح القائد"، وأعتقد أن تجربتي في الاقتراب من الموت كان لها تأثير على اختياري للموضوع.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ غير مؤكّد. كان لدي شعور بالفضول والرغبة في مواصلة النظر في الضباب على الشخصية التي رأيتها بينما أنا في حالة السعادة التي كنت فيها.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، في البداية لم تتغير، ولكن بعد عدة سنوات وبعد أن بدأت في تكوين عائلة، أعتقد أن التجربة ساعدتني في الانتماء إلى مسار روحي كان بمثابة أساس لتجربتي الأرضية. يشبه الأمر ظهور حاسة سابعة من نوع ما يصعب شرحها، لكنني أستطيع تقريبًا أن أشعر بالأشياء في الناس أو أن أشعر بالأحداث في بعض الأحيان. كنت دائمًا محبًا للطبيعة، والآن أستمتع بها كثيرًا حيث أتأمل يوميًا وأقرأ الكتابات الروحانية، حتى أنني أقوم ببعض الأعمال الفنية ذات النزعة الروحانية كهواية.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم، إن أفضل وصف لهذه التجربة هو أنني كنت في مكان مظلم تمامًا، أنظر إلى المسافة القريبة مني على ضباب مشرق بشكل لا يُصدق بنور يأتي من خلف الضباب، وهناك رأيت صورة ظلية لشخصية شبيهة بالعصا لها أرجل وأذرع ورأس تقف في الضباب.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ نعم، السعادة التامة، والضباب، والنور الساطع للغاية والمشرق من خلف الضباب، والشخصية البشرية الظلية الشبيهة بالعصا التي سأتذكرها دائمًا.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، شاركت التجربة مع الآخرين على ما أذكر بعد حوالي شهر من حدوثها. ولا أستطيع تذكر ردود أفعالهم أو إذا كانوا قد تأثروا بها أم لا.

هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ غير مؤكّد. ربما سمعت عن هذا المفهوم، لكن حتى وإن كانت لدي تلك المعرفة ما كان لها أن تؤثر على تجربتي. لقد عشت حياتي بعد التجربة كأنها لم تحدث لي، لكن في وقت لاحق من حياتي، وبعد أن بدأت في تأسيس عائلتي وبدأت في معرفة القيم الروحية أصبحت أكثر وعيًا بالتجربة، وقضيت أكثر من عشرين سنة في مستوى أعلى من الوعي الروحي والصحوة.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا، ليس على حد علمي.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ ليس في الوقت الحالي.