تجربة ميل، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
بادئ ذي بدء، درست التمريض لمدة عامين، لذلك لدي معرفة جيدة بالحالات الطبية. لقد عانيت من اكتئاب حاد ومفاجئ، وبعد أن أنهيت الدورة التدريبية والتي استمرت تسعة أشهر في سيروكسات، كنت أسوأ بكثير من أي وقت مضى. وبعد فترة طويلة من التفكير في حياتي التي سبقت فترة الاكتئاب وما يخبئه مستقبلي (خاصة بعد أن عينت للعمل في مستشفى للأمراض العقلية لمدة ثلاثة أشهر في أثناء دراستي)، قررت أنه إن كانت هذه هي الحياة فلا أريد أن أعيش. كنت أعلم أن الأمر سيكون صعبًا على عائلتي لكنني لم أستطع التأقلم بعد الآن. استحوذ الاكتئاب على حياتي.
سرقت بعض أقراص النشوة وأحصيتها. فكرت أنه إذا كان عددها أقل من عشرين قرصًا فلن أتعب نفسي. كان عدد الأقراص اثنان وأربعون قرصًا. تناولت جميع الأقراص في حوالي عشر دقائق. لم أشعر بأي شيء لمدة خمس عشرة دقيقة ثم أدركت أنني تناولت جرعة زائدة. ونظرًا لأنني كنت مهيئة ذهنيًّا لما فعلته، لم أحاول محاربة هذا الشعور. وفي النهاية عاد صديقي الذي كنت أعيش معه إلى المنزل. لم أكن أريده أن يتصل بسيارة الإسعاف. أخبرته أن الأمر على وشك الانتهاء وأنني سعيدة أن هذا الحال أفضل. وفي النهاية بعد حوالي ثلاث ساعات ونصف من تناولي للأقراص، رأيت ألوانًا عديدة. كنت أعلم أنني كنت أهلوس. ثم فجأة ظهر ذلك الضوء الأبيض الساطع وعرفت أن الأمر كان على وشك الانتهاء. لقد انجذبت إلى الهدوء. كنت أفكر، "وأخيرًا". لقد انتهى الأمر تقريبًا.
ظل صديقي يصفعني بشدة لإبقائي واعية لكنني شعرت بخدر على وجهي ولم أعد أشعر بذراعي وساقي. كنت أطفو وأقترب من الضوء. وفي كل مرة كان صديقي يهزني أو يصفعني، كنت أعود إلى الأريكة. أتذكر أنني كنت منزعجة للغاية لأن الضوء كان يناديني. وفي النهاية قرر صديقي أن يأخذني إلى المستشفى بسيارتي، لأن الأمر استغرق حوالي ساعة ولم تصل سيارة الإسعاف. أتذكر أن صديقي كان يقود السيارة بسرعة ويطلق صفيرًا باستمرار، كما أتذكر الذعر والصراخ لكنني كنت فوق السيارة متجهة نحو النور.
وفي النهاية أتذكر أن صديقي كان يحملني إلى غرفة الطوارئ، ثم نقلني إلى ممرضة، وفي النهاية كنت على سرير أو نقالة. كان الطبيب ينادي باسمي ويطلب مني التحدث إليه كما أتذكر قولي له أن يتركني وشأني. أردت فقط أن أذهب إلى النور. ثم شعرت بالهدوء. وتوقف الذعر من حولي. "رفعت" إلى النور. وبعد ثلاثة أيام، استيقظت من غيبوبة بعد أن كنت على جهاز التنفس الصناعي.
أخبرني والداي لاحقًا أن الأطباء طلبوا منهم البدء في التحضير لجنازتي في اليوم الثاني من الغيبوبة. وعندما استيقظت، قال الأطباء إنه من المستحيل بالنسبة لي أن أكون على قيد الحياة أو أن لا أعاني من أي تلف في الدماغ. في الأساس، قالوا إن الأمر "مستحيل طبيًّا" منذ أن دخلت المستشفى بعد أكثر من أربع ساعات من تناولي الأقراص. لقد فات الأوان على تفريغ معدتي وكنت مضطرة إلى تجربة التأثير الكامل لاثنين وأربعين قرصًا من أقراص النشوة.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
٢٠٠١/٩/١٧.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟
نعم، محاولة انتحار. كنت ميتة سريريًّا. توقفت عن التنفس.
كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟
إيجابي.
هل توجد أي أدوية أو مخدرات يمكنها أن تكون قد أثرت على التجربة؟
نعم. تناولت اثنين وأربعين حبة من حبوب النشوة. وبما أنني دخلت المستشفى بعد أكثر من أربع ساعات، فقد فات الأوان على تفريغ معدتي.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
لا. إذا ركزت على التجربة بأكملها، فقد أشعر بها من جديد. لقد فعلت ذلك من قبل لكني أريد ترك الماضي في الماضي الآن.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
نعم. كنت أعلم أن جسدي كان على الأريكة لكن "روحي" كانت مرفوعة. كنت أعلم أنني انفصلت عن جسدي.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
كنت على علم بمكان وجودي. كان بإمكاني سماع ما كان يدور حولي لكني كنت أركز بشدة على الضوء الأبيض الساطع.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
لا.
يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم. كنت أسمع صوتًا لكن من الصعب وصفه. ليس موسيقى ولا أصوات. أقرب شيء يمكنني التفكير فيه هو الصوت الذي تسمعه عندما تغوص في البحر. ولكن حتى هذا الوصف لا يزال مختلفًا.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
كنت على علم بما كان يحدث ويقال من حولي لكن "الصوت" كان نوعًا ما يعيق ذلك. حتى تلك الثواني القليلة التي دخلت فيها في غيبوبة وكنت أذهب مباشرة إلى النور.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
لا.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
لا.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم. مجرد ضوء أبيض ساطع لا يؤذي عينيك. لقد انجذبت إليه. كان علي أن أذهب إليه. كان الأمر أشبه بالجاذبية المغناطيسية.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
سعادة مذهلة لن يختبرها أحد في هذه الحياة. ليس تلك السعادة التي نعرفها. وأيضًا الهدوء التام.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون. عرفت فقط أن في نهاية الضوء الأبيض الساطع يوجد "الله". شعرت به. كان بيننا نوع من التواصل ولكن ليس الحديث. عرفت فقط بطريقة ما، كما قيل لي دون سماع أي شخص يتحدث.
هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟
لا.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
نعم. آخر شيء أتذكره هو أنني وصلت إلى النور. ثم استيقظت من غيبوبتي.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
كاثوليكية معتدلة.
ما هو دينك الآن؟
كاثوليكية معتدلة.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم. في المرة الثانية التي استيقظت فيها من الغيبوبة، رفضت مشاعر الاكتئاب مرة أخرى. كان لدي المزيد من القوة لمحاربة الاكتئاب، ولحسن الحظ لم أصب بالاكتئاب مرة أخرى.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
كانت التجربة مع مرور الوقت:
متزايدة.
ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد تجربتك؟
لا تزال التجربة مخزنة في مؤخرة ذهني. فبعد خمس سنوات بطريقة ما، ما زلت أفكر فيها كل يوم تقريبًا. وفي السنوات الثلاث الأولى كنت أفكر فيها عدة مرات في اليوم.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
قضيت معظم الحياة حتى الآن، أشعر أنني حاليًّا في الوقت الإضافي. أي شيء أريد تحقيقه أعمل بجد للحصول عليه بسرعة. أنا لست خائفة من الموت الآن، لأنني أعرف كم سيكون سلميًّا. أنا أقوى بكثير مما كنت عليه في أي وقت مضى. الحياة لا تخيفني. كنت دائمًا أومن بالله. كنت أومن به على الرغم من أنني ولدت كاثوليكية. نادرًا ما كنت أذهب إلى الكنيسة وما زلت لا أذهب إلى القداس.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
لا.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
لا.
هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
لا يمكنني القول بوجود جزء سيئ في تجربة الاقتراب من الموت الفعلية. أفضل جزء هو معرفة أن هناك شيئًا ما بعد الحياة. لا أعرف حقيقته لكن صديقي يعتقد أنه بمجرد أن تموت، ينتهي كل شيء. لكنني أعلم أننا نصل إلى "مستوى" آخر، ولا يمكنني أن أنسى أبدًا ذلك الهدوء والسعادة اللذين ينتظراننا.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. لم أخبر الكثير من الناس. وقد اندهش من أخبرتهم لكنني أعتقد أنه من الصعب فهم التجربة حتى تختبرها بنفسك، ولسوء الحظ لا يحظى معظم الناس بالعودة ومشاركة تجاربهم.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
نعم. اضطررت إلى إجراء عملية جراحية لا علاقة لها بهذا الحدث. وبينما كنت أخرج من التخدير العام، عشت التجربة مرة أخرى. وقد أخبرني أصدقائي أنني كنت أبكي كثيرًا.
هل يوجد أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟
قرأت مقالاتكم عن تجارب الخروج من الجسد، وأعتقد أن جميعها روحانية. تقرأ عن تجارب الاقتراب من الموت وتعرف ما مر به الناس ولا شعوريًّا تحاول إعادة إنتاجه.
هل لديك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟
ما آخر شيء تتذكره؟ ما الموقف الذي جعلك تعيش تجربة الاقتراب من الموت؟ حاولوا البحث عن المزيد من المعرفة الطبية من الشخص. واسألوا عما إذا كان الشخص يخضع للعلاج أو يعاني من مرض قبل التجربة. حاولوا أن تفهموا ما إذا كان الأمر تجربة اقتراب من الموت أم هلوسة. ربما يمكنكم مساعدتي أيضًا في التصالح مع تجربة الاقتراب من الموت بأكملها. أخبرونا عن مدى تأثر الناس بعد التجربة. وكيف كانوا يعيشون حياتهم. وما إذا كانوا لا يزالون يفكرون في التجربة كل يوم؟ لم أقابل أبدًا أي شخص مر بتجربة الاقتراب من الموت، لذلك من الصعب معرفة كيفية التعامل معها بعد ذلك. أحاول فقط نسيانها ولكن الأمر صعب.