مايكل هـ. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كنت قد وصلت أنا وعائلتي للتو إلى فندق في مينيابوليس، مينيسوتا. كنت في آخر مائة ميل (160 كيلومتر) من الطريق كنت قد طلبت من زوجتي أن تقود هي السيارة، كنت أشعر بالمرض لكني لم أخبرها. أثناء قيامها بتسجيل دخولنا إلى الفندق، شعرت ببرودة مع وجود ضغط هائل على صدري. ولكوني ابنًا لطبيب، كنت أعرف ما كان يحدث لي. دخلت إلى الفندق وأخبرت زوجتي والموظف أنني كنت أعاني من نوبة قلبية، وبحاجة للذهاب إلى المستشفى فورًا. وجاءت المساعدة بسرعة. وتم نقلي بسيارة الإسعاف إلى المستشفى. وفي غرفة الطوارئ، شعرت بتحسن طفيف. أعطاني طبيب غرفة الطوارئ مضادات للحموضة، وقال أنني ربما كانت أعاني من بعض الارتجاع ليس أكثر. ألقى طبيب القلب الذي تم استدعاءه نظرة واحدة على مخطط كهربية القلب (تمكنت من رؤيته)، وبدأ يتحدث بغضب مع طبيب غرفة الطوارئ. ثم جاء طبيب القلب وأخبرني أنني أعاني من نوبة قلبية. بعدها نزل عدد كبير من أعضاء الفريق الطبي، وبدأوا في القيام بكل أنواع الإجراءات، معظمها باستخدام الحقن الوريدية والشاشات. في الوقت الذي أخبرني فيه الطبيب أنني أعاني من نوبة قلبية، كان الألم والضغط قد تفاقما.
أخبرني طبيب القلب في غرفة الطوارئ أنني أعاني من نوبة قلبية. وقال إنهم سيعطونني دواءً مخففًا للجلطات، وأخبرتني ممرضة أنهم سيكونون مشغولين للغاية خلال الدقائق القليلة القادمة، لذلك إذا بدوا مشغولين ولم يردوا على أسئلتي، فلا داعي للقلق، لأن عليهم القيام بكل الإجراءات اللازمة بشكل صحيح ومنسق، وطمأنتني أنني سأكون على ما يرام. لكني أتذكر شعوري بالغثيان والإحراج، وشعوري بأن كل شيء كان خارج سيطرتي. أغمضت عيني بينما كانوا يعملون على إنقاذي.
وفجأة وجدت نفسي أطفو في الظلام، لكني لم أشعر بأي ألم ولا خوف. شعرت وكأنني نظرت عن يساري فرأيت من بعيد عمودين، فوق كل منهما مصباح يوناني، وبينهما ومن وراءهما أشرق نور متوهج. وبطريقة ما عرفت بشكل حدسي أنني لن أمر عبر العمودين، لذلك حولت وجهي مرة أخرى ناحية الظلام.
وفجأة استيقظت وكان هناك أشخاص يقفون من حولي ويبدو أنهم سعداء. وسألتني ممرضة إذا كان بإمكان عائلتي أن تأتي لرؤيتي، لكنني قلت لا، لأنني كنت أشعر بالألم وبالغثيان، وأردت فقط أن أترك لحالي. قال الطبيب إنهم سيعتنون بذلك، أعتقد لا بد وأنهم حقنوني بشيء ما في الوريد، لأن إحساسي بالألم اختفى بسرعة كبيرة، وما أدركته لاحقًا (بعد خضوعي لجراحيتين التفافيتين في القلب) أنني كنت في حالة نشوة ناجمة عن الأدوية. لكنني لم أرغب في إخبار أي شخص بتجربتي التي مررت بها. أردت فقط أن أفكر في أمرها لفترة من الوقت. وعندما حاولت التحدث عن التجربة، بدا وكأنها أخافت زوجتي وأطفالي، لذلك لم أتحدث عنها إلا قليلاً، ثم تحدثت عنها باستفاضة فيما بعد.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
10 مايو 1990.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. تعرضت لأزمة قلبية. عانيت من نوبة قلبية في سن الخامسة والأربعين في الوقت الذي اعتقدت فيه أني بصحة جيدة.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ غير مؤكّد. أخبرني طبيب القلب في غرفة الطوارئ أنني كنت أعاني من نوبة قلبية، وأنهم سوف يعطوني دواءً مخففًا للجلطات.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
لا. يرجى الرجوع إلى سرد التجربة أعلاه.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم. كنت في الظلام، في الفراغ، كنت أنا فقط، بلا جسد.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ يصعب القول. لقد شعرت دائمًا أنني كنت أنا أثناء التجربة.
أستطيع أن أقارن التجربة بآثار الجراحة الالتفافية الأولى التي أجريتها: فقد رأيت الأعاصير وبناء بويبلو (مستوطنات القبائل الأمريكية الأصلية لشعوب بويبلو) وقدوم الإسبان. وسقوط الأوراق على البحر. لكن عندما أصبحت الأحلام واضحة، أدركت أنها كانت مجرد هلاوس.
لا أعتقد أن ما مررت به في غرفة الطوارئ كان هلوسة. لقد شعرت بأن التجربة كانت حقيقية للغاية.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ أستطيع أن أقارن التجربة بآثار الجراحة الالتفافية الأولى التي أجريتها: بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. فيما بعد بدا لي أن المكان الذي كنت فيه لم يكن به وجود للزمان ولا المكان.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. أستطيع أن أقارن التجربة بآثار الجراحة الالتفافية الأولى التي أجريتها:لا.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ أستطيع أن أقارن التجربة بآثار الجراحة الالتفافية الأولى التي أجريتها: غير مؤكّد. كان الظلام موجودًا في كل مكان.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ أستطيع أن أقارن التجربة بآثار الجراحة الالتفافية الأولى التي أجريتها: نعم. رأيت عمودين على كل واحد منهما مصباح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ أستطيع أن أقارن التجربة بآثار الجراحة الالتفافية الأولى التي أجريتها: السلام والتحرر من الألم والقلق.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ أستطيع أن أقارن التجربة بآثار الجراحة الالتفافية الأولى التي أجريتها: لا.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ أستطيع أن أقارن التجربة بآثار الجراحة الالتفافية الأولى التي أجريتها: لا.
هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ أستطيع أن أقارن التجربة بآثار الجراحة الالتفافية الأولى التي أجريتها: نعم. رأيت طريقًا بين العمودين. أعتقد الآن أنني شعرت حينها بشكل بديهي أن المرور بينهما يعني تجاوز الحدود الأساسية.
الله والروحانية والدين: أستطيع أن أقارن التجربة بآثار الجراحة الالتفافية الأولى التي أجريتها:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالي مؤمن علماني: الإيمان بما هو شخصي إلى حد ما، ولكن ليس ما يعتقده البروتستانتية الجنوبية.
ما هو دينك الآن؟ ليبرالي كويكر (جمعية الأصدقاء الدينية)
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ غير مؤكّد. لقد مررت بالاكتئاب السريري والعلاجي. لقد عشت مع الخوف في كل مرة تخطى فيها قلبي نبضة.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
كانت التجربة مع مرور الوقت: بقيت على حالها تقريبًا.
ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد مرورك بتجربتك؟ أعتقد أن النور موجود دائمًا، ويمكنني الوصول إليه إذا فقط دخلت إليه.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لقد جعلتني أصل إلى قناعة أقوى من ذي قبل بأن هناك حياة أخرى بعد موت هذه الحياة. لقد أعادت توجيهي نحو التجوال الروحي مما دفعني إلى طلب والحصول على عضوية جمعية الأصدقاء الدينية (الكويكرز).
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ الجزء الأفضل من التجربة: هو تحرري من الألم والقلق حينما كنت أطفو في الظلام. أما الجزء الأسوأ: فكان العودة إلى غرفة الطوارئ، كنت أشعر بالألم وبالغثيان.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. مع عدد قليل من الناس. لقد كانوا متعاطفين لكن بحذر، وأعتقد أن الحديث عن التجربة جعلهم يشعرون بعدم الارتياح. طلبت ابنتي الصغرى عدة مرات أن تسمع عن التجربة. وتقول أن هذا ما حدث. فهي تتحدث عن تجارب يعتبرها الآخرون خارقة ويبدو أنها تفهم ما كنت أقوله.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ نعم، بعد التجربة تعرضت لنوبة قلبية أخرى، وأجريت عمليتين جراحيتين لتغيير شرايين القلب، ودخلت العديد من المستشفيات بسبب عدم انتظام ضربات القلب. لكني لم أمر بتجربة أخرى مماثلة. لقد كنت خائفًا من الجراحة، لكن ليس بنفس مستوى خوفي السابق. عندما قيل لي أن الطعوم (نقل وعاء دموي من جزء آخر من الجسم (عادةً الصدر أو الساق أو الذراع) وربطه بالشريان التاجي) الأولى التي تم نقلها لي قد فشلت، وأنني سأجري عملية جراحية في أقرب وقت ممكن، شعرت بالضعف لفترة وجيزة ثم شعرت بالهدوء (نسبيًا). ثم تمكنت من مواساة زوجتي وأطفالي. الآن أعتقد أنه كان ولا يزال هناك حضورًا موجود قريبًا مني، حضور يمنحني المساعدة والفكاهة والطمأنينة، لكنه يقترب فقط عند الطلب.