ميشيل ب. تجربة الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

عندما كنت في الثامنة والعشرين من عمري، خرجت في موعد غرامي مع حبيب سابق كنت قد انفصلت عنه سابقًا. كان يلح علي للخروج معه على أمل إعادة إحياء علاقتنا. ذهبنا لتناول العشاء في مطعم صيني. بعد ذلك أخذنا جولة بالقارب في ميناء بوسطن. كانت الليلة مليئة بالنجوم، وأتذكر أنني كنت أتمسك بقوة بالمقعد الذي كنت أجلس عليه حينما مرت سفينة شحن بجوارنا على بعد أقدام، مما جعل القارب يتأرجح صعودًا وهبوطًا. كنت خائفة جدًا. وطلبت منه أن يعيدنا إلى اليابسة. وبمجرد أن وضعت قدميّ على الأرض، حتى شعرت بتحسن كبير. ثم توجهنا إلى شاطئ ريڤير، وتناولنا بعض المشروبات في حانة تطل على المحيط. كان المكان مزدحمًا للغاية، وكان صديقي يتجاهلني ويتحدث مع رفاقه. شعرت بالغضب وقلت له: "دعنا نغادر". عدنا إلى منزل والديه، حيث كان يعيش في شقة بالقبو. كان المكان مظلمًا وكئيبًا ورطبًا ورائحته كريهة. أضاء المصباح وسألني إن كنت أرغب في شرب شيء ما. وفي الوقت نفسه، طرق شقيقه الباب برفق، وقال: "مرحبًا"، وعرض عليّ أن أشرب شيئًا. تبعت شقيقه إلى الطابق العلوي وشربت كوبًا كبيرًا من عصير البرتقال. كان منعشًا للغاية. نزلت الدرج عائدة إلى الطابق السفلي أبحث عن صديقي. مشيت إلى الجزء الخلفي من القبو، وفتحت باب غرفة نومه. كان الظلام دامسًا، لذلك افترضت أنه في مكان آخر.

وعندما استدرت لأغادر الغرفة، سمعت صوت انفجار عالٍ يتردد. وشعرت بألم حارق وثاقب يخترق مؤخرة رقبتي. وشعرت بنبض الدم الدافئ، وسقطت على الأرض مثل دمية متهالكة من القماش. أضاء النور في الغرفة ورأيت صديقي وبيده مسدس. أمسك بي وقال: "ماذا فعلت؟". كان فمي يمتلئ بالدم، وكان ما حدث للتو واضحًا لي تمامًا. بدا وكأن الوقت قد تباطأ، لكن كان لدي "متسع من الوقت" للتفكير في عدة أمور. أول أمر فكرت فيه هو: كيف ستستقبل عائلتي خبر "موتي"؟ أتذكر أنني كنت واعية طوال الوقت. ثم فكرت في طفولتي ورأيت صورًا لنفسي في أماكن مختلفة، وتذكرت رحلة قمت بها مؤخرا إلى برمودا. وبينما كنت "أفكر" في كل هذه الأمور، كان بإمكاني رؤية نفسي من خارج جسدي، كأنني كنت جالسة في زاوية من سقف الغرفة أنظر إلى نفسي بالأسفل. رأيت جميع رجال الشرطة ورجال الإطفاء وهم ينظرون إلى جسدي ويمرون حولي. رأيت شقيق صديقي يبكي ويتقيأ على ضابط شرطة (ولسبب ما، وجدت ذلك مضحكًا) وبدأت أضحك.

لم أشعر بأي ألم. ولم أكن ألوم أحدًا، ولم يكن لدي أي مشاعر سلبية. شعرت بالبهجة والاكتمال، وفاض بداخلي أعظم حب شعرت به على الإطلاق. وفكرت في نفسي: "إذا كان هذا هو الموت، فإنه ليس بالسوء الذي يعتقده الجميع". ثم رأيت نورًا من "فوقي". كان يسحبني بعيدًا عن الغرفة. اعتقدت أنه من الجيد أن أترك هذا يحدث، أن أترك الأمور تجري وأقبل بما هو قادم. كان النور يزداد سطوعًا ويغمر جسدي - جسد؟ لم أعد أملك جسدًا، فقد تركت جسدي في تلك الغرفة الرطبة. أدركت أنني كنت ميتة جسديًا ولكنني كنت لا أزال حية ذهنيًا. أصبحت روحي هي "جسدي" الجديد. نظرت إلى النور، ورأيت شخصًا يدعوني لأقترب. كان ذلك الشخص هناك عند نهاية هذا النفق المنير. ثم سمعت صوتًا، كان صوت رجل. سألني إن كنت جاهزة. شعرت بشعور رائع. كان الأمر سهلاً جدًا. لكن بعد ذلك فكرت في عائلتي ومدى الألم الذي سيصيبهم إذا مت. كنت أعلم أنني لا زلت أملك الكثير من "الأمور" التي لم أنجزها، وأنني إذا مت الآن، لن أتمكن من إتمامها. سمعت صوتي يقول: "لكنني أصغر من أن أموت الآن". كنت أرغب في الذهاب إلى هذا المكان الجديد، كان بإمكاني أن أشعر بوجود "آخرين" هناك، لكنني لا أستطيع الذهاب الآن. بعدها بدأ النور يتلاشى بنفس السرعة التي انتشر بها. وكنت أنزلق داخل النفق. وبينما كنت أهبط للأسفل، بدأت أفتقد كل هؤلاء "الآخرين". ثم عدت. عرفت أنني عدت إلى جسدي. كان النور قد تلاشى وكأنه الآن على بُعد سنوات ضوئية.

التفت لأرى وجه رجل. كان يقول لي إنني بخير، وأنني محظوظة جدًا، فقد توقف النزيف. كان يميل ناحيتي، وأنا مقيدة في نقالة داخل سيارة إسعاف. الأضواء الوحيدة التي رأيتها حينها كانت من مصابيح نفق كالاهان تحت ميناء بوسطن.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: "6 أغسطس 1984".

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ غير مؤكّد. هجوم إجرامي. تعرضت لحادث. إصابة مباشرة في الرأس. إصابة مباشرة في الرقبة. في لحظة التجربة، كنت أعلم أنني أموت، لكن كان لدي خيار.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما بدأت في "التفكير" فيما حدث، كنت واعية للغاية ومدركة ومنتبهة لكل شيء من حولي.

هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. كان لدي "الكثير من الوقت" - بدا الوقت وكأنه قد تباطأ - شعرت أنني كنت أتحكم في وقتي، واستطعت أن أشعر بالمساحة من حولي.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كان كل شيء أكثر إشراقًا عند نظرت إلى الأعلى – لكن عندما نظرت إلى الأسفل كان الأمر يشبه مشاهدة فيلم.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. لم أتمكن من سماع كل ما كان يجري عندما نظرت إلى الأسفل – بدا الأمر كأنني كنت أسمع من بعيد – لكن عندما سمعت صوت الرجل الذي سألني إن كنت مستعدة، كان صوته واضحًا جدًا ومريحًا جدًا، كأنه كان صوتًا مألوفًا لي.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. كان هناك نفق مضيء يسحبني من خلاله.

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ غير مؤكّد. لم أتمكن من رؤيتهم عن قرب فعليًا، لكنني كنت أرى أجسادًا تدعوني لأصعد إليهم، وكنت أستطيع "الإحساس" بوجودهم.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. رأيت النور من حولي وفوقي .

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ لقد شعرت بالراحة، ولم أشعر بألم، بل شعرت بالحب والقبول والفرح. كان شعورًا لم أشعر به من قبل – شعور جديد ومنعش وخالٍ من أي شعور بالذنب أو الكراهية أو الخوف أو الهجر. كل شيء كان رائعًا ومُرضيًا – سعادة خالصة.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. لقد تعلمت الحب الحقيقي، وتعلمت أنني لست خائفة من الموت أو الاحتضار. وتعلمت أنني ما زلت هنا لمساعدة الآخرين.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالية.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ غير مؤكّد. إذا كان هناك إله، فهو ذلك الصوت الذي سألني إذا كنتُ مستعدًة للانضمام إليه وإلى آخرين. أنا أعلم وأؤمن بوجود كائن (كائنات كثيرة) بعد الموت.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالية.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ غير مؤكّد. إذا كان هناك إله، فهو ذلك الصوت الذي سألني إذا كنتُ مستعدًة للانضمام إليه وإلى آخرين. أنا أعلم وأؤمن بوجود كائن (كائنات كثيرة) بعد الموت.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم، لقد أدركت أن هناك مكانًا جميلًا نذهب إليه عندما يموت جسدنا؛ وأننا نتشارك الأفكار كما لو كنا نقرأ العقول؛ وأننا لا نحتاج إلى "التحدث" عندما نصل إلى هناك؛ فمجرد التفكير ينقل كلماتنا، وأن الجميع هناك لديهم الكثير من الحب ليتبادلوه.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لم أتحدث عن هذه التجربة إلا مع شخصين فقط، ولم أتحدث عنها مع أي حبيب قط، ولا أعلم إن كان له أي تأثير على علاقاتي الشخصية أم لا.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. في بعض الأحيان عندما أنام، يأتي أحبائي وأصدقائي الموتى ليتحدثوا معي. جاءتني إحدى الصديقات وأخبرتني ألا أقلق عليها، فهي لا تزال على قيد الحياة، لكنها لا تستطيع أن تأتي لتتحدث معي إلا أثناء نومي.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ نعم، لقد جعلتني تجربة الاقتراب من الموت بأكملها مؤمنة بوجود حياة بعد موتنا على الأرض.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، ظننت لفترة طويلة أنني كنت أتوهم. لم أشارك مشاعري حول ما مررت به مع كثير من الناس. في الواقع، لقد تحدثت عن التجربة فقط مع شخصين. الشخصان اللذان شاركتهما هذه التجربة صدقاني. وأنا أصدق نفسي أيضًا.

هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ غير مؤكد. عندما كنت في الخامسة والعشرين من عمري تقريبًا، مررت بالعديد من تجارب الخروج من الجسد. كانت تحدث بشكل متكرر. كنت أخاف من النوم. ثم تقبلت الأمر وأصبحت أعلم متى سيحدث. كان بإمكاني الانسحاب إلى مكان أستطيع فيه فعليًا مغادرة جسدي. كنت أحدق في نفسي في المرآة لأرى انعكاسي. كان بإمكاني تسلق أسطح المنازل، والولوج إلى بيوت الناس دون الدخول من الباب. كنت أجلس على كرسي مقابل لجسدي النائم وأراقب نفسي. كنت أجري تجارب على هذا الأمر – أشاهد التلفاز لمدة ساعة، ثم عندما أستيقظ، كنت أتحقق من دليل البرامج، وعندها كنت أجد أن ما شاهدته وأنا خارج جسدي كان معروضًا بالفعل. بدأت أستمتع بالأمر. لكن عندما كنت أسمع الطبول الصاخبة، كنت أعلم أنه يتعين علي العودة إلى جسدي بسرعة، وإلا سيحدث شيء فظيع. لا أعرف ما الذي كان سيحدث، لكنني كنت أعود دائمًا في الوقت المناسب. استمرت تجارب الخروج من الجسد هذه في الحدوث حتى اليوم الذي تم فيه إطلاق النار عليّ. وما زلت أمر بهذه التجارب، لكن ليس بنفس الوتيرة.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ أود أن أضيف أنني مستعدة للتحدث مع الآخرين الذين مروا بنفس التجربة التي مررت بها – وأنا على استعداد للمشاركة والاستماع.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ أجد هذا الاستبيان مفيدًا للغاية ومثيرًا للاهتمام.