تجربة ميشيل آر في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
حدثت هذه التجربة عندما كنت في الثامنة عشر من عمري. كانت عطلة نهاية الأسبوع قبل أن أبدأ الكلية. وفي هذا الوقت من حياتي كنت أعيش حياة 'العربدة'، وتعاطيت عقار 'X'. واكتشفت لاحقاً أن هناك بعض الحبوب الممنوعة التي كانت تنتشر في المنطقة في ذلك الوقت، وكنت قد تناولت ثلاث "حبوب ممنوعة". بعد ساعة أو ساعتين من تناول الحبوب أدركت أن هناك شيئاً سيئاً يحدث، وأني لست على ما يرام. لا أتذكر ما حدث قبل التجربة، فقط أتذكر ما حدث بعدها. لكن ما أتذكره هو أنني وجدت نفسي فجأة أقف عند "أبواب" الجنة. في هذه الفترة من حياتي، كنت قد أصبحت أقل إيماناً، فقد كان العلم أكثر منطقية بالنسبة لي من الدين. ومع ذلك، وخلال تجربة الاقتراب من الموت كنت أعرف تماماَ ما يجري، فلم يكن هناك أي لبس حول ذلك على الإطلاق. حتى أنني لم أعد أشعر بتأثير الحبوب، لكن سرعان ما تذكرت أني قد تناولتها، وأن تعاطي المخدرات هو سبب وجودي هنا.
لم أستطع رؤية الكثير، فقط بياض أمامي - ليس ضوءاً بل أشبه بالغيوم أو الضباب - وكانت هناك "حواجز" رمادية أمامي، وعرفت أنها "بوابات" الجنة. لم يكن هناك أقارب متوفين لمقابلتي (لم يكن لدي في هذا الوقت أقارب متوفين مقربين مني في الحياة)، ولكن كان هناك ملاك. كانت صورته أكثر وضوحاً من تفاصيل المكان من حولي، لكنها لم تكن واضحة تماماً، وكان يرتدي ملابساً بيضاء. كان الله موجوداً أيضاً ولكن ليس على صورة معينة، بل كان مجرد حضور إلهي. كان يبدو أن الله خلف تلك البوابات. فقد كان بإمكاني سماعه، لكن لم يكن هناك صوت، كان التواصل كله يتم داخل رأسي. لم يكن هناك داعي لاستخدام الكلمات هنا وقد فهمت ذلك. كما فهمت أيضاً أنني قد مت. وقد تقبلت أمر موتي، لكنني شعرت بالذنب بعدها. لم أعتقد حتى أنه يحق لي أن أطلب أن يُسمح لي بالدخول إلى الجنة، لأنني كنت أُحاسب أثناء تعاطيّ للمخدرات. لكن لم يكن عليّ أن أطلب السماح لي بالدخول، فالله يعرف بالفعل ما كنت أفكر فيه. وقد عرفت أنه يعرف. كان الأمر أشبه بتبادل للأسئلة والأجوبة في نفس الوقت – بيد أنه لم يكن هناك وجوداً للوقت. شعرت بالخجل ولكنني شعرت بالهدوء أيضاً؛ لم يكن هناك خوف، فقط الشعور بالعار والشعور بالذنب بسبب أحوالي. ثم جائني السؤال: "لماذا اسمح لك بدخول الجنة وأنتي تتعاطين المخدرات؟" وهنا عرفت أني لا أستحق أن يُسمح لي بالدخول.
ثم مرت حياتي كلها سريعاً أمامي في خلال ما بدا أنه ثوانِ معدودة. لكن بعد ذلك رأيت المستقبل. رأيت مقدار حزن عائلتي وأصدقائي على موتي. كانوا جميعا يبكون. شعرت للحظة بالضيق لكن بعدها شعرت بضرورة تقبل الأمر. ثم فجأة رجعت إلى جسدي. كان صديقي - الذي كان قد تعاطي هذه العقاقير الممنوعة أيضاً - يمسك بي وكنت أحاول أن امشي ولكني لم أستطيع.
فجأة، أدركت أنني على قيد الحياة، إلا إنني شعرت بالسوء حتى تمنيت لو لم أكن. لكنني أدركت أنني قد أُعطيت فرصة ثانية، وعرفت أن تأثير العقاقير سيزول في النهاية (بعد عشر ساعات أو نحو ذلك). كنت في حالة سيئة بفعل العقاقير لم تسمح لي بالتفكير فيما حدث معي حتى استفقت. وظللت لسنوات أعتقد أن كل ما حدث معي كان ناتجاً عن تعاطي المخدرات فقط، وأن ما اختبرته كان شيئاً استحضره عقلي من أشياء سمعتها من أشخاص آخرين مروا بتجارب الاقتراب من الموت، لكنني مؤخراً لا أستطيع التوقف عن التفكير في الأمر. فقد قرأت بعض المعلومات حول تجارب الاقتراب من الموت في أحد الكتب، وقد ذكر الكتاب أشياء حدثت لي لم أسمع بها من قبل. الآن لا أعرف كيف أرى تجربتي. أحاول أن أقول لنفسي إنها لم تكن حقيقية، لكن عندما أفعل ذلك، أشعر بثقل في صدري، وأشعر وكأنني مجبرة على تصديق ما حدث. كأن شيئاً ما يريدني أن أصدق أن ما حدث معي كان حقيقاً.
معلومات أساسية:
الجنس: أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
28/08/1999
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدثاً ما يهدد حياتك؟
غير مؤكد بسبب العقاقير الممنوعة. كنت اعلم انني قد تناولت عقاقير ممنوعة لكني لم اعرف هل كنت في خطر أم لا. لأنني وجدت نفسي فجأة أواجه الحساب، وأدركت أنني لا بد وأن أكون قد مت. وشعرت أنه لا يوجد شيء يمكنني القيام به حيال ذلك، ولكنني أتقبله في الوقت نفسه.
كيف ترى تجربتك؟ مشاعر مختلطة
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال تجربة الاقتراب من الموت مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ كنت أكثر وعياً وانتباهاً من المعتاد وأكثر قدرة على الفهم. كان كل شيء منطقياً وكنت متأكدة تماماً.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ أثناء مواجهة الحساب.
هل تسارعت أفكارك؟ كانت أفكاري سريعة بشكل لا يصدق
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف أو فقد كل المعنى. لم تكن هناك حدود للمكان أو الزمان. كان الفضاء في كل مكان والزمان غير موجود.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم الوضوح والألوان، بدت الأشياء ضبابية وكل شيء كان أبيض ورمادي. كما أن الأشياء لم تبدو صلبة على الإطلاق. حتى الحواجز لم تكن صلبة، لكنني علمت أنني لا أستطيع المرور حتى يُسمح لي بذلك.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم، لم أسمع بأذني بل بعقلي.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من الحقائق
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكد. لا أتذكر عبور نفق، فقط أتذكر وجودي في مكان أبيض كان الله موجوداً فيه.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم، لم يكن هناك أشخاص، كان هناك ملاكاً واحداً فقط، والحضور الإلهي. كان الملاك هو المدخل إلى الحواجز التي تمنعني من دخول الجنة، وقد سمعت وشعرت بالحضور الإلهي.
هل رأيت، أو شعرت، بأنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف
هل رأيت نوراً غريباً؟ غير مؤكد. لا أتذكر أنني رأيت أي ضوء، فقط أبيض ورمادي.
هل يبدو لك أنك دخلت عالماً آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح
ما هي العواطف التي شعرت بها التجربة؟ الشعور بالذنب والعار.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ فرح لا يصدق
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بأني متحدة مع الكون أو أنني فرد منه
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. رأيت حياتي الماضية ورأيت المستقبل. وعلمت أن الجميع كانوا يشعرون بالحزن من رحيلي. وعلمت أنني قد مُنحت فرصة ثانية، لكنني ما زلت في حيرة من أمري بشأن هذه التجربة.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. رأيت كيف كان رد فعل الأشخاص المقربين مني على موتي.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ نعم. كان الجدار الرمادي هو الحاجز الذي يمنعني من دخول الجنة.
الله، الروحانية والدين:
ما هو دينك قبل ذلك؟ ليبرالية إنسانية "كنت أؤمن بالله، ولكن إيماني كان قد بدأ يقل، وكان العلم هو الأكثر منطقية."
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ غير مؤكد. فقد أصبحت بعدها أقل تديناً بصورة أكبر. لكنني في حيرة من أمري لأن تجربة الاقتراب من الموت بدت لي حقيقية، لكن ما تعلمته من الدين لم يكن كذلك. أعتقد أنني لم أجد الدين المناسب لي بعد.
ما هو دينك الآن؟ ليبرالية إنسانية. كان من المفترض أن تكون التجربة قد غيرت مشاعري – فقد كنت أفكر فيها أكثر وأكثر هذه الأيام وأتساءل عما إذا كان ينبغي علي تغيير معتقداتي.
هل تغيرت قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ غير مؤكد. فقد أصبحت بعدها أقل تديناً بصورة أكبر. لكنني في حيرة من أمري لأن تجربة الاقتراب من الموت بدت لي حقيقية، لكن ما تعلمته من الدين لم يكن كذلك. أعتقد أنني لم أجد الدين المناسب لي بعد.
هل رأيت أرواحاً متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ نعم. لا أتذكر أشياء محددة، لكنني أتذكر يقيني، وأن كل شيء كان منطقياً.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لا
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. لقد فهمت كل ما كان يجري دون سؤال، ولكن سيكون من الصعب فهم غير ذلك. لقد كنت بلا جسد لكنني كنت موجودة. لم تكن هناك أرض، فقط "بياض"، كنت عند "بوابة الجنة" لكن لم يكن هناك بوابة، فقط حاجز. كان هناك ملاك ولكن صورته كانت غير واضحة. كان الله موجوداً – لكني لم أستطع رؤيته، فقط سمعته وشعرت بوجوده. لقد برقت حياتي أمامي في لحظة - لم يكن هناك وجوداً للوقت، لكن بدا كل ذلك منطقياً. شعرت بالخزي بسبب ظروف موتي، لكنني كنت مرتاحة في نفس الوقت. وبعد أن رأيت حياتي الماضية رأيت المستقبل وعلمت بعواقب اختياراتي.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة ؟ لا
هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أعتقد أن تجربة كل شخص تتسم بالتفرد طبقاً لرؤيته ومعتقداته. بالنسبة لي لم أكن بحاجة لرؤية الله أو يسوع أو أي شخصية بشرية، لأنني كنت مؤمنة دائماً بإمكانية وجود إله له "كينونة" لكن ليس بالضرورة على شكل "بشري". وحتى عندما كنت أكثر إيماناً، كنت أؤمن بعبادة الله أكثر من يسوع. لم يكن يسوع جزءاً من تجربة الاقتراب من الموت الخاصة بي. لم أكن بحاجة لرؤية أشياء جميلة أو سماع "كلمات". أعتقد أن هذا لأنني كنت قادرة على فهم الأشياء التي لم تكن "طبيعية" خلال تجربة الاقتراب من الموت.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، مع فقط أختي، لكن لا أعتقد أنها صدقتني.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ نعم، كنت قد سمعت أشياء عن ذلك الأمر في التلفاز. في البداية، اعتقدت أن كل شيء كان في رأسي، لكنني لم أسمع أبداً عن وجود "حواجز" تمنعهم من الذهاب إلى الجنة من قبل. كما قرأت أيضاً بعد ذلك أشياء أخرى تتعلق بتجربتي لم أسمعها من قبل. كنت قد سمعت الناس يتحدثون عن نفق من الضوء، وأقارب متوفين، وبوابات لؤلؤية.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) من حدوثها؟ في البداية اعتقدت أنها كانت هلوسة. إلا أنني كنت أشعر دائماً بأنني مررت فعلاً بتجربة الاقتراب من الموت، ولكني أردت أن أصدق أنها غير صحيحة.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ ربما كانت التجربة حقيقية. أنا لا أستطيع التوقف عن التفكير فيها والشعور بأنها كانت حقيقية. بعد قراءة الأشياء التي حدثت للآخرين، والتي تتوافق مع تجربتي، بدأت أعتقد أن ذهني على الأرجح لم يستحضر هذا الأمر، لأن تجربتي كانت شديدة الاختلاف عن ما سمعته من الآخرين في الماضي.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟ لقد أثرّ تناول تلك الحبوب عليّ لدرجة منعتني من الرؤية أو السمع أو المشي بشكل صحيح، ولكن خلال هذه التجربة كان كل شيء واضحاً بالنسبة لي. ولم يكن هناك أي آثار للحبوب؛ فقط تذكرت أنني قد تعاطيت بعضاً منها. وعندما رجعت إلى جسدي، رجعت الأعراض السلبية مرة أخرى. وبذلك يتضح أنني كنت في مستوى آخر من الوعي أثناء تجربتي.
هل هناك أسئلة أخرى يمكننا طرحها في لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ اترك مساحة للإجابات على جميع الأسئلة. بعض الأسئلة كانت لدي إجابات متعددة عليها. على سبيل المثال، السؤال الذي يسأل عما إذا كنت قد رأيت كائنات روحية أو شعرت بوجود كيان ما، فقد اختبرت كليهما. فقد رأيت ملاكا وشعرت بحضور الله.