تجربة مونتي القريبة من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت أقف أمام غطاء محرك السيارة المفتوح، حيث قمت لتوي بإعادة تجميع وتركيب المكربن. وطلبت من حبيبتي تشغيل السيارة، ثم حدث انفجار نتيجة ارتداد اللهب. وكانت ملابسي مبللة بالبنزين، لذا تعرضت لحروق شديدة وقضيت في النهاية أربعة أشهر في وحدة الحروق. وقد حدثت تجربتي في الاقتراب من الموت خلال أول ثانية أو ثانيتين تقريبًا من احتراقي.

في الثانية الأولى، لم يمر شريط حياتي بالكامل أمام عيني فحسب، بل بدأت مراجعة أحداث حياتي بشكل لا يُصدق عندما كنت ضمن كائنات مائية بسيطة، مثل الأسماك. بعد ذلك تطورت إلى مستويات أعلى وأكثر تعقيدًا من الحياة الحيوانية. بعدها مررت بتجربة التأرجح بحرية ورشاقة بين أغصان الأشجار، وما إلى ذلك. لقد مررت بكل الطيف التطوري وصولاً إلى الإنسان؛ كل ذلك في جزء من الثانية. ثم مررت بإعادة شاملة لأحداث حياتي حتى تلك اللحظة، شاهدتها كأنها فيلم سينمائي، كنت مسترخيًا تمامًا لكن مفعمًا بالطاقة أيضًا.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 1968.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. حدث واضح. كنت اعتقد أنني على وشك الاحتراق حتى الموت، وأن هذه هي الثواني الأخيرة من حياتي.

هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ لا.

هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟ لا.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ كنت في حالة يقظة فائقة ووضوح مذهل في التفكير.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. كامل المدة ما بين رؤيتي لما بدا كأن مصباحًا يضيء في مجمع السحب أسفل فتحة المكربن المفتوحة، وحتى تدحرجي أنا وصديقتي معًا على الأرض لإخماد آخر شعلة من النيران، استغرقت ربما حوالي عشر ثوانٍ فقط. لكنني شعرت كأنها كانت نصف ساعة تقريبًا. لقد تمدد الوقت. وفي لحظة ما، بعد أن اخترت اخترت نداء النور، واخترت تحمل الألم وفرصة البقاء على قيد الحياة، كنت لا أزال في الهواء، اندفع بشكل متقوس بعيدًا عن السيارة. وخلال الفترة التي كنت فيها في الهواء، كان لدي كل الوقت في العالم للتفكير في فرص نجاتي، ولتقييم ما يمكن أن تفعله حبيبتي الجديدة لمساعدتي على البقاء، وللتوصل إلى جميع العناصر بعد دراسة كل الخيارات، لوضع خطة تزيد من فرصتي في النجاة. كان لدي كل الوقت الذي أحتاجه، لكني لم أعرف أن النتيجة النهائية ستكون بقائي على قيد الحياة. أعتقد أنني خلال تلك الثواني الخمس افترضت أنه رغم معارضتي للذهاب إلى النفق الأبيض، لكن من المحتمل أن أموت على أي حال.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم، سمعت غناء جميل، وألحان رائعة. أعتقد أن القول بأن الأغاني كانت بشرية نوعًا ما هو وصف دقيق، لكن وصفها بأنها كانت من "غناء الملائكة" سيكون وصفًا أكثر دقة. أعتقد أيضًا أنه كان هناك ضجيج عالي النبرة مستمر، يشبه الرنين، لكنه قد يكون مرتبطًا بصوت الانفجار أو بعض الضوضاء الأرضية، أو نتيجة دخولي للمرحلة الأولى من الصدمة بسبب الاحتراق.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكد. لم أمر عبر النفق، لكن على يميني كان هناك قرص كبير من النور الأبيض الساطع، ومن هناك جاء الغناء. كان يدعوني بشدة. وشعرت أنني في هذا المدخل الأبيض للنفق سأكون محاطًا براحة وسلام وسعادة لا يمكن تصديقهم. لكن في نفس الوقت وعلى يساري، كان هناك شعور مشترك بألمي الهائل، بينما كان جلدي يحترق. شعرت أنه بإمكاني أن أختار إغلاق عيني والذهاب يمينًا إلى النفق أو اختيار الألم وستين سنة أخرى من الحياة. لم أدخل النفق أبدًا، لكنني شعرت أن الاختيار كان بالكامل لي فيما يتعلق بدخولي النفق أو عدم دخوله. ثم أعدت مشاهدة ملايين السنين من حياتي وحياة أسلافي. اخترت الذهاب يسارًا، وأبقيت عيني مفتوحتين، وقررت تحمل أي ألم سيأتي من هذه الحياة. كان قرارًا صعبًا، لكن بعد وعيي بإعادة عيش ملايين السنين من الحياة، كان اختيار قضاء الستين سنة الأخيرة مثل اختيار تحمل عطسة أخرى -- بدا الأمر كأنه حكم بالسجن مدى الحياة، لكن تلك الحياة التي اخترت عيشها كانت أشبه بطرفة عين.

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم كما وصفت. كان هناك نور دائري في مدخل النفق، بارتفاعي وكان قطره ربما أعرض بنصف متر، رغم أن النفق لم يكن محددًا بوضوح. لكنني أدركته كنفق مضاء بشكل مذهل. كان بالتأكيد على يميني، وأعتقد أنه كان ينبعث منه نوع من الانجذاب الكبير -- أي أنه أراد دعوتي واحتضاني بداخله، وأراد أن يظهر لي السعادة المذهلة التي كانت موجودة هناك بالقرب مني. شعرت أنني كنت أعارض بعض الأمل أو التوقع الموجود داخل أو ما وراء ذلك النفق، الذي أراد أن يدللني ويحبني ويستقبلني، لكنني كنت أمتنع بأن أجادل حول اختياري لأن أعود للحياة.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ في البداية كنت مندهشًا لرؤية هذه الإعادة لكل تلك الأحداث، ثم شعرت بحاجة قوية لإلقاء ما اعتقدت أنه نظرة أخيرة على وجه حبيبتي (الجميلة) -- تحرك رأسي فقط الذي بدا كأنه مغروس في مادة هلامية -- لكني لم أستطع تحريك رأسي بالسرعة الكافية، وشعرت بالذعر من أنني قد أفقد الوعي قبل أن أراها للمرة الأخيرة. لكن بمجرد أن رأيتها، حتى شعرت بالسلام. لم أكن حزينًا على موتي، ولم أشعر بالندم على نهاية الحياة، كنت غير قلق تمامًا. ثم ظهر النور الأبيض وشعرت أنه يجب عليّ أن أتخذ قرارًا كبيرًا.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون. شعرت بالضبط بذلك -- أن هناك شيئًا أكثر أهمية ومتعة من الحياة التي كانت تنتظرني عند النهاية، متى ما جاءت النهاية. شعرت أيضًا أن ذلك جزء من خطة عظيمة، أو خطة أعظم، وأنا لا أبالغ في الحديث عن الروعة التي تنتظرنا. نحن "من المفترض" أن نحتضن الحياة، لأنه إذا اكتشف الجميع روعة النهاية فقد يعجلون جميعًا بالنهاية، وستكون هذه طريقة غير عادلة للعب لعبة الحياة. مع ذلك ولبقية حياتي، أي الثلاثين عامًا التي تلت التجربة، تغيرت قليلاً -- أنا متأكد من أن للحياة هدفًا يتجاوز إدراكنا. أنا تقريبًا مؤمن تمامًا بوجود شيء ما بعد الموت.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ لقد ذكرت هذا بالفعل. لم أحصل على أي رؤى جديدة. لقد حدثت لي التجربة منذ زمن طويل لدرجة أنني لا أستطيع تذكر الكثير عن تلك الثانية الطويلة، باستثناء الجزء المتعلق بالشعور أنني كنت سمكة أو سلحفاة أو غير ذلك من الحيوانات الأدنى -- وكان ذلك غير متوقع تمامًا. لقد اندهشت من إمكانية رؤية كل هذا التاريخ خلال ثانية واحدة أو نحو ذلك. لكنني لا استطيع أن أقول أنني حصلت على أي رؤى، رغم اعتقادي أنني أتذكر أنه كان لدي شعور عام بالفخر، وأنني كنت "فتى جيد"، وأن نزعتي المسالمة كانت صحيحة، وأنني كنت فخورًا بتجنبي القتل في فيتنام، وأنني كنت منصفًا جدًا في تعاملي مع الآخرين، وأشياء من هذا القبيل. لم أستطع التفكير في أي شيء شعرت بالخجل منه. لقد شعرت بالسلام تجاه الطريقة التي سارت بها حياتي، رغم أنني نشأت فقيرًا نوعًا ما (بالنسبة لشخص أمريكي)، ولم أحقق أي شيء جوهري للغاية. أتذكر في الواقع انني شعرت بأن الحياة كانت أشبه باللعبة بطريقة ما، وربما حتى كانت لعبة اخترت دورًا لألعبه فيها، وشعرت أنني لعبت دوري في الحياة بإنصاف ونزاهة ولطف. لقد شعرت بالرضا العميق تجاه الحياة التي رأيتها، كنت سعيدًا جدًا بها وبأولئك الذين تشاركت الحياة معهم.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. ما شعرت به هو أنني كنت على وشك مشاهدة "شريط الفيلم" الخاص بمستقبلي، ولكن بطريقة ما تم "حظره" بواسطة الوعي المنبعث من النفق الأبيض، لذا اخترت نسيان الأشياء التي رأيتها عن المستقبل، لأن ذلك كان مخالفًا للقواعد.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، مجرد فكرة أن هناك الكثير في هذه الحياة أكثر مما نراه. وهذا الشعور دائمًا معي إلى حد ما.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ في الواقع لم تؤثر التجربة كثيرًا على حياتي مطلقًا. ما زلت أفكر بشكل يومي تقريبًا في تلك الفتاة، باتي، لكن كما قلت كانت جذابة وجميلة، لذا قد يكون ذلك أمرًا طبيعيًا. أنا لست متدينًا، لكنني أؤمن تمامًا بوجود نوع من الحياة بعد الموت، لأنني شعرت – كما يمكنك أن تتخيل – كأنني كنت أقف عند عتبتها.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ لم يكن في التجربة أي جزء سيء حقيقي باستثناء الألم، الذي لا علاقة له بتجربة الاقتراب من الموت.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، لكن لسبب ما لم أتحدث عنها كثيرًا على الإطلاق، فقط مع زوجتي ومؤخرًا مع عدد قليل من الآخرين. وبعد ثلاثين سنة كتبت إلى باتي رسالة طويلة عن تلك الخمس ثوانٍ، لكنني لم أذكر فيها النور الأبيض أو النفق أو الحياة الآخرة، لأنني أؤمن أن الأغلبية منا لا يفترض أن تعرف ذلك. لم ترد باتي على الرسالة. بسبب الألفية، والمخاوف التقنية من حدوث خلل كبير في أنظمة الحاسوب Y2K (سنة 2000)، ومخاوف أخرى، بما في ذلك ربما تدهور طفيف في الصحة والقدرات، ووجود مشاعر طبيعية بالموت تأتي مع التقدم في العمر. أعتقد أنني أصبحت أكثر استعدادًا للحديث عن تجربتي. لأنني عندما أقابل أشخاصًا محبطين أو يفتقرون إلى الأمل أو الإيمان، أشعر أنني أريد أن أروي لهم تجربتي هذه.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ أعتقد أن هناك عنصرًا في الحياة يتمثل في حاجة المرء إلى بذل قصارى جهده كي يكون إنسانًا جيدًا، وأن هذا العنصر قد يكون ذي صلة بكونه "مختارًا"، وأتيحت له فرصة الدخول المبكر إلى عالم من السعادة المطلقة والاتحاد الكامل. أعتقد أن الطريقة التي يتصرف بها المرء في هذه الحياة مهمة للغاية. لكنني لا أشعر أنك لو عشت شريرًا أو اتخذت قرارات خاطئة فإن ذلك قد يستبعدك بالضرورة من النور والنفق؛ الأمر ليس بالسلبية التي نتخيلها، بل يتعلق أكثر بوجود مكافأة أو ثواب حقيقي لمن يصنع الخير.

أنا لا أتعاطى المخدرات أو المواد المخدرة. لأنني لا أرغب في تقليل التجربة أو "الغش" فيها أو الانتقاص منها بمحاولة تكرارها أو إعادتها مرة أخرى أو تغييرها. الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله هو أنه قبل عدة سنوات، ورغم وجود قدر كبير من التشكك في أي شيء جديد أو غريب أو كاليفورني، بدأت في استخدام الآي تشينغ "I-Ching" (كتاب صيني قديم يُعرف أيضًا باسم كتاب التغيرات أو كتاب التحولات. يعتبر واحدًا من أقدم النصوص الصينية الكلاسيكية وأكثرها تأثيرًا، ويعود تاريخه إلى أكثر من 3000 عام. يستخدم في الأساس كنظام للتنبؤ والاستشارات الفلسفية والروحية، حيث يعتمد على مجموعة من الرموز والأنماط لتقديم التوجيه والإرشاد في القرارات والحياة اليومية). يبدو أن لدي ارتباطًا مذهلًا مع الآي تشينغ -- يبدو أنه يجيب على أسئلتي بوضوح وبشكل مباشر ومتكرر أيضًا. أشعر أن الآي تشينغ من الممكن على الأقل أن يكون وسيلة الاتصال بيني وبين ما يمكنني تسميته بـ "الخطة الرئيسية"، لعدم وجود كلمة أو وصف أفضل. أنا لا أفرط في استخدام الآي تشينغ لأنني أشعر أننا لا يفترض أن نعرف الكثير عن قواعد اللعبة. لكنني أعتقد أنه يعطيني نوع من الارتباط مع نفس "الوعي" الذي دعاني عند مدخل النفق الأبيض.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ لقد حصلت للتو على اتصال بشبكة الإنترنت. كنت آمل قراءة تجارب الاقتراب من الموت لأشخاص آخرين، بدافع الفضول وللمقارنة وللحصول على بعض الطمأنينة. من الواضح أن أسئلتكم شملت معظم تجاربي المذهلة، لذا لا بد أن تكون جميع تجارب الاقتراب من الموت متشابهة جدًا.