تجربة موراي ر، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كنت أشعر أن بإمكاني التنقل بين الأرض ومجال فوق الأرض كما كنت أتمنى.
كانت القدرة على التحرك بهذا الشكل رائعة. فقد كنت أشعر بحرية كاملة. كان بإمكاني دعوة زوجتي للذهاب معي على مراحل. (أنا وآني لسنا متزوجين زواجًا شرعيًّا، لكننا كنا معًا لمدة عشر سنوات. ولكني سأصفها بزوجتي). عندما زرت الأرض كنت أراقب روتين الحياة اليومي. وعندما زرت المستوى الأعلى كان كل شيء رائعًا ومثاليًّا. إذا كنت ترغب في الذهاب إلى مكان ما، ما عليك سوى ركوب سيارة والانطلاق. لم يكن الوقت ذا تأثير. ثم انتقلت إلى مكان بدا وكأنه مصنع. كان في هذا المصنع أحدث جهاز إلكتروني والذي لا يمكنك تخيله. كانت الوظيفة الرئيسة لهذا الجهاز هي إنتاج الأقراص المضغوطة وأقراص الـDVD. كما كان في هذا المصنع زميل شاب يتحكم في هذا الجهاز. كنت أقف بجانب رف يحوي الكثير من أقراص الـDVD. (بدا أن هذه الأقراص لا حصر لها، فقد كنت أرى الكثير). رأيت بالصدفة غلاف أحد هذه الأقراص أمامي مكتوبًا عليه، "لماذا الرقم 28؟" تناولت هذا القرص من الرف لأرى صورتي مطبوعة على غلافه. ثم تفقدت ظهره لأجد مكتوبًا عليه، "موراي آر ولد عام 1962 وعاش حتى..." لم أجد تاريخًا. "لقد كان رجلاً موهوبًا يعزف الموسيقى في فرق مختلفة". كنت في الواقع أقرأ قصة حياتي. كانت كل تفاصيلها تستغرق وقتًا وجيزًا.
ناديت ذلك الشاب الذي كان يعمل هناك وسألته عن سبب كل هذا. أجاب أن هذا قرصًا يحوي تفاصيل حياتي. فسألته: "هل يمكنني رؤيته؟" فأخذ القرص مني ووضعه في مشغل. حيث عُرض مقطع مرئي من أحداث حياتي على شاشة كبيرة. كان ذلك رائعًا. لقد رأيت نفسي أقف على خشبة المسرح أعزف على الجيتار مع فرقة عندما كان عمري حوالي عشرين عامًا. كما رأيت بعض المشاهد الأخرى أيضًا، حيث كنت مشغولًا بالموسيقى طوال حياتي. ومتحمسًا، ناديت الشاب وسألته عما إذا كان بإمكاني الحصول على هذا القرص فقال: "لا".
سألته: "ولماذا؟".
"لأن حياتك لم تنته بعد. عندما ينقضي أجلك على الأرض، سيطلق هذا القرص". ثم التفت وخرجت من المصنع أشعر بخيبة أمل.
وبعد ذلك رأيت مشهدًا جديدًا.
سمعت صوتًا يقول: "موراي!".
وأجبت: "نعم".
قال الصوت: "لقد عشت ما فيه الكفاية حتى الآن، وقد آن الأوان لتختار المكان الذي تريد الذهاب إليه".
كنت متفاجئًا. "أختار، وهل الخيار بيدي؟".
قال الصوت: "لديك ثلاثة خيارات".
قلت: "حسنًا، ما هو الأول؟".
لا أستطيع تذكر هذا الخيار الأول، لأنني رفضته دون أن أفكر فيه ولو قليلاً. حيث سألت: "وما هو الخيار الثاني؟".
قال الصوت: "صديقك لين".
(في ذلك الوقت كنت أنا ولين صديقين لأكثر من 20 عامًا، لكنه توفي قبل شهر أو شهرين من تعرضي لحادثتي. لقد كان قائد مجموعة ترنيم إنجيلية شهيرة في جنوب إفريقيا تسمى مغنو جوبيليتوم، مثل فرقة دالاس هولم تقريبًا، حيث استلهم الفكرة منهم).
سألته مترددًا: "لين؟". "ولكن كيف لي أن أعرف ما إذا كان هذا الاختيار جيدًا؟".
قال الصوت: "يمكنك إلقاء نظرة".
أجبته: "حسنًا. كيف يمكنني فعل ذلك؟".
أجاب: "أمامك آلة. يمكنك الذهاب إلى المستقبل أو الماضي كما يحلو لك، فقط اضغط على الزر FF أو REW".
ثم ضغطت على الزر FF الموجود في تلك الآلة وذهبت بسرعة لا تصدق حتى أوقفته.
وفجأة وجدت نفسي أقف في حقل مفتوح.
فسألت: "ما العمل الآن؟".
قال الصوت: "ابدأ المشي".
مشيت لفترة. ثم ظهر ضوء ساطع في الأفق. كان هذا الضوء يشبه شروق الشمس. لا ترى شمسًا، بل ترى أشعة فقط. كان ضوءًا ذا ألوان جميلة، لم أره مثله من قبل. وكلما اقتربت أصبح هذا الضوء أكثر إشراقًا. ثم لاحظت وجود جدار. على الجانب الآخر لهذا الجدار كان أحدهم يعزف أروع موسيقى. وقفت ساكنًا واستمعت. ثم أدركت أن هذا الشخص هو صديقي يعزف على آلة البيانو. فقلت: "لكن هذا لين".
قال الصوت: "نعم، إنه لين".
فسألته بحماس شديد، هل يمكنني التحدث معه؟
قال الصوت: "لا".
فسألته: "ولمَ لا؟".
قال الصوت: "بعد اختيارك سيسمح لك بالمرور عبر الجدار، وبعد ذلك يمكنك التحدث إليه".
قلت بخيبة أمل، "حسنًا، ما هو خياري الأخير؟".
قال الصوت: "آني".
وكما أسلفت، آني هي الحب الوحيد في حياتي وقد كنا معًا لمدة عشر سنوات حتى ذلك الحين. ومرة أخرى اضطررت إلى الضغط على الزر FF في تلك الآلة. قلت لنفسي أريد أن أذهب إلى 14 نوفمبر 2005، ثم ضغطت على الزر وفي لمحة كنت هناك. وكما لو كنت على شاشة كبيرة، رأيت نفسي برفقة آني جالسين على طاولة. كنا نتحدث ونضحك وبدونا سعيدين. وبهذا المشهد أدركت أنني أنا وآني ما زلنا معًا، مما يعني أنني لم أكن ميتًا، كما أنني نظرت بحثًا عن عصا ولم أجد، وهذا بدوره يعني أنني لم أكن مشلولًا أيضًا، فشعرت بالراحة اتجاه هذا الموقف.
قال الصوت: "حسنًا، ما هو خيارك؟".
فكرت: لقد حان وقت اختياري وعليَّ أن أقرر بشأن الوجهة التي أرغب في الذهاب إليها. وتساءلت: "إن عدت إلى لين، فهل ستنتهي كل معاناتي وسيصبح كل شيء على ما يرام دون ألم؟".
قال الصوت: "هذا صحيح".
إذا اخترت آني، يجب أن أعود إلى هناك. حيث رأيت نفسي مستلقيًا على السرير موصولًا بالكثير من الأسلاك والشاشات. كان لدي أنبوب في فمي. كنت مدركًا أنه يجب علي عبور جسرين والسير في طريق طويل للتعافي والذي سينطوي على ألم طويل الأمد ومعاناة، ولن يكون طريقًا سهلاً.
قال الصوت: "ما هو قرارك؟".
قلت: "حسنًا". بما أنني سأتعافى كما رأيت في هذا الفيديو وبما أنني أبلغ من العمر ثلاثة وأربعين عامًا فقط، وهو عمر صغير نسبيًّا، وأنني أحب آني وأشعر أنه لا يزال لدي بعض الأعمال الروتينية التي يجب أن أكملها على الأرض، ومع أخذ كل هذه العوامل بعين الاعتبار، فقد اخترت آني.
وفي لمحة، انتهى كل شيء. ولم أعد أرى أي شيء آخر من ذلك البعد.
نحن الآن في 22 فبراير 2006. وما زلت في طور التعافي، حيث تضرر نظامي العصبي نتيجة إصابة في الرقبة. كسرت رقبتي في ثلاثة مواضع. أنا ممتن لكوني على قيد الحياة. لا بد أن لله خطة محكمة لعودتي. هكذا أظن.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
غير معروف (كنت في المستشفى) في يوليو - أكتوبر 2005.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
نعم، حادث. حادث سيارة، كنت في المستشفى أثناء التجربة.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟
رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
غادرت جسدي بوضوح وكنت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
وعي وانتباه عاديان.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
كنت في مستوى عالٍ للغاية من الوعي في جميع الأوقات.
هل تسارعت أفكارك؟
سريعة بشكل لا يصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. لم يكن الوقت ذا تأثير.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
لا.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
لا.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
نعم. لم يُسمح لي بالتواصل حتى اخترت خياري الأخير، لكن شعرت أن صديقي كان يعزف البيانو على الجانب الآخر من الجدار.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم. رأيت أشعة ضوئية بأجمل الألوان.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
لقد كانت تجربة رائعة. كان اتخاذ القرار هو الجانب الأصعب.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟
سعادة.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. رأيت نفسي على خشبة المسرح أعزف على الجيتار مع فرقة عندما كان عمري حوالي عشرين عامًا. لا أستطيع الجزم بأنني تعلمت أي شيء، لكنني بالتأكيد أنظر إلى الحياة بعيون جديدة ووجهة نظر مختلفة.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
نعم. اقتربت من الجدار لكن لم يُسمح لي بالدخول حتى اتخذت قراري الأخير.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
معتدل الإيمان.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
نعم. صرت أنظر إلى الأديان بطريقة مختلفة. على الأرجح بمعنى أنني لا أرغب في انتقاد معتقدات الآخرين.
ما هو دينك الآن؟
معتدل الإيمان.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم. صرت أنظر إلى الأديان بطريقة مختلفة. على الأرجح بمعنى أنني لا أرغب في انتقاد معتقدات الآخرين.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
لا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
نعم. أنا أتعامل مع شؤون الأسرة بشكل مختلف تمامًا. في الماضي كنت أتهم أفراد الأسرة بشكل أعمى بأشياء لم تكن موجودة أصلاً. أما الآن فقد صرت أستمع وأفكر في الأمر ثم أعطي رأيي بطريقة هادئة. وهذا ما يحبط الأسرة قليلاً لكنهم اعتادوا عليه.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
لا.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
لا.
هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
يتجلى جمال هذه التجربة في إدراكي أنه لا بد أن يكون هناك مستوى أعلى وأننا لسنا وحدنا. وأنه سيكون هناك شيء من أجلنا بعد الحياة على الأرض.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. بعد ثلاثة أشهر تقريبًا. كان أول شخص أخبرته تجربتي هو آني عندما سألتني مباشرة عما إذا كنت قد عشت تجربة كهذه من قبل. كنت في البداية قد قررت عدم إخبار أي شخص خشية أن يضحك الناس عليَّ ويعتقدون أنني أحمق. لقد بكت آني بعد أن أخبرتها تجربتي.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.