موراي ب. تجارب الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
لقد تعرضت لحادث دراجة نارية في 10 أغسطس 1986، على الطريق السريع بين كامبلوبس – كولومبيا البريطانية، وميريت – كولومبيا البريطانية. فشلت في تجاوز منعطف واصطدمت بحافة جبل بسرعة حوالي 119 ميلاً (190 كيلومتر) في الساعة. كانت درجة الحرارة حينها تتجاوز 90 درجة فهرنهايت (32 مئوية). ووقع الحادث في الساعة الرابعة مساءً.
في سيارة الإسعاف، وقبل أن أفقد الوعي بقليل، سمعت أحد المسعفين يقول: "من الأفضل أن تسرع! لا أعتقد أنه سينجو". شعرت حينها أنني أتعرض لتوقف في التنفس، ثم فقدت الوعي على ما يبدو.
شعرت أنني أطفو في ظلام. ثم ظهر نور أبيض يقترب. ومع اقترابه، أصبح أكثر كثافة وبياضًا. ثم وجدت نفسي داخل النور. ذكرني بالكرة الضوئية السويدية، لكنه كان أكثر سطوعًا بكثير، نور ساطع تقريبًا لدرجة يصعب معها رؤيته، ومع ذلك لم يكن النور مؤلمًا أو مزعجًا. على العكس، لقد شعرت بحب وقبول شديدين وأن كل شيء سيكون على ما يرام. بعد ذلك سمعت صوتًا ذكوريًا عميقًا ومهيبًا يسأل: "ماذا فعلت بحياتك؟"، ثم رأيت أحداث حياتي وكأنها بانوراما، بحيث تمكنت من رؤيتها بأكملها في نفس الوقت. لكني لم أشعر بالرضا عما رأيته. وكرر الصوت السؤال مرة أخرى، لكن هذه المرة بنبرة أكثر صرامة وغضبًا: "ماذا فعلت بحياتك؟"، وكل ما استطعت قوله هو: "لا شيء". وفي تلك اللحظة، لم أعد موجودًا في النور، بل كنت أطفو في وضع عمودي فوق منظر طبيعي متدرج بلطف. كنت حافي القدمين وشعرت بالعشب المخملي الناعم القصير يلامس أسفل قدمي. وكان ذلك مهدئًا للغاية. كان العشب أسود اللون ويشبه المخمل. والسماء كانت ذات لون برتقالي جميل، وكنت أستطيع رؤية ظلال الأشجار منعكسة على نور السماء. وصلت إلى جسر صغير من جذوع الأشجار له ربوتين صغيرتين. على ناحيتي كان هناك رجل يرتدي بدلة داكنة (ملابس معاصرة)، وعلى الجانب الآخر من الجسر كان هناك رجل يرتدي رداء أبيض طويل. كان شعره فضيًا طويلًا منسدل إلى أعلى ظهره. وكان يحمل عصا في يده اليسرى، ورفع يده اليمنى مشيرًا لي أن أتوقف. قال: "لا تذهب أبعد من ذلك، لديك الكثير لتفعله". كنت أعلم أن لدي الخيار إما بالعودة إلى جسدي أو عبور الجسر. لكنني كنت أعلم أيضًا أن اختيار عبور الجسر سيكون قرار خاطئ. وعندما أدركت ذلك، شعرت بنفسي أسقط (أو أنزلق) عبر نفق متعدد الألوان كان يدور من حولي وأنا أنزل. ثم رأيت نفسي على بُعد حوالي عشرة أقدام (3 أمتار) فوق جسدي، وكان صديقي يمسك برأسي ويقول: "عد إلينا يا صديقي، لا يمكننا أن نفقدك الآن". وعندها استعدت الوعي بجسدي.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
10 أغسطس 1986.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم، تعرضت لحادث دراجة نارية نتج عنه عدة إصابات خطيرة، منها كسر انضغاطي في الفقرة L2، وفقدان شديد للدم. وكانت إحدى قدمي شبه مدمرة.
لاحقًا في المستشفى، استعدت بعض الوعي وسألت الممرضة التي كانت تأخذ عينة دم، ماذا تفعل. فقالت إنها تقوم بفحص مستويات الغاز في الدم لأنني فقدت كمية هائلة من الدماء. سألتها عن الكمية، فقالت إنهم اضطروا إلى نقل 8 مكاييل من الدم لي كي أستعيد الوعي.
هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ لا.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
بدا لي أن التجربة كانت أكثر واقعية من الواقع نفسه لعدة أسابيع وسنوات بعد ذلك. ورغم أنها لا تزال تبدو واقعية للغاية، إلا أنني أحاول حتى اليوم إقناع نفسي بأنها كانت مجرد ظاهرة بيولوجية غريبة. لقد تسببت التجربة لي في الكثير من التوتر في حياتي، وربما أحاول فقط إنكار إمكانية أن تكون حقيقية.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ لست متأكدًا مما تسأل عنه. جسديًا بمعنى ماديًا، كنت خارج الوعي تمامًا. ومع ذلك، بدا أن جوهري كان واعيًا ومنتبهًا بشكل كبير.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. بدا أن الزمن لم يعد موجودًا، وأن الظواهر غير الطبيعية أصبحت طبيعية تمامًا. بالإضافة إلى ذلك وفي وقت حدوث التجربة، لم تبدو هذه الغرائب غير عادية أو تنتمي إلى عالم غير طبيعي.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا أتذكر أنني سمعت أي أصوات غير الأصوات التي بدت وكأنها تُنقل بشكل تخاطري. لم يكن يبدو أن هناك حاجة لأي أصوات أخرى. وفي الغالب كنت في حالة من النشوة الشديدة.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ غير معروف. لم أحاول بجدية التحقق من إمكانية حدوث هذه التجربة.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم، أثناء نزولي كما ذكرت في السرد الرئيسي للتجربة.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم، انظر السرد الرئيسي للتجربة. لقد تواصلت معهم، ولكن بدا أن التواصل كان يتم على مستوى تخاطري. لم أكن أعرف أيًا من تلك الكائنات.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم، رأيت نور أبيض يتزايد من نقطة إلى كرة بيضاء ساطعة تحيط بي تمامًا كما ذكرت في السرد الرئيسي للتجربة.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ انظر السرد الرئيسي للتجربة. لقد شعرت بحب شديد وخوف وهدوء، لكن منذ مروري بتلك التجربة وأنا أشعر بالاكتئاب والضيق كلما فكرت فيها، وأنا للأسف أفكر فيها كثيرًا. أشعر أنها تجعلني مكتئبًا وأنا أكتب هذه السطور.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ لا.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ انظر السرد الرئيسي للتجربة. تعلمت أنني كنت أعامل الأشخاص الأقرب إليّ بشكل سيئ. أعتقد أنني أصبحت شخصًا أكثر مراعاة وكرمًا اليوم. أعلم أن مشاعري تجاه أبنائي وحفيدي تبدو شديدة جدًا، وعندما أكون في علاقة عاطفية، يبدو أنني أصبحت أحب بشكل أعمق مما كنت عليه قبل هذا الحادث.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لا.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم، انظر السرد الرئيسي للتجربة.
الله والروحانية والدين:
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، لفترة من الوقت، دافعت بقوة عن وجود الله والحياة الآخرة. لكن موقفي من هذه النقاط أصبح أكثر تشككا منذ ذلك الحين (؟).
يجب ملاحظة، كما ذكرت أعلاه، أن هذه التجربة تسبب لي ضيقاً شديداً، سواء كانت حقيقية أم لا. أحاول إنكار وجودها ووجود الحياة الآخرة والله، باعتبارها ظاهرة بيولوجية غامضة سيتم تفسيرها علميًا في النهاية. ولعل هذا التنافر هو سبب ضيقي – لا أدري.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد تجربتك؟ انظر النقاط المذكرة أعلاه.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ كما ذكرت أعلاه.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم، كنت في حيرة من أمري في البداية ولم أفهم ما الذي حدث. بدت حقيقة التجربة والمحفزات واسعة جدًا (؟) وعميقة جدًا (؟) بحيث لا يمكن وصفها.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أفضل ما في التجربة كان الشعور بالحب والقبول والسكينة. أما أسوأ ما في التجربة فهو التعايش معها بعد ذلك، ويبدو أن الأمر يزداد سوءًا كل يوم.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، شاركتها مع ابنة عمي المقربة مني وزوجها. أعتقد أنهما تأثرا بتجربتي، لكنني لست متأكدًا. ربما ظنا أنني مجنون. يتعين عليكم أن تسألوهما.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ رغم أن هذه كانت تجربة إيجابية وعميقة جدًا بالنسبة لي في وقت حدوثها، إلا أنها أصبحت بعد ذلك لعنة بالنسبة لي.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ أتمنى لو كنت قادر على فهم التجربة بنفسي. أعلم أن من يسمون بالأموات هم المحظوظون، وليس نحن الأحياء على ما يبدو.