باتريشيا إس تجربة الإقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كنا في نزهة قرب النهر. دخلت ابنة عمي التي تصغرني بيومين الماء أولا. كنا صغيرتين ولا نعرف السباحة لهذا حاولنا التوجه إلى شجرة تعلو الماء للتمسك بها. لا أعرف من منا نزلت تحت الماء أولا ولكن فجأة رأيتها تصارع جاهدة للصعود لأعلى. بينما كنت أراها تحاول بشدة الصعود إلى السطح، كنت كما لو أنني خارج جسمي، أنظر إلى نفسي وأنا أنزل أعمق فأعمق ببطئ وهدوء. بعدها، لا أتذكر بالتحديد ما حصل، لكنه بدى وكأن شريط حياتي مرّ أمامي كفيلم قديم. وكان دقيقا للغاية لدرجة أنني لا زلت أتذكر الأحداث التي مرت أمامي. بعدها كانت الألوان الأخّاذة التي أحاطتني وكانت أجمل ما رأيت في حياتي. بعد ذلك كان ذلك "الكائن" معي. لم أعرف إذا ما كان يسوع أو الرب أو ملاكا لكنني أتذكر شعوري بالحب الغامر والسعادة. تذكرت نكتي القديمة لمّا كنت يافعة وطلبت فرصة ثانية.
ولكن مع أنني كنت أبلغ السادسة أو السابعة من العمر إلّا أنه مرة أمامي كل كلمة قد تفوهت بها. كان ولا يزال راسخا في ذهني كل ما قلت أو فعلت لإيذاء غيري. وأتذكر أيضا أن ذلك "الكائن" لم يكن غاضبا مني بل شعر بالأسى اتجاهي. هذه أقرب كلمة يمكنني أن أصف بها ما أحسست به، فهو لم يدينني بل حزن لحالي. لا أعتقد بوجود كلمة لوصف تلك الألوان ولا لوصف شعور التواجد في حضرته. مع أنني لا أتذكر هذا بوضوح، إلّا أنني لم أرغب إطلاقا في المغادرة بينما كنت أُسحب خارج الماء وكان رجوعي للواقع بلمح الصبر.
فجأة وجدت نفسي على ضهر أحدهم كان يحاول إيصالي إلى ضفة النهر. لابد وأنني استغرقت وقتا لاستيعاب ما جرى وقد كانت جدتي مستاءة للغاية ولم أخبرها بما حصل فلم أكن قادرة على شرح ذلك حتى لو أردت. مأخرا تكلمت عمّا حصل مع أختي وابنة عمي التي كانت معي وقتها. سألتها إذا مرّت بأي من ذلك، وقالت لا. ولكن كل تفصيل كان ولا يزال عالقا في ذهني وسيبقى كذلك.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
1946 أو 1947 (في عم السادسة أو السابعة)
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
نعم، كدت أن أموت بسبب الغرق.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟
كانت تجربة رائعة
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
نعم، لقد غادرت جسدي وكنت خارجه بوضوح.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد .
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
أثناء تواجدي خارج جسدي ومشاهدة ابنة عمي تصارع للصعود للسطح وتساؤلي لماذا هي تحاول بشدة فقد بدى الأمر جميلا. استطعت الإحساس بروعة الماء المحيط بي وذلك الشعور المذهل الذي لا يوصف، ذلك الحب الغامر الذي لا مثيل له.
هل تسارعت أفكارك؟
بشكل لا يصدق
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
بد أنّ كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. لا أعلم كم استغرق الأمر؛ بدا أنه وقت طويل. شعرت أنني محظوظة لمروري بهذه التجربة لهذا لم أرغب في العودة.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية للغاية
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.
قبل بضع سنوات، زرت ذلك النهر في أوكلاهوما. لم أصدق أن هذا النهر القبيح الموحل والصخري هو نفس المكان الذي مررت به بتلك التجربة الرائع. التفسير الوحيد الذي أستطيع أن أسفر به تلك الألوان أنها كانت سماوية، فلا يوجد كلمات في لغتنا لوصف ذاك الجمال والإحساس. كان الماء بألوان الباستيل الناعمة وكانت الألوان متداخلة مع بعضها كما وكان الماء براق ومثالي. أمّا بالنسبة "للكائن"، فقد أحسست بتواجده مع أنه لم يتواجد هناك فعليا (أي لم يتجسد) ولم يتم نطق أي صوت إلّا أننا تفاهمنا تماما. بعد سنوات عديدة عندما نظرت إلى ذلك الماء الموحل القذر لم أصدق مطلقا أنه مكان مناسب لهكذا تجربة.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.
نحن لم نتحدث إلى بعضنا فلم يكن هنالك داع لهذا. كنت أفهم تماما ما كان يوصله لي ذلك "الكائن" الرائع بكل حب ورحمة. لقد غمرني حبه ورحمته.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وتأكدت من ذلك
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
هذا هو الشيء الوحيد الذي أنا غير متأكدة منه، لقد حدث الأمر بسرعة. أتذكر ضوء ما ولكنه كان فائق السرعة حتى مرت حياتي أمامي بلمح البصر حينها كان ذلك "الكائن" معي.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
أحاول أحيانا التذكر ولكن أعتقد أنه كان هناك "كائن" واحد مدهشا. بعد أن مرّ شريط حياتي القصيرة أمامي، كما ذكرت، لم أشعر لا بالغضب ولا بأنّي مدانة. كان كما لو أنه حزن بسبب أخطائي. أنا متيقنة من ذلك. بعد سنوات منذ أن أصبحت مسيحية فهمت لماذا حصل ذلك وماذا يعني. لازلت أتعلم مما جرى وأنا ممتنة لهذا. بعد مراجعة حياتي وشعوري بحزن هذا "الكائن" الرائع، أي بعد أن وهبت نفسي ليسوع، وقراءتي لكلمات الرب، توضح لي مزمور 103:12 'كبعد المشرق من المغرب أبعد عنا معاصينا'.
و16 'لأنّ ريحا تعبر عليه فلا يكون، ولا يعرفه موضعه بعد'. بعدها كان لزاما علي يوميا الاعتراف بذنوبي وطلب الصفح؛ لم أرد أبدا لذلك "الكائن" المذهل أن ينظر لخطاياي. وعد الرب بمغفرة الذنوب بمجرد الاعتراف. لا أعني بهذا أنني سأكون طاهرة كما أرغب، فبعد رؤيتي لمدى طهارة الرب، أيقنت أنني سأذنب لا محالة سواء علمت ذلك أم لا. كل ما أريده هو أن تكون روحي طاهرة قدر المستطاع عندما ألقاه مرة أخرى.
هل رأيت، أو شعرت، بأنك محاط بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم، أنا متيقنة من رؤيتي للضوء. كان كما لو كان في نهاية نفق ما. أحسست بالقوة والأمان بمجرد رؤيتي لتلك الألوان الأخّاذة. وحضور أجمل ما رأت عيناي، ذلك الكائن الذي أعجز عن وصفه.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
بينما كنت أغوص لأسفل وأنظر إلى ابنة عمي التي تحاول جاهدة الصعود إلى السطح، قلت لنفسي لماذا تقوم بذلك؟! رأيت أيضا جسدي ينساب للقاع من دون خوف مطلقا. لم أحاول حتى المقاومة. لم أكن أفكر بالمرة استمتعت فقط بتلك المشاعر التي أحاطتني. شعرت بالطمأنينة ولم أرغب بالمغادرة. هل كان لديك شعور بالبهجة؟
فرح غامر
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت بأني متحدة مع الكون أو فرد منه
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. مع أني كنت لم أبلغ السابعة بعد، إلّا أني شعرت كأني عشت حياة ملؤها الخطايا. كنت قلت سابقا ، أنّ أخطائي أحزنت ذلك الشخص القادم من السماء. ولأنّي كنت صغيرة وقتها، لم أتأثر كثيرا بذلك ولكن لم أنسى تلك المشاعر. سنوات بعد أن أصبحت مسيحية، عادت لي تلك الذكريات والمشاعر.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟
نعم، وكانت عن العالم مستقبلا
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
لا أتذكر هذا جيدا
الله، الروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
محافظة/ أصولية
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
نعم، اعتادت جدتي أن تأخذنا للكنيسة. غير أننا كنا صغيرا وغير مدركين لكل ذلك لهذا لا أدري كيف أجيب على هذا السؤال ولكن طوال حياتي كنت في داخلي منجذبة إلى يسوع. هناك لحظات وأحداث من ذلك اللقاء المميز لا أستطيع تذكرها.
ما هو دينك الآن؟
محافظة/ أصولية
هل تغيرت قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
اعتادت جدتي أن تأخذنا للكنيسة. غير أننا كنا صغيرا وغير مدركين لكل ذلك لهذا لا أدري كيف أجيب على هذا السؤال ولكن طوال حياتي كنت في داخلي منجذبة إلى يسوع. هناك لحظات وأحداث من ذلك اللقاء المميز لا أستطيع تذكرها.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
لا
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
أؤمن يقينا بالحياة بعد الموت والكتاب المقدس. 'أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب' وأؤمن أننا سنسأل عن حياتنا. كذلك أنا ممتنة لمعرفتي قيمة العطف والحب اللذان هما أهم ما في هذا الوجود.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
لا، ولكن لم أجد الكلمات المناسبة لذلك.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
في مكان ما من ذهني، أعلم أنّ الرب معي. سابقا، قبل أن أصبح مسيحية، اعتقدت أنّي لدي قدرات نفسية. أمّا الآن لازلت أعتقد أن الله قد أنعم عليّ بمواهب. يلزمني كتاب كامل كي أشرح الحياة المليئة بالنعم المآسي التي عشتها. قول أنّ حياتي كانت مسلسلا هو مجرد البداية. ربما عليّ أن أألف كتابا عنها.
هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
الحب الذي لا يوصف الذي شعرت به ولم أرد مفارقته. لازلت حتى الآن أسأل الرب عن سبب نجاتي، كما أنّني أتذكر ما حصل كما لو أنه حدث اليوم.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم، منذ أربعين سنة على الأقل.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
لا، أنا واثقة من أنني لم أسمع في صغري قط عن تجربة أحدهم الاقتراب من الموت إلى غاية حوالي السبعينات.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
العديد من الأشياء، ولا يتعلق أي منها بالأدوية والعقاقير إذا كان هذا سؤالك. كما قلت لك، يلزمني كتاب كامل حتى أتكلم عن أحداث جرت لي وكانت خارج سيطرتي ومع ذلك تجاوزتها. أتمنى لو باستطاعتي مشاركة ذلك مع أحدهم يوما ما.