تجربة بول هـ. في الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت في الجيش لمدة تزيد قليلاً عن إحدى وعشرين سنة، من 17 أغسطس 1967 حتى 1 أكتوبر 1988. في الثمانينيات، لم تكن الرعاية الصحية العسكرية جيدة كما هي اليوم. كنت أعلم منذ أن كنت المرحلة الابتدائية (الصف السادس أو السابع) أن صمام الأبهر لدي مشوّه. الطبيب المحلي في بلدة صغيرة تبعد سبعة أميال (11 كيلومتر) كان الوحيد الذي لديه جهاز فلوروسكوب في ذلك الوقت. لم أرَ ما كان يُعرض على جهاز الفلوروسكوب لأنه كان على الجانب الآخر يشرح لوالدتي. طُلب مني ألا أركض أو ألعب أو أمارس الرياضة في المدرسة الثانوية. كنت محطمًا، وكنت أخرج إلى الحقول وأركض بأقصى سرعة يمكنني الوصول إليها في الخفاء. لم يكن والداي يعلمان شيئًا عن ذلك. أخيرًا، وجدت طبيبًا آخر في بلدة صغيرة بعيدة وقام بتوقيع الفحص الرياضي الخاص بي، مما سمح لي بلعب كرة القدم في سنتي الدراسية الثالثة والرابعة في المدرسة الثانوية. توسلت إلى ذلك الطبيب حرفيًا ليوقّع التصريح الطبي لي.

عندما التحقتُ بالجيش، أخبرني طبيب سنة 1968 أنني على الأرجح سأحتاج إلى استبدال هذا الصمام خلال خمسة عشر سنة، لأنه سيستمر في التدهور والتكلس. سألته كيف يمكن استبداله، فقال إنه غير متأكد لأنهم لم يتوصلوا إلى ذلك بعد، لكنهم سيتوصلون إليه خلال الخمسة عشر سنة القادمة. ومرت تلك المدة وانتظرت سنة واحدة إضافية.

كنت أتعامل مع طبيب باطني مسن عمل لصالح الجيش لسنوات عديدة، وكان ينبغي أن يتقاعد. كنت أشتكي باستمرار من أنني لا أستطيع التنفس أو الركض. كنت قلقًا من أن أرسب في اختبار اللياقة البدنية التابع لسلاح الجو، حيث كان علينا الركض لمسافة ميل ونصف (2400 متر) خلال وقت قصير. أخبرت الطبيب أنني لا أستطيع حتى الركض لمسافة شارع واحد الآن. كان يحاول إيجاد طريقة لصرفي من عيادته، وقال في النهاية: "حسنًا، ما الذي تعتقد أنه السبب؟"، أخبرته أنه قد مرت ستة عشر سنة منذ أن قيل لي إنني سأحتاج إلى استبدال الصمام خلال خمسة عشر سنة، وأعتقد أن الصمام بدأ يتكلس ولم يعد يفتح أو يُغلق بشكل صحيح. قال إنني لا يجب أن استبق الاحداث، وأنه يجب مراقبة الصمام لفترة أطول. وبعد حوالي خمسة أشهر، قدت سيارتي بنفسي إلى غرفة الطوارئ بمستشفى القاعدة، واكتشفت أنني لم أكن أعاني من التهاب رئوي كما كنت أعتقد، بل كنت أعاني من قصور قلبي احتقاني كامل. كان قلبي قد تضخم إلى حجم مقلق وأصبح أضعف بكثير، وأثبتت الأشعة أن رئتيّ تمتلئان بالسوائل. كنت أغرق، ببطء.

كنت عنيدًا جدًا، قدت سيارتي وذهبت أنا وزوجتي إلى المستشفى المدني. كانت زوجتي المسكينة شاحبة اللون كأنها ورقة بيضاء وبكت في الطريق. كنت في حالة فشل قلبي احتقاني مع قلب متضخم جدًا. تم إدخالي إلى مستشفى مدني في فينيكس لإزالة أكبر قدر ممكن من السوائل من جسدي، وكنت في انتظار موافقة الجيش على أن يقوم المستشفى المدني بإجراء جراحة قلب مفتوح واستبدال الصمام الأبهري المعطوب الذي تكلس ولم يعد يغلق أو يفتح بالكامل. قاموا بإزالة أكثر من خمسة وعشرين رطلاً (12 كيلوغرام) من السوائل أو أياً كان من جسدي. كان وزني 140 رطلاً (63 كيلوغرام)، كنت مجرد جلد وعظم. كان الأطباء المدنيون ينتظرون فقط كلمة من الجيش للمتابعة وإجراء الجراحة اللازمة. تم إجراء جميع الفحوصات الأولية، وكانوا يعرفون تمامًا ما أحتاج إليه. فقد قضيت هناك ثلاثة أسابيع.

لكن بدلاً من الموافقة، قال الجيش إنه يجب نقلي بسيارة إسعاف لمسافة ثلاثين ميلاً (48 كيلومترًا) إلى قاعدة سلاح الجو التي أعمل بها، وانتظرت وأنا مستلقٍ على سرير طبي منخفض الأرجل، يمكن تحميله على طائرة الإخلاء الطبي العسكرية دون أن يشغل مساحة كبيرة. كنت مستلقياً على هذا السرير الذي يبلغ ارتفاع أرجله أربع بوصات (10 سنتيمترات)، مباشرة على الأرض الإسمنتية لمدرج الطائرات، واضطرت زوجتي إلى شق طريقها وسط الحراس العسكريين لتقف بجواري. تطلّب الأمر تدخل الطبيب ليخبر الحراس بأنها زوجتي، وأظهر لهم تذكرة الطيران نفسها التي أظهرتها، مع بطاقة هويتها والسجلات الطبية التي كانت تحملها والتي تثبت أنها زوجتي، وأنها سترافقني في الرحلة الطبية إلى تكساس. كنت أرى أنها كانت على وشك البكاء. شاهدنا الطائرة وهي تهبط، وتم وضعي في الخلف بجوار الجدار الأيمن لجسم الطائرة، وجلست زوجتي في المقدمة في مقاعد الركاب.

ثم وصلنا إلى قاعدة جوية في تكساس تُدعى بروكس، وكان هناك عدد من الجنود غير المؤهلين لنقل المرضى من الطائرة الطبية الذين قاموا بربط الأسرة منخفضة الأرجل بحافلة طبية هذه المرة. كما قالت زوجتي إنها طُلب منها أن تركب في مقدمة الحافلة بينما المرضى في الخلف. وقالت إنها كانت تبكي بحرقة وهي تشاهد الطريقة الخشنة التي كانوا يتعاملون بها مع الأسرة، وكيف كانوا يضحكون عندما تصطدم الأسرة بجزء من الحافلة أو بسرير آخر. حدث ذلك بعد رحلة طويلة جدًا وتوقفات لالتقاط مرضى آخرين على طول الطريق. كان عليّ الحفاظ على تركيزي قويًا، لأنني كنت أغيب عن الوعي عدة مرات.

ثم قادتنا الحافلة، لا أعلم كم من الأميال، لكن المكان كان قريبًا من قاعدة لاكلاند الجوية وإلى مستشفاهم الطبي الضخم – ويلفورد هول. كان هذا مستشفى مكون من ثمانية طوابق تديره القوات الجوية بالكامل، وكانت وحدات الحرس الوطني الجوي تأتي باستمرار لأداء تدريباتها الأسبوعية أو التي تمتد لأسبوعين. كان مركز تدريب جيد، لكن المرضى كانوا يعانون من سوء المعاملة من قِبل أفراد الحرس الوطني الجوي واحتياطيي القوات الجوية غير المؤهلين تمامًا.

أصبحت زوجتي أكثر اضطرابًا عندما رفض الأطباء في هذا المستشفى جميع نتائج الفحوصات التي أجراها المدنيون، والتي عبّر فيها الأطباء المدنيون عن رأيهم في حالتي الضعيفة الخطيرة – كان لا ينبغي لي أن أمشي أكثر من بضع خطوات، وربما يكون من الأفضل أن يرافقني أحد في حال سقطت. في الأيام القليلة الأولى، أعادوا إجراء جميع الفحوصات اللازمة لجراحة القلب المفتوح. كانت زوجتي تغلي من الغضب، وظللت أحاول تهدئة روعها، لأن هؤلاء العسكريين لديهم طريقتهم الخاصة في إدارة المستشفى، وكانت تلك الطريقة غير كفؤة.

وأخيرًا، وقبل الجراحة بفترة قصيرة، أعدت اختبار تصوير الأوعية التاجية، حيث يضعون قسطرة صغيرة داخل شرياني ويمررونها عبر قلبي، ويحقنون صبغة يمكنهم من خلالها قياس مسار الصبغة وقوة ضخ القلب، وكانوا يفحصون كل صمام بهذه الطريقة. بعد الاختبار الأولي، سُئلت عما إذا كنت أرغب في المشاركة في اختبار إضافي لأغراض البحث. كنت أضحك معهم، فالمريض يكون مستيقظًا أثناء هذا الاختبار ويمكنه أن يشاهد على شاشات الأشعة السينية المستمرة (بما في ذلك جهاز الفلوروسكوب) المسار الذي تسلكه القسطرة وما تفعله الصبغة. قالوا إن كل ما عليّ فعله هو ركوب دراجة مقلوبة مُثبتة على السرير.

كان ينبغي عليّ وعلى الأطباء أن نكون أكثر وعيًا، فقد كان قلبي متضخمًا وضعيفًا للغاية – ولم يكن ليتحمل ركوب دراجة مقلوبة. لكنني قلت نعم، وكان كل من في الغرفة متحمسًا للغاية. عندما وضعوا الدراجة الصغيرة فوقي، وثبتوها بالسرير، أدركت أخيرًا لماذا أدخلوا القسطرة في داخل كوعي بدلًا من الفخذ، وهو الإجراء المعتاد. أقول "المعتاد" لأنني خضعت لهذا الإجراء أربع مرات في حياتي، ولم يتم إدخال القسطرة عبر الكوع إلا في مرة واحدة فقط.

عندما أعيد ضبط كل شيء، طُلب مني أن أضغط على الدواسة بأقصى ما أستطيع حتى يصل عدّاد عدد الدورات في الدقيقة إلى المنطقة الحمراء. كنت مستمتعًا وقلت: "أكيد". أتذكر أنني بالكاد وصلت إلى المنطقة الحمراء، وتوقف قلبي. كل شيء أصبح مظلمًا، ثم على الفور وجدت نفسي في مكان شاسع بلا أبعاد، بلا وقت، بلا صوت. كنت وحيدًا في هذا المكان، أو هكذا ظننت حينها.

كنت لا أزال أرى، ونظرت في جميع الاتجاهات، حتى تحتي، ولم أرَ إلا لونًا رماديًا فاتحًا. ومع مرور السنوات منذ ذلك التاريخ في 1984، أتذكر أنه ربما كانت هناك غيوم، لكنها لم تكن سُحبًا عادية، بل كانت جدارًا متينًا من السُحب المتماسكة التي أحاطت بي. لم تكن قريبة ولا بعيدة، لأنني لم أكن أمتلك أي إحساس بالزمن ولا بالمسافة ولا بالمكان. كنت فقط أستمتع بأروع إحساس بالسلام والحب غير المشروط. أعتقد أن عبارة "الحب غير المشروط" لا تفي بالغرض، لكني لا أجد كلمات أفضل، إلا ربما عبارة "مذهل إلى حد الدهشة". كنت أظن أن كل شيء طبيعي، لأنني لم أكن أتذكر حياتي الأرضية، ولا أنني كنت أمتلك جسدًا أو ذاتًا أو أنا. كنت مثل طفلٍ ملفوفٍ في الحب. لكن الحب كان شديدًا لدرجة أنني بدأت أتساءل قليلًا عنه، على ما أظن. كان شعورًا جديدًا. كأنه ولادة جديدة.

بدا لي أنني بقيت هناك لفترة من الزمن، لكن "الزمن" في الحقيقة لم يكن موجودًا هناك، ولم يخطر ببالي حتى أن أفكر في "الوقت" كما كنت أفعل على الأرض، لأنه كان سيكون عديم الجدوى على ما أعتقد، أو ربما لم يكن هناك شيء اسمه "الوقت" أصلًا. لم يكن هناك أي صوت، وقد أحببت ذلك جدًا. كان الأمر يشبه التواجد داخل غرفة عازلة للصوت، لكن بلا جدران. أتذكر أنني كنت أستطيع أن أرى. كنت أنظر في جميع الاتجاهات. أتذكر أنني نظرت أسفل مني وفوقي، ولم أرَ سوى اللون الرمادي الفاتح. لم يخطر ببالي حين نظرت إلى أسفل أنني لم أكن أملك جسدي الأرضي. لم أتذكر شيئًا من ذاتي الأرضية أو حتى أنني كنت موجودًا وأعيش من قبل. لم أرَ أي أشياء أرضية مثل الشلالات، أو الحقول الخضراء، أو الجبال، أو الجداول المائية، أو الفراشات ذات الألوان الزاهية. لم أرَ أيًا من ذلك، وربما لهذا السبب بقيت صامتًا لفترة طويلة. قصتي لم تقترب حتى مما وصفه (دانيّن برينكلي) (ملاحظة من المترجمة: Dannion Brinkley هو مؤلف ومتحدث تحفيزي أمريكي، اشتهر بتجاربه في الاقتراب من الموت ورؤاه الروحية التي غيرت مجرى حياته. وهو أيضًا عسكري سابق في مشاة البحرية الأمريكية) وغيره من أصحاب تجارب الاقتراب من الموت في هذه المجموعة. ومع ذلك، فإن الحب الشديد والسلام كانا متطابقين. لطالما اعتقدت أن هذا هو الجزء الأهم.

لقد توقف قلبي لمدة عشرين دقيقة فقط، ثم عدتُ إلى الحياة. ربما كنت سأرى المزيد لو بقيت هناك لفترة أطول. لا أعلم.

لم يأتِ إليّ أحد، ولا حتى أخبرني أحد بالتخاطر الذهني بأنه قد حان وقت العودة. كنت في "الجنة"، لا أعرف ماذا أسميها بعد ذلك؛ لم أحاول أن أضع لها اسمًا وأنا هناك. كنت ببساطة في مكان رائع. لم أتذكر شيئًا من الحياة الأرضية، ولم أكن لأرغب في العودة لو خُيّرت. لم أفهم ما معنى "العودة". ما يلي هو جزء من القصة لا أظن أنني رويته من قبل، لأنه رغم أنه كان دومًا جزءًا من ذكرياتي أثناء تجربة الاقتراب من الموت، إلا أنه لم يكن له معنى بالنسبة لي حتى وقت قريب.

(اضحكوا إذا أردتم، ولكن هذا ما توصلت إليه أخيرًا بخصوص رحلتي للعودة إلى جسدي.)

كنت في حالة نشوة لمجرد أنني موجود وسط ذلك الحب والسلام. لم يكن هناك ما يجذب بصري (أو رؤيتي) لأي شيء. ثم أخيرًا، سمعت صوتًا خلفي من الجهة اليسرى. التفتُّ في ذلك الاتجاه، وكان هناك شيء في مستوى أقل مني قليلًا (قد يراه البعض وكأنه الأرضية بالنسبة للمكان الذي كنت فيه، أما أنا فاعتبرته خلفي وأدنى قليلًا من مجال رؤيتي الأمامي المباشر). قد يكون الصوت الخافت الذي سمعته هو ضوضاء خفيفة من الغرفة الطبية التي كان فيها جسدي الأرضي. لم أكن لأصل إلى هذا الاستنتاج في حينه. وعند تلك "الأرضية" غير الموجودة، رأيت شيئًا ظننت أنني لم أرَه من قبل. شيء غريب للغاية كان يتحرك في مكانه. علمت لاحقًا في ذهني الأرضي أنني كنت أرى شيئًا كان يشبه الخط الطباشيري الخارجي لجسد بشري. لكن الخط الخارجي كان يتحرك. حتى إنه وقف منتصبًا، وبدأ يتلألأ، وما زال يتحرك في مكانه مثل شخصية كرتونية متلألئة. كان يتحرك على شكل موجات، ولم يكن يستطيع أن يبقى ثابتًا. فكرت لاحقًا أن هذا التحرك في مكانه كان لجذب انتباهي. وعندما ثبتّ بصري عليه أخيرًا، بدأت أنجذب إليه أكثر فأكثر. لم أشعر بالخوف، بل فضول جديد. كأنني أقول: ما هذا بحق الجحيم؟. لم أكن أتحرك، لكن شيئًا ما كان يحركني. لم أعتبره روحًا قط، وما زلت لا أعتبره كذلك. ربما كان يجب أن يلفت انتباهي تلألؤ النور، لكنه لم يفعل، وما زلت لا أعرف ماذا أسميه سوى أنه كيان منتصب متلألئ يتحرك في مكانه ويشبه الخط الخارجي القائم لجسد. في ذلك الوقت، اعتبرته علامة من نوع ما. بعد أن جذبني - هو أو شيء ما - بالقرب الشديد منه، بدا وكأننا اندمجنا معًا وتم سحبنا إلى أسفل عبر أنبوب شفاف للغاية. كنت أستطيع رؤية الخط الخارجي من مسافة قريبة جدًا بينما كنا نهبط معًا عبر الأنبوب الشفاف. لقد أخبرتكم أن الأمر كان غريبًا.

الشيء التالي الذي أدركته، أنني كنت في غرفة عادية اتضح لاحقًا أنها غرفة تصوير الأوعية والتي كان جسدي لا يزال موجودًا بها. لم أرَ جسدي فعليًا على الطاولة. كنت مرتفعًا قليلًا وخلف مجموعة من المعدات الإلكترونية المغطاة بالغبار الشديد. كانت أفكاري الوحيدة: "أين أنا الآن؟ ومن سينظف هذا الغبار؟". كنت أعرف أنها معدات إلكترونية مُغبرة، لكنني لم أعرف شيئًا آخر تقريبًا. سمعت الضجيج من الجانب الآخر للمعدات، لكن في كل مرة أرتفع فوقها، كان الصوت الصاخب والأضواء الساطعة المذهلة تُجبرني على الاختباء مجددًا. كانت تجربة مؤلمة. (ما زلتُ أعاني من صعوبة في تحمّل الأصوات العالية والأضواء الساطعة). لم أكن أعلم أين أنا، ولم تكن لدي أفكار واضحة عن ماهية المكان الأرضي، لذا ظننت أنني وُلدت من جديد في عالم مختلف. لكن هذا العالم لم يكن ممتعًا على الإطلاق.

يبدو أنني بقيت مختبئًا خلف تلك المعدات لبعض الوقت، ثم لا بد أنهم استخدموا أدوات الصعق الكهربائي على جسدي مرة أخرى، فقد وجدت نفسي داخل جسدي. كنت أعاني من ألم لا يُصدق، وتذكرت حينها أين أنا، وشعرت بالأسف الشديد على نفسي، لكنني بعد ذلك عقدت العزم على البقاء على قيد الحياة.

لقد أعادوني إلى الحياة باستخدام المواد الكيميائية وبالاستخدام المكثف لمجاديف الصعق الكهربائي. عندما عدت إلى الحياة، ظننت أنني ربما متّ وذهبت إلى الجحيم، وهو ما لم أعد أؤمن به الآن. ولم أكن خائفًا من الموت. أتذكر وجود عدة ممرضات هناك كنّ يحاولن جعلي أسترخي (كان ظهري ربما على ارتفاع ست بوصات (15 سنتيمتر) عن الطاولة بعد آخر صدمة كهربائية)، وكنّ يضخخن في جسدي نوعًا من المهدئات لكي أستلقي مجددًا. كما لاحظت وجود إبرة كبيرة جدًا بارزة من صدري دون أن يمسكها أحد. كانت مغروسة بعمق، حتى مقبض المحقن. وكان هناك محقن كبير آخر يخرج من عنقي. أعتقد أن الذي في صدري كان في قلبي، والذي في عنقي كان في الشرايين السباتية المؤدية إلى دماغي لمنع السكتة الدماغية.

حاولت الاسترخاء وأخيرًا تمددت على ظهري، لكنني بدأتُ أفقد تركيزي عدة مرات. ركزت على برغي صغير في المصباح الموجود فوق الطاولة، وركزت على هذا البرغي بشكل مكثف جدًا. وعندما كنت أبدأ في فقدان الوعي وتتشوش الرؤية أمامي، كنت أركز أكثر حتى يعود كل شيء إلى الوضوح. أعلم أن شخصًا ما قال إنه لم يكن ليقاتل بقوة من أجل الحياة مجددًا، وكان سيعود بسرور إلى ذلك المكان الرائع المليء بالحب. لكن بالنسبة لي، شعرت وكأنه من واجبي أن أبقى على قيد الحياة. لم أكن أعلم حينها لماذا، لكن كان هناك تحدٍ بطريقة ما للبقاء على قيد الحياة. لذا قاتلت بشدة.

كانت هناك ممرضة بجانبي. كانت تتحدث كدمية "تشاتي كاثي"، تقول لي إنها أبقتني أتنفس، أو على الأقل كانت تضخ الهواء إلى رئتي باستخدام جهاز تنفس محمول. شكرتها وسألتها كم من الوقت كنت غائبًا؟ أخبرتني أنني كنت غائبًا لمدة عشرين دقيقة، لكن بعد ذلك، أحد الأطباء الجدد الذي لم يكن موجودًا هناك عندما غبت، صرخ عليها ولعنها وأمرها أن تخرج من الغرفة فورًا. غادرت باكية، وكان الجميع صامتين جدًا ، باستثناء الطبيب الصارخ. لو كنت أملك القوة ولدي شيء لأرميه به، لفعلت.

كنت قد عدت إلى جسدي، واستعادت الأنا السيطرة مرة أخرى. لم تكن الأنا تريد الموت. بدأت الأنا تفكر في عائلتي، لذا اعتقدت أن عليّ البقاء حيًا من أجلهم. لذا قاتلت، وأعتقد أنكم تستطيعون تسميتي "الناجي" أو "الفائز". لكن كانت هذه مجرد البداية لبعض الأوقات العصيبة التي تلت ذلك. بدأت أعاني من الهلوسة بعد حوالي أسبوعين أو ثلاثة من العملية. كنت قد توقفت عن تناول أدوية الألم منذ فترة، وأصر الأطباء على أن أستمر في تناول "تايلينول 3" فقط لتخفيف بعض الألم. كانت الهلوسات تحدث وأنا مستيقظ تمامًا وفي كامل وعيي، وأسير في أروقة المستشفى، بل حتى وصولاً إلى المدخل الرئيسي حيث يصل الأطباء والزوار.

عندما رأيت جمعًا من الناس في الممر لأول مرة، بدا كل شيء طبيعيًا، لكن خلال ثوانٍ قليلة، تحوّل ثلث المجموعة إلى ما كنت أراه على هيئة جثث جديدة. فقد تغير كل الجلد على وجوههم وأيديهم وحتى أذرعهم وسيقانهم (عندما يكونون يرتدون السراويل القصيرة). كل الجلد المكشوف أصبح أبيض جدًا. وكانت هناك مناطق من الجلد المفقود وعضلات ميتة حديثًا أو أيًا كان الذي كان مكشوفًا. لا أظن أنني رأيت أبدًا طبيبًا يتحول إلى مثل هذا الميت السائر. لكن الآخرين أخافوني بشدة. حاولت الاستمرار في المشي وأنا أنظر مباشرة إلى أقدام الجميع. لم يلتفت أي من هؤلاء الأموات الجدد إليّ، والحمد لله. لم أخبر أيًا من أطبائي عن الهلوسات لأنني كنت خائفًا من أن يتم نقلي إلى الطابق العلوي، وهو جناح الأمراض النفسية.

تم نقلي من قسم القلب قبل أن تبدأ هذه الهلوسات. في النهاية، بقيت في جناحي وسريري خلال الليل، لكن كل يوم بعد أن ينهي الأطباء جولتهم الصباحية، كنت أستحم وأرتدي أكبر قدر ممكن من ملابس المستشفى، حتى تلك الجوارب الصغيرة التي تُلبس كالشباشب، وشباشب حقيقية ورداء مستشفى فوق بيجاما المستشفى العلوية والسفلية. في حالتي الذهنية، كان ذلك يجعلني أبدو كزائر مدني، وكنت أتمكن من الذهاب إلى أي مكان أريده، وكان طاقم المستشفى يعتقد أنني زائر مدني. كانت حالة عقلية غريبة حقًا. بعد جولة الأطباء الصباحية، كنت آكل ما يقدمونه لي من إفطار، ثم أبدأ في التخطيط لهروبي من المستشفى. في ذلك الوقت، كانت لا تزال هناك مناطق خارجية للتدخين. تفقدتها جميعًا، لم أكن أحتمل رائحة الدخان الكريهة، لكنني كنت أبحث فقط عن أفضل طريق للهروب من المستشفى دون أن يتم الإمساك بي. اكتشفت لاحقًا أنها كلها متشابهة، لأنه لم يكن هناك أحد من المستشفى يهتم أو يراقبك بعد مغادرتك لقسم القلب وانتقالك إلى جناح مفتوح عادي به مجانين يركضون بلا رقيب.

لكن عقلي كان مشغولًا للغاية، وأخيرًا وجدت طريق الهروب المثالي، واتبعته لأنه كان في زاوية خلفية من المستشفى ويقود إلى حقول عشبية وصفوف من أشجار البلوط الضخمة جدًا. كان المكان هناك هادئًا جدًا، لدرجة أنني كنت أقضي كل يوم هناك بعد جولة الأطباء الصباحية، إما أحلم أو أجلس فقط وظهري مستند إلى واحدة من تلك الأشجار العملاقة وأكون هادئًا قدر الإمكان. لم يكن بإمكان أحد رؤيتي من الجانب الآخر، لأن الأشجار كانت ضخمة جدًا لدرجة أنها أخفت جسدي تمامًا. ولأن المرضى لم يكن مسموحًا لهم بالذهاب إلى هناك، فلم يزعجني أحد أبدًا. بقيت هناك لثلاثة أسابيع أخرى لسبب ما، والوحيد الذي قطع عليّ سكينتي كان أحد العاملين في المستشفى كان يمر في طريقه إلى المستشفى. سألني إذا كان طبيبي يعلم أنني بعيد جدًا عن المستشفى. كذبت وقلت له إن هذه كانت فكرة طبيبي حتى أتمكن من الراحة واكتشاف نفسي من جديد. لم يكن لدي أي فكرة من أين أتت هذه الكلمات، لكنها كانت كافية لإقناع المتطفل الطبي.

حدثت أشياء كثيرة أخرى خلال تلك الإقامة التي استمرت ستة أسابيع في تكساس، وتسعة أسابيع إجمالًا في المستشفى. لم أتمكن من العودة إلى المنزل إلا بعد التوقيع على تصريح خروجي من المستشفى بنفسي. بدأت أتساءل ما إذا كان هذا ما كان الأطباء ينتظرون مني فعله. فقد أحضروا أنواعًا كثيرة من استمارات التنازل، تتنازل عن كل الرعاية الطبية والمسؤولية الطبية لأي شيء قد حدث أثناء وجودي في المستشفى.

سمعت عن آخرين أصيبوا باكتئاب عميق بعد تجربة الاقتراب من الموت، وأعتقد أنني أصبت بالاكتئاب مثلهم أيضًا، وأخيرًا تصالحت مع الأمر في السنة الماضية أو التي سبقتها. كنتُ أزداد ارتيابًا وخوفًا لأنني لم أكن أملك وسيلة لحماية عائلتي أو نفسي. كنت ضعيفًا جدًا جسديًا، لكنني قاومت بشراسة لاجتياز اختبار اللياقة التابع لسلاح الجو وبقيت في الخدمة الفعلية.

أخبرت زوجتي أنني سأشتري مسدسًا للدفاع عن النفس. أرعبها ذلك، وأرعب أطفالي البالغين أيضًا. مُنعت من شراء السلاح. لم أكن معتادًا على أن يُملى عليّ ما يجب أن أفعله، وبدأت أبحث عبر الإنترنت. لا بد أن زوجتي كانت تراقبني دائمًا، لأنها حجزت لي موعدًا مع طبيب نفسي، ولاحقًا مع معالجة نفسية.

أول شيء قالته زوجتي للطبيب النفسي هو أنني أحتاج إلى علاج أفضل للاكتئاب والقلق، وأنه "يريد أن يشتري مسدسًا". لم يستسغ الطبيب النفسي هذه الفكرة كثيرًا. وقضى معي ساعة، وقال إنني أعاني من اضطراب ما بعد الصدمة. كنت أعلم أنه لا يُسمح لأي شخص في أريزونا شراء سلاح بشكل قانوني إذا تم تشخيصه يومًا باضطراب ما بعد الصدمة، إلا إذا كذب في استمارة تسجيل السلاح ولم تكتشف الولاية الكذبة من خلال التحقيق.

لذا احترمت رغبة عائلتي واتّبعت نصيحة الطبيب وتمت إحالتي إلى معالجة متخصصة في اضطراب ما بعد الصدمة. كان ذلك أفضل شيء حدث لي بعد تجربة الحياة بعد الموت. فقد توقفت كوابيسي وذكريات الهلوسة مؤقتًا. وواصلت زيارة المعالجة لعدة أشهر، وكان الطبيب النفسي ولا يزال يدير أدويتي. كانت الكوابيس تعاودني من وقت لآخر، لكن ذلك على الأرجح أمر طبيعي نوعًا ما. عادةً ما تنتهي الكوابيس عندما أكون ممسكًا بمبضعين وأستعد لقتال قرية كاملة من الرجال في تايلاند على ما أظن. كان لدى القرويين ثلاثة مباضع لكل واحد، وكان لديّ اثنان فقط – واحد في كل يد. كنت أراقب الأيادي اليمنى للقرويين كثيرًا، حيث كانت تضم المبضعين، أما اليد اليسرى، التي تحوي مبضعًا واحدًا فقط، فكانت تصيبني بجروح عميقة. كنت دائمًا أصل إلى آخر قروي، حيث أستلقي على الأرض أنزف حتى الموت. كنت لا أزال أشعر بألم رهيب من المَباضع وهي مغروسة في كتفي. وعندما أستيقظ تمامًا، كنت أكتشف أنني أعاني من تقلصات عضلية في كتفيّ حول مؤخرة الرقبة. قال الطبيب النفسي إنها ناتجة عن التوتر أثناء النوم. كانت تشبه الألم الذي تسببه السكاكين إذا كانت مغروسة في الكتفين من الخلف. كنت دائمًا أنزف حتى الموت. لذا أظن أن الموت في الأحلام لا يعني بالضرورة أنك ستموت فعلاً، كما يشير البعض.

قضى الطبيب النفسي والمعالجة ساعات طويلة معي لإقناعي بأنني لست حقًا في معارك غير عادلة بالسكاكين كل ليلة، وقد بدأت أعود تدريجيًا إلى حالتي الطبيعية. وفي آخر مرة ذهبت فيها إليهما، سألتني المعالجة النفسية عن أحوال معارك السكاكين. أخبرتها أنني تحسنت كثيرًا، فما زالت أرى معارك السكاكين، لكنني أقتل بقيتهم وأكون بخير في النهاية، إذ لم أعد أموت في نهاية الحلم. كتبت على دفترها أن ذلك يُعد تحسنًا، لكن لا يزال أمامي طريق طويل. لم أعد منذ ذلك الحين، لكن ملفي لا يزال مفتوحًا إذا احتجت حقًا للحديث معها. جميع أحلامي المتعلقة بمعارك السكاكين انتهت الآن. وأصبحت أنام بسلام. خالص محبتي،

بول

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 4 سبتمبر 1984.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم، عدم كفاءة طاقم المستشفى العسكري. توقف قلبي أثناء تصوير الأوعية الدموية. قيل لي إن قلبي توقف لمدة عشرين دقيقة.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما وصلت إلى الحياة الآخرة، كنت على الفور في غاية الانتباه. لم أكن في نفس المستوى الذي كنت فيه من قبل. ولم يكن لدي ذكريات عن الماضي على الإطلاق.

هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لقد كان الزمن متغيرًا كأنه لم يكن موجودًا. لم يكن أي منه موجودًا أو على الأقل لم أكن مدركًا لوجوده.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. لم يكن هناك حقًا إدراك بصري للعمق. لم يكن للمسافة معنى. ولا الماضي ولا المستقبل. لم يكن لدي أي علم بوجود ماضي أو مستقبل.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كان كل شيء هادئًا وساكنًا حتى النهاية، ثم سمعت ضجيجًا مكتومًا أو ربما شعرت باهتزاز شيء ما خلفي. ذلك الشيء أعادني إلى هذا العالم.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم تأكيد حدوث تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكّد. ليس عندما ذهبتُ إلى الحياة الآخرة، لكن بدا لي أنني هبطلتُ في أنبوبٍ شفافٍ من نوعٍ ما مع الشيء الذي أعادني. بدا وكأننا اندمجنا معًا.

هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ نعم، رأيت الخطوط الخارجية لهيئة بشرية. لقد أعادني. لم أكن مدركًا أنه ذو هيئة بشرية عندما كنت في حضرته.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.

هل رأيت نورًا غريبًا؟نعم، لم يكن نورا ساطعًا. بدا رماديًا فاتحًا حيث كنت، لكنه كان أكثر إشراقًا كلما نظرتُ إلى الأعلى.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ انظر السرد الرئيسي.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظ / أصولي.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم، لقد أصبحتُ أكثر روحانية الآن. أحاول أن أتعلم أفضل طريقة لمعاملة الآخرين. لم أعد أفكر في المستقبل. ولم أعد أخشى الموت.

ما هو دينك الآن؟ محافظ / أصولي.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، لقد أصبحتُ أكثر روحانية الآن. أحاول أن أتعلم أفضل طريقة لمعاملة الآخرين. لم أعد أفكر في المستقبل. ولم أعد أخشى الموت.

هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ لا.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ غير مؤكَّد. لقد دخلتُ في اكتئاب بعد عشرين سنة تقريبًا . يقول الطبيب إنني أعاني من اضطراب ما بعد الصدمة. لكنني لم أشارك أبدًا في أي معركة عسكرية.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم، لم أفهم نصفها حتى وقت قريب. كانت الذكريات عالقة في ذهني مع ذكرياتي الأخرى عن تجربة الاقتراب من الموت، لكنها لم تتطابق حتى قرأت كتاب الدكتور مودي مؤخرًا.

هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ غير مؤكَّد. كنت أعتقد أنني أستطيع الإحساس عندما يقترب الآخرون من الموت. لكنني لم أذكر ذلك لأحد قط.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ مجرد الخفّة والحب غير المشروط. بدا وكأنه كان يتدفق في موجة دفء لا تنتهي. مشاعر الحب والدفء والسلام هي أكثر ما أتذكره.

هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، بعد ستة أشهر أخبرت زوجتي، وبعد أربعة وعشرون سنة أخبرت معظم الآخرين.

هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ فقط أنها كانت تجربة مجيدة. لم أرَ شيئًا أرضيًا. يبدو أن كثيرين يظنون أن الرؤى الأرضية الحية تعني أنهم مروا بتجربة أسمى. أعتقد أنهم إذا رأوا أشياء دنيوية، فهذا يدل على إنهم لم يتخلّوا عن الأنا بعد. لم أتذكر الأرض ولا أي شيء أرضي. بالنسبة لي، لم أكن موجودًا أصلًا حتى تلك اللحظة.