تجربة بيق أ، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
تبدأ قصتي من تلك الليلة التي مت فيها. في تلك اللحظة من إعادة تشكيل روحي كنت أكافح بشدة للعيش عندما أدركت ببساطة أن حياتي قد انتهت ولم أستطع منع ذلك من الحدوث. عندما امتص هذا الواقع حواسي صمت عالمي وبدأ عقلي يصفو ويلتفت نحو ما لا مفر منه.
فكرت في أنه من المدهش أن أصبحت هادئة بشكل غريب في حين كدت أموت من الصراخ في رأسي الداعي للتمسك والكفاح وعدم الاستسلام، حيث انتقلت إلى مكان هادئ شعرت فيه بالتسليم وضرورة تقبل حقيقة موتي. وجدت نفسي محاصرة بين صراع الحياة، التي كنت أعرفها، والموت الجسدي المدرك عن طيب خاطر. لم أشعر بالخوف أو الألم أو الذنب أو مسؤوليات حياتي. كنت هادئة بشكل لطيف ولا أزال في ذهني وجسدي، معلقة في مكان غير متوقع من السلام المتصاعد.
ضمن هذا الهدوء عانقت الحرية التي قدمها لي موتي وسمعت السلاسل التي كانت تربطني بعالم التوقعات والمسؤوليات تتصدع وتنكسر في الهواء البارد. شعرت بالهواء البارد يحيط بقدمي ثم يتحرك بسرعة نحو رأسي.
في هذه المرحلة أدركت أنني كنت أبتسم. كانت ابتسامتي في الواقع آخر وعي جسدي قبل أن أشعر بإحساس دافئ ومحبب في صدري. وفي اللحظة التالية لم يعد بإمكاني الشعور بجسدي وبدأت أراه شيئًا منفصلًا، شيئًا آخر ليس "أنا".
عندما بدأ هذا الانفصال بالحدوث شاهدت اهتزازًا مسموعًا وجسديًّا وبصريًّا يخطف الأنفاس، شاهدته ينطلق متغلغلًا في شرنقتي الخامدة. وبدأ ضجيج صاخب يتصاعد، وفي غضون لحظة أدركت وجود ضوء شديد السطوع من بعيد ووجهت تركيزي نحو رقصته الآسرة. بدأ منظور الطاقة والإضاءة لهذا الضوء في الدوران والنمو، وعلى الفور أدخلت كل حواسي في جاذبيته المنومة. بدأت أشعر بأكبر قدر من الهدوء التام، وإحساس المحبة، وكنت أتوق للتحرك نحو هذا الضوء والعيش فيه وفي ظل الحب المنبعث منه. رفعت نفسي بحنان من على السرير مركزة على هذه الأعجوبة المعروضة أمامي. وفي الوقت نفسه اتخذت قرارًا واعيًا بعدم النظر إلى جسدي إلى الوراء وبدأت أشعر بحزن عميق، حيث كنت أدرك تمامًا أنني لم أعد جزءًا منه. لقد تألمت مؤقتًا من هذا الصديق الذي حمل روحي لمدة أربعة وعشرين عامًا، ومع ذلك كنت أتركه عن طيب خاطر وأترك كل القيود التي كانت وراءه. ثم، في لحظة عابرة، ترددت لأنني شعرت أن هذا الجسد ربما يحتاجني. لكن في تلك اللحظة أيضًا أصبت بالرعب من الألم الذي كان يعاني منه وكنت خائفة من العودة إلى مثل هذه الحالة وأدركت أنني لن أعود. وهكذا واصلت.
وبمجرد أن تحررت من جسدي المادي نقلت سريعًا نحو هذا النور المحبب عبر نفق اهتزازي أحاط بي وسحبني إلى الأمام. قفزت روحي مشحونة بالتوقعات والبهجة والحب الذي يتجاوز أي شيء يمكن أن أصفه بكلمات بشرية. لقد فاجأتني الحاجة والرغبة الشديدة للتنقل عبر هذا النفق المضاء، حيث أنه على الرغم من علمي أنني كنت أموت، لم أتوقع هذا التوق العميق داخل روحي لمصدر ضوء غير معروف. في ذلك الوقت كنت مستهلكة روحيًّا بفعل إيماني الكاثوليكي، فقد كانت معتقداتي حول ما يحدث في وقت الوفاة قائمة فقط على عقائد الكنيسة وطقوسها وقواعدها. كنت أعتقد أنك عندما تموت إما ستذهب إلى الجنة (مع توقف سريع في المطهر) أو الجحيم. لكن هذا التحول القوي والمغناطيسي وغير المتوقع للأحداث دفعني إلى ما هو أبعد من أي شيء قيل لي أو تخيلت أنه سيحدث في هذه اللحظة. ومع ذلك كنت أتوق للمزيد من هذا الشعور واندفعت نحو تلك الطاقة الكاريزمية التي تناديني ببراعة.
وبالاستمرار في التركيز على هذا الضوء الرائع داخل النفق وجدت نفسي أتحرك فوق قمم الأشجار التي تشبه ما يمكن أن نطلق عليه صورة سلبية. كنت مفتونة حيث كان الضوء يزداد سطوعًا وكثافة. واصلت عبر الأشجار السلبية وبدأت أرى أشكال الناس وأسمع نداءاتهم المتنافرة لي. هم أيضًا كانوا في صورة سلبية وعلى الرغم من أنني لم أتمكن من رؤيتهم في صورة ثلاثية الأبعاد، كنت على دراية بطريقة ما بمن هم. بدوا وكأنهم في كل مكان بين قمم الأشجار السلبية وكانوا يرحبون بي بموجات من التشجيع العاطفي وكانوا يشجعونني عندما بدأت أتحرك عبر النور.
بدأت أسير أسرع وأسرع، وخلال لحظة من النشوة أحاط النور واجتاح كل جزيء مني. ضمن هذا الشعور تذكرت شيئًا حيث أن هذا الانفجار المذهل والحداثة الخام جعلني على الفور أفكر في الولادة. فكرة أن هذه كانت الولادة الحقيقية لروحي هدأت من إدراكي المكتسب حديثًا وكنت في حالة حب عفوية وفي حوجة لهذا المكان المألوف. لقد أدركت أنه شوق عميق في قلبي وقد عدت الآن. كنت أعلم أنني في المنزل. وصلت أخيرًا، وكنت سعيدة في المنزل.
عندما كنت أدور داخل النور شعرت ورأيت كل ما حدث في حياتي، كل التفاصيل بألوان حية. كنت أشاهد باهتمام شخصي غير مرتبط حيث أعيدت عليَّ تجربة حياتي والاختيارات والأرواح التي كنت على صلة بها. شغل إحساس غريب بالديجافو مرارًا وتكرارًا في ذهني، وكما لو كنت أشاهد فيلمًا للمرة الثانية، كنت أعرف كل شيء عنه من البداية وحتى النهاية.
بينما كانت تجارب حياتي تعرض أمامي رأيت فجأة زوجي وأنا متزوجان. بدأ الضوء في التباطؤ بينما كنت أشاهد حياتنا القصيرة معًا تتكشف أمامي. رأيت شابًا مبتسمًا، تخطى شهرًا واحدًا من سن المراهقة، يلقي نظرة خاطفة على الناس الواقفين في مقاعد الكنيسة بينما كان يشاهدني أسير في الممر مع والدي. شعرت باشتياق إليه وحزن شديد خيم على قلبي المبتهج. وفي تلك اللحظة سمعت صوتًا لطيفًا يقول، "ليس الآن يا ابنتي". وعلى الفور توقف كل شيء وعم الصمت في كل مكان حولي. أصبحت مرتبكة وتساءلت من قال ذلك. الله؟ بدأت أشعر بصراع رهيب لأنني بالتأكيد لم أرغب في العودة، لا إلى العذاب المؤلم ولا إلى جسدي الذي كان يسبب لي الكثير من العار. ومع ذلك واصلت التفكير في زوجي، وبينما كنت أحاول فهم ما يجري داخل قلبي أصبح من الواضح أنه وأنا لم ننته من حياتنا وأنه لا يزال بحاجة إليَّ. وفي تلك اللحظة قبلت حقيقة أنني يجب أن أعود.
وفي اللحظة التي اتفقت فيها مع قلبي على أنني سأعود، بدأت أتدحرج إلى الوراء في الضوء حتى دخلت النفق مرة أخرى، مرورًا بالأرواح ومحلقة عبر قمم الأشجار السلبية. فتحت فمي لأصرخ، "لا!" وطرت أسرع وأسرع، خائفة وغير قادرة على النظر إلى الوراء نحو وجهتي التي لا مفر منها. وفجأة دفعت إلى الواقع المادي حيث وجدت نفسي في محيط كثيف ومظلم لجسد كان باردًا وساكنًا. شعرت بنفسي أنظر في خبايا ذهني عندما كان جسدي يرتعش ويلهث من أجل الهواء. تأوهت ثم صرخت بينما كان الألم ينتشر مرة أخرى في جسدي.
مددت يديَّ نحو السقف، وبسرعة جذبتهما أيدي شخص دافئة إلى أسفل وتعاركنا للحظة. وسرعان ما أفسح هيجاني الطريق للتنازل وشعرت بجسدي يترنح. كنت مستلقية بينما كانت الضوضاء في الغرفة تتحرك بحدة من حولي وكان بإمكاني سماع أصوات ملحة بينما كنت أرتجف عندما وضعت أدوات معدنية على صدري وذراعي. وعندما استبدلت الأيدي الدافئة تلك الأدوات المتطفلة، فتحت عيني ببطء وأدركت على الفور وجود ألوان وأشكال زاهية تتحرك حول سريري. كنت على دراية بأشخاص آخرين في الغرفة لكن لم أتمكن من التركيز على أي شخص منهم على وجه الخصوص. أغمضت عينيَّ وخضعت لنوم مرهق. وآخر شيء سمعته عندما انجرفت إلى الظلام البارد كان، "لا أستطيع أن أصدق أن هذا الطفل كاد يموت".
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
١٩٨١.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
نعم. تمزق كيس المبيض مما تسبب في نزيف داخلي والتهاب الصفاق. النزيف الداخلي والتهاب الصفاق.
كيف تنظرين في محتوى تجربتك؟
رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
غادرت جسدي بوضوح وكنت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كانت لدي معرفة موسعة للحياة نفسها.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
بينما كنت في الضوء.
هل تسارعت أفكارك؟
أسرع من المعتاد.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. لم يعد الوقت موجودًا.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم. كانت الأمور حية ولكن تصوري امتص الضوء الإضافي بسهولة.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
نعم. عبرت من خلال نفق مضاء باتجاه النور.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
نعم. في البداية كان الأمر مجرد صوت واضح - وفي السنوات اللاحقة، لعودتي، تعرفت على المرشدين.
هل رأيت أو شعرت بأنك محاطة بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم. كان عليَّ أن أصل إلى النور.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
الحب الكامل غير المشروط والشعور بالعودة إلى المنزل.
هل كان لديك شعور بالفرح؟
فرح لا يصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت أني متحدة مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهمين كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. شاهدت فيلمًا من حياتي حتى زواجي.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
محافظة/أصولية. كاثوليكية مخلصة.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
نعم. تمامًا، من الكاثوليكية المتشددة إلى دكتوراه اللاهوت في الفكر الجديد، الحكمة القديمة.
ما هو دينك الآن؟
ليبرالية. دكتوراه في اللاهوت (يونيو ٢٠٠٦) الفكر الجديد، الحكمة القديمة.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم. تمامًا، من الكاثوليكية المتشددة إلى دكتوراه اللاهوت في الفكر الجديد، الحكمة القديمة.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
نعم. بالتأكيد - يبدأ كتابي بعبارة "مرحبًا بك في المعرفة".
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
نعم. أصبح لدي القليل من الحذر في اختيار من أشاركه التجربة، ومع ذلك لا توجد عودة إلى الوراء أو إنكار لأي شيء - إنها مهمة حياتي.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
نعم. لقد كانت تجربة "شعورية"، وبالتالي ليس فيها ما يمكن تعريفه بالكلمات.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
نعم. القدرة على رؤية الهالة البشرية - والتعرف على سبعة من المرشدين الروحيين.
هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
الصوت في النور.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. أبقيت الأمر سرًّا إلى حد كبير حتى تشخيص مرض السكري بعد عشر سنوات.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
لا. على الإطلاق.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
ربما كانت التجربة حقيقية. لم تكن التجربة حقيقية بالتأكيد. لم أستطع تصديقها أو فهمها بسبب تربيتي الكاثوليكية - ومع ذلك، بعد زيارة كاهن كاثوليكي، تغير كل شيء. لقد سلمني، صدق أو لا تصدق، كتاب ريموند مودي "الحياة بعد الحياة" والذي كان قد أصدره للتو وطلب مني البحث والتعلم.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
نعم. أعود إلى الجانب الآخر يوميًّا أثناء التأمل العميق.
هل هناك أي شيء آخر تودين إضافته لتجربتك؟
أنا محظوظة لأنني كلفت بهذه المعجزة.