تجربة
ميشيل.
|
وصف التجربة
أعزائي أصحاب موقع تجارب الاقتراب من الموت.
لي صديقة من أسبانيا كانت تهتم بأبوها الذي كان في صحة سيئة. اعتنت
به لسنين وكان من المفروض ألا يعيش طويلا, أرسلت لها نسخة من كتاب الحياة بعد هذه
الحياة. كتبت إلي وقالت لقد قرأت هذا الكتاب من قبل. وقالت أنها أشترته عندما نشر
لأول مرة, وذلك لأنها مرت بتجربة للاقتراب من الموت, وأرادت أن تعرف المزيد, طلبت
منها أن تكتب لي تجربتها وأن ترسلها لي, وأرسلت لها الأسئلة التابعة لهذا الموقع.
ولكنني أجريت بعض التعديل على الأسئلة كي تلائم تجربتها.
إذا كنت تعتقد أن هذه التجربة سوف تلقي الضوء على بحثك وستنفع
الآخرين فلا مانع عندها من أن تنشرها في موقعك.
اسم صاحبة التجربة بيبا .
مع كامل الحب
ريو.
......................................
وصف التجربة
حدثت لي التجربة عندما كان عمري 20 سنة. في أكتوبر من العام 1975,
انا عمري 45 سنة, مهنتي أنني أدرس اللغة الإنجليزية في مدرسة ثانوية في أسبانيا,
أنا أسبانية ولكنني درست فقه اللغة الإنجليزية في الجامعة لمدة خمس سنين ما بين
1972 و 1977 .
حدثت لي التجربة عندما خضعت لتجربة لإزالة ورم من الرئة. أتذكر أنني
فجأة فتحت عيوني لأرى الظلام يحيط بي, ولكن كان هنالك ممرا ضيقا, كان يتسع لي كي
أمر منه, أفضى بي إلى الفضاء الخارجي. وكان مغلفا بالصمت, كان كل الكون من حولي,
ولكني لم أكن خائفة ولم يكن الوضع سيئا, بل شعرت بالأمل الكبير والنشاط والحيوية و
كنت حية وكأن كل أحلامي قد تحققت مرة واحدة.
كان الممر الذي ذهبت من خلاله براقا جدا, وكنت أرى نهايته من
بدايته. في نهايته كان هنالك شخصا ما ينتظرني, عرفت أنه المسيح عليه السلام, كان
طويلا وقويا, شعره أسود غامق طويل وابتسامة معطاءة رائعة. لا يمكن نسيان عيناه
أبدا, غامقتا اللون وواسعتان تشعان بالحب والحكمة.
كان يرتدي ثوبا أبيض طويلا وصندلا . كان هنالك بنفسه ينتظرني,
رحب بي, لم ينبس بشفة’ ولا أنا إلا أننا تكلمنا بالتخاطر, كانت عقولنا متقاربة.
وبعد ذلك بقليل كنا متواجدين داخل سفينة فضاء.
لم أراها من الخارج . رأيتها فقط من الداخل. كانت غرفة كبيرة ممتلئة
بالأنوار, وكان هنالك عدة رجال يجلسون وكل منهم أمامه لوحة تحكم. قدم المسيح كل
منهم إلي, أنها مسافرتنا الجديدة, أنها ضيفتنا. وعندها رحب بي كل واحد منهم .
بدون كلمات ولكن الكثير من الابتسامات.
كان عملهم على إدارة السفينة وكانت ملابسهم تختلف عن ملابس المسيح,
كانت ملابسهم عبارة عن ملابس رواد فضاء, ملابسهم خفيفة ولامعة, ولكنها منظورة
ورائعة تناسب المستقبل وتختلف عن ملابس المسيح.
فجأة وبعد أن ارتحت وكنت جاهزة للبقاء هنالك. أخرجني المسيح من
السفينة وقال لي يجب أن تعودي. لقد اصطحبني وابتسامته الرائعة على وجهه وبقيت
ابتسامته رفيقة دربي وحياتي, لم أعترض على قراره بل أطعته, دون ضبط أو ربط كان
صديقي ورئيسي كل حياتي. بدون أي شك.
لم يتوجب علينا أن نسير كي ندخل أو نحرج من السفينة, بل بالفكر فقط
أن نقرر الخروج فنخرج أو نقرر الدخول فندخل, تحكمت دماغنا بكل شيء. وعدت بعدما
أمرني ورجعت إلى حياتي وإلى جسدي هذا.
صحوت نعم. وناديت اسم صديقي لفترة. ربما صديقي هو الوحيد الذي كان
سيعرف وسيفهم ما مر بي.
هل يصعب وصف تجربتك بالكلمات ؟
وإذا نعم . ما هو الذي يجعل منها صعبة للتواصل.
لا أعتقد ذلك. ولكن على كل حال’ لم أحاول جاهدة لأروي للآخرين. ولم
يكن هنالك من يهتم ليعرف القصة, كل الناس اللذين أعرفهم, وكذلك معظم أصدقائي, أنهم
لا يؤمنون بالحياة بعد الموت. والكثير منهم لا يؤمن بوجود الله, ولكن صديقي يختلف
فلقد بذلك كل المحاولات كي أتذكر تفاصيل التجربة ورويتها له لأنني أعرف أنه سوف
يهتم بروايتي وسوف يصدقني.
كيف كان مستوى اليقظة والوعي أثناء التجربة؟
وهل كانت التجربة كالحلم ؟
بل أكثر واقعي من المعتاد. الأرض واقعية. كل شيء كان مشرق وهادئ.
لازلت أرى بوضوح كل ما مررت به هنالك في التجربة. ولكن في الحلم نستيقظ ’ تتلاشى
الألوان وتختفي الصور القليلة’ وهذا الأمر يختلف عن تجربة الاقتراب من الموت, لا
يزال ذلك الممر لامعا ومتألقا في ذاكرتي, وكذلك وجه المسيح, وابتسامته وقربه مني,
الناس في الغرفة, كل شيء سليم كما لو كان يحدث لي من جديد.
هل كان هنالك توقفا في القلب؟ أو توقف في التنفس ؟
لا. أعطوني مادة ما جعلتني أنام, كان وقت العملية المفترض هو ساعة
أو ساعة ونصف’ ولكنها استغرقت أكثر من أربع ساعات. لم يسألا والدي عن السبب؟
عرف عني أنني تلك التي كان لديها توقف في القلب. توقف عن النبض
واشتغلوا لفترة لإعادة إحيائي. أعلم ذلك ولكنني لا أعرف كيف أعلم بذلك.
قلتي أن وعيك أنفصل عن جسدك.
هل تستطيعين أن تشرحي ذلك الأمر.؟ وكيف كان مظهرك خارج جسدك؟
لا. فقط رأيت نفسي أمشي في ذلك الممر. ولا يوجد في غرفة العمليات.
ومظهري كان مثل مظهري العادي.
ماهي العواطف والمشاعر التي انتابتك خلال التجربة؟
عادية. على نحو ما. شعرت كأني سافرت للولايات المتحدة. ثقة وسعادة
وإثارة وأمل كلها إيجابية وسلمية.
كيف كانت مشاعرك. التي لها صلة للحدث الذي ستصفه خلال إجاباتك
القادمة.
هل سمعت ضجيجا أو أصواتا غير عادية؟
لا . لا أذكر ذلك.
هل صادفت ضوءا؟ إذا كان الجواب نعم . نرجو الشرح.
الممر كان لامعا جدا, لا شيء يقارن به هنا. لم يؤذي عيناي بتاتا
ولكنه كان براقا جدا. كان مزيجا من الأصفر والأبيض. مثل شعاع الشمس. كنت أمشي به. ولكن
كل ما حوله كان مظلما وصامتا.
غير السيد المسيح.هل عرفت أناس رأيتهم هنالك؟
كيف كان الاتصال بهم.
لا. لم أعرف أي أحد في سفينة الفضاء. كانوا غرباء. عرفهم المسيح علي
ورحبوا بي. بدون كلمات. ولكن بروتينية وكأنهم فعلوا ذلك مرات عديدة.رحبوا بي
والتفتوا لعملهم. وجعلوا السفينة جاهزة للانطلاق.
هل تم مراجعة أحداث من حياتك؟
لا.
خلال التجربة هل تعلمت شيئا لم تعرفه من قبل؟
تعلمت أن شخصا مثلي. غير مهم وغير معروف. صغير وكلي عيوب, كنت
محبوبة من الله لدرجة أنه أرسل المسيح لاستقبالي, علم الإنسان وعلم الله مختلفين
كليا. بالعين البشرية لا نستطيع أن نرى المغزى ولكن بعين البصيرة نرى الكثير. أنها
عين شيئا ممكن الروح.
هل تعلمت شيئا ممكن أن يساعدك أن تعيش حياتك الآن؟
نعم. تعلمت أن هذه الحياة هي مجرد بروفة. أحاول التصرف بشكل جيد.
سيكون الأداء أفضل لاحقا. وسنتشجع في التغلب على الصعوبات. لنكون شرفاء وصادقين.
ويكون لدينا السلام والمحبة والعدالة ولكي أعرف أنني لست مجرد شخص حارس للأسف.
هل شرحوا لكي سبب وجودك في الحياة ومهمتك بها ؟
ليس بالفعل. ولكني ملكت دليلا هو أنني سوف أعيش إلى الأبد. وستكون
أمامي فرص عديدة. انا أقصد بعد الموت. عندها سأكون متحررة من جسدي. كانت تلك رسالة
أمل لي. إلا إذا رويت قصة تجربتي لكل من أراد أن يصغي. لم يقل لي المسيح أذهبي
وقولي هذا أو ذاك.
هل لاحظتي أو سمعتي أشياء بخصوص أناس أو بخصوص أحداث حصلت وأنتي في
التجربة وقد تحققت لاحقا ؟
لا.
هل زرتي أو رأيتي مواقع جميلة في مستويات أو أبعاد أخرى؟
نعم. كنت في الفضاء الخارجي. مررت من الأرض إلى بعد آخر. ولكن
الظلام ساد هنالك. لم أرى نجوم. ولكن الوضع كان ممتعا. جمال نقي وأمل جميل. سلام
وهدوء. ذلك كان في الممر. وكان المسيح ينتظر ني هنالك.
هل كنت تشعر باختلاف الزمان والمكان ؟
كل شيء كان منطقي بالنسبة لي. لا شيء صدمني أو فاجأني.
هل لديك أحساسا عالميا أو طلبا عالميا ؟
إذا نعم أشرح ذلك وشاركنا بالأمر.
ملكت شعور أنه في نهاية الممر. تستمر الحياة. وهنالك فرص أخرى.
الرغبة في التعلم والحب, وهذا هو الغرض العالمي. لم يقال لي هذا ولكني فهمته لوحدي.
لدي البديهة في الحياة اليومية. فما أدراك بما كان في التجربة.
هل أصبحت تملك ملكة التنبؤ بالأحداث في الحياة؟
لا.
ماذا كانت مشاعرك عندما عرفت أنك سوف تعود مجددا لهذه الحياة؟
شعرت بالحزن لأنني بكيت كثيرا.
هل أصبحت تملك بعض المزايا والهبات نتيجة للتجربة ولم تملكها من
قبل؟
كنت دائما أملك الحاسة السادسة. أنا أعرف كيف يشعر الناس. أحيانا
أستطيع أن أقرأ أفكار الناس. وأستطيع أن أحس بخوفهم. انعدام الأمن. وجانبهم السيء.
أحس عندما يخاف الناس أو عندما يعانون. حتى ولو لم يبوحوا بمكنونات صدورهم. لا زلت
لا أعرف كيف أساعدهم. ولكن مع الوقت سأعرف كيف. لأنني أحبهم. لكني لا أتبع أي صيغة
لمساعدتهم. أتبع ما يقول لي قلبي ولكن أحيانا لا أستطيع أن أساعدهم. كأن موجتهم
تختلف عن موجتي في الاتصال.
هل شاركت الآخرين بتجربتك؟
ليس الكثيرين. بل المقربين مني فقط. ثم احتفظت بها عميقا داخل قلبي.
الناس لا يؤمنون بهذه الأمور. ولهذا لا نتكلم عنها. يقولون أنها تنتمي لعالم آخر
ولا يعرفون كيف يتعاطون معها.
هل تأثروا من تجربتك؟
حسنا. إذا تأثروا من شيء. نظروا إلى الأمر بعدم جدية. وكأنني أتكلم
هراء.
ماهي المشاعر التي تملكتك بعد التجربة؟
لم أفكر بذلك كثيرا. أعرف أنها هبة عظيمة. لا أضيع الكثير من وقتي
في التفكير بالأمر. لأن ذلك سيشغلني عن عملي.
ماذا كان الجزء الأفضل وماذا كان الجزء الأسوأ في التجربة ؟
كانت كلها جيدة وكنت أرى المسيح إلى جانبي طوال الوقت. كل ما حدث
كان عظيما. فقط كانت لوقت قصير.
هل ترغبين بإضافة شيء للتجربة؟
سيحدث عندما تموت. ليس قبل ذلك. أو عندما تقترب من الموت. الذكريات
والتفاصيل. لذلك فلقد كنت بالقرب من الموت لفترة وجيزة فقط. وهذا هو السبب أن وقتي
كان قصيرا جدا. المسيح كان هنالك أيضا. لم يستطيع الأطباء جعل قلبي ينبض مجددا. كان
الأطباء مشغولين في إعادة أحيائي. أراني الممر للحياة القادمة. وجعلني أعود لأمي
ولأبي. لأنني كنت كل حياتهم. وكنت لصديقي كل حياته أيضا.
نقلها إلى العربية :
بهجت حسان
غزة – فلسطين.