وصف التجربة:

ذات مرة كنت هامدًا على الأرض بعد أن سقطت، واقترب جيراني ووالداي للتحقق من حالتي. جاءت أمي بجانبي وقبلتني باكية. وفي تلك اللحظة رأيت نفسي وأمي وبقية الناس بجانبي. كنت أطفو فوقهم.

ثم وجدت نفسي في نفق يوجد في نهايته ضوء جاهر مائل للبياض إلى يساري. وفجأة كان شخص ما يقترب من هذا المخرج ويشجعني على السير نحوه. لم يتحدث معي هذا الشخص لكن بدا الأمر كما لو أنه تحدث. وعلى الجانب الأيمن رأيت ظلامًا دامسًا. كنت خائفًا لكنني قررت المضي نحو هذا الظلام. فاضطرب الشخص الموجود في الضوء وأصبح عصبيًّا وأخبرني أنه لا يستطيع مساعدتي هناك، وأن عليَّ العودة على الفور.

لم أهتم في البداية وواصلت السير نحو ذلك الظلام الكئيب. فأصبح النفق أصغر وأصغر ولم يكن بالإمكان رؤية الضوء لكنني واصلت المضي قدمًا على ركبتي حتى أشعر بوجود شخص ما أو شيء ما. لقد كنت مضطربًا وقلقًا وغير سعيد، وشممت رائحة نتنة كانت تتزايد، وبدا الهواء ثقيلًا. قررت العودة ولكن لا توجد مساحة كافية للعودة إلى الوراء لذا بدأت أعود إلى الوراء على ركبتي. قبل الدخول في النفق سمح لي بالتقدم ولكن الآن بدا أن الطريق يحتوي على حشائش وأغصان لكنني واصلت العودة إلى الوراء وكنت خائفًا للغاية لدرجة أنني بدأت أدعو بصوت عالٍ.

وبعد أن وصلت إلى منطقة أوسع من النفق استدرت ورأيت الضوء، كان صغيرًا جدًّا. واصلت الدعاء. وعندما تمكنت أخيرًا من الوقوف بدأت في الجري؛ كنت حينها بالقرب من الضوء ولم أر ذلك الشخص الذي كان يرشدني في البداية، لم أجد أحدًا. عندما وصلت إلى النور كنت سعيدًا ومرتاحًا وبعد ذلك رأيت من على البعد ذلك الشخص الذي استقبلني أولاً يقول لي وداعًا؛ كان هذا الشخص سعيدًا ومبتهجًا وكذلك كنت أنا. أفهمني هذا الشخص أنني يجب أن أبقى هناك وألا أذهب نحوه أو نحو الظلام.

وإلى هنا تنتهي تجربتي. بعد ذلك استيقظت في وحدة العناية المركزة.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: فبراير ١٩٩٠.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل مررت بحدث يهدد الحياة؟ لا. حادث. محاولة انتحار. "حدث يهدد الحياة ولكن ليس الموت السريري" سقطت من الطابق الرابع. ليس لدي أي إعاقة جسدية نتيجة لهذا السقوط. كنت فاقدًا للوعي لمدة ١١ ساعة.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مخيفة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم، كان من الواضح أنني تركت جسدي وكنت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. عزز وعيي وانتباهي لأن ذلك الشخص الذي أراد أن يرشدني لم يتحدث معي. كان الأمر أقرب إلى سماع هذا الشخص داخل عقلي وأفكاري.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما كنت في النفق كان الأمر كما لو كان لدي وعي بنسبة ١٠٠٪.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت بشكل لا يصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أو أبطأ؟ بدا أن الوقت كان يمضي بوتيرة أسرع من المعتاد، بالنسبة لي استغرق الأمر بضع ثوان، تطور كل شيء بسرعة كبيرة إلا عندما كنت داخل النور حيث بدا أن الوقت قد توقف.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة.. رأيت كل شيء باللون الأبيض والأسود وظلال الرمادي.

هل بدا لك أنك كنت على دراية بأشياء تجري في أماكن أخرى كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ كلا.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم، كان للنفق جزء يوصلك إلى الضوء السماوي وآخر يقودك إلى الظلام المطلق. كان الجزء المؤدي إلى الظلام يضيق كلما تقدمت. يوجد به أغصان وأعشاب تمارس عليك الكثير من المقاومة إذا أردت العودة إلى النور.

هل رأيت أي كائنات في تجربتك؟ كلا.

هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ غير مؤكد، رأيت كائنًا واحدًا فقط. قد يكون جدتي لكني لا أعرف حتى الآن.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت ضوءًا غريبًا؟ نعم، ضوءًا سماويًّا ذا سطوع مذهل. ينقل الكثير من السلام والسعادة.

هل بدا لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ على الرغم من أنني شعرت بالسلام الداخلي والسعادة في النهاية، يمكنني القول بأن التجربة كانت أسوأ من الكابوس. كانت مخيفة وسيئة لأنني كنت غير سعيد في معظم جوانبها. شعرت بالكرب والخوف وألم الروح.

هل كان لديك شعور بالسلام أو السعادة؟ الراحة أو الهدوء.

هل كان لديك شعور بالفرح؟ سعادة.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ كلا.

هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ لا، كل من يفعل أشياء شريرة لجيرانه أو لله فهو يفعل ذلك لنفسه حقًّا. يكفيك التوبة والإيمان بالله؛ وسوف يغفر الله كل شيء.

هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟ كلا.

هل وصلت حدًّا أو نقطة لا عودة؟ وصلت حاجزًا لم يسمح لي باجتيازه؛ أو أرجعت بعكس رغبتي.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالي. أفضِّل تعريفه بأنه إلحاد ضد الإيمان المسيحي والكنيسة ويسوع المسيح.

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم، لقد تحولت ١٨٠ درجة في حياتي الدينية وفي علاقتي مع الآخرين. أنا الآن شخص أفضل بكثير من ذي قبل.

ما هو دينك الآن؟ معتدل. أومن بالله الأب القدير خالق السماء والأرض، وأومن بيسوع المسيح ابنه الوحيد، ربنا ..... أنا كاثوليكي رسولي ممارس.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، لقد تحولت ١٨٠ درجة في حياتي الدينية وفي علاقتي مع الآخرين. أنا الآن شخص أفضل بكثير من ذي قبل.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ كلا.

فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة خاصة أو معلومات عن هدفك؟ غير مؤكد، في البداية أعتقد أنه لم يكن لدي أي فكرة عما حدث لي. لكن بعد سنوات وبعد التحدث إلى الناس، أعتقد أن تجربتي كانت تدور حول ما يحدث عندما يقرر الناس عدم دخول النور، وما يجدونه ويشعرون به.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لا.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ لا.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم عندما أكون مضطربًا أو يكون لديَّ شعور تلقائي بالتوتر أعلم أن شيئًا ما سيحدث وعادة ما يكون هذا الحدث غير جيد، إذ تحدث وفيات في معظم الأوقات. وبدقة لا تصدق، يمكنني معرفة ما سيحدث.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، يسميني الناس مازحين "شامان". عندما أخبرهم بما أعتقد أنه سيحدث وبسبب حقيقة أن هذه الأحداث مرتبطة عمومًا بالوفيات، فإن الناس يخافون كثيرًا.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) من حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد. وقد علمتني الكثير في ما يتعلق بالكيفية التي يجب أن نتصرف بها نحن البشر اتجاه أنفسنا واتجاه الآخرين.

في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا.

هل لديك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ لا شيء.