تجربة بيتر ر، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
حدثت تجاربي السلبية الثلاث في منتصف عام ٨٧ وخلال فترة ٣ أشهر.
الأولى: لقد كنت أعيش حياة قاسية، وأنهكت قلبي لدرجة أنه توقف في النهاية. وشعرت بصعوبة في التنفس واستلقيت على أرضية شقتي. شعرت بعد ذلك بألم مذهل، لم أشهده من قبل. كان شديدًا؛ فتناولت سكينًا لأقتل بها نفسي هربًا من الألم. فشعرت وكأن شريطًا فولاذيًا قد تم إحكامه حول صدري لدرجة أنه قضى علي. وعندها فكرت في الزحف إلى الطابق السفلي لكي أصل لفتاة شابة تعيش هناك للحصول على المساعدة، إلا أني علمت بأنني لن أفلح في ذلك، وإن تمكنت من الوصول إليها بطريقة أو بأخرى، فسوف أموت أمامها. وفكرت في تأثير موتي الشنيع عليها، [كانت في الحادية والعشرين من عمرها] فاعتقدت أنه من الأفضل أن أبقى حيث كنت وأدع الطبيعة تأخذ مجراها. لقد بللت نفسي، وكان أنفي وعيناي يرشحان. شعرت بعد ذلك بفزع فضولي لما كان يحدث، وفقدت كل الإحساس في جسدي المادي. توقف سمعي، ولم يعد بإمكاني تحريك أو تركيز عيني، لكنني ما زلت أرى.
ثم كنت خارج جسدي. لا أدري كيف، كنت فقط خارجه. كنت واقفًا، وكانت هناك روح تنتظرني. نظرت ورائي فرأيت جثة ملقاة على الأرض. كنت على وشك أن أقول للروح؛ مهلًا، هناك شخص ما على الأرض... إلا أن الفكر صدر مني كصراخ، وأدركت أن تلك الجثة كانت أنا. فرجعت إلى الروح معتقدًا بأنني قد مت.
قالت الروح [عن طريق الفكر] 'لقد كان ذنبك هو أنك قد مت، لأنك لم تكن ترعى نفسك. ويعتبر ذلك شكلاً من أشكال الانتحار، وهناك عقوبة عليك دفعها. فظهرت شاشة بعيدة أمامي، تصور الجوانب السلبية لشخصيتي في هيئات بشرية. أصبحوا يتحركون وبدؤوا في مهاجمتي. لقد ركلت ولكمت. وشعرت بالألم عند كل احتكاك. والغريب، لم أكن بحاجة إلى الدفاع عن نفسي أو محاربة المهاجمين. حيث انتقلوا إلى الوراء كما لو أنهم كانوا في حالة ترجيع وعادوا إلى الشاشة كما كانوا قبل أن يتحركوا.
قالت الروح بعد ذلك: "ليس لديك أي حق في أن تؤذي نفسك أو أي شخص آخر، لأنك أنت وأي شخص آخر ملك الله"، حدث كل ذلك في فراغ أسود. لم يكن هناك شيء. تم تضخيم جميع الجوانب السلبية في طبيعتي أكثر بكثير مما هي عليه هنا في المجال المادي. ولم يكن بإمكاني الهرب من نفسي. بعد ذلك تم وضعي في جسدي من جديد، وبدأت أجر نفسي تدريجيًا في نفس الوقت. وبعد مرور سنوات عديدة، أدركت أنني منحت فرصة أخرى للبقاء لأنني قدمت صلاح حال فتاة شابة على صلاح حالي، رغم أنني كنت على حافة الموت.
الثانية: توقف قلبي ورئتاي من جديد ومررت -إلى حد كبير- بنفس التفاعلات البدنية التي كانت في التجربة الأولى. كنت أعرف أنني ذاهب إلى ذلك الفراغ الأسود مرة أخرى، فدعوت. لم أطلب الرحمة أو أي شيء من هذا القبيل، كل ما يمكنني قوله هو أنني لم أكن مسؤولاً تمامًا عن الحالة الذهنية والعاطفية التي كنت فيها. وكان ذلك كافيًا للسماح بعكس عملية الموت.
الثالثة: فشل القلب/الرئة مرة أخرى. ذهبت إلى الفراغ الأسود. كنت في جحيم أفعالي. كنت "ملعونًا" عاطفيًا وعقليًا. لم يكن لدي أي خيار سوى مواجهة نفسي وعرفت أني محكوم علي بالبقاء حيث كنت، حتى بذلت جهدًا في التفكير والعيش بشكل مستقيم. كانت جميع تلك التجارب خالدة، وإن مرت ثانيتان هنا في العالم المادي، فهناك "الأبدية". آمل أن أكون قد عبرت عن نفسي بشكل معقول. إذ لا يمكنني إثبات ما جربته، حيث يظل دائمًا ذا طابع شخصي بالنسبة لصاحب التجربة. وحتى لو كان بإمكاني إثبات جميع الأمراض بسجلات طبية، فإنه لا يزال عصيًا علي إثبات التجارب الفعلية خارج الجسد. أعلم أن هذا سوف يساعد بعض الناس. فكلنا سنذهب إلى مكان ما بعد مغادرة الحياة المادية.
معلومات أساسية:
الجنس: ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
منتصف ١٩٨٧.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
نعم، مرض أزمة قلبيَّة. فشل القلب/الرئة.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟
مختلط.
هل هناك أي أدوية أو مخدرات يمكنها أن تكون قد أثرت على التجربة؟
غير مؤكَّد، كنت أستعمل الأمفيتامينات.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
لا.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
غير مؤكَّد، كنت في جسدي عند لحظة ما، ثم خرجت. لم أشعر بأي انتقال داخل جسدي أو خارجه.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
قريب من الإدراك البشري، إلا أنه أعلى.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى، الوقت كما هو الحال دائمًا، (في العوالم الروحية) كان أكثر حضورًا من أي وقت مضى في ذلك الحين.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
لا.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
كنت أعرف التأثير الذي كان يمكن أن يحدثه موتي على السيدة الشابة في الطابق السفلي، تقريبًا كما لو أنني جربت حالتها العقلية والعاطفية قبل وبعد وفاتي.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
لا.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
نعم، تلك الروح التي تم إرسالها لمساعدتي، وتلك الجوانب المتحركة من شخصيتي، رغم أني أعتقد بأنها انقلبت ضدي لتلقيني درسًا.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
لا.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
الحزن الشديد والخوف.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون، أدركت -دون إخباري- ما هو مهم في الحياة. (أحبب نفسك، لأن هذا مؤشر على مدى قدرتك على حب الآخرين).
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟
لا.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
لا.
هل جئت إلى حد أو نقطة لا عودة؟
لا.
الله، الروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
غير مؤكَّد.
ما هو دينك الآن؟
ليبرالي.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم، أرادت الروح فقط أن تعرف مدى حبي لنفسي، لأن ذلك يلعب دورًا رئيسيًا في مدى حبي للآخرين.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
كانت التجربة مع مرور الوقت:
متزايدة.
ما هي التغييرات الحياتية التي حدثت في حياتك بعد تجربتك؟
لقد علمت أنه من المفترض أن نكون مسؤولين عن أنفسنا وعن بعضنا البعض، لأن ما نقوم به لأنفسنا ولبعضنا البعض في الواقع يشعر به الخالق.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
أنا أقل محاكمة للناس. وأعتبر الوظيفة خدمة عامة أولاً، ووسيلة لتحقيق غاياتي الشخصية ثانيًا. (ليس سهلاً كما يبدو!!).
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
لا.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
غير مؤكَّد، ليس لدي أدنى شك في أن قدراتي قد زادت بعد التجربة.
هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
الأسوأ؛ تعلمت أن هناك حقيقة سلبية مغايرة. الأفضل؛ لقد تعلمت أننا نحصل على فرص متعددة لمساعدة أنفسنا عندما نواجه مشكلات كبيرة تحتاج التعامل معها.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم، الإنكار والشفقة. وفي كثير من الأحيان الازدراء من الاعتراف بالروحانية/المسيحية وما إلى ذلك من ما عند الناس.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟
نعم، إن كان بإمكاني إثباتها بطريقة أو بأخرى، لفعلت كل ما بوسعي للقيام بذلك.