تجربة د. رالف ه، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
أروي لكم هذه القصة ببعض التحفظ. لأن بعض المسيحيين يشيرون إلى اعتقادهم أن "رؤيتي" لا يمكن أن تكون ذات صلة بالله. سأستخدم كلمة "رؤية" في سرد هذه القصة لعدم وجود كلمة أفضل. لا أقصد رؤية تحمل دلالات وحي جديد أو التحدث وجهًا لوجه مع الله أو أي شيء من هذا القبيل. كنت أسمي هذا الحدث حلمًا ولكنه كان مختلفًا تمامًا عن أي حلم عشته في حياتي. كنت هناك! بلحم ودم حقيقيين، أقف في مرج وأعيش إحساسًا عاطفيًّا لا يمكن وصفه بأي لغة أعرفها. لكنني سأعتزم المحاولة ...
بعد جراحة مجازة الشريان التاجي يوم الخميس كنت على ما يرام حتى مساء السبت الذي عانيت فيه أول سكتة قلبية (توقف القلب عن النبض). لقد أصبت بنوبتين قلبيتين شديدتين لكن كانت هذه أولى أزماتي. كنت أتناول الكثير من مختلِف الأدوية وبدأ قلبي بالفشل وانخفض ضغط الدم إلى مستويات منخفضة للغاية. لقد أصبت أيضًا بالوذمة الرئوية (السائل الذي يملأ الرئتين) إلى جانب قصور القلب. ونتيجة لذلك امتلأ ذهني بالألم والعطش والخوف والارتباك. وصل جميع أفراد عائلتي من أربع ولايات مختلفة متوقعين موتي.
كنت أحدق في السقف سامعًا كل الضجيج والارتباك من حولي وكذلك مزمار القربة البعيد! كنت أرى جهاز المخاطبة العامة على السقف. كنت أشعر بالفضول وقليل من التسلية في ما يتعلق بمصدر موسيقى مزمار القربة وسببها في غرف وحدة العناية المركزة. بدأ الأمر بعيدًا جدًّا ولكن ببطء استطعت سماعه بوضوح أكبر وأدركت أيضًا وجود بعض الغناء. وفي مرة ما عرفت النغم وبعض الكلمات. وعندما حاولت إخبار عائلتي وطلبت منهم كتابة الكلمات، شعروا بالضيق والخوف. ظنوا أن هذه كانت مجرد هلوسات وهذيان لرجل يحتضر. مرت ثلاثة أسابيع قبل أن أتمكن من إقناعهم أن الأمر كان أكثر من ذلك بكثير لكن بحلول ذلك الوقت كنت قد نسيت ذلك النغم. هذا النغم الأيرلندي لم يكن رقصة ولا نشوة. كان حيًّا، موسيقى من نوع ممتع. في الواقع كنت أصف في البداية ذلك الرجل الذي رأيته بأنه مسافر. وبينما كانت الموسيقى تملأ الغرفة، تلاشت الغرفة وكنت أقف -سليمًا وقويًّا- على قمة تل صغير داخل منظر طبيعي من التلال المتعرجة. كنت أنظر أسفل التل المتعرج فوق مرج واسع حيث كان رجل صغير يلبس أزرة يبتعد عني وهو يعزف مزمار القربة ويغني. لم أر وجهه قط ولم يتوقف عن المشي. عندما كنت أقف هناك، تغلبت عليَّ مشاعر أصبحت مبتذلة عند وصفها بأوصاف مثل الحب والسلام والرضا والأمل والفرح وما إلى ذلك. ولكن هذه الأوصاف هي أفضل ما يمكنني تقديمه. أتذكر ذات مرة عندما وقفت متعجبًا في هذا السلام والفرح، فكرت في نفسي أن هذا هو ما كنت أطمح إليه طوال حياتي. كل ما فعلته -بخيره وشره- كنت أحاول في النهاية الوصول به إلى هذا الشعور بالسعادة.
وإلى جانب هذه المشاعر، كانت لدي رغبة شديدة في عدم المغادرة، شعرت برغبة ملحة في متابعة ذلك الرجل إلى أسفل المرج. لكنني علمت أنه إذا فعلت ذلك فلن أتمكن من العودة. وفي اللحظة التي كنت فيها مستعدًّا للمتابعة، كانت أفكار زوجتي وأطفالي الأربعة المراهقين تتبادر إلى ذهني وكنت أعلم أنهم ما زالوا بحاجة إليَّ. كنت أتخذ قرارًا واعيًا بالبقاء في كل مرة. وفي إحدى المرات أخبرت الرجل أنني لا أستطيع الحضور الآن لكنني سأحضر لاحقًا. علمت لاحقًا أن إحدى ممرضاتي (جانيس) قالت إنهم عندما صدموني للمرة الثانية بدأ قلبي ينبض وعدت مرة أخرى وتمتمت بشيء مثل "سأعود لاحقًا".
وكما أسلفت، تكرر هذا الحدث بالطريقة نفسها تقريبًا عشر مرات. كان مشهد ذلك التل أشبه بما أتخيله عن أيرلندا أو اسكتلندا. وبخلاف كونه أجمل مشهد رأيته في حياتي، لم أجد في هذا المشهد شيء غير طبيعي. كنت أرى صخورًا وكتلًا من العشب وسماءً زرقاءَ ذات غيوم متفرقة. كان المكان حقيقيًّا جدًّا بالنسبة لي. لم أزر أيًّا من هذين البلدين ولا أتذكر رؤية صورة لهما تشبه رؤيتي. كنت أقف على قمة تل صغير يطل على مرج ذي تعرج ممتد في المسافة. وإلى يساري يوجد سياج حجري قديم ينزل عبر المرج. كان الرجل الصغير يبعد حوالي عشرين ياردة مني أسفل المنحدر. وإلى اليمين بعيدًا يوجد خط ساحلي صخري تتكسر فيه الأمواج فوق الصخور.
ما حقيقة هذه المظاهر الاسكتلندية الأيرلندية؟ كان جدي لأمي هو جون ماكدونالد وكنت قريبًا جدًّا منه عندما كنت طفلًا. كان أجدادي يعيشون في مكان قريب جدًّا وقضيت الكثير من الوقت معهم. كان الجد عاملًا مجتهدًا ورجلًا صالحًا وربى عشرة أبناء. كان يستمتع بالقليل من الويسكي من وقت لآخر. لم أره قط يشرب في المنزل، ربما باستثناء بيرة في مرة واحدة بينما كنا نستمع عبر المذياع إلى الكرادلة وهم يضربون الأشبال. لكن في ليلة السبت، كان يسير لمسافة مربوعين من الأبنية في الشارع إلى حانة بالدي وشرب البيرة وجرعات من الويسكي. كان يعود إلى المنزل في حوالي منتصف الليل وعادة ما يغني بعض الأغاني الأيرلندية القديمة التي تعلمها في شبابه. لا يزال بإمكاني سماع بعضها. أحببت جدي وما زلت أفتقده. مات عندما كنت في الثانية عشرة من عمري.
على أي حال، على الرغم من أنني من الناحية الجينية ثلثي أيرلندي فأنا أدَّعي أن هذا تراثي. لست متأكدًا من علاقة ذلك بالرؤية لكن هذا هو الرابط الوحيد الذي يمكنني العثور عليه. أمي -متربية على المدرسة القديمة الكاثوليكية قبل الفاتيكان الثاني- متأكدة أنني رأيت جدي يرحب بي في الجنة. لا أعرف؛ وعلاوة على ذلك، لا يهمني! ليست الرؤية هي المهمة. بل تأثيرها هو المهم. وعلى الرغم من أنني مسيحي اسميًّا، كنت منهمكًا جدًّا في مسيرتي المهنية ونجاحي وثروتي المادية وما إلى ذلك. أظهرت لي هذه التجارب أن الله يحب عائلتي ويحبني. سألني أحد المسيحيين المتشككين كيف عرفت أن هذه الرؤية كانت من الله (كان منزعجًا من الصور الكلتية). أجبته أنها إذا كانت من الشيطان فمن المؤكد أنها جاءت بنتائج عكسية! لقد جاء يسوع حقًّا إلى حياتي بعد ذلك (بعد أن سمحت له بالدخول أخيرًا). كانت التجارب التي تظهر أمامي كثيرة جدًّا بالنسبة لي للتعامل معها بمفردي ورأى الله أن الروح القدس معي دائمًا. كان من المقرر أن أقضي ثلاثمئة وعشرين يومًا في المستشفى، وعلى أجهزة الإنعاش القلبي لمدة تزيد عن ستة أشهر، ثم أخضع لعملية زرع القلب، تليها العديد من المضاعفات الخطيرة قبل العودة إلى المنزل. لقد مرت سبعة أشهر قبل أن أعود إلى بعض الأعمال بدوام جزئي. لكن عائلتي وأنا مررنا بكل ذلك ونحن جميعًا سعداء ومقتنعون ومخلَّصون! نحمد الله ربنا المهيب المحب!
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
الثالث عشر والرابع عشر من يوليو، ١٩٩٧.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟
نعم، أزمة قلبيَّة. لقد عانيت عشرة سكتات قلبية في أربع وعشرين ساعة، وكان لا بد من "صدم قلبي" في كل مرة. إن التجربة الموصوفة في هذا السرد حدثت مع كل النوبات، يحدث الشيء نفسه في كل مرة.
كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟
رائع.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
لا.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
وعي وانتباه عاديان.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
كنت في حالة خطيرة للغاية واقتربت من الموت ولكن في أثناء الرؤية كنت سليمًا وقويًّا وفي حالة انتباه تام.
هل تسارعت أفكارك؟
تسارعت بشكل لا يصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
لا.
يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
لا.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد تحقق من الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
لا.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
نعم. رجل صغير القامة يلبس أزرة ويعزف مزمار القربة.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
لا.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
ذُكِرَت أعلاه. السلام والفرح والحب والرضا وعدم الرغبة في المغادرة بسبب الشعور الرائع.
هل كان لديك شعور بالفرح؟
فرح لا يصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
نعم. كنت أعرف أنني إذا بدأت السير في المنحدر متَّبعًا عازف القربة فلن أتمكن من العودة.
الله والروحانية والدين:
ما دينك قبل تجربتك؟
تربيت على الرومانية الكاثوليكية لكني لم أكن نشطًا.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
نعم. ذُكِرَت أعلاه. لقد تحولت من كوني مسيحيًّا اسميًّا، لكنني غير نشط. أنا الآن مسيحي أصولي يؤمن بالكتاب المقدس.
ما دينك الآن؟
محافظ/أصولي. المعمدانية الجنوبية.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم. ذُكِرَت أعلاه. لقد تحولت من كوني مسيحيًّا اسميًّا، لكنني غير نشط. أنا الآن مسيحي أصولي يؤمن بالكتاب المقدس.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
نعم. معرفة محبة الله لي ولعائلتي.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
نعم. من السهل وصف الجوانب المرئية والسمعية لكن من المستحيل وصف الجوانب العاطفية/ الروحية.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
نعم. كنت في غيبوبة لمدة أربعين يومًا بعد جراحة الزرع، وخلال هذه الفترة "حلمت" بمواقف أو أحداث تحققت لاحقًا. على سبيل المثال، حلمت أنني وزوجتي كنا نقضي إجازتي في موقع استوائي. تناولنا عصير البرتقال والقهوة في وقت مبكر من صباح اليوم التالي وخرجنا إلى الشرفة المطلة على حديقة استوائية. كان الجو دافئًا ورطبًا تفوح منه رائحة الزهور الحلوة في الهواء. تناولت شرابًا من عصير البرتقال، والتفت إلى زوجتي وقلت: "يا إلهي! هذا أفضل عصير برتقال تذوقته على الإطلاق!". وفي عام ٢٠٠١، ذهبنا إلى نابولي بولاية فلوريدا لحضور اجتماع طبي. وصلنا متأخرين إلى فندقنا. صعدنا وناديت موظفي خدمة الغرف لطلب القهوة وعصير البرتقال. أشرقت الشمس وأخذنا مشروباتنا إلى الشرفة وكنا نطل على مشهد مشابه جدًّا لذلك المشهد الموصوف أعلاه. ثم تناولت مشروبًا من عصير البرتقال وعلقت لزوجتي على مدى جودته. وفي تلك اللحظة، تذكرت "الحلم" الذي رأيته قبل ثلاث سنوات. لقد عايشت عدة حالات أخرى من التحذيرات التي تحققت لكن حدث جميعها في أثناء غيبوبتي وليس بعد ذلك الحدث. لم يكن أي منها مهمًّا بشكل خاص. لم يكن الأمر كما لو كان لدي إنذار مسبق بوفاة أحد أفراد الأسرة أو الفوز باليانصيب.
هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
نعم. لقد أظهرت لي المشاعر والعواطف التي عشتها أن الله يحبني ويريدني أن أكون معه إلى الأبد. لم يُتحدث بهذا لكن الرسالة كانت واضحة.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. أخبرت عائلتي وأصدقائي عنها بأسرع ما يمكن، في غضون أيام قليلة، لكن عائلتي وأصدقائي كانوا خائفين ولم يرغبوا في أن أتحدث عنها في ذلك الوقت. وبعد بضعة أسابيع، تعافيت بما يكفي لأخبرهم القصة كاملة. كان رد فعلهم مختلطًا. البعض متأكد من أنني عانيت فقط آثار الأدوية ونقص الأكسجين في عقلي. في حين أخذها البعض على محمل الجد وغير حياته.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
لا. لم يكن لدي الكثير من الاهتمام بهذا الموضوع. لم أقرأ كتابًا عن هذا الموضوع مطلقًا ووجدت هذا الموقع منذ بضعة أيام فقط. أنا عالم عملي وواقعي. كان شعوري أنه لا يوجد دليل يمكنه إثبات أو دحض هذه الظاهرة، ولذلك فهي لا تستحق الكثير من الاعتبار.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.
هل يوجد أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟
لقد تحدثت بحرية أمام عدة مجموعات عن هذا الأمر والحمد لله على هذه الفرصة.
هل يوجد أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟
أرغب في رؤية تقارير تجربة الاقتراب من الموت مصنفة. إن قصص الضوء/ النفق مختلفة تمامًا عن ما عشته. لقد قابلت شخصًا مر بتجربة اقتراب من الموت ذات طبيعة مماثلة لطبيعة تجربتي (السيناريو مختلف تمامًا ولكن الخيارات والعواطف نفسها). أود أن أعرف مدى شيوع هذا.