تجربة رانيل والاس، في الاقتراب من الموت
|
تجربة استثنائية تمت مشاركتها من موقع www.near-death.com.
https://www.near-death.com/experiences/exceptional/ranelle-wallace.html
وصف التجربة:
في 9 أكتوبر 1985، حاولت رانيل والاس وزوجها التحليق بطائرتهما ذات المحرك الواحد من خلال عاصفة ثلجية في وسط يوتا. فأصبحا مشوشين وتحطما على جانب الجبل، وتحولت مركبتهما الصغيرة إلى جحيم مستعر. لقد احترق أكثر من 75٪ من جسد رانيل وتفحم، وقد عانت من ألم شديد في كفاحها من أجل حياتها بينما صعدت إلى سفح جبلي متعرج وغير آمن طلبًا للمساعدة. وبعد أن فعلت كل ما بوسعها، استغنت عن حياتها أخيرًا عندما قال المسعف، "توقفي عن الكفاح، سنقوم بكل شيء نيابة عنك!" توفيت رانيل والاس في ذلك الوقت - بعد ست ساعات من تحطم الطائرة. إن ما حصل لها بعد ذلك استحوذ على قلوب الآلاف من الذين سمعوا برحلتها المذهلة إلى ما وراء هذه الحياة.
يعد أحد جوانب تجربتها في الاقتراب من الموت غير عادي للغاية ومدهش جدًّا. فبينما كانت في السماء، رأت ابنها الذي لم يولد بعد في هذا العالم. وهذا الجانب من تجربتها هو ما يجعل تجربتها في الاقتراب من الموت فريدة من نوعها. وفيما يلي مقتطفات من كتابها، الحرق في الداخل (The Burning Within) والذي تصف فيه تجربتها المذهلة في الاقتراب من الموت. كما يمكنك العثور على مزيد من المعلومات في صفحة رانيل على فيسبوك على www.facebook.com/ranelle.wallace.
وصف التجربة:
في تلك اللحظة تم امتصاصي داخل أنبوب ضيق، وبدأت أطير عبره لنحو أقدام في البداية. لقد كان هذا الأنبوب ضيقًا للغاية، وأصبحت أكثر خوفًا لأنني شعرت تقريبًا وكأن جسدي كان يمتص من الداخل إلى الخارج. وكانت سرعتي هائلة ولا توصف. لم يحدث شيء على وجه الأرض بهذه السرعة، ولا شيء يمكنه ذلك. شعرت كما لو أنني كنت أتجاوز المجرات، حيث كانت الألوان والأضواء بجانبي مباشرة، وكانت تتناوش ضدي تقريبًا، فتصاعدت مخاوفي.
ثم سمعت أصواتًا. إذ يبدو أن أناسًا كانوا يسافرون بجانبي بطريقة ما، على الرغم من عدم وجود مكان لهم. وأصبحت على علم بشخص واحد بالقرب مني، كان وحيدًا ولا يتحدث. لم أستطع رؤية أي شخص. لقد عرفت فقط أن هذا الشخص كان موجودًا. ثم توقفت الأصوات وأومض مشهد قصير أمامي. سلسلة من الصور، والكلمات، والأفكار، والمفاهيم. كان ذلك مشهدًا من حياتي. يومض أمامي بسرعة لا تصدق، وفهمته بالكامل وتعلمت منه. ثم ظهر مشهد آخر، وآخر، وآخر، فقد كنت أرى حياتي كلها، كل ثانية منها. ولم أفهم الأحداث فحسب؛ بل استرجعتها. كنت ذلك الشخص مرة أخرى، أفعل تلك الأشياء لأمي، أو أقول تلك الكلمات لوالدي وإخوتي وأخواتي، وعرفت لماذا، لأول مرة، فعلتها أو قلتها لهم. لا تصف الكلية (المجموع الكلي) شمولية هذه المراجعة. لقد ضمت معرفة عني، لا يمكن لجميع الكتب في العالم أن تلم بها. إذ فهمت كل مبرر لكل ما فعلته في حياتي. وأدركت أيضًا التأثير الذي تركته على الآخرين.
بدأ جزء مني في توقع أحداث معينة، أشياء في حياتي كنت أخشى رؤيتها مرة أخرى. ولكن معظمها لم يأت، وأدركت أنني قد تحملت مسؤولية هذه الأعمال وقد تبت منها. رأيت نفسي أتوب منها، وأريد بإخلاص أن يزيل الله عني ثقل تلك الأفعال الرهيبة وذنبها. وقد فعل ذلك. فتعجبت من حبه السامي وأن ذنوبي يمكن أن تغفر وتزال بسهولة. ولكن بعد ذلك رأيت مشاهدًا أخرى لم أتوقعها، أشياء كانت مروعة. رأيتها بتفصيل فظيع وشاهدت تأثيرها على الآخرين. لقد رأيت أني خيبت الكثير من الناس في حياتي. وقدمت التزامات لأصدقائي وعائلتي وقد تخليت عنها حتى تلك التي لم يتم الوفاء بها بشكل نهائي. كان الناس يعتمدون عليّ، وكنت أقول، إنني مشغولة للغاية أو ليست مشكلتي، وأتجاهل الأمر. لقد تسبب موقفي المستهتر هذا في ألم حقيقي ووجع للآخرين، ألم لم أكن أعرف عنه أبدًا.
لقد عرضت عليّ صديقة عرفت أنها عانت بشدة في حياتها. كانت تعيش في عالم روحي جميل قبل أن تأتي إلى هذه الحياة، وقد كانت مشوشة ومترددة في القدوم إلى هنا مطلقًا. ولكن تم إعطاؤها الوعد بالوالدين الخيرين وأفراد الأسرة والأصدقاء، فوافقت على أن تأتي من أجل التجربة والنمو اللذين ستوفرهما لها هذه الحياة. وقد تبين لي أنني من الأصدقاء الرئيسيين الذين تم إعطاؤهم لها باعتبارهم أدلة ومساعدين. ثم رأيت حماقاتي الشخصية ومواقفي اللامبالية. ورأيت كيف اجتمعت هذه الأشياء لتضليل صديقتي ودفعها إلى أخطاء جديدة وأحزان.
لقد أفسدت حياتي الخاصة، ولم أكن أهتم بالعواقب، ومن ثم فقد أفسدت حياتها أيضًا. إذا كنت قد اتبعت التزاماتي تجاه نفسي والآخرين، لكانت ستعيش حياة أسهل وأكثر إنتاجية. وحتى تلك اللحظة لم أدرك أبدًا أن تجاهل المسؤوليات كان خطيئة.
ما الذي كان يجري؟ لماذا رأيت كل هذا؟ لقد بدأ ذهني في نسج الأسئلة.
وبعد ذلك، رأيت امرأة طلب مني قائد كنيستنا المحلية زيارتها بشكل دوري. كان عليّ فقط تفقدها ومعرفة ما إذا كانت بحاجة إلى أي مساعدة. كنت أعرف هذه المرأة جيدًا، وقد كنت خائفة من تشاؤمها وسلبيتها المستمرين. كانت مشهورة محليًّا باستيائها. ولم أكن أعتقد أنني قادرة على التعامل مع تأثيرها الكئيب عليّ، لذلك لم أذهب لرؤيتها أبدًا. ليس مرة واحدة. لقد رأيت الآن أن الفرصة لزيارتها كانت مدبرة من قبل السلطات العليا، فقد كنت الشخص الذي تحتاجه في ذلك الوقت. لم تكن تعرف ذلك، ولم أكن أعرفه أنا أيضًا، لكنني خذلتها. الآن عشت حزنها وشعرت بخيبة أمل وعرفت أنني السبب في ذلك. لقد وقعت في مهمة خاصة بها، وهي مسؤولية كانت ستعززني بمرور الوقت. لقد تراجعت عن فرصة للنمو، بالنسبة لي ولها، لأنني لم أكن أهتم بما فيه الكفاية من أجل التغلب على مخاوفي الصغيرة والكسل. إلا أن الأسباب لا تهم. فقد كنت أرى حتى تلك اللحظة أنها كانت تعيش في حزن واستياء، تعيش من خلالهما حسب ما أدركت آنذاك، ولم يكن هناك ما يمكنني فعله للعودة والمساعدة.
لقد شهدت نفسي من جديد أقوم بأشياء جيدة، لكنها كانت أقل وأقل أهمية مما كنت أعتقد. كانت معظم الأشياء العظيمة التي اعتقدت أنني قمت بها غير ذات صلة تقريبًا. فقد فعلتها لنفسي. لقد خدمت الناس عندما حالفني الحظ في ذلك. فقد قمت بتأسيس جمعيتي الخيرية على شروط السداد، حتى لو كان السداد مجرد مداعبة لغروري. ومع ذلك، فقد ساعدت بعض الناس أعمالي الطيبة الصغيرة، والابتسامة، والكلمة الطيبة، وتلك الأشياء الصغيرة التي نسيتها منذ فترة طويلة. رأيت أن الناس كانوا أكثر سعادة بسبب أفعالي وبدورهم كانوا أكثر لطفًا مع الآخرين. ورأيت أنني أرسلت موجات من الخير والأمل والحب في حين كنت أقصد فقط الابتسام أو المساعدة بطريقة صغيرة. ولكن خاب أملي من قلة عدد هذه الحوادث. إذ لم أساعد الكثير من الناس كما اعتقدت.
وعندما انتهى استعراض حياتي كنت في عذاب. لقد رأيت كل شيء فعلته في أي وقت مضى بتفاصيل حية وفورية؛ كانت تلك الأشياء السيئة، تراودني وترعبني في نهاياتها، والأشياء الجيدة، ترن بمكافأة وسعادة أكبر مما تخيلته. ولكن في النهاية وجدت أنني أنتظر. وجدت نفسي أنتظر. فلم يكن هناك من يحاكمني. ولا أحد عليه أن يقوم بذلك. كنت أرغب في الذوبان في عذاب الاتهام الذاتي. وبدأت حرائق الندم تلتهمني، لكن لم يكن بوسعي فعل أي شيء.
ثم ظهرت نقطة ضوء أمامي بعيدًا. كانت مجرد نقطة صغيرة، بقعة صغيرة في المسافة، لكن تألقها ميزها عن جميع الأضواء الأخرى من حولي، فطفوت غريزيًّا تجاهها. لقد كانت تبعث محبة وأملًا وسلامًا تاقت نفسي من أجله. لقد رغبت فيها، كنت بحاجة إلى هذا الضوء اللامع المشع. فاتخذ الأنبوب الأسود شكل نفق حينها، وانفتح عندما اقتربت من نهايته. وانطلق الضوء أمامي، مالئًا كل شيء بالسطوع، وكنت قادمة إليه بسرعة هائلة. عجبًا، يا إلهي، اعتقدت أنه أكثر إشراقًا من الشمس. سوف أعمى! سوف يقتلني!
تذكرت حروقي من تحطم الطائرة وكنت أخشى أن تشتعل مرة أخرى في هذا الإشعاع. ولكن لم أستطع إيقاف نفسي. فقد كنت منجذبة إلى النور بقوى لم أستطع السيطرة عليها، لذلك أغمضت عينيّ استعدادًا لدماري الوشيك. إلا أن عينيّ لم تغمضان. لقد شعرت بإغماضهما - ولكن بطريقة ما كنت لا أزال أرى. ثم كنت في النور.
وكانفجار نووي، اخترقني الضوء. فتم إطلاق كل جزيء مني خلال ضوء لامع ورائع، فكان لدي شعور بالشفافية. أما بشرتي فلم تحترق. وما زالت عيني ترى. لقد طفت في هذا الضوء، وانغمست فيه، وقد كان الحب الذي أحاط بي وملأني أكثر حلاوة وأمتع من أي شيء شعرت به. لقد تغيرت به، تهزبت، وأصبحت أكثر روحانية وطهارة. فاستسلمت لحلاوته، وكانت صدمات الماضي بعيدة ورائي؛ لقد نُسيَت واستُبدِلت بالسلام. ثم ظهرت صورة عن بعد.
سارت امرأة نحوي مرتدية ملابس بيضاء. وكان شعرها أبيض، وأشرق وجهها بالضوء. لم يكن لدي خوف منها. فالحب الذي شعرت به لا يسمح للخوف. لقد تقدمت ووقفت أمامي على الفور. ثم ابتسمت، وأحببت ابتسامتها. لقد ملأتني بحب أكبر، وأردت أن أعرفها. فذكرت اسمي. "رانيل".
لكن شفتيها لم تتحركان. وابتسامتها لم تتغير قط وقد كانت فكرتي الأولى، "مذهل، يا لها من حيلة! إن شفتيها لم تتحركان"
فقالت مرة أخرى: "رانيل"، فأدركت أن صوتها يبدو في ذهني وليس في أذنيّ. كيف يكون ذلك؟
وأصبحت أكثر إلحاحًا، "رانيل". إنها جدتي.
وفي اللحظة التي قالت فيها هذا، تعرفت عليها. لقد كانت والدة أمي. لكنها بدت مختلفة عما كنت أتذكره. كانت منتفخة وممتلئة الجسد ونابضة بالحياة. ويبدو أنها كانت في الخامسة والعشرين من عمرها، إلا أن شعرها كان أبيض رائعًا، وكان كل شيء حولها جميلًا ومشعًا. كان جسدها مجيدًا، وبدأت أفهم لماذا لم أتعرف عليها. لقد كانت ضعيفة ومريضة طوال السنوات التي عرفتها فيها. ثم أصابني الإدراك.
لقد ماتت جدتي. ماتت قبل ذلك بسنتين. وفكرت، إذا كانت ميتة، فماذا أفعل هنا؟
"يا للعجب، أنا ميتة". لقد خرجت الفكرة مني مثل الكلمات المنطوقة، على الرغم من أنني لم أحرك فمي.
الآن كل شيء مناسب. الأضواء الملونة، ومراجعة الحياة، والآن هذا الضوء من الحب المجيد، كل ذلك حدث بشكل طبيعي مع استمرار حياتي في هذا العالم القادم. لم يكن هذا بالتأكيد حلمًا أو رؤية ناتجة عن المخدرات. فقد كنت حينها أكثر وعيًا وحيوية مما كنت عليه في جسدي. وقد تقبلت ذلك على الفور، وأردت معرفة مكان الجميع.
فضحكت الجدة. لم تتحرك شفتاها، بل روحها هي التي ضحكت.
سألتها، "أليس من المفترض أن يقابلني الناس عندما أموت؟"، "أليس من المفترض أن يكون هناك أشخاص يرنمون بتمجيد الله ويأتون ليحتضنونني ويقولون، مرحبًا بك؟"
ضحكت مرة أخرى، وفكرت في أن ضحكتها كانت أكثر ضحكة ممتعة سمعتها على الإطلاق.
قالت: "حسنًا، إن الجميع مشغولون للغاية. هيا. لديك الكثير لترينه" وقد أمسكت بيدي.
ولكني فكرت، "انتظري، ماذا عن جيم؟"
كان جيم صديقًا قتل في حادث سيارة قبل عدة أشهر. ولو كانت جدتي هنا، ربما يمكنها أن تخبرني بما حدث له.
"ماذا عن جيم؟" قلت مرة أخرى، ثم رأيته من مسافة، يسير باتجاهنا.
وعلى الفور أردت الركض واحتضانه، لكن جدتي أخرجت يدها وقالت، "لا، لا يمكنك"
لقد دهشت. كانت هناك سلطة في كلماتها، وعرفت أنني لا أستطيع معارضتها. فسألت، "لمَ لا؟".
قالت، "بسبب الطريقة التي عاش بها حياته".
لقد اقترب وتوقف على مسافة عشرة أو اثني عشر قدمًا. كان يرتدي الجينز وقميصًا أزرق غير مربوط حتى منتصف الصدر. هكذا كان يرتدي قمصانه عادة على الأرض، ففكرت، يا إلهي، هذا صعب. هل يسمحون لك بارتداء مثل هذا في السماء؟ فابتسم، وشعرت بسعادته. وعلى الرغم من أنه لم يكن يمتلك نفس النوع من الضوء أو القوة التي كانت تمتلكها جدتي، إلا أنه بدا قانعًا. وأعطاني رسالة لوالدته، طالبًا مني إبلاغها بأن تتوقف عن الحزن على وفاته، وإخبارها بأنه سعيد ويتقدم.
وأوضح أنه اتخذ بعض القرارات في الحياة أعاقت نموه على الأرض. لقد اتخذ هذه القرارات مع علمه بأنها كانت خاطئة، والآن هو على استعداد لقبول عواقبها. عندما ألقي به من الشاحنة التي كان فيها هو وزوجته وصديق، أصاب رأسه بصخرة، وقتل على الفور. وعندما وصل إلى الجانب الآخر، حصل على خيار البقاء في عالم الروح أو العودة إلى الأرض. فأدرك أن نموه على الأرض قد توقف وأنه إذا عاد قد يفقد حتى ذلك الضوء الذي اكتسبه. ولذلك اختار البقاء.
طلب مني أن أشرح هذا لوالدته، فقلت أنني لا أدري كيف سألبي طلبه هذا لأنني لم أفكر في العودة. ثم قال إن لديه الكثير من العمل في انتظاره، وعندها استدار وغادر. يمكنني القول أنه كان مشغولاً للغاية، منخرطًا جدًّا في أمور حيوية بالنسبة له، والتي ستساعده، على الرغم من أنني لم أدر ما هي. ثم نظرت إلى جدتي وسألتها لماذا منعتني من احتضانه. فأوضحت أن هذا جزء من "لعنته".
وأوضحت قائلة: "إن السلطات التي يتم منحنا إياها هي سلطات ذاتية (نفسية). إننا ننمو بقوة رغباتنا في التعلم والمحبة وقبول الأشياء التي لا نستطيع إثباتها بالإيمان. إن قدرتنا على قبول الحقيقة والعيش بها تحكم تقدمنا الروحاني وتحدد كمية النور التي نمتلكها. لا أحد يفرض علينا النور والحقيقة، ولا أحد يسلبهما إلا إذا سمحنا له بذلك. نحن نحكم ذاتيًّا ونحكم على أنفسنا. لقد قرر جيم الحد من نموه على الأرض من خلال رفض الأشياء التي كان يعلم أنها صحيحة، وآذى نفسه والآخرين بتعاطي وبيع المخدرات. لقد تضرر بعض الناس كثيرًا. كانت لديه مبررات مختلفة للتحول إلى المخدرات ولكن تبقى الحقيقة هي أنه كان يدرك أن هذه الأشياء خاطئة. واختار الفجور بدل النور في كثير من الأحيان للحد الذي جعله لا يختار النور مرة أخرى. والآن، نسبة لأنه أصبح مظلمًا روحيًّا، فقد تم إرساله إلى درجة مماثلة من الظلام -أو نقص النور- هنا في عالم الروح. ومع ذلك لا تزال لديه إدارة. إذ يمكنه النمو. ولا يزال بإمكانه أن يجد كل السعادة التي يرغب في قبولها، وكل ما يستطيع استقباله. ولكنه يعلم أنه ليس لديه نفس السلطات للتقدم وتحقيق الفرح والتي يتمتع به الآخرون الذين يتمتعون بالكثير من النور. وهذا جزء من اللعن، لأن تقدمه محدود. لكنه يختار من أجل النمو. إنه سعيد.
"إن الرب لا يعطي تحديات في الحياة أكثر مما يمكن التعامل معه"، واستطردت: "فبدلاً من عرقلة التقدم الروحي لشخص ما أو التسبب في معاناة أكثر مما يمكن تحمله، سيعيد روح هذا الشخص إلى المنزل، حيث يمكنه أن يواصل التقدم"
لقد أحاط بي كل ذلك من جميع الوجوه. فقد أبلغتني به بسرعة البرق، أسرع مما يمكن لأجهزة الكمبيوتر أن تتحدث به. كانت معرفة فورية وكاملة. واكتشفت أن بإمكاننا أنا وجدتي التفكير في عدة مستويات في وقت واحد وربطها جميعًا في وقت واحد. لا يمكنك معرفة شيء ما دون معرفة كل شيء حوله، وما الذي يسببه، وما يدعمه. تتوافق المعرفة في عالم الروح، فكل قطعة تتناسب مع القطع الأخرى. وكل حقيقة مرتبطة بها تدرك على الفور، بشكل كلي. ليس لدينا شيء كهذا على الأرض. لا يمكننا حتى الاقتراب منه. إن معرفتنا وقدرتنا على التواصل أشبه بطفل لم يتعلم اللغة بعد. نحن نكافح من أجل التواصل، لكننا لا نمتلك الأدوات. إننا مثل الأطفال الصغار.
مدت جدتي يدها وقالت، "تعالي بسرعة".
فاقتربت لالتقاطها وتوقفت. وقلت: "مذهل". "انظري إلى يدي"
كانت يدي شفافة، كهلام شفاف، ولكن كان هناك ضوء خفيف يمر عبرها مثل الدم الشفاف. إلا أن هذا الضوء لم ينتقل في أنماط غير منتظمة كما هو الحال في الأوردة. وبدلاً من ذلك، ينطلق الضوء من خلال يدي مثل الأشعة أو الإشارات اللاسلكية. لقد تألقت يدي بأكملها بالضوء. ونظرت إلى الأسفل فرأيت أن قدميّ قد تألقتا أيضًا بالضوء. ولاحظت مرة أخرى أنهما لم تحترقان. كانت قدماي ويداي مثاليتين وكاملتين. لقد قاما بإشعاع هذا الضوء اللامع المتلألئ، ونظرت إلى جدتي فرأيت أن نورها كان أكثر إشراقًا من نوري. كان كل جزء منها أكثر تألقًا. حتى ثوبها كان متوهجًا باللون الأبيض. وقد تعرفت عليه. كان الثوب الذي دفنت فيه. لقد اشترته والدتي من أجل جنازتها. وفكرت في ما كان يرتديه جيم، فأدركت أن الناس هناك يرتدون ما يريدون ارتداءه. إنهم يرتدون ما يشعرون بالراحة فيه، وعرفت أن جدتي لا بد أنها قد أحبت هذا الفستان الذي اشترته والدتي لها. وعلى الرغم من أنها لم ترتده أبدًا في الحياة، كانت الجدة ترتديه آنذاك، وكانت مشعة.
وبعد لحظات من سيرنا وإمساكنا بأيدي بعضنا البعض، انفتح أمامنا أجمل منظر بانورامي رأيته على الإطلاق.
لا يمكن أن توجد حديقة على الأرض تشبه تلك التي رأيتها. لقد كنت في حدائق في كاليفورنيا أذهلتني، إلا أنها بدت تافهة مقارنة بالمشهد الذي كان حاضرًا أمامي آنذاك. كان هناك مشهد لا نهاية له من العشب ينحدر إلى تلال مشرقة ومشعة. لم نر قط خضرة في عالمنا كخضرة ذلك العشب المشبعة المتلألئة والذي كان ينمو هناك. كانت كل ورقة عشبية واضحة وقوية ومليئة بالضوء. كانت كل ورقة عشبية فريدة ومثالية وبدا أنها ترحب بي في هذا المكان المعجزة.
وكانت الحديقة بأكملها تغني. وقد ملأت الزهور والأعشاب والأشجار والنباتات الأخرى هذا المكان بألوان وإيقاعات وأنغام رائعة؛ ومع ذلك لم أسمع موسيقى في حد ذاتها. بل شعرت بها بطريقة أو بأخرى على مستوى يتجاوز سمعي. وعندما توقفت أنا وجدتي لحظة لأتأمل في المشهد الرائع، قلت لنفسي، "يبدو أن كل شيء هنا يغني"، والذي كان وصفًا غير كافٍ للغاية بالنسبة لما شعرت به. نحن ببساطة لا نمتلك لغة تعبر بشكل ملائم عن جمال ذلك العالم.
لقد لاحظت شيئًا غير عادي حول الزهور القريبة منا. فقد لوحت جدتي بيدها وأمرتها، دون أن تتكلم، بالقدوم إليها. وعلى الرغم من أنه كان أمرًا، إلا أن الزهور قد فرحت بالامتثال إليها. وطافت في الهواء وتوقفت، معلقة داخل دائرة يدي جدتي. كانت الباقة حية. وكانت كل زهرة قادرة على التواصل والتفاعل وتنوير الآخرين بالقرب منها. قلت: "جدتي، ليس لديها سيقان".
فقالت، "ما الداعي لأن تكون لها سيقان؟"، "إن الزهور على الأرض تحتاج سيقانًا لتلقي الغذاء، لتنمو إلى أقصى إمكاناتها. وكل شيء خلقه الله هو روحاني ومصمم لينمو نحو قدرته الروحية الخاصة. حيث تصل الزهرة إلى كمالها بالإزهار. هنا كل شيء موجود في شكله الكامل. فهذه الزهور ليست بحاجة إلى سيقان".
"إنها تطفو فقط"
"هل ستسقط؟ كل شيء هنا مثالي".
تناولت إحدى الزهور وقدمتها لي. وقالت، "أليست هذه جميلة؟"
كانت كل الزهور ملئى بظلال مختلفة من الضوء، وكان جمالها لا يصدق. ثم أصبحت الزهرة جزءًا مني. اندمجت روحها مع روحي. لقد شهدت الزهرة كل شيء كنت أفعله، أو فعلته من قبل. كانت تفهمني تمامًا، وفي نفس الوقت غيرتني بروحها الرقيقة، بوجودها وحياتها. لقد أثرت على مشاعري وأفكاري وهويتي. فقد كانت أنا. وكنت هي. كان الفرح الناتج عن هذا الاتحاد أكثر انتشارًا وإمتاعًا وإرضاءً من أي شيء عرفته حتى تلك اللحظة، فرغبت في البكاء. يقول الكتاب المقدس أنه في يوم ما ستكون كل الأشياء متحدة. إن هذا النبأ يحمل الآن قوة كبيرة بالنسبة لي. ثم أمرت جدتي الزهور بالعودة، فطافت الزهور بهدوء إلى أماكنها فوق الأرض مباشرة. وقد عادت تلك التي كانت في يدي أيضًا، إلا أن جوهرها بقي معي.
"كل هذا يأتي من عند الله، وتأتي طاقة البقاء من الله أيضًا. إنها طاقة حبه. وبالضبط كما تحتاج الحياة النباتية على الأرض إلى التربة والمياه والضوء للتغذية، فإن الحياة الروحية تحتاج إلى الحب. تنبثق كل الخليقة من محبة الله، وكل شيء يخلقه لديه القدرة على الحب بدوره. إن النور والحقيقية والحياة كلها مخلوقة من الحب وتدعمها المحبة. إن الله يعطيها المحبة. ونحن نعطيها المحبة. وأنت تعطينها المحبة. وهكذا تنمو الخلائق". وقالت رانيل "أنا أحبك!"
وعندما قالت هذا الكلام، شعرت بحبها يسري في كياني، يملأني بحماس وفرح لا يصدقان. كانت هذه هي الحياة. كان هذا هو الوجود الحقيقي. ما من شيء كهذا على الأرض. لقد شعرت أن النباتات تحبني والسماء والعطور وكل شيء. وعندما تلقيت كلمات جدتي وذلك الحب، علمت حينها أنني سأكون مسؤولة عن زيادة ومضاعفة الحب من حولي، مهما كانت ظروفي. كانت جدتي تعلمني الحب وتعريفه ومداه وقوته، ليس فقط كي أستمتع بتلقيه، بل حتى أتمكن من التعبير عنه للآخرين. لقد ملئت حبًّا لأصبح مصدرًا للحب.
أخذت جدتي بيدي، بينما كنا نمشي في الحديقة، وشرحت بعض الأغراض الأساسية لحياتنا على الأرض، والحاجة إلى العيش بالقاعدة الذهبية، والحاجة إلى مساعدة الآخرين، وضرورة المخلِّص، والحاجة إلى قراءة الكتب المقدسة والإيمان، فقلت، "جدتي، أنا أعرف هذا بالفعل؛ فقد تعلمت كل شيء في مدرسة الأحد. فلمَ تعلميني من جديد"
فتكلمت ببساطة، "إن من ضمن المبادئ البسيطة للإنجيل أن يتم العثور على أسرار السماء"
ماذا قالت؟ لم أشعر بأي ألغاز في كلامها. لقد شعرت بحبها الكبير، لكنني لم أر أي هدف من تعليمي هذه المبادئ التي تجلت لي منذ سنوات. ومع ذلك واصلت التأكيد على أهمية الخير الأساسي والدين وطاقة التوبة والأشياء التي يمكن لأي شخص تعلمها في الكتاب المقدس. لقد استمعت، وازداد إحباطي بينما كنا نسير على جانب التل. وصلنا إلى القمة، وقلت، "جدتي، أعرف كل ذلك. أنا أعرف ذلك حقًّا. علميني أكثر"
"أنت لست جاهزة"
"نعم، أنا جاهزة جدتي. أنا مستعدة للمزيد"
"لا، أنت لا تؤمنين بالأساسيات حتى الآن. إنك تفتقرين إلى الإيمان"
"ما الذي لا أؤمن به؟ وكيف أفتقر إلى الإيمان؟"
عجبًا، لقد عرفتني. عرفتني أفضل مما كنت أتخيل. وبينما وقفنا على المنحدر المطل على واد صغير، رأيت مشهدًا غيّرني إلى الأبد. كان المشهد مقدسًا وراء الكلمات، أبعد من التعبير، أولئك الذين شهدوه يبقونه مخفيًّا في قلوبهم. رأيت أنني افتقدت الإيمان فعلًا، وأن الحب ليس مجرد كلمة أو عاطفة؛ إن الحب هو الطاقة التي تؤثر في كل المحيطين. الحب هو طاقة الحياة. كانت هذه نقطة تحول بالنسبة لي، وهو ما قد سمح لكل من مداركي ومحبتي بالتضخم، لكن لا يمكنني أبدًا مشاركة التفاصيل هنا باستثناء القول بأنني أعرف أن الحب بين الناس هنا يمكن أن يكون أبديًّا. لقد شعرت أن جدتي تضيء سعادة. فقد اجتزت الاختبار. فأخذت الجدة بيدي، وانطلقنا بسرعة فوق المناظر الطبيعية. نظرت إلى الأرضية فوجدتها تحلق تحتنا. لقد انطلقنا كشعاع من الضوء عبر هذا العالم الروحي الهائل ثم تحركنا إلى الأعلى نحو الفضاء، وسافرنا بشكل أسرع.
فتحت فيضانات من المعرفة، وتدفقت الحقيقة إليّ بلا نهاية أو قيود. كان مصدرها هو النور والحقيقة من حولي، وقد تم توضيحها أو شرحها لمستواي عن طريق جدتي. لقد قدمت لي معرفة عن الله والحياة وخلق العالم، وحتى مدى الخلود. كانت الحقائق شاملة وكاملة وهرعت إليّ في ذلك الحجم الهائل الذي جعلني أعتقد أن رأسي سينفجر. لقد كانت تتدفق سريعًا. وأردت أن أتمكن من استيعابها، وتذكرها كلها، لكنها كانت كثيرة للغاية.
"لا أستطيع تحمل هذا!" قلت، "توقفي!"
وعلى الفور توقفت جميع الاتصالات وتوقفنا. فنظرت إليّ جدتي وقد شعرت بدهشتها.
وسألت، "لمَ تفعلي هذا؟"
"لا يمكنني التعامل مع كل ما تقدمينه. كيف يمكنني الاحتفاظ بكل شيء؟"
فقالت لي، "رانيل، لا تقلقي بشأن ذلك". "تخلصي من الخوف. لا تشكي في نفسك. سوف تتذكرين الأشياء التي تحتاجينها، وستأتي بها روحك إلى ذاكرتك. كوني مؤمنة. آمني بقوة الله"
ثم فهمت ما كان أكبر عائق لنمو حياتي: إنه الخوف. لقد ابتليت به طوال سنواتي، فأوقف تقدمي، وقطع محاولاتي للعمل من خلال المشاكل. لقد حد الخوف من استمتاعي بالحياة وهو ما يعيقني الآن. عندما خفت، أصبحت سلطات السفر والتفاهم والتقدم لدي مشلولة.
فقلت لنفسي: "لا تخافي من هذا". "تخلصي من الخوف"
فصرنا نسافر مرة أخرى، وقد تدفقت المعرفة إليّ بشكل أسرع من أي وقت مضى.
لقد مر المشهد بعد مشهد الحقيقة الحية من خلالي: التاريخ على الأرض، تاريخ وجودنا قبل الأرض، المبادئ، الحقائق، الأشياء التي لم يكن لدي تصور بشأنها. رأيتها. لقد اختبرتها، وأصبحت حرفيًّا جزءًا من كل مشهد.
لقد أدركت أننا قد وقفنا جميعًا أمام أبينا قبل القدوم إلى الأرض، نحن الإخوة والأخوات في الأبدية. لقد استرجعت ذلك من جديد، بالضبط كما عشته في حياتي قبل البشرية. أدركت أننا اخترنا المجيء إلى هنا لمواجهة التجارب واكتساب خبرة هذه الأرض. وأدركت أننا اخترنا أن نتبع مخلِّصًا يخلصنا من خطايا حياتنا البشرية ويعيدنا إلى أبينا. لقد شعرت بالحب والفرح يجتاحني مرة أخرى نسبة لأننا قبلنا يسوع المسيح مخلِّصًا. ثم رفعنا أيادينا اليمنى، تمامًا كما نفعل في محكمة قانونية، وأبرمنا عهدًا مقدسًا مع الله بأننا سنفعل كل ما في وسعنا لإنجاز مهماتنا على الأرض. وقد شعرت بالشرف العظيم بإبرام هذا العهد أمام أبينا السماوي. لقد تعاهدنا، في الواقع، بأن نصبح شركاء معه في تحقيق الخير على الأرض. وقد وعدنا باستغلال وقتنا وطاقاتنا ومواهبنا للمساعدة في تحقيق كامل أهداف المخلِّص، للمساعدة في إعادة إخواننا وأخواتنا إليه وإلى أبينا مرة أخرى. ورأيت أن إلهنا يعرف كل واحد منا على حدة. كان يعرف قلوبنا وأرواحنا، وقد أحبنا دون قيد أو شرط. كان الأمر كما لو أنه قضى وقتًا لا حدود له مع كل منا، ويقدم المشورة لنا، ويحبنا. إن الوقت غير موجود. كان لكل منا دائمًا علاقة معه.
رأيت أن الأشخاص الذين يقفون بجانبي في تلك المناسبة هم أناس يلعبون دورًا أساسيًّا في حياتي على الأرض. كنا على اتصال ببعضنا البعض بطرائق حيوية. وإذا فشل أحدنا في مهمته أو مهمتها، فسوف نتأذى جميعًا بطريقة ما. وإذا نجح أحد، فسنستفيد جميعًا. كان الأمر كما لو كنا جزءًا من لغز يحتوي على ملايين القطع. والتي تم تجميعها بشكل مثالي، ولكن إذا تمت إزالة قطعة واحدة، فسوف نفتقدها جميعًا ولن نكون راضين حتى يتم العثور على هذه القطعة وإعادتها إلى مكانها الصحيح. نحن بحاجة لبعضنا البعض. وما زلنا كذلك، وسنظل دومًا. أعتقد أنه من المستحيل هنا أن نتخيل حزن الأخ أو الأخت التائه من رابطة تلك الأسرة الكبرى. لقد مرت العديد من أحداث الخلود الأخرى من خلالي. وقد بدا أني انغمست فيها حتى اندمجت معها. لقد أفرغت في روحي. إنني أعلم أن كل هذه المعرفة لا تزال معي حتى الآن، وأتذكر بعضًا منها، كإبرام العهد مع أبينا، وبعضها أنتظر تذكره.
لقد سألت جدتي إذا كان بإمكاني زيارة أصدقائي، الذين كنت أعتز بهم طوال الأبدية. فقالت إن بعضهم لا يزال على الأرض ولن أتمكن من رؤيتهم. فسألت عن الآخرين، وعلى الفور جاءوا إليّ، أناس جميلون من النور والحب. تذكرتهم وتذكرت أسماءهم. بعضهم عاش بالفعل على الأرض ومات، وبعضهم لم يولد بعد. لقد استرجعت جميع ذكريات وجودي قبل الأرض، لكن قيل لي أنني لن أحتفظ بها، لأنها خاصة فقط بهذا المكان. فقبلت ذلك، وجاء أصدقائي واحتضنوني ورحبوا بي. لقد احتضنني أصدقائي مرة أخرى والتزموا بالبقاء معي. وشعرت بحبهم الكامل وعرفت أنهم لن يتركوني أبدًا. ثم بقيت صديقة واحدة واحتضنتني لفترة طويلة. بدت مرتبطة بي بطريقة فريدة، لكنني لم أفهم تمامًا ما هي.
قالت: "لقد كنت دائمًا معك"، "لم أتخل عنك أبدًا. ولن أفعل ذلك أبدًا".
لقد احتفظَت بكل كلمة قلتها، وقد تأثرتُ عندما أدركت شغفها بأن تكون معي وتفانيها وحبها المطلق.
وقالت مرة أخرى، "سأكون موجودة دائمًا".
أخذت جدتي بيدي، ووجدنا أنفسنا في الحديقة مرة أخرى، مسافرين فوق سفح تل جميل آخر. كان كل شيء متناغمًا ومثاليًّا مثل الموسيقى العذبة. ثم لوحت بيدها، وتوقفنا فوق تل مرتفع آخر، فرأيت أمامنا ملايين الناس.
وقالت، "هذه هي أرواح الذين ماتوا". "إنهم ينتظرون إنجاز المهمة. إنهم ينتظرون أولئك الذين على الأرض لإنهاء مهمتهم"
"مهمتهم؟" سألتها، "أي مهمة؟"
فأظهرت لي أن الناس كانوا منظمين في وحدات عائلية.
"لقد التزمت بإعطاء وقتك ومواهبك على الأرض لتعزيز عمل الرب. أنت بحاجة إلى هؤلاء الناس وهم بحاجة إليك. كلنا نعتمد على بعضنا البعض"
لقد أشارت مراجعة حياتي بالفعل إلى مدى تقصيري في خدمة الآخرين. الآن رأيت أنه كان هناك الكثير مما يمكنني القيام به، من المشاركة والتضحية وتقديم ما لدي. إن أرواح الذين ماتوا تنتظر أن يقترب كل منا من الحقيقة، ليصبح جزءًا من اللغز الكامل مرة أخرى، وليتعرف على ألوهية الله ويعيش في نوره. وقبل الانتقال، رأيت أن كل شخص كان يرتدي ملابسًا من فترة زمنية خاصة به على الأرض. كما هو الحال مع صديقي جيم، فقد ارتدوا ما كانوا مرتاحين فيه.
لوحت الجدة بيدها ففتحت الأرض أمامنا. نظرت فرأيت شخصًا يرقد على سرير مستشفى محاطًا بالأطباء والممرضات. وقد تم تضميد وجه هذا الشخص.
قالت الجدة: "لن تكوني كما كنت يا رانيل". "سوف يتغير وجهك وسيملأ الألم جسدك. وعندما تعودين، ستمضين سنوات في إعادة التأهيل ..."
"عندما أعود؟" نظرت إليها. "هل تتوقعي مني أن أعود؟"
فأصابني إدراك مفاجئ، ونظرت إلى الشخص على السرير. وقد انتشرت الأذرع على نطاق واسع، وتم تشريح كل من الذراعين واليدين في عدة أماكن للسماح للسوائل بالتصريف في أكياس بلاستيكية. "هل هذه أنا؟" لقد كنت مرعوبة.
"نعم، رانيل، هذه أنت. سوف تتأذي بشدة"
فأصبحت محمومة. "جدتي، إنني لن أعود"
"أطفالك بحاجة إليك، رانيل".
"لا، ليسوا كذلك. إنهم أفضل حالًا مع شخص آخر. لا يمكنني منحهم ما يحتاجون إليه"
"ليس أطفالك فحسب، رانيل. لديك أشياء عليك القيام بها؛ أشياء لم تنته بعد"
"لا، أنا أفضل حالاً هنا. لا أريد أن أخوض في كل ذلك" وأشرت إلى جسدي. "إنني أرفض. أريد البقاء هنا"
فشعرت بإدراك جدتي أن الوقت قد بدأ ينفد. قالت، "يجب أن تذهبي". "إن مهمتك لم تكتمل"
"لا، لن أعود إلى هذا الجسد! لن أعود".
وردًّا على ذلك، قامت جدتي بإمالة يدها إلى الخلف وأمرت: "انظري!"
فانفتح صدع في الفضاء أمامنا، ورأيت شابًّا يسير نحونا. في البداية لم يبد أنه يفهم لماذا كان هناك. ثم رآني وبدا مندهشًا.
"لمَ أنت هنا؟" قال ذلك تقريبًا في حالة من عدم التصديق.
وعندما التزمت الصمت، تحول عدم تصديقه إلى حزن، وبدأ في البكاء. وقد شعرت بكآبته وحزنه فبدأت في البكاء أيضًا. وسألته: ما الأمر؟ "لمَ تبك؟" ثم وضعت ذراعيّ حوله محاولة تهدئته.
فكرر، "لماذا أنت هنا؟".
ثم أدركت أن رفضي العودة إلى الأرض هو ما يسبب حزنه. وفهمت أنني أنتمي إليه على الأرض، فشعرت بالذنب على الفور من أنانيتي. كان اسمه ناثانيل، ولم يولد على الأرض بعد. قال إنه إذا لم أعد، فسوف تتعطل مهمته الخاصة. ثم أراني مهمته، فرأيت أنني سأفتح له الأبواب، لمساعدته، وتشجيعه.
قال: "سوف أكمل أكبر قدر ممكن من مهمتي، لكنني لن أنجزها أبدًا بدونك. إنني بحاجة إليك".
فاعتقدت أن قلبي سوف ينكسر. فقد كنت جزءًا من أحجية ألغازه، وكنت أؤذيه وأؤذي كل من كان سيساعده برفضي العودة إلى الأرض. لقد شعرت بحب كبير لهذا الشاب، فأردت مساعدته بكل طريقة ممكنة.
قلت: "حسنًا، ناثانيل، أقسم لك أنني سأساعدك. سأعود، وأعدك بأنني سأفعل كل ما بوسعي لأقوم بدوري. سأفتح تلك الأبواب لك. وسأعمل على حمايتك وتشجيعك. سأعطيك كل ما عندي. ناثانيل، ستكمل مهمتك. أنا أحبك"
فتم استبدال حزنه بالامتنان. وأضاء وجهه، ورأيت الروح العظيمة التي كان عليها. كان يبكي حينها بامتنان وفرح. وقال، "شكرًا". "حسنًا أنا أحبك"
ثم أخذت جدتي بيدي وجذبتني بعيدًا. وقد شاهدني ناثانيل أغادر، ولا يزال يبتسم، وسمعته بوضوح يقول، "أنا أحبك يا أمي". كانت روحي سعيدة، لكنني لم أستطع الرد عليه، حيث بدأت الأمور تحدث بسرعة كبيرة.
قالت الجدة: "رانيل، هناك شيء آخر أود أن أقوله لك. أخبري الجميع أن المفتاح هو المحبة".
وكررت "المفتاح هو المحبة". وقالت للمرة الثالثة: "المفتاح هو المحبة".
ثم أفلتت يدي، فتردد صدى كلمة المحبة في ذهني عندما أفلت يدها وسقطت في سواد عميق. كنت أبكي بينما غادرت عالم النور والمجد والحب. وآخر شيء رأيته كان يدها الممدودة.
[تنتهي تجربة رانيل في الاقتراب من الموت بعودتها إلى جسدها المحترق في المستشفى. وبعد حوالي سبع سنوات من تجربة الاقتراب من الموت، أنجبت ابنًا أطلقت عليه اسم ناثانيل. وتقول إنها كثيرًا ما ترى عليه نفس تعابير الوجه التي رأتها على ناثانيل الذي التقت به في السماء]