رايموند سي. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
لم أرَ نورًا ولا أحبّة متوفين، لكنني أتذكر أنني كنت أنظر (رغم أنني لم يكن لديّ عينان ولا جسد) إلى غشاء شبه شفاف بلون أزرق مائل إلى الأخضر. كان هذا الغشاء يهيمن على جانب كامل من أي مكان كنت فيه. لم أتمكن من الرؤية من خلاله، لكنني استطعت رؤية ظلال تتحرك خلفه، وسمعت أصواتًا، وشعرت بوجود العديد من "الأشياء" خلف هذا الغشاء. لم تكن حواسي فقط هي المعززة بشكل كبير، بل كان حاستا التذوق والشم لديّ شديدتي القوة لدرجة أنني كنت أستطيع تذوق وشم هذا الغشاء. وفي كل مرة كانوا يوقفون قلبي، كنت أرى هذا المشهد بوضوح تام. لم أشعر بالخوف، لكن أثناء النظر إلى هذا الغشاء، كان بإمكاني أن أستشعر وجود طاقة هائلة خلفه، ولم تكن تبدو وديعة تمامًا، لكنها لم تكن شريرة أيضًا. كان الأمر أشبه بوجود العديد من الشخصيات المختلفة التي كانت تتفاعل مع بعضها البعض خلف هذا الغشاء.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
13 يونيو 2008.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. أثناء الركض، تعرضت للَّدغ من شيء ما وأُصبت بعدوى بسببه. تم علاجي بالمضادات الحيوية، والتي تسببت في في أن يقوم الطفيلي المسبب للعدوى بإنتاج مستضدات عند موته (المستضدات: مواد تحفز حدوث استجابة مناعية في الجسم). مما أدى إلى اضطراب شديد في ضربات القلب. عشت مع هذه الحالة لمدة أسبوع حتى ذهبت إلى عيادة طبية. كنت أتلقى العلاج من خفقان القلب الحاد أولًا على يد فنيي الطوارئ الطبية في العيادة، ثم في سيارة الإسعاف، ثم مرتين من قبل الأطباء في وحدة العناية المركزة بالمستشفى. تم إعطائي دواء في الوريد أوقف قلبي بهدف إعادة تشغيله على أمل أن يعود إلى إيقاعه الطبيعي. وفي كل مرة، كان قلبي يتوقف لمدة تتراوح بين عشر وعشرين ثانية فقط، ولكن عندما يكون متوقفًا، كان يبدو أن الوقت الذي يمرّ كان أطول من ذلك بكثير.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ لست متأكدًا تمامًا من فهمي لهذا السؤال، لكنني كنت يقظًا جدًا قبل وبعد كل مرة أوقفوا فيها قلبي. ولكن في تلك الحالة الأخرى، كنت أكثر من مجرد ما أنا عليه الآن. كان لديّ إحساس بالقوة دون وجود الأنا.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لا شك في ذلك. فما نسميه هنا "الزمن" ليس دقيقًا. إنه يعمل من أجل عالمنا، لكنه لا يمتلك العمق (لعدم وجود كلمة أفضل) بالنسبة للعالم الآخر. لا أعتقد أن الزمن موجود هناك، على الأقل ليس بالطريقة التي نعرفها هنا.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. لم أختبر السطوع، لكنني اختبرت وعيًا وصفاءً على مستوى لا أستطيع حتى البدء في شرحه. حواسي الآن ثنائية الأبعاد، لكنها لم تكن كذلك أثناء التجربة. أفضل طريقة لوصف ذلك هي أنني كنت أستشعر بُعدًا إضافيًا للأشياء. تبدو هذه الحياة مسطحة مقارنة بتلك التجربة.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كان بإمكاني أن أسمع ولكن ليس بنفس الطريقة التي أستطيع أن أسمع بها الآن. من الصعب جدًا شرح ذلك، لكن السمع هناك كان به عمق إضافي لا نملكه هنا.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ لا. لكن كان هناك شيء يتم إبلاغي به من خلال ذلك الغشاء، ليس بالكلمات، لكنني لا أستطيع تذكره، أو ربما لا أريد أن أتذكره.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ لم أشعر بالخوف ولا بالألم، ولم أهتم حقًا إذا لم أعود. كما شعرت بالرهبة والدهشة. لم أشعر بالدهشة، لأنني كنت أشعر وكأن هذا كان مألوفًا لي بطريقة ما.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. ليس حينها ولكن بعد بضعة أشهر، بدأت أعيش من جديد العديد من الأحداث الماضية التي كنت قد نسيتها، ولم يتوقف ذلك حتى الآن.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. نحن مقبلون على أوقات عصيبة جدًا. الكثير من المعاناة والموت والبشاعة، سيكون الوضع سيئًا. والأمر المحزن هو أننا نملك القدرة على تغيير ذلك الوضع، لكن معظم الناس يجهلون ذلك، وعليهم أن يتعلموا قبل أن يتحسن الوضع.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم، أعتقد ذلك. لم يُسمح لي بعبور ذلك الغشاء حينها. لم يسمحوا لي بذلك. كنت أعلم يقينًا أنني لن أموت في ذلك اليوم. لأن أجلي لم يحن بعد.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل. لا أذهب إلى الكنيسة أبدًا، وما زلت لا أفعل.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.
ما هو دينك الآن؟ معتدل. لست متدينًا، لكنني روحانيًا.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. أتمنى لو كان بإمكاني شرح ذلك. لا أعتقد أنه كان شيئًا مميزًا، لكنه شرح لي أمورًا معينة بشكل فوري وبدون كلمات. لقد فقدت اهتمامي بالعديد من الأشياء بعد هذه التجربة، خاصة المتعلقة برغباتي المادية. أشياء مثل امتلاك منزل كبير والكثير من المال (رغم أن القليل منه لا بأس به)، ومطاردة النساء والرغبة في الجنس، كل هذه الأمور تبدو الآن سخيفة.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. إن العلاقات الوحيدة التي تهمني الآن هي مع بناتي. أنا أعزب، وكنت ابذل قدرًا كبيرًا من الوقت والطاقة في محاولة التعرف على الجنس الآخر. لم يعد ذلك يهمني. يبدو تافهًا وبائسًا أن يُهدر الكثير من الوقت والطاقة على ذلك.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. من الصعب تفسير التجربة بسبب الفارق في الاحساس الزمني الذي يبدو أنه موجود بين هذا العالم وذلك العالم الآخر. فما يستغرق بضع ثوانٍ فقط هنا يبدو أطول بكثير هناك.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ غير مؤكَّد. أشعر بأنني مختلف وأرى الناس بشكل مختلف عن ذي قبل. يمكنني معرفة متى لا يخبرني شخص ما الحقيقة بشكل أفضل بكثير من السابق.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كانت التجربة بأكملها ذات مغزى، وأفكر فيها كثيرًا وأستطيع أن أراها كأنها نُقشت في روحي. أستطيع أن أراها كلما فكرت فيها وكأنها حدثت للتو.
هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، لقد أخبرت بعض زملائي في العمل وأفراد أسرتي، ورغم أنهم استمعوا لها، إلا أنني أستطيع أن أقول إنهم يعتقدون أنني مجنون، لذلك لم أعد أذكرها.
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ نعم، قليلاً، كما تعلمون، رؤية النور الأبيض في نهاية النفق، ورؤية الأحبّاء المتوفين.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ رغم أنها كانت تجربة واضحة جدًا، إلا أنني لم أرغب حقًا في التفكير فيها، لكنها استمرت في العودة إليّ وكأنها حدثت بالأمس.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ ربما كانت التجربة حقيقية. رغم أنها كانت تجربة واضحة جدًا، إلا أنني لم أرغب حقًا في التفكير فيها، لكنها استمرت في العودة إليّ وكأنها حدثت بالأمس.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا. أنا لا أشرب، ولا أدخن، ولا أتعاطى أي أدوية أو عقاقير قانونية أو غير قانونية.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ شكرًا لإتاحة الفرصة لي لمشاركة هذه التجربة معكم.